“نعم، لقد تحسّنت حالتي بفضله. أرجو أن تتفهموا تأخري في تقديم نغسي لكم . لطالما رغبت في التقرّب منكن، أنتنّ اللواتي تسهرن على دعم أزواجكنّ المخلصين في خدمة شؤون الدولة، لكن الظروف لم تكن في صالحي.”
تابعت إيزين حديثها بانسيابية وثقة.
“كما تعلمن، كانت حالتي أنا وزوجي قبل الزواج… فريدة من نوعها قليلاً، ولهذا كنت مترددة في الخروج بعد الزفاف. وأشكر زوجي حقًا لأنه تفهّم ذلك. لقد كان يخشى أن أُجرَح بسبب ما قد يقوله الآخرون عني.”
“أتقصدين الماركيز مور؟ يا للعجب، إنها المرة الأولى التي أسمع فيها هذا في العاصمة.”
“إنه شخص طيب. لقد كان يخشى أن أشعر بالضيق لبقائي في المنزل، لذا صنع لي هذه الحديقة.”
نظرت إلى الحديقة وقد احمرّ وجهها خجلًا.
في تلك اللحظة، حمل النسيم العليل رائحة الأزهار، وكأنها ترقص بخفة في الهواء. انسابت الأكاذيب من فمها بسلاسة. لو سمعتها فيليـموري، لنظرت إليها بدهشة لا تصدق.
(لكنها ليست أكاذيب، أليس كذلك؟ على الأقل هو يهتم لأمري.)
ولكن ما نفع ذلك؟ فزوجها كليف دائم الانشغال، لا يبحث عنها، ويهرب من كل حوار معها.
حين خطرت ببالها صورة زوجها الذي يبدو كمن يتجنبها، غمرها حزن طفيف، لكنها سرعان ما تماسكت.
(كل ما علي فعله اليوم هو إنهاء حفل الشاي بسلاسة. يجب أن أجعل هؤلاء النسوة يدعمن كليف.)
“قبل أن نبدأ، حضرنا عرضًا صغيرًا. سأكون سعيدة إن استمتعتن به.”
“عرض؟”
تعلّقت الأنظار الفضولية بحواف فستانها المتمايلة. وبإشارة رشيقة من يدها، فُتح الباب ودخل فيليب.
“يشرفني أن ألتقيكنّ، سيداتي.”
وقف الشاعر ذو الشعر الفضي، ممسكًا بآلة الهارب، على منصة صغيرة مزينة بلون الزمرد، وألقى التحية.
بفضل النافذة الزجاجية المفتوحة قليلًا، تسلّل نسيم الزهور المصنوع بسحر الدفيئة إلى الداخل.
تطايرت خصلات شعره الفضي قليلًا، واستقرّت إحدى بتلات الأزهار على خده. أزاحها بأصابعه الرقيقة وابتسم للنسوة.
“آه، إنه هو، الشاعر الشهير…”
تمتمت إحداهنّ فجأة، ثم أدركت أنها تكلمت بصوت مسموع، فصمتت. انحنى فيليب بخفة، ثم أمسك الهارب مجددًا، وأزاح خصلاته المتساقطة خلف أذنه، وبدأ بالغناء.
ياملكة الزهور،
يا ملكتي الجميلة المفعمة بالحب،
لا أنسى لطفك وحنانك،
اهدتني الجنية الخالدة برعمة زهرةٍ حمراء،
وحملت صوتي على عباءةٍ مزينة بألوان السماء،
فمتى أصل إلى قصر الجنة حيث تسكنين؟
يا ملكتي القاسية،
لمَ تمنعينني من الوصول، من البكاء؟
لعلك رأيتِ غبائي مسبقًا،
وعلمتِ أنه لا سبيل لإحياء تلك الزهرة الذابلة.
يا من منحتني فرحًا مكتملًا،
كيف تأمرينني أن أنسى، أن أعيش؟
اتذبل زهرةٌ لا يمكن أن تبلغك،
وأنا اليوم أصرخ بكل جوارحي باكيًا،
بتلةٌ تتطاير، و صرخةٌ تمزّقني،
لعل الجنية الخالدة تشفق عليّ،
فتُعيدك إليّ.
“يا للعجب…”
كان صوته كالعسل، ينساب في نغمةٍ حلوة أخفت خلفها كلماتٍ مشوبة بالحزن.
ظلّت السيدات مسحورات، وكأن الزمن توقف، ولم يعدن إلى وعيهن إلا عندما ضرب فيليب آخر نغمة من أوتار الهارب.
“آه…”
“إنه حزين… لكنه مفعم بالسعادة في ذات الوقت. كيف يمكن لصوت أن يُثير هذا الكم من المشاعر؟”
بينما مسحت إحداهن دمعة، شمّت أخرى منتحبة.
“لقد سمعت أنه لا يغني إلا في صالون السيد فيليـموري، ويرفض دعوات النبلاء الآخرين.”
أومأت إيزين برأسها بطريقة مبهمة. رغم ابتسامتها المثالية، لم تستطع أن ترحّب بأغنية فيليب كما فعل الآخرون.
هناك شيءٌ غير مريحٍ في صوته، شيءٌ عالق في الصدر لا يزول. ربما نغمة التشاؤم التي تخلف مرارة في القلب.
فيليب، من وقت لآخر، كان يرمقها بنظره. كلما التقت أعينهما، ابتسم لها. لكنها لم تفهم لماذا بدت لها ابتسامته مزعجة.
استمر في الغناء، والسيدات ما زلن واقفات في أماكنهن، مأخوذات بسحر صوته.
“هل انتهى بالفعل؟ مستحيل، لا يمكن أن يكون بهذه القِصر!”
وحين أنهى أغنيته الثالثة وهمّ بالانسحاب، هتفت السيدات بعدم رضا.
ثم أدركن أنهن تكلمن بصوتٍ عالٍ، فخفضن حواجبهن بخجل، لكن لم يستطعن إخفاء رغبتهم في سماع المزيد.
“أعلم أنني أتجاوز حدود اللياقة، لكن… هل يمكننا سماع أغنية أخرى من الشاعر؟ لا يمكننا السماح له بالمغادرة هكذا!”
تحدثت إحدى السيدات من الملكيين، ثم وضعت يدها على فمها وقد أدركت أنها قالت شيئًا لا يُقال.
تجمّدت الأجواء قليلاً.
“أوه، ما كان قصدي… أرجوكن سامحنني. تأثرت بالأغنية وقلت ما لا ينبغي قوله.”
فقد أدركت أنها وضعت المضيفة في موقفٍ محرج للغاية.
تفاجأت إيزين بقوة تأثير غناء فيليب، لكنها ابتسمت بهدوء وهزّت رأسها.
“بالطبع، مدام إرنست. لكن ألا تجلسن قليلًا لتناول الحلوى؟ خشيتكن من الإرهاق.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 55"