*بالنسبة للآلة الموسيقية اللي انذكرت بالفصل السابق دورت على صورتها و كذا بالنت و ما لقيتها، بعدين دورت على اوصافها و حسب اللي لقيته فهي آلة الغيجاك (بحط لك الصورة بنهاية الفصل) *
ما أن أحضر نامغونغ هيون آلة الغيجاك حتى أشرقت ملامح نامغونغ سويون وكأنها نالت الدنيا بأكملها.
في تلك الليلة، سمعت من عمي أن السيدة كانت تعزف الغيجاك أيضًا.
كان يحاول أن يجعلني أنام، فبدأ يحكي لي قصصًا شتى، حتى وصل إلى تلك الحكاية.
قال لي بصوتٍ مفعم بالحنين:
“كانت السيدة الكبرى تعزف الغيجاك ببراعة نادرة. حتى أعظم العازفين في الفرق الموسيقية لم يكن ليقارن بها. ربما لهذا السبب تحب سويون أنغام الغيجاك كثيرًا، يا صغيرتي. عندما كانت والدتها حاملاً بها، كانت كثيرًا ما تعزف تلك الآلة أيضاً.”
لم يكن يدرك أنني أعلم السر الذي يجمع بينه وبين نامغونغ سويون.
ولذلك كان يتحدث ببساطة، وكأنه يروي قصة قديمة لا شأن لها بالحاضر.
غير أني، وقد علمت ما بينهما، شعرت بشفقة عميقة تجاه نامغونغ سويون.
في اليوم التالي، توسلت سويون إلى ربّ الأسرة أن يسمح لها بالذهاب مرة أخرى لمشاهدة عرضٍ موسيقي.
كان قد رفض ذلك من قبل، لكنه بدا عاجزًا أمام إصرارها، فأذن لها أخيرًا بالذهاب.
وحين انتهى العرض، لم تغادر سويون المكان إلا بعد وقت طويل، تحتضن الغيجاك بين ذراعيها، دون أن تذرف دمعة واحدة، وهذا ما جعل المشهد أكثر إيلامًا.
لقد حصلت على الآلة التي رغبت بها، لكنها لن تستطيع سماع صوتها بعد الآن.
عاد نامغونغ هيون ونامغونغ هوي بها إلى الدار، يحاولان مواساتها.
كانت سويون شاردة تمسح أصابعها على أوتار الغيجاك بصمت، بينما كنت أرمق الآلة بطرف عيني، ثم قلت بعد تردد:
“سيدتي… لم أعزف هذه الآلة من قبل، لكن… هل تسمحين لي أن أجربها قليلاً؟”
فقالت بلهفةٍ مشرقة:
“أنتِ يا سوهَي؟ أجل، جربيها. أنت بارعة في كل شيء، لعلّك تتقنين هذا أيضًا. هيا، جربي!”
كانت تتطلع إليّ بأمل كبير.
لم أكن واثقة من أنني أستطيع إخراج صوت جميل منها، إذ لم أفكر يومًا أن أجرّب عزفها بنفسي.
لكن بدا لي أنها لا تنتظر مني أداءً متقنًا، بل فقط أن تسمع صوت الغيجاك من جديد.
وما أن مرّرت أصابعي على الأوتار حتى انساب لحنٌ عذبٌ على نحوٍ غير متوقع.
اتسعت عينا سويون، وتلألأ فيهما البريق كحبات البلور.
“واااه…”
همست بانبهارٍ وهي تقترب أكثر لتصغي للأنغام التي ملأت الغرفة.
في البداية عزفت بعض المقاطع التي كنت قد سمعتها في العروض المسرحية، لكني وجدت نفسي، دون وعي، أعزف لحنًا آخر… اللحن الذي كان سيدي يعزفه مرارًا.
سألتني سويون وقد استولى عليها الفضول:
“ما هذا اللحن يا سوهَي؟”
لم أكن أدرك حتى تلك اللحظة ما الذي كنت أعزفه، فارتبكت وتوقفت فجأة.
“لماذا توقفتِ؟ إنه جميل.”
كان ذلك صوت نامغونغ هيون الذي لا أعلم متى حضر.
وكان إلى جانبه نامغونغ هوي، يقف كظلّه الصامت.
لم أجد ما أجيب به، لأن هذا اللحنَ لحنٌ لم أتعلمه من أحد.
لكن لمّا أبدى الشقيقان رغبة في سماعه مجددًا، اغتنمت الفرصة لأتجنب السؤال وعدت للعزف بصمت.
غير أن صوتًا مزمجرًا شقّ السكون:
“ما الذي تفعلينه هناك؟!”
دوّى صوته الحادّ كالصاعقة، وإذا بربّ الدار يقترب غاضبًا، وجهه يشتعل حنقًا.
انتزع الغيجاك من بين يديّ وألقاه أرضًا، ثم رفع يده وصفع وجهي بلا رحمة.
“أبي!!”
صرخت سويون، وأمسكت بساقه محاولة أن تمنعه، لكنه كان كالعاصفة، لا يرى شيئًا.
استمر في ضربي بينما كانت هي تتشبث به باكية.
وقف نامغونغ هيون ونامغونغ هوي في ركنٍ بعيد، شاحبين من الخوف، عاجزين عن النطق.
كانا صغيرين جدًا على مواجهة والدهما، ومن الطبيعي أن يرتعبا من ذلك المشهد.
“أبي، أرجوك! لا تضرب سوهَي! أنا من طلبت منها أن تعزف! إن كنتَ ستعاقب أحدًا، فعاقبني أنا!”
صرخت سويون بصوتٍ مرتجف، وهي تحاول حماية جسدي بجسدها الصغير.
لكن غضب ربّ الدار بلغ ذروته وهو يصيح:
“لا تجرؤي أبدًا على عزف الغيجاك في هذا البيت ثانية! لولا أني أكبح نفسي من أجل ابنتي لكسرتُ أصابعك الآن!”
قال كلماته وهو يرتجف من الغيظ، ثم استدار مغادرًا.
لكن ما لبث أن عاد فجأة وركلني بقسوة قبل أن يغادر من جديد.
هرعت سويون لتغطي جسدي بجسدها، فتوقف عندها، ثم خرج دون أن يلتفت.
أما أنا فبقيت على الأرض، أتحسس وجعي، أخشى أن يعود في أي لحظة.
لم يجرؤ أحد على الاقتراب، واكتفى الجميع بالنظر إليّ بعينين مرتاعتين قبل أن يغادروا المكان.
اقتربت سويون ودموعها تلمع على وجنتيها:
> “أنا آسفة يا سوهَي، كل هذا بسببي…”
“لا بأس، آنستي… لكن ماذا سنفعل بالغيجاك الآن وقد تحطم؟”
“لا يهم. لن أستمع إليه بعد اليوم. أن تُضربي لأجله أقسى عليّ من ألا أسمع صوته. سامحيني، سامحيني حقًا…”
وبينما كانت تهمّ بالذهاب، رفعت بصري فرأيت عمي يقف هناك بصمت.
لم أدر منذ متى كان يراقب، لكنه اقترب نحوي ورفعني عن الأرض، وقال بصوتٍ متهدّج:
“من أين عرفتِ هذا اللحن يا سوهَي؟”
“لا أعلم… ربما سمعته من قبل…”
تجمد وجهه للحظة، ثم قال:
“ذلك اللحن كانت السيدة تعزفه كثيرًا…”
بدت ملامحه متصلبة، كأن شيئًا ثقيلًا يعصر صدره.
أدركت حينها كم كان قلبه مثقلاً.
***
منذ ذلك اليوم، تغيّر كل شيء.
لم يعد الشابان يُظهران لي الودّ كما كانا يفعلان، بل صار تجاهلهما لي مطبقًا حتى في وجود سويون.
حاولت سويون مرارًا أن تلطف الجوّ بيننا، لكنهما لم يعودا يصغيان إليها حين يتعلق الأمر بي.
انقطعت كل صلةٍ تجمعنا.
أما ربّ الدار، فقد ازدادت قسوته عليّ وعلى عمي.
كان كلما شرب أكثر، استدعاه أمام الناس لينهال عليه بالضرب، مدّعيًا أن ذلك لتقويم «نظام القوة في بيت نامغونغ».
لكن كلماته كانت تكشف ما في صدره من خوفٍ دفين:
“ما الذي يبقي رجلاً محطّم الطاقة الداخلية هنا؟! أيريد إثبات شيء؟!”
كان يخشى أن يتحدث عمي يومًا عما جرى في سجن الطائفة، وأن يصدّقه الناس.
أما الشيخ الأكبر، فكان متهاونًا، لا يتدخل، لكنه لم يأذن بطرد عمي من الدار، فبقي بين المطرقة والسندان.
ازداد اضطهاد ربّ الدار له وليّ، ومع ذلك لم يرحل عمي، إذ لم يكن قادرًا على مغادرة المكان الذي تعيش فيه ابنته.
كان يشعر بالذنب لأنني أتحمل نصيبي من العذاب بسببه، لكنه ظلّ صامدًا.
وأنا أيضًا… لم أعد أرغب في الرحيل.
فقد أصبحت سويون، بعد رحيل سيدي، هي خيط الوصل الوحيد بيني وبين هذا العالم.
***
“سوهَي!”
ركضت سويون نحوي تحمل في يدها زهرة كرزٍ تساقطت لتوّها.
لقد غدت فتاة فاتنة الجمال، بيضاء البشرة كخزفٍ مصقول لا تشوبه شائبة.
تفوقت على أقرانها جميعًا، وكان واضحًا أنها، إن استمرت على هذا النحو، ستصبح يومًا ما أعظم محاربة في البلاد.
أما نامغونغ هيون ونامغونغ هوي، فقد تخلصا من ملامح الطفولة كليًا، وصارا شابين وسيمين متكاملين.
كان هيون أكثر نحافةً وحدةً في ملامحه، بينما بدا هوي أكثر رجولةً وعمقًا، وإن كان الشبه بينهما لا يزال قويًا.
حين يسير الثلاثة معًا، يعجز الناس عن إخفاء إعجابهم:
“يا إلهي، كم هم رائعون!”
“حين تُقام مسابقة العائلات الثلاث الكبرى، سيذوب كل من يراهم إعجابًا!”
كان الثلاثة يتدربون بلا هوادة، ويتنافسون في مهاراتهم، بل كان الشابان يتبارزان أحيانًا مع سويون.
ورغم صغر سنها بالمقارنة بهما، إلا أنها تكن تقلّ عنهما مهارة.
كانت كل حركاتها مشبعة بتعاليم الشيخ الأكبر الذي أورثها فنه السامي، حتى أنها كانت تتنبأ بخطواتهما قبل أن يتحركا.
قال أحدهما مبتسمًا بفخر:
“كما توقعت… إنها ابنة بيتنا بحق.”
ولم يكونا يشعران بالغيظ عند الهزيمة، بل بالاعتزاز.
وكنتُ، حين أراهم يبتسمون لها بتلك الطريقة الخاصة، أشعر أن ضوءًا من الجمال يشرق على وجوههم لا يظهر إلا في وجودها.
ومع ذلك، ظل الخوف من ربّ الدار والشيخ الأكبر جاثمًا في أعماقهم.
أمامهما فقط كانوا يتحولون إلى مخلوقاتٍ صغيرة، تخشى أن تتنفس بصوتٍ عالٍ.
أما أنا، فكنت أرى بوضوح أن هذين الرجلين – ربّ الدار والشيخ الأكبر – لا يمكن أن يكونا طبيعيين بأي حال.
♤♧♤♧♤♧♤
آلة الغيـجـاك (غيغك أو جيغم) هي آلة وترية تقليدية تُستخدم في الموسيقى الشعبية في آسيا الوسطى وخصوصًا في أوزبكستان، طاجيكستان، تركمانستان، إيران، وأفغانستان.
تشبه الكمان لكنها تُعزَف وهي عمودية على الركبة أو على الأرض.
لها وتران أو ثلاثة أوتار (وأحيانًا أربعة).
جسمها عادةً مصنوع من خشب الجوز ومغطى بجلد الحيوان من الأمام.
القوس (القَوس الذي تُعزف به) يُشد بشَعر الخيل تمامًا كالكمان.
صوتها عميق ومعبّر جدًا، وتُستخدم غالبًا لعزف الألحان الحزينة أو الغنائية.
تُستخدم في الفرق الشعبية والموسيقى التقليدية، خصوصًا في العروض القصصية أو الغنائية القديمة.
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 13"