بعد أن غادر الأربعة القاعة، تاركين خلفهم هواءً مشحونًا بالغضب والتهديد، بقيت داليا جالسة في مكانها، أنفاسها سريعة، وقلبها يطرق صدرها بعنف.
خطوات ثقيلة اقتربت منها، حتى توقف أخوها أمامها. عيناه الداكنتان نظرتا إليها بحدة، لكنها لم تستطع أن تحدد… هل تحملان غضبًا أم قلقًا؟
“أختي الصغيرة…” قال بصوت منخفض، لكنه مشبع بالرهبة. “لقد جلبتِ الجنون إلى القصر بوجودك.”
رفعت داليا رأسها، ترددت قبل أن تهمس:
“لم أفعل شيئًا… إنهم من اقتربوا مني.”
اقترب أكثر، رفع يده ليمسك ذقنها ويرفع وجهها نحوه، نظرته تغوص في أعماقها:
“بالضبط… ولهذا السبب لن أسمح لأحد بلمسك.”
ارتجفت، لا تدري إن كانت كلماته وعدًا أم تهديدًا.
جلس أمامها على العرش الجانبي، وأكمل بصوتٍ حاد:
“إذا أردتِ البقاء على قيد الحياة، فعليكِ ألا تثقي بأحد. لا بالساحر، لا بالقائد، ولا حتى بالقاتل. إن حاول أحدهم الاقتراب… سأمزّقه.”
داليا صمتت، لكن في قلبها كانت تضج أسئلة: لماذا يهتم فجأة؟ أليس هو الشرير الذي سيجرّ العائلة كلها إلى الخراب؟
ثم أضاف أخوها، بابتسامة باردة جعلت جسدها يقشعر:
“لكن تذكري، حمايتي ليست بلا ثمن. ستبقين دائمًا تحت عيني… لن تهربي مني، داليا.”
الظلام في القاعة زاد ثقلاً، وداليا أدركت أن حماية أخيها ليست خلاصًا… بل قيدًا جديدًا قد يكون أكثر رعبًا من هوس الأربعة الآخرين.
التعليقات لهذا الفصل " 5"