أغلق عينيه بقوة وشتم بقسوة. قام بنزع قماشة التطريز بشكل عنيف ولف يده بقطعة قماش عشوائية.
ثم استند إلى الباب وجلست على السرير وتحملنا الصمت. لم أستطع أن أفهم. هو هنا، وأنا لا أهرب، نحن نواجه بعضنا البعض.
اعتقدت أن شيئًا ما قد يتغير إذا حصل على امرأة جديدة.
“إلى متى سيستمر هذا؟”
“ماذا؟”
فتح عينيه على مصراعيها.
“متى ستتركني اذهب؟”
متى ستنتهي علاقتنا السيئة تماما؟ ألا يمكن أن يكون تحمل الامر أسهل إذا عرفت الوقت المتبقي؟
أنا فقط فقلت أفكاري التي تتدفق في عقلي.
على العكس من ذلك، يبدو أن هذه الأفكار أشعلت فتيلًا في عقل زوجي.
“تحاولين الهروب هكذا.”
تمتم بكلمات لم أفهمها. صوته المنخفض البارد جعل شعري يقف.
اقترب مني زوجي بخطوات طويلة. قبل أن أدرك ذلك، كان أمامي مباشرة ونظر إليّ.
رأيت الغضب الأزرق الساطع في عيونه التي كانت دائما هادئة.
نعم، اتمنى لو فقط كان يمكن أن يخرج هذا غضبه بهذه الطريقة.
وقتها قد نتمكن أنا وهو من الاحتراق والانتهاء بشكل أسرع.
“أنت فقط، أنت فقط تحاولين الهروب.”
لقد شدد قبضته مرة أخرى على يده.
قماش التطريز الذي قدمته له كان ملطخًا بدمه الأحمر بالفعل.
لقد أبقى عينيه مثبتتين علي لفترة طويلة، ويبدو أنه لم ينتبه إلى الدم المتساقط من يديه.
أنا أيضا لم أتجنب نظراته.
“أنا أكرهك يا إيزين كروفورد.”
لقد بدوت مثل الفريسة التي تم قطع رأسها بالفعل من قبل وحش بري، وتم أسرها بالكامل في تلك العيون السوداء.
دق قلبي قلبي المتلهف وكأنه سيتوقف في أية لحظة، وكأنني لم أُمنح سوى حياة محدودة.
“أريد منك أن تعرف أنه … “.
” أنا أعرف.”
ولكن هل تعلم حقا؟
أنا أكرهك أيضا. أنا أكرهك لأنك أزعجت راحتي واقلقتني في لحظاتي الأخيرة.
نظر إليّ زوجي، الذي لم يستطع سماع همسي. تمتم مرة أخرى.
“أنا احقد عليك كثيرًا ولا أستطيع تحمل ذلك.”
هل الكراهية والحقد شيئان مختلفان؟
على نحو غريب، كنت أوافقه على الشعور الأول، لكنني لم أستطع موافقته على الشعور الثاني. هذا شعور أثقل وأقصى من مجرد الكراهية. تلاقت نظراتنا.
كان يقترب تدريجياً. عندما شعرت بحرارته تقترب، ابتلعتني شفتاه الساخنتان.
“أنا، أريدك.” كان يلهث محاولاً قول شيء ما. وكنت أعرف جيداً ما سيخرج من شفتيه الرجولية الحمراء كدمه.
كراهيته لي، حقده علي، وآثار انتقام لن تُمحى أبداً.
مثلما أخبرني ذات مرة، قاطعته وقلت: “لا تغفرلي “
وقبلت شفتيه. غطت الحرارة الحارقة جسدي البارد. لم أكن أريد أن اشعر بذلك. لكن لم أكن أريد أن أفكر في أي شيء.
“لأنني ليس لدي أي نية لمسامحتك أيضًا.”
غلفتني رائحة المسك الخاصة به.
انها رائحة الوحش الشرس التي كانت تنبعث منه دائمًا.
” لا تبكي.”
صوته تسلل بين شفاهنا المتلاصقة. استمر في التمتمة هكذا بينما كان يقبلني مرارًا وتكرارًا.
دموعي التي انهمرت على وجنتي ابتلعها فمه الساخن…. استمر في ابتلاع بكائي، ولم أرفضه.
لقد شممنا رائحة الجموح في الغرفة.
*
قضيت الليلة مع زوجي.
كان جسدي يؤلمني ألم مبرح، لدرجة الخدر .
لكن لم يتوقف زوجي عن احتضاني نحوي، ومع ذلك، وبشكل متناقض، كنت أتشبث به اكثر، محاطة بحرارته التي تكاد تحرقني.
لفت ذراعي حول رقبته وتشبثت بزوجي مثل العلقة الطفيلية على ورقة شجر.
مختبئة في ظله، و تجاهلت الذكريات والأشخاص والأحداث التي حدثت في عالمي.
تشبثت بذراعيه وبكيت في كل مرة كانت تأتيني ذكريات عن الموتى او حتى تخيلاتي الصغيرة من أيامي البريئة التي حلمت بها ذات يوم.
لم يقل زوجي أي شيء، لكنه على الأقل لم يدفعني بعيدًا.
عرفت أن الصباح قد أتى عندما سمعت زقزقة العصافير.
وقفت وحدي ممسكة بجسدي المتكسر.
لم يكن زوجي هناك.
كنت أجلس وحدي في غرفة رثة وسرير فارغ.
أغلقت عيني. واختفى الإحساس بالحرقان في عيني تحت وطأة الضغط الذي يحيطني.
وعلمت فيما بعد أن بعض الناس يسمون ذلك الثقل بالحزن، وآخرون يسمونه الوحدة.
وبعد ذلك، استمر زوجي في زيارتي.
كانت تفوح منه رائحة الكحول، لكنني كنت أعلم أنه لم يكن ثملاً.
لأنني لم اكن ثملة كذلك أيضا.
كانت غرفتي ممتلئة دائما برائحة ضبابية للشمعات المعطرة التي اخترتها بنفسي.
بينما كنت بين ذراعيه، تغلغلت رائحة المسك الكثيفة في أنفي.
لم نكن قادرين على تحمل حقيقة أننا اخترنا البقاء معًا بعقلنا الواعي.
لم تكن علاقتي بزوجي مؤلمة، لكنها كانت تدميرًا بطيئًا لروحي.
لم أستطع تقبل حقيقة أنني أصبحت احب أحضان من كان يجب أن أكرهه.
كان زوجي يحتضنني بحرارة ودفء لا مثيل لها بينما يظل وجهه باردًا كالجليد.
لكن تلك الليالي كانت مجرد لحظات تشتعل وتختفي بلا أثر، كما في تلك الليلة.
” لقد حامل. تهانينا يا سيدتي.”
عندما بدأ زوجي يقضي الليل معي، تغير موقف الخدم.
نظرت إلي روزالين بدهشة، وكأنها لم تصدق ما قاله الطبيب أثناء فحصي بعناية.
نظرت إلى أسفل في بطني. لم أشعر بأي شيء.
في تلك الليلة، جاء زوجي لزيارتي. ورغم أنه سمع أنني حامل، إلا أنه لم يقل أي شيء.
لم أكن أتوقع منه أن يقول شيئًا… لكنني املت شيئا مختلفا … لم أستطع لومه؛ كان هذا أيضًا خياري معه.
وليلتها لم يلمسني، فقط نظر إليّ طويلاً قبل أن يغادر..
لم أكن أعرف ما كان يفكر فيه. هل يندم لأن سيكون لديه طفل يحمل دماء عدوه؟
أم أنه كان يفكر في قتل الطفل الذي يحمل دم عدوه؟
يقولون إن حماية الطفل هي غريزة الأم، لكن يبدو أنني لست من تلك الفئة.
اعتبر زوجي هذا الطفل طفلي، واعتبرته أنا انه طفله.
“أنت أيضًا ولدت بمصير مؤسف حقًا.”
قلت وأنا أنظر إلى بطني التي كانت تكبر…
لم تكن لدي عاطفة له لم استطع حتى ان امسد على بطني بمحبة.
أدركت حقًا أن هناك شيئًا خاطئًا في داخلي. لم أشعر بأي محبة أو عاطفة أمومية، فقط شعرت بضغط على بطني بشكل متزايد واحساس بالعجز متنامي.
لم أستطع التخلص من فكرة أنني سأكون مرة أخرى خاضعة لشخص آخر. ومع ذلك، لم أكن شجاعة بما يكفي لاختيار الموت لنفسي، ولا قتل الطفل… كنت خائفة
لم يعد زوجي يحتضنني. لم يكن سعيدًا بالحمل.
بدلاً من ذلك، بدا غاضبًا وبدأ يحاول السيطرة على حياتي بكل تفصيل مثل حبل المشنقة. من الطعام الذي أتناوله إلى الملابس التي أرتديها، وكلما ذهبت إلى أي مكان، كان يجب أن يمر عبره.
لم يسبق له أن حاول السيطرة علي بهذا الهوس. كان زوجي حذرًا وكان يراقبني وكأنه يآوي شيطانًا.
اختفت الحرارة التي كانت دفئت السرير البارد لفترة قصيرة.
كنت أعلم أن هذا سيحدث. كنت أعلم أن كل شيء سيختفي كسراب، لكن الفراغ في قلبي كان جديدًا. كان من الواضح أن توقفه عن زياراته الليلية بعد سماع خبر الحمل كان مؤشرًا واضحًا على نواياه.
ومع ذلك، كنت أسهر ليلاً، أملًا في عودته كما كان. كانت الوحدة تجعلني غريبة.
تلاشت رائحة المسك الكثيفة التي كانت تغمر أنفي. لم يعد هناك أي رائحة له ،ولم يضع أي عطر آخر … مشيرًا إلى أنه لم يعد يراني كامرأة. علمت أننا لن نتشارك ذلك الدفء مرة أخرى.
لكن هذا كان مقبولاً.
علمت أنه لم يكن سعيدًا بالحمل، وأنه لم يعد يبحث عني، وكان يندم على علاقتنا من البداية. كنت أتوقع ذلك. كان عليّ أن أتحمل ذلك. كان هذا جزءًا من تكفير خطاياي.لذلك كان علي أن أتحمله
لكنني لم أستطع تحمل الأمر بعد الآن عندما سخر مني بإرسال منتجات أطفال باهظة الثمن لي.
“سيدتي؟”
الخدم الذين لم يعودوا يجرؤون على مناداتي بزوجة سيدهم. كانوا يحدقون بي باستمرار.
و لم يكن هناك ما يمكن أن يمنعني من تمزيق قميص الطفل الصغير المطرز بفتات الألماس الذي أرسله زوجي إلى أشلاء. الهدايا لم تنتهِ: سوار من اللؤلؤ الأسود المفترض أنه مفيد لصحة الأم، وأحذية أطفال صغيرة صنعتها الجان ولا يملكها إلا أفراد العائلة الملكية. كانت الهدايا لا حصر لها و كنت أعلم أنني سأنهار قبل أن أنتهي من تمزيق كل تلك الأشياء.
غضب شديد كان يغلي في أنفاسي.
“كيف يمكنه السخرية مني حتى النهاية هكذا؟”
هل يمكنه أن يسخر مني هكذا حتى النهاية؟
لم أكن أعلم ما إذا كان هذا الغضب ناتجًا عن الإهانة أو عن حزن غير مفهوم.
لكن ما كان مؤكدًا هو أنني كنت مخطئة في شيء واحد:
انتقامه لم يتوقف أبدًا. لا يزال كليف مور يكرهني.
كان يعرف أنني لا أستطيع أن أحب هذا الطفل، لذا سخر مني بأبشع طريقة ممكنة.
لم يكن يومًا يريد أن يكون أبًا لهذا الطفل منذ حملي، ولا كان ينوي.
فما الذي جعله يرسل تلك الهدايا المتتالية؟ ربما يبدو للآخرين وكأنه أب محب ينتظر مولوده، لكن رسالته لي كانت واضحة:
سيكون هذا الطفل محاطًا بالأشياء الفاخرة، لكنه لن يحصل على حب والديه. سينمو محاطًا بالألماس، لكنه لن يشعر أبدًا بلمسة أبوية حنونة. كان يقول ذلك بوضوح.
وكان كليف مور يعرف جيدًا كم أن هذا عقابا رهيبا .
لأنني كنت كذلك. لأن والدي كان كذلك. رغم كل المجوهرات والفساتين التي كانت تحيط بي، لم أحصل على كلمة دافئة أو لمسة حنونة من أبي.
وكان هو الشخص الوحيد، بخلاف أخي، الذي شهد جفافي تحت ثروة والدي.
الاموال لا يمكن أن تعوض الحب والحنان.
تجعل الشخص يتعثر أكثر، يعاني أكثر، وفي النهاية، يصبح عاجزًا كما أصبحت أنا.
لم يكن كليف مور يعيد أخطاء والدي إلا بسببي.
لأنه لا يستطيع أن يغفر لي وانا من دماء كروفورد، ولا يستطيع أن يحب هذا الطفل أيضًا. كان يلمح أن ضمنيا ان تكفير خطاياي لن يقف عندي فقط بل ستنتقل لهذا الطفل أيضًا.
لنموت.
لننهي هذا.
فكرت في ذلك الحين. وقررت بعدها.
انني يجب أن أقطع هذه العلاقة السيئة المستمرة من قاصرها.
الشجاعة المتطرفة ظهرت أخيرًا بعد رسالة زوجها الساخرة والمستهئزة بها ..
كان عليّ أن أضع حدًا لذلك، من أجل نفسي البائسة ومن أجل الطفل البائس الذي سيرث خطايا أمه.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات