كان من المفترض أن تأكل الآنسة نامغونغ سو-يون كرات الأرز مع الجميع، لكنها قالت إن دمى كرات الأرز (التي صنعها بيديه على شكل محاربين صغار) جميلة جداً ولا تستطيع أن تأكلها.
وفي النهاية، فسد الأرز وأصبح رائحته كريهة، فاضطرت الخادمة سي-بي إلى رميه.
غضبت سو-يون كثيراً وبكت أياماً متواصلة لأنها شعرت أن دمى كرات الأرز رُميت بلا مبالاة.
وعندما علم عمي بالقصة، نحت لها بيديه خنجراً خشبياً صغيراً وأعطاها إياه.
صحيح أن الخنجر الخشبي لم يكن مصنوعاً بإتقان كبير، لكنه شعر بسعادة غامرة عندما رآها تحتفظ به وتلعب به بعناية.
ومنذ ذلك اليوم، صار يبذل جهداً أكبر ليصنع لها أشياء خشبية أكثر إتقاناً.
وكان لديه دائماً اعتقاد أنه ينبغي أن يصنع نسختين من كل شيء: واحدة له وواحدة لها. لكني سألته:
“هل يمكن أن آخذ ما صنعته وأعطيه للآنسة بدلاً من أن تصنع نسختين؟”
فابتسم بحرج وأومأ برأسه موافقاً.
ومنذ ذلك الحين، صرت آخذ لها ما يصنعه، شيئاً فشيئاً امتلأ درجها بالكثير من الدمى الخشبية المنحوتة.
وعندما تحدثت عن المسرحيات والفرق المسرحية أمامها، هزّت سو-يون رأسها بحماس وقالت:
“سيكون رائعاً لو ذهب المحارب با معنا وشاهد المسرحية أيضاً.”
وأضافت بابتسامة واثقة:
“صحيح! قالوا إن الكثير من الحراس سيرافقونني لحمايتي، وعندها يمكنني أن أطلب أن يذهب معنا المحارب با أيضاً.”
ترددتُ قليلاً ثم قلت:
“لكن… أظن أن الأمر لا يعتمد على رغبتنا فقط.”
كنت آمل في داخلي أن تتمكن من تحقيق ذلك، كي تمنحه تلك الفرصة.
فقالت بإصرار طفولي:
“لا بأس! سأتحدث مع جدي الكبير، وسيأذن بأن يرافقنا المحارب با.”
وبالفعل، كانت قوتها وتأثيرها أكبر بكثير مما تخيلت، فقد نجحت في الأمر.
وفي يومٍ ما، بينما كنت في المسكن، اندفع عمي نحوي وملامح الفرح تغمر وجهه:
“سأذهب أنا أيضاً إلى عرض الأوبرا الصينية (الكونغك).”
فابتسمت له قائلة:
“حقاً يا عمّي؟ هذا رائع!”
“نعم…” أجاب وهو يحاول أن يخفي ارتباكه.
كنت أعرف أنه لا يقول الحقيقة كاملة؛ فسبب فرحته الحقيقية لم يكن العرض، بل كونه سيتمكن من مرافقة سو-يون والبقاء بجانبها.
ومع ذلك، لم أرد أن أحرجه، فباركت له بحرارة.
كانت سعادته غامرة إلى درجة أنه لم يتوقف عن الابتسام، وكأنه ما زال غير مصدق أن ذلك يحدث له.
في اليوم التالي، بدا واضحاً أنه لم ينم طوال الليل من شدة الترقب.
أما بقية الحراس فلم يخفوا انزعاجهم من اختياره للذهاب معهم، لكنهم لم يجرؤوا على الاعتراض على قرار الزعيم الكبير.
تحرك الموكب، وبدت سو-يون في غاية السعادة بكل ما تراه من حولها.
عُرضت عليها عربة لتستقلها لكنها أصرّت على ركوب حصان، فحملها شقيقها نامغونغ هيون وأجلسها أمامه.
قالت له بحماس:
“أخي، هل سبق أن شاهدت عرض أوبرا الكونغك؟”
فابتسم مازحاً:
“قلتُ لك من قبل إنني لم أشاهد، هل فقدتِ ذاكرتك؟”
فضحكت ضحكة صافية وأجابت:
“أنا متحمسة جداً! سيكون ممتعاً للغاية. ربما أصبح ممثلة في أوبرا الكونغك يوماً ما!”
فقال أخوها بحزم:
“مستحيل! أختي يجب أن تصبح أعظم بطلة في العالم، لا ممثلة.”
وصلوا إلى ساحة العرض التي كانت مكتظة بالناس.
وبما أنهم من عائلة نامغونغ العريقة، خُصصت لهم أفضل المقاعد.
جلستُ أنا قرب سو-يون، وكان عمي على مقربة، ينظر إليها بعينين لا تفارقها، كأن مهمته الوحيدة في الدنيا هي حمايتها.
وخلال العرض، عندما عزف أحد الموسيقيين آلة الجيغم (آلة وترية تقليدية)، أشرقت عيناها بفرح طفولي وسألتني همساً:
“ما اسم هذه الآلة؟ صوتها جميل جداً!”
فأجبتها:
“إنها الجيغم. والعازف ماهر جداً.”
قالت بحماس:
“هل يمكنني أن أتعلم العزف عليها؟ هل تجيدين العزف يا سو-هي؟”
ترددت لحظة ثم أجبت:
“لم أجرب من قبل، لذا لست متأكدة.”
لكن في داخلي تذكرت السيد، فقد كان بارعاً جداً في عزف الجيغم.
كلما كان يعزف، كنت أتوقف عن القيام بأي شيء فقط للاستماع إليه.
انتهى العرض، وصفقت سو-يون بحرارة. أما إخوتها، فقالوا إنه كان مملاً لعدم وجود مشاهد قتال، ومع ذلك عادوا لمشاهدته ثلاث مرات أخرى.
لكن سو-يون كلما سمعت عزف الجيغم، كانت عيناها تلمعان.
وعندما علمت أن الغد سيكون آخر عرض، قالت بحزن:
“إذن لن أسمع صوت الجيغم بعد الآن؟”
رفضت الاستسلام وبكت بشدة.
عندها اقترح شقيقها نامغونغ هيون أن يشتروا الآلة من الفرقة.
وبالفعل، تدخل الزعيم الكبير وطلب من العازف بيع آلته، لكن العازف ارتبك وقال إن هذه آلته التي يستخدمها منذ سنوات ولا يستطيع التخلي عنها.
بدا أن الموقف سيتحول إلى تهديد، لكن فجأة اقترب عمي بهدوء وسأله:
“هل لديك آلة أخرى احتياطية؟ ربما تستخدمها للتدريب؟”
فتنفس العازف الصعداء وأجاب:
“نعم، لدي واحدة احتياطية.”
“وهل يمكن بيعها إذن؟”
“نعم… يمكنني بيعها.”
وبذلك، تم شراء الآلة الاحتياطية. نسيَت سو-يون دموعها تماماً، وظلت تنظر بانبهار إلى تلك اللحظة التي حظيت فيها بآلة الجيغم التي أحبت صوتها.
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات