14. حفلةُ عيد ميلاد غير متوقعة (2)

 

 

 

 

 

قضت روزيت اليوم بأكمله تُرهَق من لوكاس. تصرف لوكاس وكأنه يتلهف لنقل كل ما يعرفه إليها في يوم واحد، وتبعته روزيت بكل سرور.

 

لم تتحرر منه إلا بعد العشاء.

 

“أحلامًا سعيدة.”

 

أطفأت الخادمة الشموع بعد أن ألبستها بيجامتها. كانت روزيت مستلقية بهدوء في سريرها، لكنها ما إن خرجت الخادمة حتى جلست.

 

‘أريد صنع نواة مانا…’

 

كل من الدوق أدريان وسيلين أخبروها أن تبدأ تعلم السحر بعد أن تصبح ممتلئة. لكن روزيت كانت مستعجلة. فهي لا تعرف متى أو كيف سيهاجم ماركيز دالاس أفراد عائلة أدريان.

 

‘ربما أستطيع منع حادث العربة.’

 

لكن المشكلة تأتي بعد ذلك. هل سيتخلى ماركيز دالاس عن دانيال؟ من معرفتها به، لم يكن من هذا النوع. بل على الأرجح، سيصبح أكثر شراسة ويستهدف دانيال بإصرار.

 

إذا استهدفه بطريقة أخرى، قد لا تتمكن من حمايته. لذا، كان من الأفضل تعزيز قدراتها السحرية قبل وقوع أي شيء، لتتمكن من مواجهة مخططات عائلة دالاس.

 

أغمضت روزيت عينيها وركزت على المانا التي تتدفق في جسدها. جمعت المانا ببطء في منطقة أسفل السرة، وشعرت بدفء في تلك المنطقة.

 

لكن ذلك كان كل شيء. لم تستمر المانا لأكثر من عشر ثوانٍ قبل أن تتشتت. في الوقت نفسه، بدأت روزيت تسعل بعنف بسبب الصدمة.

 

“كح، كح، كح!” غطت فمها وهي تسعل، وبعد أن توقف السعال، نظرت إلى منطقة السرة وتنهدت.

 

‘كما توقعت، لا يزال الأمر صعبًا.’

 

يجب أن تصبح ممتلئة بسرعة، لكي يتحمل جسدها المانا.

 

عزمت روزيت مجددًا واستلقت لتنام.

 

* * *

 

في تلك الليلة التي نامت فيها روزيت.

 

“أبي.”

 

بحث دانيال عن الدوق أدريان الذي عاد لتوه إلى القصر. سأل الدوق وهو يسلم معطفه إلى سيباستيان:

 

“هل زرت الأمير جيدًا؟”

 

“نعم.”

 

“لم يحدث شيء؟”

 

“لا شيء يُذكر.”

 

تحدث جوشوا عن شيء غامض، لكن لم يكن ذلك “يُذكر” حقًا.

 

“بالمناسبة، بخصوص روزيت.”

 

“ماذا عنها؟ هل حدث شيء؟”

 

“لا، لا داعي للقلق، لم يحدث شيء.”

 

هز دانيال رأسه ثم تابع:

 

“لكن قيل إن عيد ميلادها بعد أسبوع. هل كنت تعلم؟”

 

توقفت يد الدوق، التي كانت تفكّ أزرار الأكمام، للحظة.

 

“هذه أول مرة أسمع بهذا.”

 

“توقعت ذلك.”

 

واصل دانيال:

 

“على أيّ حال، أصبح الجميع مشغولين بتحضير حفلة عيد ميلادها.”

 

“لهذا كان الجو في القصر متحمسًا بشكل غريب.”

 

“نعم. لكن يبدو أن روزيت لم تحتفل بعيد ميلادها بشكل لائق من قبل. لذا أريد أن نجهز شيئًا مميزًا، لكنني لا أعرف كيف، فجئت لأستشيرك.”

 

“حفلة عيد ميلاد مميزة…”

 

غرق الدوق أدريان في التفكير. إذا لم تحتفل بعيد ميلادها من قبل، فإن إقامة حفلة فخمة قد تكون كافية. لكنه شعر أن ذلك ليس كافيًا، وأن روزيت قد لا ترغب في ذلك.

 

بعد تفكير، ابتسم الدوق.

 

“لدي فكرة جيدة، يا دانيال.”

 

“ما هي، أبي؟”

 

ضحك الدوق وشارك فكرته. ضحك دانيال بدوره عندما سمعها.

 

* * *

 

مرت أسبوع منذ وصول روزيت إلى منزل أدريان. خلال هذا الأسبوع، لم تفعل شيئًا خاصًا. أكلت جيدًا، لعبت جيدًا، ونامت جيدًا.

 

هذا، دون مبالغة، كل ما فعلته. في الليل، حاولت سرًا صنع نواة مانا، لكنها فشلت في كل مرة. كلما فشلت، أكلت إفطارها بحماس أكبر.

 

لكن، بعيدًا عن ذلك، لم يطلب منها أحد شيئًا. لذا، كانت تفكر كل صباح بجدية:

 

‘هل يجوز حقًا أن أظل هكذا؟’

 

هل كان صحيحًا أنها لن تضطر لفعل شيء لبعض الوقت؟ لم يعين الدوق أدريان معلمًا لها، ولم تزورها سيلين منذ اليوم الأول.

 

هل يجوز أن تظل هكذا؟ إن لم تثبت جدارتها، ألن تفقد مكانها هنا؟

 

في إحدى المرات، ظهرت هذه الأفكار على وجهها، فربت الدوق أدريان على رأسها وقال:

 

– “استريحي.”

 

وأضاف أن الأطفال يجب أن ينشأوا بلا هموم، كما يليق بهم.

 

آه، كان هناك طلب واحد.

 

– “بالمناسبة، تناولي الكثير من الطعام دون أن تتركي شيئًا. كلي جيدًا لتنموي بسرعة. بالطبع، باستثناء الروبيان.”

 

لكن هل يمكن اعتبار ذلك طلبًا؟ تساءلت روزيت، لكنها أكلت كل وجبة بحماس لتلبية توقعاته. لم يكن ذلك صعبًا، فطاهي عائلة أدريان كان ماهرًا جدًا.

 

بفضل ذلك، اكتسبت روزيت بعض الوزن في أسبوع واحد فقط. لم يعلق أحد، لكنهم كانوا راضين عن تغيرها.

 

واليوم، جاء عيد ميلاد روزيت، الذي أبقى القصر مشغولًا طوال الأسبوع.

 

“يا صغيرتي!”

 

في الصباح الباكر، اقتحم لوكاس غرفة روزيت. حاولت الخادمات منعه لكن دون جدوى. سحب الغطاء الذي كانت ملفوفة به وأيقظها.

 

“استيقظي، استيقظي!”

 

“أمم…”

 

لم تفتح روزيت عينيها بعد، لكن كلماته التالية جعلتها تفتحهما بسرعة.

 

“هل ستنامين حتى في يوم عيد ميلادك؟”

 

آه، صحيح، اليوم عيد ميلادها!

 

عندما بدأ أهل القصر بتحضير الحفلة، لم تشعر روزيت بأي حماس. قال الجميع إن عيد الميلاد يوم خاص، لكن ذلك لم يمس قلبها.

 

كانت سعيدة فقط لأن الجميع كانوا سعداء بتحضير عيد ميلادها.

 

لكن خلال الأسبوع الماضي، ربما بسبب “غسل الدماغ” بأن عيد الميلاد يوم رائع يستحق الاحتفال، بدأت تتطلع إليه. في الحقيقة، لم تنم جيدًا الليلة الماضية من شدة حماسها.

 

“لم أنم كثيرًا.”

 

حاولت روزيت فتح عينيها اللتين كانتا لا تزالان تغمضان، فأمسك لوكاس يدها وسحبها.

 

“هيا، لدينا مكان نذهب إليه.”

 

فركت روزيت عينيها بيد واحدة وتبعته ببيجامتها. كان وجهته قاعة الطعام.

 

“لا تبكي من شدة الفرح.”

 

فتح لوكاس باب القاعة وهو يحذرها. في تلك اللحظة، انطلقت أصوات متنوعة بصوت واحد:

 

“عيد ميلاد سعيد!”

 

“مبارك عيد ميلادك!”

 

رشّ خادم كان ينتظر عند الباب بتلات الزهور فوق روزيت. رش لوكاس أيضًا حفنة من البتلات على رأسها.

 

نظرت روزيت داخل القاعة وهي مغطاة بالبتلات. كانت القاعة مزينة بشكل فخم على عكس المعتاد. كانت الطاولة مليئة بالأطباق والحلويات التي تحبها.

 

أمامها، كان أفراد العائلة والخدم يبتسمون لها بسعادة.

 

“آه…”

 

شعرت بدفء يغمر قلبها. كان شعورًا جديدًا، لكنه لم يكن مزعجًا. بل كان ممتعًا.

 

اقترب دانيال وإيزابيل.

 

“عيد ميلادٍ سعيد، يا روز.”

 

“عيد ميلادٍ سعيد، روز.”

 

ثم اقترب الدوق أدريان وربت على رأسها.

 

“عيدُ ميلادٍ سعيد. أتمنى أن يكون يومكِ مليئًا بالسعادة، يا روز.”

 

كلماتٌ دافئة وأناس طيبون. أدركت روزيت اليوم فقط.

 

‘أنا سعيدة حقًا لأنني وُلدت.’

 

سالت دموع شفافة من عينيها.

 

* * *

 

“يا لكِ من بكّاءة!”

 

بدأ لوكاس يمازحها وهي تبكي حتى احمرت عيناها كالأرنب. على عكس المعتاد، لم يوبخه دانيال أو الدوق، بل ضحكا فقط.

 

كانت عيناها لا تزالان رطبتين وهي تأكل قطعة من كعكة الشوكولاتة بالفراولة التي قطعتها الخادمة. كانت الكعكة حامضة وحلوة.

 

ضحك لوكاس وهو يراقبها، ثم أعطاها شيئًا كان مختبئًا تحت الطاولة. كان شيئًا طويلًا مثل ذراعها ملفوفًا بورق أحمر بشكل غير أنيق.

 

“ما هذا؟”

 

“هدية عيد ميلاد!”

 

“هل يمكنني أخذها؟”

 

“بالطبع!”

 

“خذي هديتي أيضًا.”

 

أعطتها إيزابيل علبة بحجم كفها. أعطاها دانيال هدية ثقيلة.

 

احتضنت روزيت الهدايا وسألت:

 

“هل يمكنني فتحها؟”

 

“بالطبع، إنها لكِ.”

 

بدأت روزيت تفتح الهدايا بحذر. أعطاها دانيال كتاب تلوين، وإيزابيل زينة شعر كانت تعتز بها، ولوكاس سيفًا خشبيًا كان يلعب به عندما كان صغيرًا.

 

وبخت إيزابيل:

 

“سيفٌ خشبي لطفلة ستتعلم السحر؟”

 

ردّ لوكاس بازدراء:

 

“أختي، ما هي عائلتنا؟ عائلة أدريان التي تنتج فرسانًا عظماء. والدي أعظم أسياد السيف.”

 

“وماذا بعد؟”

 

“السحر جيد، لكن ألا يجب أن تتعلم الصغيرة أساسيات المبارزة؟”

 

“انظر إلى ذراعيها! كيف ستتعلم المبارزة؟”

 

“لا يوجد شيء لا تستطيع تعلمه!”

 

تدخلت روزيت:

 

“أريد أن أتعلم!”

 

التفتت أنظارهما إليها. تقلصت روزيت قليلاً وتابعت بهدوء:

 

“أريد أن أتعلم المبارزة.”

 

تعلم السحر جيد، لكن كونها جزءًا من عائلة أدريان، كان من الأفضل تعلم أساسيات الدفاع عن النفس.

 

“ألا يمكنني؟”

 

“ليس ممنوعًا.”

 

أجاب الدوق أدريان.

 

“لكن دعينا ننتظر حتى تكبري وتكتسبي بعض الوزن.”

 

“حسنًا.”

 

“بما أنكِ تلقيتِ كل الهدايا، حان دوري.”

 

أشار الدوق لسيباستيان، الذي أحضر صندوقًا كبيرًا. فتحه الدوق نيابة عنها. كان بداخله فستان حفل فخم، وحذاء، وزينة متناسقة.

 

“ارتديه للغداء، سنقيم حفلة. هذه هديتي.”

 

“حفلة؟”

 

رمشت روزيت بعدم فهم.

 

“أليست هذه الحفلة؟”

 

ضحك لوكاس.

 

“هذه مجردُ وجبة إفطار! الحفلة الحقيقية ستكون في الغداء.”

 

“توقعي شيئًا رائعًا، يا روز. لقد أعدّ والدي هديةً مميزة.”

 

ابتسم دانيال بعين غامزة وكلمات غامضة.

 

 

~~~~~~~

 

– ترجمة: ساتورا 

 

– حساب الواتباد: Satora_g

 

~~~~~~~~

 

ثقل ميزانك بذكرِ الله :

 

– سُبحان الله 🌿

 

– الحمدلله 🌸

 

– لا إله إلا الله 🌴

 

– اللهُ أكبر ☀️

 

– سُبحان الله و بحمدهِ ✨

 

– استغفر الله 💜

 

– اللهُم صلِ على نبينا محمد 🌠