بعد اللقاء الغامض مع آرون، لم تغادر نظراته عقل داليا. كانت تدرك أن كل كلمة قالها لم تكن مجرد تهديد… بل وعدًا مشؤومًا.
لكن آرون لم يكن وحده. في الأيام التالية، بدأ الآخرون بالظهور واحدًا تلو الآخر، كأن القدر نفسه يسوقهم إلى حياتها.
✦ الساحر الأعلى “إيفان”
في ليلةٍ باردة، بينما كانت داليا تقف في المكتبة، انطفأت جميع الشموع دفعة واحدة، وارتجف الهواء من طاقة سحرية قاتمة. ظهر إيفان، بثوبه الأسود وعينيه الفضيتين الباردتين، يتأملها بصمت طويل.
“أنتِ مختلفة…” قال بنبرة هادئة لكنها تشبه السكاكين. اقترب أكثر، وأصابعه مرّت على رفٍ مليء بالكتب دون أن ينظر إليها: “إن لم أحتفظ بك لنفسي… سيتحول العالم إلى فوضى.”
✦ قائد الفرسان “لوكاس”
في اليوم التالي، في الساحة الكبرى، كانت داليا تراقب تدريبات الفرسان، وفجأة توقفت السيوف كلّها حين دخل لوكاس. رجل طويل، بملامح صارمة، لكن ما إن التقت عيناه بعينيها حتى تغيّر وجهه للحظة. ركع أمامها بلا مقدمات:
“الأميرة داليا… حياتي منذ هذه اللحظة ملك لكِ.” تجمّد الدم في عروقها، وهي تهمس في عقلها: ماذا يحدث؟ هذا جنون…
✦ الظل المميت “زيرون”
لكن الأخطر لم يظهر إلا في الليل. حين فتحت نافذتها، وجدت شخصًا يقف على السطح المقابل، عيناه الحمراوان تتوهجان في الظلام. كان زيرون، القاتل الأسطوري، الرجل الذي لا يظهر إلا عند سقوط الدماء. لم يتكلم… فقط ابتسم ابتسامة باردة، ثم قال بصوتٍ منخفض كأنّه يُهمس داخل عقلها:
التعليقات لهذا الفصل " 3"