كانت الأعشاب المحيطة بالقصر قد امتصّت ما يكفي من الماء حتى بدت نضرةً زاهيةً ومتألقة.
لم تستطع نيي آن آن أن تتذكر كيف عادت إلى غرفتها وسريرها؛ آخر ما علق في ذهنها هو طلب هو يان شياو منها أن تبقى إلى جانبه وتؤنسه.
كانت تلك المرة الأولى التي ترى فيها الضعف على ملامحه.
شعرت بوخزةٍ في قلبها.
وقبل أن تجد وقتًا لتمشيط شعرها، ارتدت خفّها وهرولت بخفة نحو غرفة هو يان شياو.
كان الباب نصف مفتوح، وقد استيقظ هو بالفعل.
طرقت نيي آن آن الباب وقالت
“جيجي”
كان هو يان شياو قد فتح النافذة، وفي تلك اللحظة، هبّت نسمةٌ ناعمة دفعت الباب ليفتح أكثر، فاختلط ظل الرجل الذي كان يبدّل ملابسه بأشعة الشمس المتدفقة من النافذة.
كان واقفًا أمام الخزانة، وقد ارتدى قميصًا أسود بأزرار، لكنه لم يُزرّه بعد.
التفت عندما سمع الصوت.
وفجأة، وقعت عين نيي آن آن على ملامح جسده القويّ وعضلاته المتناسقة وخصره المشدود.
(م/م: ابغى اشوف المنظر انا كمان 🙊 )
وقف في الضوء، نصف جسده في النور ونصفه الآخر في الظل.
طيّات قميصه الأسود أضفت عليه هالةً من البرود والعمق، بينما كشف صدره عن جاذبيةٍ محرّمة يصعب تجاهلها.
شعرت نيي آن آن بأن قلبها يكاد يقفز من صدرها، واحمرّت أذناها خجلاً وندمت على تهوّرها.
قالت وهي تُخفض رأسها بخجل
“جيجي، جئت لأرى إن كان لا يزال لديك صداع”.
تأرجح جسدها برفق، مثل سنجاب صغير يلوّح بذيله الكثيف.
قال هو يان شياو وهو يزرّر قميصه ويتقدّم نحوها
“لم يعد يؤلمني”.
وحين رأى شعرها الفوضوي، وجدها لطيفة بشكلٍ لا يُقاوم، فمدّ يده وربّت على رأسها كما لو كان يبحث عن أذني أرنب صغيرتين.
قال لها
“شكرًا على ما فعلتِ البارحة، آن آن”.
كانت كفّه دافئةً وواسعة، فشعرت نيي آن آن بعاطفة الكبار تجاه الصغار.
رفعت رأسها لتنظر إليه، وبالفعل، رأت تلك النظرة في عينيه نظرةٌ مليئة بالحنان الأبوي.
شعرت بانزعاجٍ خفيف، فقد كان حقًا يراها كطفلة صغيرة.
ابتسمت وقالت
“لا بأس يا جيجي”
ثم وقعت عيناها على الزر الثاني في قميصه، والذي لم يكن قد أُغلق بعد، لتلمح نصف عظمة ترقوته البارزة.
(م/م: لك أبغى اشوووف انا كماان 😭 )
لمعت فكرةٌ في ذهنها، ولم تستطع طردها، لكنها لم تقل شيئًا.
اكتفت بالقول إنها تحتاج أن تبدأ استعدادها، ثم ركضت مبتعدة.
بما أن هو يان شياو وافق على المشاركة في الموسم القادم من برنامج نزل الميدالية الذهبية، فقد شاركت نيي آن آن أيضًا بشكلٍ طبيعي، وكان من المقرر أن يبدأ التصوير يوم الاثنين المقبل.
في الأيام التالية، أنشأت نيي آن آن حسابًا على الإنترنت، لم تكن تنوي الظهور بنفسها، بل لتشارك بعض أنشطة هو يان شياو اليومية مع نصائح غذائية مفيدة.
كانت شركة هو يان شياو بحاجة إلى تحسين صورتها العامة، وما فعلته نيي آن آن كان محاولةً لتحسين سمعتهما معًا وإن كان النجاح في ذلك سيكون مكسبًا إضافيًا.
هطل المطر مجددًا قليلًا يوم السبت، لذا أُلغيت خطتهما لزيارة حديقة الحيوان، واختاروا قضاء اليوم في المنزل.
أغلق هو يان شياو الستائر، وشغّل جهاز العرض ووضع فيلمًا كرتونيًا من إنتاج ديزني لتشاهده نيي آن آن.
التفتت نحوه، فرأته جالسًا بخمول وعيناه تتابعان الشاشة كما لو كان أبًا يجلس إلى جانب ابنته الصغيرة لتشاهد فيلمها المفضل.
قالت بخجل
“جيجي، ألا تظن أننا يجب أن نشاهد فيلمًا للكبار بدلاً من ذلك؟”
لكنها أدركت بعد أن قالتها أن عبارتها قد تُفهم بطريقةٍ أخرى.
مع ذلك، لم يخطر هذا المعنى ببال هو يان شياو، فسألها ببساطة
“ألا تُحب آن آن الرسوم المتحركة؟”
نظرت إليه نيي آن آن بجدية وقالت
“أخي الكبير، أنا في العشرين من عمري، ويمكنني الزواج قانونيًا”.
كانت نظرتها مخلصة للغاية، لكن صوتها بدا ناعمًا وكأنه مغطّى بطبقة من الهلام، وعيناها تشبهان قطةً أليفة مطيعة.
ضحك هو يان شياو على كلماتها، وربّت على رأسها مجددًا، وكانت النظرة في عينيه تقول بوضوح
“حسنًا، حسنًا… آن آن كبرت الآن. لا أحد من الكبار يحب أن يُعامل كطفل.”
كانت نيي آن آن تشعر بالانزعاج قليلًا أحقًا ما زال لا يصدقها؟!
حتى قبل انتقالها إلى هذا العالم، كانت في الثامنة عشرة من عمرها، أي أنها بالغة في الحالتين، أليس كذلك؟
ولكي تُثبت وجهة نظرها، التقطت جهاز التحكم عن بُعد، وبحثت عن فيلمٍ أجنبيٍّ رومانسيّ، ثم ضغطت زر التشغيل.
لم تتوقع أن يبدأ الفيلم بمشاهد حميمية خلال أقل من خمس دقائق.
شعرت بالحرج على الفور، وفجأة حجبت كفّ كبيرة مجال رؤيتها، وسمعت صوتًا رجوليًا منخفضًا يحمل نغمة مغناطيسية آمرة يقول
“هذا غير مناسب للأطفال.”
وقبل أن يُبعد يده، كانت الأصوات القادمة من التلفاز قد اختفت تمامًا، إذ أعاد هو يان شياو القناة إلى فيلم الرسوم المتحركة.
نيي آن آن
“……”
وهكذا، وجدت نفسها مجبرةً على الجلوس على الأريكة ومشاهدة أفلام الرسوم المتحركة طيلة الصباح إلى جانب هو يان شياو.
بعد الغداء، طلب منها أن تذهب لتأخذ قيلولة. أمّا هو، فلم يكن معتادًا على النوم نهارًا، فذهب مباشرة إلى مكتبه ليعمل كعادته.
وعندما استيقظت نيي آن آن من نومها، كانت لا تزال متضايقة، وانتفخت وجنتاها مثل سمكة منتفخة صغيرة.
بحثت في خزانتها ووجدت قميصًا قصيرًا يكشف عن خصرها، كان يعود لصاحبة الجسد الأصلية.
عضّت على شفتيها بعناد وارتدته.
في تلك الأثناء، كان هو يان شياو لا يزال يتحدث عبر الهاتف في مكتبه.
وما إن سمع خطواتها تدخل الغرفة حتى رفع رأسه، ليلمح خصرها النحيل المكشوف.
كان جسدها صغيرًا لكنه متناسق، أنثويّ حيث يجب، ورشيق بلا زيادة.
ذلك القميص القصير جعل ملامحها أكثر امتلاءً، وخصرها الأبيض بدا كغصن صفصافٍ رقيقٍ مرنٍ يتمايل بخفة.
قال في الهاتف بنبرةٍ حازمة
“السيد تشي، حدث أمر طارئ، سأتحدث معك لاحقًا” ثم أنهى المكالمة.
عقد حاجبيه قليلًا، ونظر إلى نيي آن آن قائلًا بجدية
“آن آن، كشف الخصر ليس جيدًا لصحتك. غيّري ملابسك بسرعة، لا تريدي أن تصابي بالبرد، أليس كذلك؟”
تجمدت نيي آن آن في مكانها
“……”
وتحت مظهرها المطيع، اشتعل في داخلها شعورٌ بالتمرّد.
للمرة الأولى قررت أن تخالفه.
قالت بعناد
“لا، لن أبدّلها. تعجبني هذه الملابس.”
وضع هو يان شياو إصبعيه على صدغيه وكأنه يعاني صداعًا، ثم قال بنبرة والدٍ يوبّخ ابنته المراهقة
“كوني فتاةً مطيعة.”
زمّت نيي آن آن شفتيها ونظرت إليه بعينين لا تخفيان التحدي.
لكن عندما التقت نظراتهما، لانَت ملامحه قليلًا دون أن يشعر.
وفي اللحظة التالية، نهض من مكانه، ودخل غرفته الخاصة، ثم عاد بعد لحظات وهو يحمل قميصًا رجاليًا، فوضعه على كتفيها بلطف.
رفعت رأسها ونظرت إليه قائلة
“جيجي ، أنا لا أشعر بالبرد .”
فقال بنبرة هادئة
“المكيّف بارد، ارتديه على كل حال.”
عضّت نيي آن آن شفتها ونظرت إلى القميص الأسود الذي غطاها.
كانت على وشك أن تخلعه، لكنها التقطت فجأة رائحة عطرة واضحة تنبعث منه , رائحته هو.
رمشت بعينيها، وراودتها فكرة جديدة.
كانت ترتدي شورتًا قصيرًا تحته، وقميص هو يان شياو كان فضفاضًا وطويلًا.
إذا لم يُبدِ أي ردة فعلٍ عندما كشفَت خصرها، فماذا سيحدث الآن إن أغلقت أزرار هذا القميص عليه؟
وبينما تفكر، بدأت ببطء تُزرّر القميص واحدًا تلو الآخر.
أُعجب هو يان شياو بما رآه، وابتسم بهدوء قبل أن يعود بنظره إلى الأوراق التي أمامه.
كان في كامل تركيزه، وبدت عليه الهيبة والجاذبية في آنٍ واحد.
جلست نيي آن آن على الأريكة بهدوء، تراقبه من بعيد دون أن تُصدر صوتًا.
كان قميصه الفضفاض يغطي جسدها الصغير، بينما بقيت ساقاها الطويلتان النحيلتان مكشوفتين، فبدت كجنيةٍ صغيرةٍ ضلّت طريقها إلى هذا المكتب البارد الجاد.
كان هو يان شياو دائم التركيز حين يعمل، ولهذا لم ينتبه إلى أن نيي آن آن ما زالت في الغرفة إلا بعد مرور نصف ساعة، عندما انتهى من بعض الأعمال المرهقة.
رفع رأسه نحوها، ولما لاحظ أنها كانت تراقبه بعينين متأملتين، سألها مستغربًا
“آن آن، هل هناك شيء آخر تودين التحدث عنه؟”
هزّت رأسها مبتسمة وقالت بعذوبة
“لا، أنا فقط هنا لأرافق جيجي.”
كانت عيناها تتلألآن وهي تتحدث، وبدا عليها الهدوء والطاعة كطفلة لطيفة.
وأضافت
“لا داعي لأن تهتم بي، تابع عملك فقط. ليس لدي ما أقوله أكثر.”
لكن بعد لحظة، بدت وكأن فكرة خطرت ببالها، فقالت
“سأُحضِر لك كوبًا من القهوة”
ثم استدارت بهدوء وغادرت الغرفة بخطواتٍ خفيفة.
وعندما عادت، كانت تحمل كوبًا أبيض من القهوة.
كانت أصابعها ناصعة البياض حتى إن عروقها كانت تكاد تُرى بوضوح، وجسدها الصغير مغطى بقميصه الفضفاض.
التعليقات لهذا الفصل " 18"