الفصل 01
بعد يومٍ ممطر، أشرقت السماء من جديد.
كان الوقت في شهر أيلول، وقد دخل الخريف لتوّه. لم يكن الجوّ باردًا ولا حارًّا، بل مناسبًا تمامًا للنوم.
وعندما دقّ جرس المدرسة، كانت تشو يي قد استيقظت لتوّها.
خفضت زميلتها في المقعد صوتها وقالت. “سيأتي طلاب منتقلون خلال هذه الفترة.”
كانت تشو يي قد استفاقت للتو، ولا تزال تغالب النعاس، فلم تنطق بكلمة، بل سحبت ذراعيها للخلف وأخرجت رواية من درجها.
وقف صبيّان عند الباب، تغمرهما أشعة الشمس الخافتة. كان فتى أسمر البشرة واقفًا على المنصة، يحدّق بهما وهو يعرّف عن نفسه. اسمه كان من الأسماء المتداولة كثيرًا.
بدأ الملل يتسلّل إلى تشو يي، فوضعت أطراف أصابعها على غلاف الكتاب، وقلّبت صفحاته لتقرأ بضع سطور، فيما بدا على وجهها البرود واللامبالاة.
استدار المعلّم وقال. “الآن دورك.”
كان الفتى الآخر واقفًا عند الباب، يحمل حقيبة مدرسية سوداء، وينظر من النافذة. وما إن سمع تلك الكلمات حتى التفت.
توقّفت أصابع تشو يي عن تقليب الصفحات، وانثنت قليلًا، قبل أن ترفعها عن الكتاب.
تحرّكت الشمس خلف الغيوم، وظلّ الهواء مشبّعًا برائحة بخار الماء. كانت تفوح منه رائحة نباتات أيلول.
“وين ييهنغ.”
كان صوته خافتًا، والتعريفُ بنفسه وجيزًا. سقط الضوء على وجهه، فإذا به بوجهٍ تحفّه الطهارة، وتغشاه هالةٌ من بياضٍ ووقار. وحتى تلك اللحظة، لم تكن تشو يي تُدرك، أو لعلّها لم تفهم بعد، كيف أن ملامحه، وإن فكّرت فيها مئةَ مرة، ألفًا، عشرة آلاف مرّة في قلبها، لا يمكن وصفها بالكلمات.
مرّت تسع سنوات، ومع ذلك، لا تزال تشو يي تذكر رؤيتها الأولى لـ وين ييهنغ.
كانت تشو يي تجلس في المقعد الذي خلفه مباشرة.
وبقيا على تلك الحال أسبوعين كاملين دون أن يتبادلا كلمة واحدة.
كانت تشو يي منطوية بطبعها. عادةً ما كانت تُنهي واجباتها المدرسية مسبقًا، ثم تسرح بقراءة شتّى أنواع الكتب. من الروايات الحديثة إلى أدب الأجيال الماضية، ومن الروائع الأجنبية إلى قصص الأشباح الرخيصة التي تُباع ببضعة يوانات. كانت تقرأ العبارات الجريئة والجمل الكلاسيكية بلا أي تعبير، ثم تنفجر ضاحكة فجأة من نكتة لا تُضحك.
تُعد الأولى على صفّها، وحيدة، غريبة الأطوار، منغمسة في عالمها الخاصّ.
تلك كانت تشو يي، كما كانت دائمًا.
أما حديثهما الأول، فقد جرى في الفصل الدراسي الأول من السنة الثانية في المتوسّطة، وتحديدًا في الأسبوع الثالث من بداية العام الدراسي، أثناء فحص طبيّ روتينيّ يجريه الطلاب كلّ عام.
“أنا أطول منك.” كانت تمسك بورقة الفحص الطبية النحيلة، ولم ترفع عينيها إليه، بل تفوّهت بتلك العبارة بغتة.
فوجئ وين ييهنغ قليلًا. أدركت أن عينيه تراقبانها، وفجأةً، احمرّت وجنتاها من دون سبب.
ثم أضافت بإصرار. “ووزني أكثر منك أيضًا.”
كانت لمحة واحدة، ولكن ذاكرتها كانت قويّة، وقد حفرت تلك الأرقام الأربعة في قلبها على الفور.
“همم.” أجابها بكلمة واحدة فقط. لكن شفتيه كانتا تنفرجان بابتسامة خفيفة، ونظراته تنضح باللطف. ضِحكةٌ خافتة تسلّلت من صوته، بالكاد تُسمع.
فجأة، بدأ قلب تشو يي يخفق كطبل، وأطراف أذنيها احمرّت بشدّة لا تُكبح. عضّت شفتها السفلى، وانحنت برأسها، تحاول جهدها أن تركّز في صفحات الكتاب، لكن قلبها بدا كمن عصفت به ريح هوجاء، ينبض بعنف لا يُحتمل. احمرّت أذناها بالكامل، وراودها شعور بالرغبة في الفرار، أو القفز والاختباء، أو التكوّر في زاوية لا يراها فيها أحد.
مدرسة متوسّطة في بلدة صغيرة. كان الوقت في أيلول، وبداية الخريف.
في ذلك العام، كانت تشو يي في الثالثة عشرة من عمرها، وكذلك وين ييهنغ.
يُتبع….
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 1"