“فضيحة حول برنامج نزل الميدالية الذهبية الروابط السرّية التي لم يعرفها أحد بين الضيفين الغامضين لهذا الموسم”
نشر هذا الخبر في مدونة يملكها شخص مختص بأخبار المشاهير والفضائح الفنية.
لم يكن لديه عدد كبير من المتابعين بالكاد يتجاوز العشرة آلاف ولهذا السبب لم يتلق المنشور سوى عدد محدود من التعليقات في البداية.
لكن، لا شيء يمكنه كبح طبيعة البشر في حب القيل والقال.
وبسبب وسامة هوو يان شياو وهيبته الفريدة، كان كثير من الناس يرغبون بمعرفة أي تفاصيل عن حياته الخاصة بعيدًا عن أعماله.
وجاء هذا المنشور في الوقت المناسب تمامًا، ولهذا انفجر الإنترنت بالحديث عنه بعد ثلاث ساعات فقط من نشره.
بحسب ما ذكره صاحب المدونة، فإن هوو يان شياو وتشين زي مينغ قد يكونان في الحقيقة أخوين غير شقيقين أي أن هوو يان شياو ربما يكون أحد أفراد عائلة تشين!
أما عن سبب نشأته في الشوارع بدلًا من العيش مع عائلة تشين، فهذه قصة أخرى من دراما العائلات الثرية.
فقد تردّد أن تشين هاي، والد تشين زي مينغ، كان على علاقة غرامية في شبابه مع امرأة تُدعى هوو جيا تشي.
كانت هوو جيا تشي من عائلة بسيطة، ورغم أن تشين هاي أصرّ على الارتباط بها، إلا أنه في النهاية خضع لضغوط عائلته وتزوج من زوجته الحالية.
يُرجّح أن هوو جيا تشي كانت قد أنجبت هوو يان شياو بالفعل عندما انفصل الاثنان.
ولهذا السبب، يُقال إن هوو يان شياو يكبر تشين زي مينغ بنحو ستة أشهر.
لكن عائلة تشي وهي عائلة زوجة تشين لم تكن لتقف مكتوفة الأيدي وهناك امرأة يمكن أن تُهدد سمعة العائلتين في أي لحظة.
فقرّروا التخلص من هوو جيا تشي.
اضطرت هوو جيا تشي للهرب، وبسبب تدهور حالتها الصحية بعد الولادة، توفيت عندما كان هوو يان شياو في الثانية من عمره فقط.
وهكذا وجد هوو يان شياو نفسه في الشوارع، يعيش حياة قاسية ويجرب شتى أنواع الأعمال ليبقى على قيد الحياة، حتى التقى بشخص غيّر مصيره وهو في العاشرة تقريبًا، ليصبح الرجل الذي هو عليه اليوم.
بدت المدونة مقنعة جدًا في سردها، بل وأضافت في النهاية أنه إن كان هوو يان شياو حقًا ابن تشين هاي، فإن حياته ستكون في خطر، ثم ختمت كلامها برمز تعبيري فمه مغلق بسحّاب، في إشارة إلى أنها تعرف أكثر لكنها لن تتحدث بعد الآن.
أما قسم التعليقات، فقد اشتعل بالكامل.
معظم القراء لم يصدقوا القصة، خصوصًا أن ملامح هوو يان شياو لا تشبه لا تشين زي مينغ ولا تشين هاي.
لكن البعض الآخر كان متحمسًا جدًا، بانتظار ظهور أدلة جديدة.
بل إن بعضهم قال مازحًا إن كلا الرجلين موجودان حاليًا في موقع تصوير البرنامج، وإنهم قد يتسللون للحصول على خصلة شعر من كل منهما لإجراء اختبار DNA!
وبينما كانت النقاشات تدور على الإنترنت، كان هوو يان شياو قد عاد إلى غرفته.
وبصفته أحد الضيوف السريين، كان مسموحًا له باستخدام هاتفه، لذا قرأ بنفسه كل ما كُتب عنه وعن تشين زي مينغ على الإنترنت.
ابتسم بخفة، وظهرت في عينيه نظرة غامضة عميقة.
‘العرض لم يبدأ بعد.’
كان يتذكّر بوضوح كيف مات في حياته السابقة.
(م/م: خذ الصدمة طلع راجع بالزمن حبيييييييت اكشن . انا قبل لا اترجم اي فصل اقراه بالاول فانا واقرا لما وصلت للجملة دي انصدمت وجلست بعد ما كنت مستلقية 😂 )
في تلك الليلة الماطرة قبل موته، كان يشعر بقبضة الموت تشتد حول عنقه شيئًا فشيئًا… تلك الذكرى نُقشت في روحه إلى الأبد.
لماذا أصيب بالفيروس بعد فترة قصيرة من اكتشافه أنه ربما ليس من أصوله التي عرفها؟
ولِمَ تصادف أن تمتلك عائلة تشين شركة أدوية حيوية في الخارج؟
لو كانت حادثة واحدة، لربما بدت مصادفة…
لكن ماذا لو كانت سلسلة مترابطة من الأحداث؟
نعم، هو من سرّب الخبر عمدًا.
توقيت نشر الشائعة، ومشاركته في برنامج نزل الميدالية الذهبية لزيادة انتشاره كان كل ذلك جزءًا من خطته الخاصة.
أراد أن يرى
الآن بعدما علمت البلاد كلها بالقصة، كيف ستتصرف عائلتا تشين وتشي نحوه؟
كل ما سُلب منه في حياته السابقة، سيستعيده هذه المرة… واحدًا تلو الآخر.
بحلول ذلك الوقت، كانت ني آن آن قد تمددت في سريرها تستعد للنوم.
لكنها شعرت بالعطش قليلًا، فقررت النزول إلى الطابق السفلي لتسكب لنفسها كوبًا من الماء.
كانت تخطو بخفة حتى لا تزعج الضيوف الآخرين، إذ كان النزل قد أغلق أبوابه لليوم، وساد الطابق الأول سكون تام.
وسط هذا الهدوء الليلي، التقطت أذنها أصوات حديث خافتة تأتي من الخارج.
في البداية، لم تُعر الأمر اهتمامًا، فربما كان مجرد نقاش يخص الآخرين.
لكنها سمعت اسمها يُذكر بوضوح.
توقفت عن الحركة، وحبست أنفاسها، ثم تسللت بخطوات حذرة نحو النافذة.
ومن هناك، رأت تشين زي مينغ ولي مان غه يتجادلان.
قالت لي مانغه، وعيناها حمراوان من البكاء
“زي مينغ، هل ما زلت غاضبًا مني؟ لم تتحدث معي منذ فترة طويلة! أعلم أنني أخطأت، لكني فعلت ذلك فقط لأنني أحبك كثيرًا!”
في الداخل، شعرت ني آن آن بقشعريرة تسري في جسدها.
وحين لم يبدُ أن تشين زي مينغ ينوي الرد، واصلت لي مانغه حديثها قائلة
“ولماذا أنت غاضب إذًا؟ هل لأنك معجب بـ ني آن آن؟ هل لأنها أصبحت جميلة وطعامها لذيذ؟ هل بدأت تشعر بشيء تجاهها؟”
عندها فقط تكلّم تشين زي مينغ بنبرة باردة
“ليس الأمر كما تظنين. أنت تبالغين في خيالاتك. لقد تأخر الوقت، وهذا المكان ليس خاصًا ولا مناسبًا لهذا النوع من الحديث. هل يجب أن نناقش هذا هنا والآن؟”
ابتسمت لي مانغه بمرارة وقالت
“إذن فلنذهب ونتحدث في غرفتك… أو غرفتي.”
كانت كلماتها تحمل تلميحًا واضحًا.
لكن تشين زي مينغ اكتفى بالقول
“أنا متعب وأريد أن أنام. يمكننا التحدث غدًا.”
ثم مرر يده على ما بين حاجبيه بضيق ظاهر.
عندها انفجرت لي مانغه غضبًا وقالت بصوت مرتجف وعيناها دامعتان
“هل وقعت فعلًا في حب امرأة أخرى؟”
كانت أنفاسها تتسارع، ورأت أنه ما زال ممسكًا بهاتفه، فاندفعت نحوه وانتزعته من يده.
كانت تعرف رمز القفل، ففتحته فورًا.
وما إن فعلت حتى اتسعت عيناها صدمة مما قرأته.
رفعت رأسها فجأة وصاحت
“هوو يان شياو هو أخوك من جهة أبيك؟! هل هذا صحيح؟”
قال تشين زي مينغ بضجر
“وكيف لي أن أعرف من أين جاءت هذه الإشاعة؟ والآن بعد أن عرفتِ، دعي هذا الأمر وشأنه. لدي ما يكفيني من المتاعب ولا وقت لدي لعلاقات عاطفية.”
هذه المرة، لم تناقشه لي مانغه أكثر في الموضوع، لكنها قالت بقلق
“يجب أن تتحقق من الأمر بسرعة. إن كان صحيحًا وانتشر الخبر، فسيكون الوضع فوضويًا جدًا.”
بالطبع كان تشين زي مينغ قد فكّر في ذلك بالفعل، فابتسم بسخرية وقال
“هاه، لا عجب أنه تطوع للمشاركة في هذا البرنامج!”
ثم استدار وعاد نحو النزل.
أما ني آن آن، فلم تجرؤ بعد ذلك على جلب الماء، بل خلعت نعليها وسارت حافية بخفة عائدة إلى غرفتها.
وما إن أغلقت الباب خلفها حتى وضعت يدها على صدرها وأطلقت زفرة طويلة.
أخوها الأكبر وتشين زي مينغ… أخوان؟
لم تكن تعلم ذلك مطلقًا.
فبعد وفاة صاحبة الجسد الأصلية، كانت قد تخطّت الكثير من الأحداث، وفاتتها تفاصيل كثيرة من القصة.
لكنها كانت قد لاحظت شيئًا غريبًا حول إصابة هوو يان شياو بالفيروس في الرواية، والآن بدأ كل شيء يبدو منطقيًا إن كان السبب مرتبطًا بخلفيته العائلية.
فبحسب تسلسل الأحداث في الكتاب، من المفترض أن يصاب هوو يان شياو بالفيروس بعد عامين من الآن، وهو نفس الوقت الذي يُشخَّص فيه تشين هاي، والده، بمرض سرطان الكبد في مرحلته الأخيرة.
وهذا يعني أنه إن لم يمت هوو يان شياو، وثبت فعلاً أنه ابن لعائلة تشين، فسيصبح له الحق الكامل في الميراث تمامًا مثل تشين زي مينغ.
شعرت ني آن آن بخفقان قلبها المتسارع، واضطرت لتهدئة نفسها. جلست أمام النافذة وبدأت تفكر بعمق في كل ما سمعته.
وبينما كانت تغوص في التفكير، لمعت في ذهنها فكرة مفاجئة:
“إن كان هوو يان شياو حقًا من عائلة تشين، وإذا اعترفت بي عائلة ني رسميًا، فهل يمكنني حينها الزواج من هوو يان شياو لتوطيد التحالف بين العائلتين؟”
التعليقات لهذا الفصل " 22"