مرت أيام قليلة منذ مواجهة القاعة، لكن الهدوء لم يكن إلا ستارًا هشًّا يخفي العاصفة. داليا عاشت تحت عين أخيها، لا تخرج إلا برفقته أو تحت حراسة مشددة، لكنه لم يكن الوحيد الذي يراقبها.
آرون
في إحدى الليالي، بينما كانت تسير في الممر الطويل، شعرت بثقل نظرات. التفتت، لتجده واقفًا في الظل، عينيه تلمعان بالجنون المكتوم.
“أختبأتِ خلف أخيك… لكنكِ لستِ له.” اقترب خطوة، وصوته صار أكثر نعومة، لكن أكثر رعبًا: “داليا… كل ما عليك هو أن تنادي اسمي مرة واحدة، وسآخذك بعيدًا.”
إيفان
أما الساحر الأعلى، فاختار طريقًا مختلفًا. تسلّل إلى أحلامها عبر سحرٍ غامض. كانت تسمع صوته في نومها:
“لا تثقي بأحد… سوى بي. إن تركتِ نفسكِ لي، سأكسر لعنتكِ، وأجعلكِ خالدة.” كانت تستيقظ مرعوبة، تتصبب عرقًا، لكنها لا تستطيع نفي أثر كلماته.
لوكاس
في وضح النهار، كان يظهر بابتسامته الهادئة أمام الناس، يحاول أن يكون الملاذ الوحيد وسط الفوضى.
“أنا الفارس الذي سيقف في وجه العالم كله من أجلكِ.” لكن داليا رأت في عينيه نارًا أخرى، نار تلتهم أي عقلانية، كأنه مستعد لارتكاب مجازر باسم الحماية.
زيرون
أما الأشد رعبًا، فكان زيرون. لم يظهر في النهار، ولم يتكلم كثيرًا. فقط… ترك ورودًا سوداء على نافذتها كل ليلة. وردة مع رسالة قصيرة، بخطٍ أحمر يشبه الدم:
التعليقات لهذا الفصل " 6"