كان من المستحيل حتى أن أتخيل كيف سيتغير التايسانغ-غاجو (الجد الأكبر وزعيم العائلة السابق) إذا انكشف أن نامغونغ سويون هي ابنة باسايول.
صحيح أن تلك الطفلة لا علاقة لها بي على الإطلاق، لكنني لم أرد أن تتعرض نامغونغ سويون لغضب الكبار وهي لم تقترف أي خطأ بيدها.
“باسايول. التايسانغ-غاجو يقوم بحقن طاقته الداخلية في جسد نامغونغ سويون فيؤذيها. فطاقته لا تتوافق مع جسدها.”
قال باسايول بقلق:
“إذن… ماذا… ماذا يجب أن أفعل؟”
عند تنفيذ الده-بوب (القانون الأعظم أو الطقس الكبير)، لم أسمح بطرح أي أسئلة.
لذلك لم يكن مسموحًا له أن يوجّه أي سؤال لي.
لكن مع ذلك، كان قلق باسايول العميق شديدًا لدرجة أنه اخترق حتى ذلك الحاجز المحرَّم الذي وضعتُه.
صرخ بصوت يائس:
“ماذا يجب أن أفعل…!؟”
وفي عينيه الباحثتين عن جواب، انحدرت دموع غليظة.
***
بعدها…
كان التايسانغ-غاجو لا يزال يحب نامغونغ سويون، بل بدا عليه الفرح لأنه يراها أكثر صحة مما كانت عليه من قبل.
“يونا (لقب لسويون). هل تُحبين هذا الجد العجوز إلى هذا الحد؟ هاها… صغيرتي يونا باتت تبتسم كثيرًا كلما رأت جدها هذه الأيام.”
فقال نامغونغ هوي:
“يونا تبتسم حتى عندما ترانا نحن أيضًا، يا جدي.”
وفجأةً تجمّد الجو.
فالـ تايسانغ-غاجو لم يكن في طبيعته إنسانًا ودودًا أو شخصًا يفتح قلبه للآخرين.
لكن أمام نامغونغ سويون فقط، كان يتصرف كالأحمق المبتسم متظاهراً بدور الجد الحنون. أما نامغونغ هوي فكان يفتقر دومًا لحسّ الموقف ويطلق مثل هذه التعليقات غير المناسبة.
نامغونغ هيون تجاهل تصرفات هوي وكأنه لم يرَ شيئًا، بينما الآخرون كانوا يرتجفون خوفًا من أن ينفجر التايسانغ-غاجو غضبًا في أي لحظة.
لكن التايسانغ-غاجو غيّر الموضوع وقال:
“غاجو (الزعيم الحالي). ما رأيك أن تبني جناحًا خاصًا من أجل يونا؟ يبدو أن فناء التدريب الداخلي أصبح صاخبًا بسبب تدريبات الأولاد هذه الأيام. كما أن الأبناء كبروا، ومن غير المناسب أن تبقى سويون معهم في قاعة صغرى كهذه. أثناء بناء الجناح الجديد قد تعيقهم الضوضاء، لذا دع الأبناء يقيمون مؤقتًا في الفناء الخارجي مع الحراس.”
وبهذا، أخرج التايسانغ-غاجو الابنين من الفناء الداخلي بلا أي تردد.
فأجاب الغاجو (الزعيم الحالي،):
“نعم، يا والدي. سأفعل كما أمرت.”
ولم يُبدِ أي اعتراض، بل انشغل فقط بالابتسام وتبادل النظرات مع نامغونغ سويون.
“اكبرِي جيدًا يا يونا. حين تكبرين سأعلّمك بنفسي كل ما أدركتُه طوال حياتي. ستصبحين البطلة الأولى في عالم المقاتلين، وستُعلين اسم عائلتنا. اجعليني فخورًا بك.”
لكن كلماته لم تكن شيئًا يمكن الاستخفاف به أو المرور عليه مرور الكرام.
فالتقنية السرية التي كان يقصدها، هي في الأصل إرث العائلة: يجب أن يتلقّاها الغاجو الحالي من التايسانغ-غاجو، ثم ينقلها الغاجو فيما بعد إلى الابن الأكبر (داي غونجا).
ومع ذلك، أعلن التايسانغ-غاجو بكل وضوح أنه سيورّث تلك التقنية إلى نامغونغ سويون — مع أنها ليست حتى في الترتيب الاول للورثة!
والأدهى أن لا الغاجو ولا الابن الأكبر اعترضا، بل تقبّلا الأمر وكأنه طبيعي.
لم أستطع إلا أن أتعجب: إلى أي درجة يمكن أن تكون جميلة وملفتة تلك الفتاة حتى يعميهم حبها إلى هذا الحد؟
لكنني كنت أعلم جيدًا كم هو حبّ هش وزائف.
فهو حبّ أحادي الجانب، يغمرها بما لم تطلبه أبدًا. وفي اللحظة التي ينكشف فيها السرّ، سيكونون أول من يقطع علاقتهم بها بوحشية.
وفي ذلك اليوم… ما سينقطع لن يكون مجرد علاقة فحسب.
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
قبل حتى أن يحلّ يوم الميلاد، كان الاحتفال قد بدأ.
انتشرت في كل مكان رائحة الطعام، وارتفعت أصوات الناس الثملين بالخمر.
تساءلتُ إن كان لإقامة عيد ميلاد طفل صغير بتلك الفخامة أي معنى، لكن بدا أنّ أسرة نامغونغ أرادت أن تفخر وتتباهى بالفتاة الصغيرة التي وُلدت لأول مرة منذ زمن طويل في العائلة.
من هنا وهناك، تجمّعت شخصيات بارزة من عالم الفنون القتالية لتهنئة سويون بعيد ميلادها.
رغم أنه عيد ميلاد طفلة، إلا أنّ كثيرًا من زعماء الطوائف وأسياد الأسر الكبيرة حضروا بأنفسهم.
لم يستطع الناس إخفاء حماسهم وفرحتهم لكونهم يرون عن قرب أبطالًا من عالم الفنون القتالية، أولئك الذين قادوا الحرب الكبرى ضد الشياطين إلى النصر، فراحوا يتحدثون بحماسة.
اشتعلت أجواء الوليمة منذ وقت مبكر.
“أهلاً بكم جميعًا. لولا مثل هذه المناسبات لما زرتمونا.”
“لقد رغِبنا في المجيء منذ وقت طويل، لكن بما أنكم لم تدعونا خشينا أن نكون عبئًا، فلم نستطع الحضور يا أخي.”
واحدًا تلو الآخر، بدأ الخمسة العظماء بالتجمّع.
وبمجرد أن رأيتهم، تذكّرت المعركة الأخيرة على الجرف، فانقبض حاجباي بشدّة.
تلك المعركة التي افترقتُ فيها عن سيدي.
كان عمي منشغلاً بأداء الأعمال الجانبية، لكنه كان بين الحين والآخر يلمح إلى نامغونغ سويون.
أما الجدّ الأعلى للعائلة فكان غارقًا في التباهي بحفيدته، والضيوف بدورهم سايروه وضحكوا لإرضاء مزاج “سيّد السيف ” الذي كان حاضرًا.
أما مقعدي فقد وُضع بجوار سويون.
كانت سويون، التي بدأت تسير بخطوات صغيرة متعثّرة، لا تتركني ولو لحظة، لذلك كنت دائمًا حيث تكون.
بفضلها كنت أتناول أطيب الأطعمة بوفرة، وأستمتع بمراقبة الحاضرين.
وسرعان ما تحوّلت أحاديث الناس إلى موضوع الحرب العظمى ضد الشياطين.
كان من الطبيعي أن يستمتعوا بالحديث عن حرب انتصروا فيها.
“حتى هذه الأيام، ما زال ما تبقى طائفة الشياطين يظهرون هنا وهناك، يقتلون الناس وينهبون الممتلكات.”
“يقال إن بعض المسؤولين الفاسدين يتظاهرون بأن الأمر من فعل الشياطين، لكنهم في الحقيقة يستغلّون قوة المحاربين لتحقيق مآربهم.”
“بقية طائفة الشياطين؟! هذا غير ممكن. مجرد فكرة أن أحد أتباع زعماء الشياطين نجا، أمر لا يصدق.”
“لا يُمكن قول ذلك بهذه البساطة. أليس أفراد عشيرة دانريما قد نجوا؟! صحيح أنهم حافظوا على حياتهم بخيانة التِنما القائد الأعلى للشياطين، لكنني دائمًا ما أشعر بالقلق تجاههم. إذا كانوا قد خانوا قائدهم، فما الذي يمنعهم من خيانتنا أيضًا؟”
“هذا صحيح، لكن لا يمكننا أن نكون نحن من يخرق العهد أولًا. ماذا سيقول الناس عنا حينها؟”
في خضم النقاش المترنّح الذي اشتعل بسبب الخمر، سُمعت فجأة أسماء عشيرة دانريما، فأحسستُ بكره دفين يغلي بداخلي.
لو لم تخن عشيرة دانريما القائد الأعلى داخل الطائفة الشيطانية، لكانت نتيجة الحرب العظمى مختلفة تمامًا.
فما إن اندلعت الحرب حتى رفعت عشيرة دانريما، التي كانت تحتل مقعدًا بين العشائر الخمس الكبرى، راية العصيان ضد قائدها، وبدأت قواتها تهاجم من الداخل، لتقوض بذلك قوة الطائفة وتؤدي إلى سقوطها.
حتى أعظم المحاربين لم يكن بوسعهم الصمود أمام طعنة مباغتة من رفيق يقف بجانبهم.
لذلك قُتل العديد من الأبطال دون أن يتمكنوا حتى من الدفاع عن أنفسهم، وكان ذلك سببًا مباشرًا في هزيمة الطائفة الشيطانية.
“على الأقل، طوائف العالم النقي (التحالف المستقيم) كانت لديها حجج ومبررات، لكن خونة دانريما….”
ما إن طفت تلك الذكريات المؤلمة حتى شعرت برأسي يكاد ينفجر من الصداع.
ماذا كانت مكافأتهم على الخيانة؟
أموال طائلة؟
مناصب عليا؟
مجداً وسلطة؟
فكّرت أنه إن تمكّنت من حل مشكلاتي الحالية، فسوف أبحث لاحقًا بعناية عن مصيرهم واحدًا واحدًا.
وفيما أنا غارقة في أفكاري، استمعت مجددًا إلى حديث الناس:
“أيها القوم، هذه الجلسة أقيمت للاحتفال بعيد ميلاد يونآ . إذا كنتم ستتحدثون عن أمور ثقيلة كهذه، فمن الأفضل أن تعودوا.”
“يا ويحي، يا سيدي سيّد السيف، ماذا تقول؟ لقد جرفنا الحديث ونحن نستذكر انتصاركم العظيم، فجرى على ألسنتنا ذلك الموضوع.”
عندها التفت الجميع في وقت واحد نحو نامغونغ سويون، ومن ثم امتدت بعض الأنظار إليّ أيضًا.
“لكن… من تكون هذه الطفلة؟ يا سيدي سيّد السيف؟ إن ملامحها قريبة جدًا من ملامح يونآ. هل يوجد في الفرع الجانبي من عائلة نامغونغ طفلة بهذا الجمال والصغر؟”
كان من قال ذلك أحد المرافقين لرئيس معبد شاولين.
وبمجرد أن قالها، تدفقت سيول من النظرات نحوي.
“صحيح! أنا أيضًا لم أرها من قبل. وبما أنني لا أعرفها، فهذا يعني أن أحدًا هنا لا يعرفها. كم مرة دخلت وخرجت من عائلة نامغونغ وكأنها بيتي، لكني لم أرها قط… هل هي ابنة أخت ربّ الأسرة؟”
“إنهما متشابهان جدًا، كأن ملاكين نزلَا معًا إلى الأرض.”
لكن سرعان ما بدا أن المتحدثين أدركوا خطأهم الكبير، حين لاحظوا أن الثياب التي أرتديها ليست ثياب فرع جانبي من العائلة.
وأيقنوا أيضًا أنهم ارتكبوا زلة لسان عظيمة.
فتوقف الحديث فجأة، وسارعوا بتغيير الموضوع وضحكوا بصوت عالٍ، كأن شيئًا لم يُقل أصلًا.
حتى الجدّ الأعلى، وحتى ربّ الأسرة، لم يتفوها بكلمة عن ذلك، وكأنهم اتفقوا على اعتباره هراءً صدر من أفواه أشخاص طائشين.
وهكذا مرّ عيد ميلاد سويون.
***
كبرت الطفلة قليلًا، وبدأت تمشي وتتحدث.
كان الجميع يتساءلون بفضول شديد من سيكون أوّل شخص تناديه نامغونغ سويون باسمها.
لكنهم صُدموا حين اكتشفوا أنّ الكلمة التي خرجت من فمها لم تكن اسم أي أحد من العائلة، بل كان اسمي أنا.
“با-سوهَي!”، “يا،!”
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 7"