13. حفلةُ عيد ميلاد غير متوقعة (1)

 

 

 

 

 

“لا تهتم بالحلم. أردتُ فقط أن أعرف كيف حالك، بما أنني لم أرك مؤخرًا.”

 

“فهمتُ.”

 

هزّ دانيال كتفيه ولم يطرح أسئلة أخرى عن الحلم.

 

وبدلاً من ذلك، غيّر الموضوع. ناقشا موضوع المبارزة بعمقٍ لفترة من الوقت.

 

ثم، بعد أن أفرغ كوب الشاي مرتين، سأل جوشوا بغموضٍ.

 

“بالمناسبة، سمعتُ أن المعلم سيتبني ابنة؟”

 

“هل انتشرت الشائعة بالفعل؟”

 

“لم تنتشر الإشاعة، لكنني سمعتُ بالصدفة المحادثة بين والدي والمعلم.”

 

“هذا صحيح لم يقم بالإجراءات الرسمية بعد، لكنها تعيش بالفعل في القصر.”

 

ظهرت ابتسامة على وجه دانيال عند التفكير في روزيت. انحنى جوشوا إلى الأمام بفضول.

 

“يبدو أنكَ مغرم بها.” 

 

“إنها لطيفة جداً ومحبوبة، أي شخص يحب أن يراها.”

 

“لقد وقعت في غرامها بشدةٍ، فمتى ستعرفني عليها؟”

 

ارتسمت نظرةُ ارتباك على وجه دانيال المشرق عادةً.

 

“حسنًا، لا تزال خجولةً بعض الشيء، و لذا سيستغرقُ الأمر ستة أشهر على الأقل قبل أن تتعرف على الناس في القصر ويمكنها أن تظهر وجهها رسمياً.”

 

“ألن تريني إياها؟”

 

“نعم.”

 

ضحك جوشوا ضحكة خافتة على الإجابة بلا خجل.

 

“سيظنّ أي شخص أنني سآكل الطفلة.”

 

“لكن، يا صاحب السمو، الطفلة إذا رأت أحد النبلاء غيرنا قد تٌصاب بنوبة ويغمي عليها.” 

 

“ألا يمكننا إخفاء حقيقة أنني من العائلة المالكة؟”

 

“لا، لا يمكننا ذلك. لا يمكن إخفاء عظمة العائلة المالكة بإخفاء هويتك.”

 

نهض دانيال من مقعده وهو يضحك بخفة.

 

“بالمناسبة، أخشى أن أكون قد أخذتُ الكثير من وقتك في هذا الصباح الباكر، لذا سأضطر إلى الاعتذار.”

 

“فهمت.”

 

خرج جوشوا من القصر لتوديع دانيال.

 

“أوه، بالمناسبة.”

 

وقبل أن يتمكن دانيال من إغلاق نافذة العربة، لوّح له جوشوا بسرعة. وبينما كان دانيال يقترب، همس جوشوا في أذنه.

 

“احترس من حوادث العربات لفترةٍ من الوقت.”

 

“ماذا؟”

 

“لقد سمعتُ عن حادث الكونت هارتمان في ذلكَ اليوم، أليس كذلك؟ حتى العربات التي تتم صيانتها بشكلٍ مثالي يمكن أن تتعطل وتتسبب في حوادث، لذا تأكد من التأكد من ذلك قبل أن تركب.” 

 

“أشكرك على اهتمامك”

 

“حسنًا، أعتقد أنه من الأفضل ألا تخرج لفترة من الوقت.”

 

“ماذا؟”

 

كانت الكلمة الأخيرة مكتومة. عندما كرر دانيال، هز جوشوا رأسه.

 

“لا شيء إذن، إلى اللقاء. اعتنِ بنفسك، وبلّغ تحياتي لإيزابيل ولوكاس.”

 

“نعم. اعتني بنفسك يا صاحب السمو.”

 

“حسناً يا صديقي.”

 

وبذلك، غادرت العربة التي كانت تقل دانيال. لوهلة ظن دانيال أن جوشوا كان غريباً، لكنه تخلص من هذه الفكرة.

 

* * *

 

“ماذا، هل سيحل يوم ميلادكِ قريباً؟”

 

سأل لوكاس، وهو يحدق. بدت إيزابيل مرتبكة قليلاً أيضًا، لكنها لم تظهر ذلك.

 

فقط روزيت أجابت بلا مبالاة.

 

“نعم. يوم ميلادي بعد أسبوع.”

 

“لماذا تخبرينا بذلك الآن!”

 

صرخ لوكاس.

 

إليكم ما حدث.

 

بعد استحمامه، أخذ لوكاس روزيت في جولة في القصر دون حتى تجفيف شعره. تبعت إيزابيل، التي لم يكن لديها شيء لتفعله، شقيقيها في الأرجاء.

 

اصطحبها لوكاس في جولة حول القصر، بدءًا من غرفة الطعام التي كانت تعرفها بالفعل.

 

– تعالي، دعيني أريكِ غرفتي!

 

قادها إلى الغرفة المجاورة لغرفة روزيت. وبعد أن شرح لها كل عنصر في الغرفة، أشار إلى سيف على الحائط.

 

– هذا هو السيف الذي أهداني إياه والدي في يوم ميلادي العام الماضي. لقد صنعه خصيصاً لي. أليس رائعاً؟

 

– نعم.

 

ثم سألها بشكلٍ عابر.

 

– بالمناسبة، متى يوم ميلادكِ؟

 

قالت روزيت، التي كانت قد حسبت التاريخ بشكلٍ عرضي، أنه بعد أسبوع. ثم استشاط غضباً.

 

“لماذا، لماذا لم تخبريني!”

 

لم تعرف لماذا لوكاس غاضب، لذا أجابت روزيت بصدقٍ.

 

“لم يسألني أحد.”

 

أمسكها لوكاس من مؤخرة عنقها.

 

“ولكن لماذا لم تخبريني بشيءٍ مهم للغاية، يوم ولادتكِ!”

 

صححت له روزيت بلطفٍ.

 

“إنه ليس اليوم الذي وُلدتُ فيه، بل اليوم الذي تُركتُ فيه في دار الأيتام.”

 

انفتح فم لوكاس، ولم يجد الكلمات المناسبة للرد. لكن روزيت لم تشعر حقًا بأي شيء بشأن يوم ميلادها.

 

السبب الأول هو أنه لم يكن يوم ولادتها، بل يوم تركها في الميتم، لذلك لم يكن يومًا مميزًا، والسبب الثاني هو أنه لم يتم الأحتفال بيوم ميلادها من قبل.

 

كان هناك العديد من الأطفال في دار الأيتام. كانت الإمدادات شحيحة بالفعل ولم يتمكنوا من الاعتناء بهم جميعًا لمجرد أنه كان يومًا مميزًا.

 

بالنسبة لها، لم تكن الكعك والهدايا موجودة إلا في القصص الخيالية. كانت الهدية الوحيدة التي حصلت عليها في يوم ميلادها هي القليل من الطعام أكثر من الأطفال الآخرين.

 

‘في دالاس.’

 

كانت شقيقتها، إليشا دالاس، تُقيم حفلة كبيرة في يوم ميلادها وتحصل على العديد من الهدايا، لكن روزيت لم تحصل على شيء من ذلك.

 

في الواقع، لقد تناولت في يوم ميلاد إليشا طعامًا أفضل من الطعام الذي تناولته في يوم ميلادها، لأن ذلك كان كل ما تبقى في المطبخ.

 

‘لكن هل هذه مفاجأة؟’

 

رمشت روزيت بعينها في ارتباك، وضرب لوكاس على صدره في إحباطٍ. حتى إيزابيل تنهدت وهزت رأسها.

 

تأمل لوكاس وجه روزيت وصاح بفضول.

 

“حسنًا، سأنظم لكِ حفلة يوم ميلاد مثالية!”

 

وبدلاً من أن يصطحبها في جولة في أرجاء القصر، بدأ في سرد خططه لحفلة يوم الميلاد. ” كعكة من ثلاث طبقات”، “والكثير من الطعام، والكثير من الهدايا!”

 

اعتقدت أنها كانت مجرد ثرثرة طفل، لكن سيباستيان، كبير الخدم، كتبها بوجه جاد.

 

حتى إيزابيل، التي ظنت أنها امرأة متسلطة، أضافت رأيها وحتى أنها جعلت خادمتها تضيف رأيها.

 

‘هل سيقيمون حقًا حفلة عيد ميلاد؟’

 

خفق قلب روزيت خفقانًا شديدًا بينما كان الأطفال والخادمة في القصر يتناقشون.

 

“ها أنتم ذا.”

 

ارتفع صوت دانيال وهو يبتسم عندما لمح الأشقاء الثلاثة.

 

“ما الذي تتحدثون عنه يا رفاق؟ هل تأخذون روز في جولة في القصر؟”

 

هرع لوكاس إلى دانيال.

 

“أخي! يوم ميلاد صغيرتنا بعد أسبوع!”

 

بدا دانيال، الذي كان يبتسم طوال الوقت، مرتبكاً قليلاً.

 

“بعد أسبوع؟”

 

“نعم! لهذا السبب كنا نتحدث عن حفلة يوم الميلاد!”

 

“أوه، فهمت.”

 

ربت دانيال على رأس روزيت في إحراج.

 

“لماذا لم تخبريني؟”

 

لم تستطع روزيت إلا أن تكرر في نفسها.

 

“اعتقدتُ أنه ليس بالأمر الجلل…..”

 

“مُستحيل.”

 

قرص دانيال خد روزيت، ليس بشكل مؤلم.

 

“إنه يوم كبير، إنه اليوم الذي ولدتِ فيه.”

 

“لكن يوم ميلادي ليس يوم ولادتي، إنه اليوم الذي تُركت فيه في دار الأيتام……”

 

جفل دانيال للحظة، ثم قرص خد روزيت مرةً أخرى.

 

“إذن فهو يوم أفضل. لأنه بسبب ذهابكِ إلى دار الأيتام، تسنى لنا أن نلتقي بكِ، ألا تعتقدين ذلك؟”

 

لقد جعلت كلمات دانيال يوم ميلادها، الذي كانت تعتقد أنه مجرد يوم آخر لتناول المزيد من الطعام، يبدو أكثر تميزاً.

 

شعر دانيال بالحرج وسأل عما إذا كانت ما زالت مقتنعة.

 

“هل ما زلتِ تعتقدين أن أعياد الميلاد ليست بالأمر المهم؟”

 

“لا.”

 

“إذن أعتقد أننا يجب أن نحتفل به جميعًا معًا. هل هناك أي شيء تريدين القيام به في ذلك اليوم؟”

 

“أريد فقط أن……”

 

في الواقع، كانت تريد أن تفعل شيئاً. إذا كانوا سيقيمون حفلة، أرادت أن تستمتع بها مع جين والأطفال في دار الأيتام.

 

أرادت أن تشاركهم بعض الطعام اللذيذ، وأرادت أن تشاركهم بعض الهدايا الرائعة.

 

‘لكن هذا لن يحدث.’

 

هي هنا منذ يومين فقط، وقد يُنظر إليها بازدراء إذا قالت أنها تريد دعوة الضيوف. في النهاية، أخفت روزيت مشاعرها الحقيقية.

 

“أريد فقط أن نلعب جميعًا معًا، مع لوكاس ودانيال وإيزابيل.” 

 

على الرغم من أنها أخفت مشاعرها الحقيقية، إلا أنها لم تكن تكذب. تود روزيت أن تقضي يوم ميلادها مع عائلة أدريان.

 

“حسناً، حسناً، سأذهب إذاً، حتى تتمكنوا من الاستمتاع.” 

 

“حسناً.”

 

ربت دانيال على رأس كل من أشقائه الثلاثة قبل أن يتوجه إلى غرفته.

 

“آه……!”

 

تذكرت روزيت فجأة شيئاً أرادت أن تخبره به وأسرعت خلفه وهي تراقب ظهره وهو يمشي مبتعداً.

 

توقف دانيال في مكانه واستدار.

 

“ما الخطب؟”

 

شهقت روزيت، وبالكاد تمكنت من إخراج الكلمات.

 

“أحتاج أن أتحدث معك عن شيء ما.”

 

“شيء تريدين التحدث عنه؟”

 

“نعم.”

 

انتظر دانيال روزيت حتى تلتقط أنفاسها.

 

“لماذا أنتِ في عجلة من أمركِ للمجيء إلى هنا للتحدث عنه؟ يمكن لهذا أن ينتظر حتى وقت لاحق.”

 

“حسناً، إنه……”

 

على الرغم من فضولها، لم تفتح روزيت فمها بسهولة.

 

‘كيف أخبره؟’

 

لقد أرادت أن تحذر دانيال من حادث العربة الآن، ولكنها اعتقدت أنه سيكون من الفظاظة أن تقول له ذلك.

 

إلى جانب ذلك، لم تكن روزيت أفصح المتحدثين.

 

عندما زمّت شفتيها، غير قادرة على إيجاد الكلمات المناسبة، أمسك دانيال بيدها وابتسم.

 

“هل هذا موضوعٌ يصعب سرده؟”

 

ترددت روزيت، ثم استجمعت شجاعتها.

 

“سمعت أن حوادث العربات شائعة هذه الأيام.”

 

“ماذا؟”

 

“اطلب من الحُوذِيّ أن يتفقد العجلات مرةً أخرى قبل أن تركب العربة.”

 

وضع دانيال قدمه على الأرض وضحك. رمشت روزيت بعينها في ارتباك، فشرح بسرعة.

 

“أنا آسف، لم أقصد الضحك على ما قلتيه.”

 

“…..؟”

 

“كل ما في الأمر أنني سعيد لرؤية أن هناك الكثير من الناس الذين يهتمون بسلامتي.”

 

“سلامتك؟”

 

“نعم.”

 

تساءلت روزيت عما يعنيه ذلك، لكن دانيال لم يشرح حقاً. لم تسأل روزيت أيضاً.

 

“حسناً، سأكونُ حذر من الآن فصاعداً.”

 

“جيد.”

 

“إذن اذهبي للعب.”

 

“حسناً.”

 

أسرعت روزيت عائدةً إلى لوكاس وإيزابيل. راقبها دانيال وهي تذهب، ثم عاد إلى غرفته.

 

 

~~~~~~~

 

– ترجمة: ستيفاني 

 

– حساب الواتباد: vminve

 

~~~~~~~~

 

ثقل ميزانك بذكرِ الله :

 

– سُبحان الله 🌿

 

– الحمدلله 🌸

 

– لا إله إلا الله 🌴

 

– اللهُ أكبر ☀️

 

– سُبحان الله و بحمدهِ ✨

 

– استغفر الله 💜

 

– اللهُم صلِ على نبينا محمد 🌠