لكنّ ربّ العائلة، وقد استبدّ به الغضب، أمسك بيدي التي كانت تغرز الإبر بعناية في مواضعها لتفريغ الدم الفاسد، فقطع عليّ الحركة بعنف.
وفي تلك اللحظة، انزلقت الشفرة التي كنت أستخدمها، لتقطع عرضاً أمامي… وكانت النتيجة مروّعة.
صرختُ:
“آه!”
واندفعت الدماء من جسد سويون بعدما شقّها السكين عميقاً.
وما أن رأى ربّ العائلة ذلك حتى اتسعت عيناه هلعاً.
“يـ… يونا! يونااا!”
“يا آنستي! آنستي!”
كانت الدماء تتدفق من فم سويون؛ يبدو أن نصل السكين قد شقّ أحشاءها.
“آنستي!!!”
صرخ ربّ العائلة وهو يرتجف:
“أنتِ! ما الذي فعلتِ، يا با سوهَي! يونا! يونا! استفيقي يا يونا!”
كان جسده كله يرتعد وهو لا يدري ما يفعل، بينما كنت أحاول بكل ما أملك أن أوقف النزيف.
لكن الجرح كان قاتلاً… لم يكن سهلاً أن أسيطر عليه.
وازداد الأمر سوءاً لأن ربّ العائلة، الذي لم يدرك أنه يعرقلني، راح يمسك بيدي ويشدّها بعنف، مما جعل الدم يتدفق أكثر.
“ما الذي تفعلينه! با سوهَي! أأنتِ مصمّمة على قتلها؟! ابتعدي حالاً!”
صرختُ عليه:
“إن لم ترد أن تموت الآنسة، فاتركني أعمل! أستطيع إنقاذها! أنا من أبقاها حيّة حتى الآن!”
لكنه لم يسمعني.
أمسكني من ياقة ثوبي وضرب بي الأرض، ثم اندفع نحو جسد ابنته المرتجف، يحاول إيقاف الدم بضغط النقاط الحيوية.
لكن الوقت كان قد فات.
“آنستي! آنستي!!!”
تمتمت سويون بصوت مبحوح:
“سوهَي… ساعديني… أنقذيني…”
مدّت يدها نحوي، لكن قبل أن أتمكن من الاقتراب، دفعني ربّ العائلة مجدداً بعيداً.
وعندما رفعت رأسي، كانت عيناها تفقدان بريقهما شيئاً فشيئاً.
“يونا! يوناااا!!!”
لم يكن يدرك أنه هو من قتلها.
صرخ بجنون:
“أيها الناس! الطبيب! أحضروا الطبيب حالاً! أخبروا الجدّ الأكبر! يونا… إنها لا تتنفس!”
راح يهزّ جسدها المنهك باكياً:
“يونا! أبي هنا يا صغيرتي! افتحي عينيك!”
لكن الجسد أخذ يبرد ببطء، وأنا لم أتحرك من مكاني، متجمّدة، لا أشعر بشيء.
كانت البداية بخطأ الجدّ الأكبر، والنهاية بيد ربّ العائلة…
لكن كليهما لم يدركا الحقيقة.
“ما الذي فعلتِه بها! لماذا؟! لماذا قتلتِها؟!”
أمسكني من عنقي وهو يصرخ في وجهي، وفي تلك اللحظة دوّت أصوات أقدام كثيرة.
دخل الجدّ الأكبر، وتبعه الرجال.
حاولوا إنعاش سويون، لكن أنفاسها كانت قد توقفت منذ وقت طويل.
نظرتُ إلى الجدّ الأكبر بعينين جامدتين، خاليتين من الدفء.
لم أفهم لماذا بدا عليه الحزن حقاً… رغم أنه كان يشكّ في سويون منذ البداية.
ومع ذلك، كان يبكيها بحرقة.
ضمّ جسدها الملطّخ بالدماء، وصرخ كالمجنون، صوته يشقّ سكون الليل:
“يوناااا! يا ابنتي يوناااااا!”
أما ربّ العائلة، فلم يستطع تقبّل الحقيقة بعد.
راح يتمتم وهو يهزّ رأسه بجنون:
“لا… هذا حلم. هذا غير حقيقي. لا يمكن أن يكون حقيقياً!”
عندها، نهض الجدّ الأكبر بغضب، ولوّح بيده، فضرب وجه ابنه بكل قوته الممزوجة بالطاقة الداخلية.
طار جسده مسافة كبيرة وارتطم بالجدار، فتصدّع الجدار وانهار جزء منه، والدماء تناثرت من فمه.
صرخ الجدّ الأكبر:
“أيها الوغد! كيف تجرؤ!”
اقترب منه بخطوات هادرة كأنه سيف سيقتله، فصرخ ربّ العائلة مرتعباً:
“لست أنا! أقسم أني لست أنا! كانت با سوهَي! هي من حاولت قتل يونا!”
وفي تلك اللحظة، دخل عمي المكان.
كان وجهه يختلط فيه الذهول بالحزن والغضب.
وبطريقة غريبة، بدا وكأنه قد أدرك ما حدث دون أن يراه.
كان هناك خنجر صغير على الأرض، يناسب مقبضه يدي تماماً، وقد تلطخ بالدم.
كان من الطبيعي أن يظنّ الجميع أني أنا من طعن سويون،
لكن عمي نظر إليّ بنظرة مؤلمة، كأنه يعلم ما كنت أفعله حقاً.
صرخ الجدّ الأكبر وهو يقترب مني:
“تكلّمي! هل ما قاله ربّ العائلة صحيح؟!”
وأمسك بمعصمي بعنف، وقوته كادت تسحق عظامي.
“ألا تسمعينني؟ أجيبي!”
تسرّبت من جسده طاقة هائلة حتى تشقّقت الجدران وبدأ السقف يتهاوى.
عندها انشقّ صوته آخر، حادّ وبارد كالشفرة:
“توقفوا!”
كان عمي.
تقدّم وهو يقاوم غضبه ليقف بيننا.
“يا سيّدي الجدّ الأكبر… ليست سوهَي المخطئة. بل هو خطؤك أنت.”
تجمّد الجميع.
حتى أنا لم أصدق ما قاله.
كيف يمكنه تذكّر ما حدث تحت تأثير تقنية سلب الوعي؟
زمجر الجدّ الأكبر:
“ماذا قلتَ أيها المجنون؟ سأقتلكما الآن، أنتَ وتلك الفتاة!”
لكن عمي لم يتراجع، بل أمسك بذراع الجدّ الأكبر ليبعدها عني.
كان يعلم أنه لا يُسمح لأحد أن يلمس الجدّ الأكبر دون إذن، ومع ذلك فعلها لينقذني.
امتلأت ملامح الجدّ الأكبر بالغضب والاحتقار، كأنه يسخر من عمي الذي فقد مركز طاقته الداخلية ولم يعد يملك قوة.
شدّ قبضته أكثر على معصمي، فصرخت من الألم.
لكن المفاجأة… أن الجدّ الأكبر هو من صرخ هذه المرة.
“آااه!”
في لحظة واحدة، كان عمي قد اندفع كوميض برق، قبض على يده، وصوت تحطم العظام دوّى في القاعة.
حتى أنا صُدمت.
فهو يواجه من يُلقّب بـسيّد السيف، الجدّ الأكبر نفسه… وينتصر عليه.
صرخ الجدّ الأكبر:
“با سايول، أيها الوغد!”
فردّ عمي بصوت مملوء بالألم:
“ليست لابنة أخي ذنب في ما جرى. إن طاقتك الداخلية لم تكن متوافقة مع جسد الآنسة… ألم تفهم هذا حتى الآن؟!”
كان يعلم أن سويون قد ماتت.
ومع ذلك، وقف في وجه الجدّ الأكبر لينقذني.
ربما لأنه فقد بالفعل كل ما كان يريد حمايته، فلم يبقَ له ما يخسره.
زمجر الجدّ الأكبر:
“أيها الكاذب! كيف لرجل فقد طاقته الداخلية أن يُظهر مثل هذه القوة؟! أكنت تخدعني طوال الوقت؟!”
لكن عمي صاح في وجهه:
“بل أنت من كان يخدع نفسه! كنتَ تعلم أن طاقتك تدمر جسد حفيدتك، ومع ذلك واصلتَ دفعها إليها بالقوة!”
لم يفهم أحد الحاضرين ما يقصده.
أما ربّ العائلة، فشعر بشيء غريب، فأمر الناس بالخروج، ولم يبقَ سوى الأطباء وقلة من المقربين.
كانت سويون قد فارقت الحياة، لكن الجو لم يكن حزيناً… بل مليئاً بهالة قاتلة.
صرخ الجدّ الأكبر:
“ما الذي تقوله! ما خطب طاقتي؟!”
ردّ عمي بصوت حازم:
“طاقتك الداخلية لا تتوافق مع جسدها. كان يمكنك أن تدرك هذا منذ البداية!”
“ولماذا لا تتوافق مع حفيدتي؟! لماذا؟!”
توقف فجأة، وكأن صدمةً اخترقت عقله.
ثم التفت نحوي، عيناه تتسعان شيئاً فشيئاً.
في تلك اللحظة… تذكّر الحقيقة.
أن با سوهَي – أنا – هي ابنة أخ با سايول،
وأن سويون هي ابنته.
وأننا متشابهتان بشكلٍ غير طبيعي… تشابه لا يمكن أن يكون مصادفة.
حينها فقط، أدرك ما حاول إنكاره طوال الوقت.
صرخ بصوت ملتهب بالحقد:
“با سايول! أيها الحقير!”
وانطلقت من جسده موجة قاتلة من الطاقة، كأنها تخترق جلدي إبرًا حارقة.
♤♧♤♧♤♧♤
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 16"