“لا يا آنسة، ليس الأمر كذلك. أنتِ ذكية وفطنة ولذلك فهمتِ بسرعة.”
“لا، سوسو، أنتِ لا تملكين حتى كتابًا ومع ذلك تحفظينه كله عن ظهر قلب. لقد قلت ذلك أيضًا لجدي. أخبرته أنه سيكون من الجيد لو أعطاك كتابًا مثلي. لكنه رفض. قال إن هذا سيُضعف الانضباط. لا أعرف ما العلاقة، لكن هذا يزعجني.”
“لا تقولي ذلك يا آنسة. إذا قال السيد الأكبر ذلك، فمن الأفضل أن تعتبريه صوابًا.”
“لكن…”
“لا يجوز يا آنسة. يكفيني أن تفكري بي. أنا سعيدة جدًا لدرجة أنني لا أريد أكثر من هذا. لذلك لا ينبغي أبدًا أن تحملي استياءً تجاه السيد الأكبر. والأهم ألا تذكري مثل هذه الكلمات أمام أحد. عديني أنكِ لن تفعلي ذلك.”
“……”
رغم أنها لم تكن توافقني تمامًا، إلا أن نامغونغ سو-يون وافقت في النهاية.
الآن هي مدللة ومحبوبة، لكن لن يُعرف كيف سيكون الأمر لاحقًا، ولذلك أردتُ أن أقطع أي احتمال لأن تقوم بما قد يُغضب السيد الأكبر.
بعد ذلك، كانت نامغونغ سو-يون غالبًا ما تحكي لي.
“لقد أخبرت جدي مرة أخرى بما علّمتني إياه، وهذه المرة اندهش حقًا. قال إنني فهمتُ بشكل صحيح، وأنه ما من طفل بعمري فهم ذلك مثلي. وقال إنه فخور بي جدًا.”
“حقًا؟ هذا رائع، جيد جدًا.”
لو أنها تعلمت على يد الأستاذ الكبير القاسي والمخيف، لكان من الصعب أن تفهم شيئًا. لكنني كنتُ أشرح لها بأسلوب مبسط مناسب لعمرها، وكانت هي تحفظ بكل حماس حتى تُدهش جدها، وكل ذلك بدافع رغبتها في أن أمتدحها.
“فقلتُ له إن سوسو هي من علّمتني. فقال لي أن أستمر في التعلم بجد. قال إنني أجعل جدي سعيدًا هذه الأيام.”
كان السيد الأكبر يحب سو-يون بالفعل، فأصبح يبتسم كالأبله طوال الوقت.
وبفضل ذلك لم يعد صعبًا عليّ أن أدرس مع الشابين الآخرين.
“حسنًا، لنرَ كم تعلمتم حتى الآن. سأختبركم.”
كان الأستاذ الكبير (دايهاكسا) يطرح علينا أحيانًا أسئلة فجائية، وفي كل مرة كنتُ أجيب من محفوظاتي.
في الطب، يجب أن تحفظ الكثير، وأنا كنت معتادة على الحفظ.
وعلاوة على ذلك، حياتي اختلفت تمامًا عن حياة الشابين، ولذلك كان هناك الكثير مما لم يكن واضحًا لهما بينما كنتُ أعرفه جيدًا.
كنتُ أحيانًا أنوي التظاهر بالجهل حتى لا أُحبطهما، لكن الأستاذ كان يكتشف الأمر دومًا.
“أنتِ تعرفين الاجابة، أجيبي. هذا سيحفزهم.”
فأجيب بعد تردد، وكان الشابان يبدوان غاضبين لكوني أعلم ولم أجِب.
لم يكن في ذلك أي فائدة لي، لكن الأستاذ لم يُبالِ، بل ظل يمتدحني.
“ذلك الرجل حقًا شخص سيئ.”
ومع الوقت بدأتُ أشعر أن وجودي هناك مضيعة للوقت.
كنتُ أظن أنني أستطيع فهم كل شيء وحدي لو مُنحت كتبًا.
لكن لم يُعطوني كتبًا، فاضطررتُ إلى التركيز في كل درس بكل حواسي.
وبسبب تركيزي الشديد، صار الأستاذ يتحمس وينسى الوقت.
“يا إلهي، لقد تأخرنا كثيرًا. لكن بما أنكم تستمعون بجد، فهذا يعطي معلمكم دافعًا أعظم. لو أردتم يمكنني أن أعلّمكم أكثر.”
لم يكن باستطاعة الشابين أن يرفضا.
فشكراه، فازداد حماسه أكثر، وبلغت غيرة الشابين مني ذروتها.
“يا با سو-هي!”
بعد انتهاء الدرس، اعترض نامغونغ هيون طريقي.
“أنتِ! تفعلين هذا عمدًا، أليس كذلك؟”
“ماذا؟”
“لماذا تلمعين عينيكِ كالنجوم حتى لا يُنهي الأستاذ الدرس؟!”
“……ماذا؟”
غضب، ثم شعر أن كلامه غريب، فعاد يحدق بي.
“أقصد… فقط تصرفي باعتدال! لا تبالغي!”
ثم جاء نامغونغ هوي غاضبًا:
“صحيح! عندما تلمع عيناك مثل العسل، يريد الأستاذ أن يعلّمنا المزيد!”
كانا منزعجين أصلًا لأن علاماتي لم تكن أدنى بكثير من علاماتهما، وازداد غضبهما لأن الأستاذ كان يمدحني دائمًا.
لكن رغم غضبهما، كان وصفهما لعينَيّ مضحكًا.
نامغونغ هيون أدرك أن كلامه محرج قليلًا، لكن نامغونغ هوي لم يُدرك ذلك أبدًا وظل يصرخ.
كنت أعلم أنهما كانا دائمًا يتحسّسان من نتائجي، لأن أبناء عائلة كبيرة مثلهم لا يريدان أن يتجاوزهما شخص مثلي.
“على أي حال، تصرفي باعتدال! تظاهري بالملل أحيانًا، تظاهري بالشرود أو حتى بالنعاس.”
“حسنًا…”
ومن الغد بدأتُ أفعل ذلك، فصار الشابان أكثر ارتياحًا.
الأستاذ لاحظ ثم وبّخني قليلًا، لكنه في النهاية أدار وجهه عني بامتعاض.
أما الشابان فقد أظهرا تركيزًا شديدًا، وكانت عيونهما هي التي تلمع كالنجوم والعسل حين يتلقيان مدح الأستاذ.
“الأطفال هم أطفال فعلًا.”
كان منظرهم مثل جروَين سعيدَين بمديح سيدهما، فابتسمتُ فقط.
بينما كنتُ أتجول مع سو-يون في ساحة الدار، والريح الخريفية تهز أغصان الصفصاف المتدلية، أشارت فجأة إلى الجناح.
“إنهما أخواي!!”
ثم جرت أولًا، والتفتت إليّ ملوحة بيدها.
“تعالي يا سو-هي، أسرعي.”
لم يكن لدي شوق لرؤيتهما، فقد أمضيت وقتًا كافيًا معهما بالفعل، لكن سو-يون أصرت بلهفة، حتى دقّت قدميها على الأرض لتدعوني. لم يكن أمامي سوى اللحاق بها.
كان الشابان منشغلَين عندما اقتربنا.
رأيت أن نامغونغ هوي كان يكتب رسالة.
“ماذا تفعلان يا أخوي؟”
“تعالي، يا يونا”
فتح نامغونغ هيون ذراعيه ورفعها لتجلس على ركبته.
“أخي، كيف أكتب كلمة (هو) في عبارة (كي تشيهو إيل هيانغ مان غانغ)؟”
“ألا تعرف حتى هذا؟”
كتب نامغونغ هيون الحرف على الأرض بأصبعه، لكن هوي لم يحفظه فورًا وطلب إعادة الشرح.
وبعد محاولات، أخذ هيون القلم منه قائلًا بانزعاج أن يجلس جانبًا، وكتب بنفسه.
كتب بخط لطيف عبارة (기체후일향만)، وعندما وصل إلى (강) كتبها بمعنى “القوة” (强).
*العبارة معناها أتمنى أن تكون صحتك بخير حتى أواخر العمر، و الكلمة 강 معناها بقوةة*
“…….”
لم أقل شيئًا، لكنه شعر بنظرة على قفاه، فالتفت إليّ.
“هل… تعتقدين شيئًا آخر؟”
“لا يا سيدي.”
“لا بأس، يمكنكِ أن تعبري عن رأيك.”
ربما هو نفسه شعر بأن (강: القوة) لا يناسب.
كتبتُ بأصبعي على الأرض:
“في هذه العبارة، الأنسب أن يكون (강) بمعنى (الصحة/السلامة) (康).”
“آآه!!”
فتحت سو-يون عينيها بدهشة.
“سو-هي مذهلة!”
ثم شرحتُ:
“لو أضفنا (米) يصبح معناها (الحبوب). ولو أضفنا (魚) تصبح (سمكة آغوي). ولو أضفنا (心) تصبح بمعنى (الشهامة أو الشجاعة).”
كانوا جميعًا ينصتون باهتمام.
“أنا أيضًا كنت أظن ذلك.” قال هوي فجأة، لكن هيون ضربه على رأسه.
“آي! أيها الـ…!”
“أيها الـ…؟”
“لا، لا شيء…”
ثم فهمت أنهم كانوا يكتبون رسالة إلى والدتهم.
كتبوا أنهم يعتنون بسو-يون جيدًا، وأنها ذكية جدًا حتى أن الجد يحبها كثيرًا، وأنها بدأت تتعلم فنون القتال… إلخ.
وعندما لاحظوا أنهم لم يكتبوا عبارة الافتتاح (기체후일향만강 – أتمنى أن تكون بخير وصحتك قوية)، حاولوا إدخالها في الفراغ المتبقي، فظهر الخطأ.
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 10"