6
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- الإبنةُ الصغرى للساحر العظيم في عائلة المبارزين الشهيرة
- 6 - عائلةٌ جديدة (1)
الفصل 6: عائلة جديدة (1)
كان الخوف لا يزال يسيطر عليها من فكرة أن يتم تبنيها في عائلة نبيلة، لكن رغبتها في تغيير المستقبل كانت أقوى من خوفها.
حتى لو كان الدوق أدريان سيأخذها ليعاملها بأسوأ مما فعله المركيز دالاس، فقد كانت مصممة على حمايته.
على الرغم من أن ذلك قد يبدو أنانيًا، أرادت روزيت بهذه الطريقة أن تكفر عن ماضيها.
بدا الدوق أدريان، ومديرة الدار، وحتى دانيال، مصدومين. وكان الدوق أدريان أول من تخلص من الصدمة.
اقترب منها، جاثياً على ركبته، ثم احتضنها بلطف.
“نعم.”
مسح بيده على شعرها برفق.
“مرحبًا بكِ، روزيت.”
* * *
كان موظفو دوقية أدريان يتحركون بنشاط منذ الفجر، إذ وصلت إليهم أوامر الدوق بتنظيف الغرفة المجاورة لغرفة السيدة الوحيدة في الدوقية، إيزابيل.
كان الجناح الجنوبي بالطابق الثالث مخصصًا فقط لأفراد عائلة أدريان المباشرين. لذا، لم يكن واضحًا لماذا طُلب منهم تنظيف تلك الغرفة التي ليست بغرفة ضيوف؟
ورغم استغرابهم، لم يكن بمقدورهم الاعتراض على أوامر رئيس الخدم. عمل الموظفون بصمت وسرعة حرصًا على ألا يزعجوا الآنسة إيزابيل.
وبعد ساعات من العمل، كانت الغرفة مرتبة تمامًا. جاءت إيزابيل، التي استيقظت وارتدت ملابسها، لتفقد الغرفة المجاورة.
“هل انتهيتم من ترتيب الغرفة؟”
كانت إيزابيل، التي تبلغ من العمر أحد عشر عامًا، تتميز بشعر بلاتيني ناعم وعيون بنفسجية تشبه عيني الدوق، مما منحها مظهرًا أكثر جلالًا من كونه لطيفًا.
تفحصت الغرفة بعينيها البنفسجيتين البارزتين، كعيني قطة تتأمل محيطها. انحنت أمامها أقدم الخادمات بتواضع.
“نعم، يا آنسة. لقد انتهينا للتو من ترتيبها.”
“حسنًا، يبدو كذلك. شكرًا لكم.”
تبادل الخدم النظرات. كانت إيزابيل تعرف كيف تفصل بين العمل والحياة الشخصية، لكنها لم تكن قاسية معهم، بل كانت تتبادل معهم بعض الأحاديث.
كانت الخادمات على يقين من أن إيزابيل لن تغضب لو سألنها عمّا يجول في بالهن.
فتحت الخادمة الأقرب إلى إيزابيل فمها بتردد لتسأل بجرأة.
“عذرًا، آنسة.”
“نعم؟”
“هل سنستقبل ضيفًا؟”
“آه.”
أجابت إيزابيل بنبرة هادئة كأنها تعلق على حالة الطقس.
“يبدو أن أختي ستأتي.”
“هل تقصدين السيد لوكاس؟”
“لا. أخت جديدة.”
تبادل الخدم النظرات من جديد، غير قادرين على فهم ما تعنيه. عندها اقترب رئيس الخدم من إيزابيل ليخبرها.
“يا آنسة، لقد عاد السيد والدوق الأكبر.”
“حقًا؟”
رتبت إيزابيل شالها وأشارت للخدم.
“هيا بنا.”
“نعم؟”
“يبدو أن أختي قد وصلت.”
تبعت الخادمات إيزابيل، ما زلن في حيرة مما يحدث. وعندما وصلن إلى مدخل القصر، توقفت عربة فخمة تحمل شعار عائلة أدريان.
بمجرد أن فتح السائق باب العربة، نزل الدوق بابتسامة، ومدّ يده إلى داخل العربة ليحمل منها طفلة صغيرة بشعر وردي وعينين زرقاوين متلألئتين.
نظرت الطفلة ببراءة حولها، وقد بدت خجولة. ابتسم الدوق لها بحنان وأعلن للخدم.
“أعرّفكم بها. هذه روزيت أدريان، العضو الجديد في عائلة أدريان.”
انحنت الطفلة برقة.
“أرجو أن تعتنوا بي.”
أطلق الخدم صرخة صامتة من الدهشة.
يا للعجب، كم هي لطيفة!
* * *
في اليوم التالي لإعلان روزيت قرارها بأن تصبح الابنة المتبناة للدوق أدريان، كان عليها مغادرة الميتم منذ الفجر، حيث لم يعد بإمكان الدوق أدريان ودانيال ترك القصر فارغًا.
“آه، روز! اعتني بنفسك، أرجوكِ!”
توقعت أن تكون جين قوية عند وداعها، لكن جين احتضنتها باكية، بينما اكتفت روزيت باحمرار عينيها دون أن تبكي.
منذ أن قررت تغيير مستقبل عائلة أدريان، حاولت التصرف بشجاعة.
‘أنا لست طفلة.’
جسدها لجسد طفلة في السابعة، لكن عقلها كان عقل بالغ. لم يعد هناك مكان للندم على الماضي بالدموع.
حان الوقت الآن للتقدم للأمام.
ابتسمت روزيت وودعت جين، قائلةً بابتسامة:
“سأكتب لكِ، أختي.”
“لكن… أنتِ لا تعرفين الكتابة.”
“سأتعلم.”
في الواقع، أصبحت الآن أجيد الكتابة بمهارة، لكن جين لا تعلم أنني تعلمت ذلك وسط الكثير من الضربات في منزل المركيز دالاس.
“إذًا، عليكِ أن تكتبي لي حقًا.”
“نعم. وأنتِ أيضًا، أكتبي لي. اتفقنا؟ لا تبكي.”
“حسنًا.”
“تعالي لزيارتي، سأطلب أن يصنعوا طعامًا لذيذًا لأجلك.”
“لستِ مضطرة لدعوتي، عليكِ أن تعيشي حياة سعيدة.”
“حسنًا، فهمت. يجب أن أذهب الآن.”
عانقت روزيت جين بشدة للمرة الأخيرة، ثم اتجهت بحقيبتها نحو الدوق أدريان.
“هل انتهيتِ من الوداع؟”
“نعم.”
“ليس لديكِ الكثير من الأمتعة.”
“نعم، ليس لديّ الكثير لأحمله.”
حتى ما تملكه بالكاد كان صالحًا للاستعمال، فقد كان المركيز دالاس يتخلص من أشياءها أمام عينيها، معتبرًا إياها قمامة.
أخذ الدوق أدريان حقيبتها برفق، مما جعلها تتوتر لوهلة، متوقعة أن يلقيها بعيدًا. لكنه بدلاً من ذلك وضعها داخل العربة.
“هذا لا يكفي، سنشتري لكِ ما تحتاجينه عندما نصل إلى القصر.”
ثم حمل روزيت ووضعها داخل العربة. فاجأها ذلك، فبقيت تحدق فاغرةً فمها.
سألها الدوق بفضول: “لماذا تحدقين هكذا؟”
“ا… الأمر ليس… أعني، أنا ثقيلة.”
عندما أخذها المركيز دالاس للمرة الأولى، كان قد صرخ فيها للصعود بمفردها إلى العربة، ولم يكن يرحب بوجودها في عربة واحدة معه، لكنه لم يستطع الرفض أمام الآخرين.
في تلك اللحظة، كان دانيال جالسًا بجوارها، وضحك ضحكة خفيفة كانت منعشة كالحمضيات، وليست ساخرة.
“أنتِ لست ثقيلة، بل يجب أن تأكلي أكثر. سيعجبك جون، أوه، جون هو الطاهي في قصرنا، هو يحب إطعام الأطفال وجعلهم ممتلئين.”
“جعلهم ممتلئين…”
“لكن للأسف، نحن أبناء أدريان الثلاثة لا نزداد سوى قوة عضلية…. أما أنتِ فسيكون من الممتع جعلكِ تكتسبين بعض الوزن.”
انتفخت وجنتا روزيت وكأنها تتحداه، ثم قالت:
“هل تسخر مني الآن؟”
“أوه، هل اكتشفتِ ذلك؟”
ضحك دانيال بصوت عالٍ هذه المرة. وبينما كانت تلقي عليه نظرة جانبية، أدركت أن شخصيته تبدو مختلفة قليلاً عما عرفته سابقًا.
‘إنه نشيطٌ على غير العادة.’
في الماضي، كان يبدو أقل دفئًا، وربما بسبب حالته الصحية كان يميل للابتعاد قليلاً عن الناس.
لكن دانيال الآن بدا بسيطًا وودودًا.
ورغبت حقًا في حمايته بهذه الهيئة.
وفوق ذلك…
‘لا أمانع.’
لم تمانع هذا الاهتمام. بينما كانت تخفض رأسها، احمرت وجنتا روزيت قليلاً دون أن تدرك، لكن الدوق أدريان ودانيال لاحظا ذلك وابتسما برضا، وهي لم تلحظ.
* * *
العربة سارت طويلًا حتى وصلت أخيرًا إلى قصر أدريان في العاصمة. نزلت روزيت وهي لا تزال بين ذراعي الدوق أدريان، وانبهرت بالمشهد أمامها.
‘يا للهول… هناك الكثير من الناس.’
عندما تبناها المركيز دالاس لم يكن هناك أحد للترحيب بها، ولم تُقَدَّم رسميًا إلى الموظفين. لذا، توقعت الأمر ذاته هنا، لكن ها هي تقف الآن أمام مجموعة كبيرة من الناس يحدقون فيها وحدها.
شعرت روزيت بالتوتر وقبضت بشدة على ذراع الدوق، فربَّت على ظهرها ليطمئنها، وقال بصوت عالٍ:
“أقدم لكم روزيت أدريان، التي ستصبح عضوًا في عائلتنا.”
تذكرت روزيت ما تعلمته في حياتها السابقة، فانحنت احترامًا.
“تشرفت بلقائكم.”
كان من المفترض أن تتحدث معهم بتلقائية لأنهم موظفون، لكنها قررت أن تغير ذلك تدريجيًا.
لحسن الحظ، أبعدهم الدوق بعد تقديم موجز، ووعد بتفصيل الأمور لاحقًا.
لكن بقي أمر واحد. الدوق أراد تقديم أفراد العائلة لها، فذهبوا إلى صالون فاخر، حيث كان ينتظرهم دانيال وفتى وفتاة يبدوان أكبر سنًا من روزيت بسنتين تقريبًا.
“هذه إيزابيل، وهذا لوكاس. إنهما أختك وأخوك.”
كانت إيزابيل تنظر إليها بعبوس وذراعيها معقودتين، بينما حدق لوكاس فيها بعينين متسعتين.
ابتلعت روزيت ريقها، فقد كانت تعرف الكثير عن الاثنين، رغم أنها لم تلتقِ بهما من قبل. لم يكونا سيدين في المبارزة، لكن مهارتهما كانت تضاهي الفرسان الملكيين.
كانت تعلم أن لوكاس مرح ويحب الناس، بينما كانت إيزابيل منعزلة وتميل إلى تجنب التواصل بسبب التمييز الذي واجهته كأنثى تحمل سيفًا.
لكن نظرات إيزابيل المتكبرة أكدت أنها ذات طبيعة متعجرفة.
كانت روزيت مترددة في تقديم نفسها، إلا أن إيزابيل بادرت بالكلام:
“أنتِ أصغر مما توقعت.”
تمتمت روزيت قائلة:
“أنا لست صغيرة.”
دافع الدوق عنها قائلًا:
“بلى، إنها ليست صغيرة. فهي في السابعة من عمرها.”
رفعت إيزابيل حاجبها بتعجب وبدأت تدور حول روزيت.
“بالكاد تبدين في السادسة. أنتِ أقصر مني بمقدار شبر.”
رغم أن روزيت كانت أقصر من أقرانها، إلا أن إيزابيل ذات بنية قوية. أفراد عائلة أدريان جميعهم يتمتعون بهياكل كبيرة.
قبضت روزيت على قبضتيها وأجابت بعزم:
“أنا لست قصيرة، أنتِ من لديكِ طول غير عادي.”
“ماذا؟”
عبست إيزابيل غير مصدقة، بينما كان دانيال الذي يقف بجانب روزيت يضع يده على فمه ليمنع نفسه من الضحك، حتى الدوق ابتسم بصعوبة. أما لوكاس، الذي كان أصغرهم، فقد انفجر ضاحكًا.
“صحيح! أختي طويلة فعلًا!”
“اصمت، لوكاس.”
وضعت إيزابيل يدها على فم لوكاس بنفاد صبر.
ثم تابعت بجدية:
“لماذا أحضرت هذه الطفلة إلى هنا؟”
“إيزابيل.”
حاول الدوق تهدئتها، لكنها تابعت حديثها بحزم:
“إذا كنت بحاجة إلى فارس متمكن، فنحن هنا. لديك ثلاثة أبناء، فلماذا تتبنى طفلة أخرى؟”
قال الدوق بهدوء:
“روزيت ليست محاربة، بل هي ساحرة.”
“ساحرة؟”
فتح لوكاس عينيه بدهشة، مما أبهج روزيت. شعرت بأنها ستصبح مقربة من لوكاس قبل الجميع.
لكن إيزابيل لم تبدُ مقتنعة بعد. فبقيت تضع ذراعيها أمام صدرها وترددت قليلًا قبل أن تقول:
“إذا كانت كذلك، كان بإمكانك رعايتها عن بعد فقط.”
~~~~~~~~~
– ترجمة: ساتورا
– حساب الواتباد: Satora_g
~~~~~~~~~
ثقل ميزانك بذكرِ الله :
– سُبحان الله 🌿
– الحمدلله 🌸
– لا إله إلا الله 🌴
– اللهُ أكبر ☀️
– سُبحان الله و بحمدهِ ✨
– استغفر الله 💜
– اللهُم صلِ على نبينا محمد 🌠