في طريق عودتهما، لاحظ هوو يان شياو متجر تانغهولو كان قد ذاع صيته على الإنترنت، فتوقف بالسيارة وسأل
“آن آن، هل ترغبين في شيء هنا؟”
(م/م: دا هو تانغهولو🍡)
نظرت ني آن آن إلى الصف الطويل من الأطفال الصغار وهزّت رأسها
“أخي الكبير، أنا لا آكل الطعام الجاهز كثيرًا.”
أومأ هوو يان شياو وقال
“همم، صحيح. الطعام الجاهز أحيانًا غير نظيف. لنذهب إذن إلى السوبرماركت؟”
بعد أن استراحت قليلًا داخل السيارة، استعادت ني آن آن معظم قوتها، فتوجّه الاثنان إلى السوبرماركت لشراء بعض المستلزمات.
وعندما اقتربا من المنزل، رنّ هاتف هوو يان شياو. نظر إلى هوية المتصل ثم أجاب.
قال الشخص على الطرف الآخر
“رئيس هوو، لقد حصلت على بعض المعلومات عن الأمر الذي طلبت مني التحقيق فيه سابقًا.”
ردّ هوو يان شياو بصوت مختصر
“حسنًا، تكلم.”
قال الشخص
“عائلة تشين تمتلك بالفعل شركة أدوية حيوية، وتقع في أمريكا الجنوبية.”
عبس هوو يان شياو قليلًا وأمعن النظر
“هل استطعت معرفة شيء آخر؟”
أجاب الشخص
“لا، لديهم أمن شديد ولم نتمكن من إدخال فريقنا. هذا كل ما تمكنا من اكتشافه.”
قال هوو يان شياو بعد أن أغلق الهاتف
“حسنًا، فهمت.”
أبقت ني آن آن عينيها منخفضتين وأصابعها ملتفة مع بعضها، فقد شعرت بعدم ارتياح من أسلوب هوو يان شياو للتو.
كانت تستطيع أن تشعر بوميض سريع من نية القتل في عينيه بعد سماعه ما قاله الطرف الآخر.
ربما كان لطيفًا معها خلال اليومين الماضيين لدرجة جعلتها تنسى أنه الشرير الكبير في القصة.
في الرواية، وُصِف هوو يان شياو بأنه بارد وشرس.
سألها هوو يان شياو بصوت منخفض
“ما الأمر، آن آن؟”
ابتسمت له ني آن آن وقالت
“آه، لا شيء. فقط تذكرت تجربة القطار السريع وما زلت خائفة قليلًا.”
أمسك بيدها وقال مطمئنًا
“لن نذهب هناك مرة أخرى. سأأخذك إلى الحديقة المائية أو حديقة الحيوان في المرة القادمة.”
رفعت ني آن آن رأسها، ولحظة النظر إلى عيني هوو يان شياو المليئتين بالحنان جعلتها تهدأ مرة أخرى.
ذكرت الرواية أنه حتى بعد أن كانت صاحبة الجسد الأصلي تحاول الاقتراب من تشين زي مينغ وحدث خلاف بينها وبين هوو يان شياو، لم يحاول الأخير إيذاءها أبدًا.
وهي منذ مجيئها قد وضعت حدًا واضحًا بين نفسها وتشين زي مينغ؛ فبالتالي لا يوجد سبب ليقوم هوو يان شياو بأي أذى لها.
كان يكفي إذن أن تكون أختًا لطيفة ومطيعة، أليس كذلك؟
لكن، لماذا يختار الذهاب معها إلى مدن الألعاب وحدائق الحيوان؟
تذكّرت أنها لم تتح لها كثير من الفرص للذهاب إلى حدائق الحيوان في حياتها السابقة، فابتسمت وأومأت برضا
“حسنًا، طالما لا يتعارض ذلك مع عمل الأخ الكبير.”
ربّت هوو يان شياو على رأسها برفق.
عندما خرجا من السيارة بعد أن استدارا عند الزاوية، حمل كل مشترياتهما بيد واحدة، ثم أمسك بيدها الأخرى وكأنّه قلق أنها لم تستعد كامل نشاطها بعد، وصعدا السلم معًا.
نظرت ني آن آن إلى يدها الصغيرة التي كانت بالكامل محاطة بيد الرجل الكبيرة ذات المفاصل البارزة، وارتسمت ابتسامة على وجهها، وعادت إليها شعور الدفء والطمأنينة.
عادا إلى المنزل، وذهبت ني آن آن لتبدأ بالخبز في المطبخ.
لقد اشترت الكثير من مكوّنات الحلويات اليوم، لتغيّر روتينها المعتاد قليلًا.
وبينما كانت تستدير بعد وضع كعكة الشيفون داخل الفرن، رأت هوو يان شياو مرة أخرى على الهاتف خارج المطبخ.
فجأة،خطرت لها فكرة.
في الرواية، ذُكر أن هوو يان شياو توفي بسبب نوع من الفيروس الذي أصيب به أثناء وجوده في الخارج.
ني آن آن كانت قد رأت ذلك فقط في أحد خيوط السبويلر، ولم تحب هذا الجزء أبدًا، لذا لم تقرأه بالتفصيل.
الآن بعد أن فكرت فيه أكثر، تذكرت خيطًا آخر يقول
“لماذا ذهب هوو يان شياو إلى الخارج برفقة مساعده ولم يُصب إلا هو فقط؟ بالإضافة إلى أن المؤلف أوضح أنه لم يكن هناك حجر صحي في المستشفى، ما يعني أن الفيروس لم يكن معديًا عن طريق الهواء. هل يعني ذلك أنه من مرض ينتقل عبر الدم؟”
غضبت ني آن آن عند قراءة ذلك.
شعرت أن المؤلف أراد فقط قتل هوو يان شياو ليفتح الطريق لنهاية سعيدة بين البطل والبطلة.
لكن بعد أن فكرت فيه أكثر، بدا أن هناك شيئًا أكبر يحدث.
هوو يان شياو ليس شخصًا يدخل في علاقات عاطفية فوضوية، فلم يكن طبيعيًا أن يكون له علاقات مع أي امرأة أثناء وجوده في الخارج. هي كانت قد تصفحت القصة حتى نقطة ذهابه إلى الخارج.
حينها، كانت شركته في أوج نموها وكان هو في ذروة مسيرته المهنية.
فمن المستفيد الأكبر من رحيله؟
شعرت ني آن آن بتسارع نبض قلبها.
خلعت قفازاتها، ونظرت إلى الرجل الذي أنهى مكالمته للتو، وفكّرت في الطريقة التي كان يحملها بها على ظهره قبل قليل، فانتابها شعور بالحزن.
رأى هوو يان شياو ني آن آن تقترب منه، وارتسمت ابتسامة على وجهه
ما الأمر، آن آن؟”
ابتسمت له ني آن آن، ونظرت إلى حيويته وقوته، ولم تستطع إلا أن تمد ذراعيها قائلة
“عانقني جيجي.”
تفاجأ هوو يان شياو للحظة، ثم ابتسم بدوره.
انحنى قليلًا وحملها كلها وكأنه يحمل طفلًا صغيرًا.
ني آن آن طولها 1.6 متر، ومع الطريقة التي حمله بها، شعرت بفقدان توازنها قليلًا، فمدّت ذراعيها بسرعة ولفّتها حول عنقه.
سألها
“ما زلت خائفة؟”
فأجابته
“قليلاً.”
حملها إلى المطبخ.
وعند مرورهم بالمدخل، استطاعت ني آن آن لمس السقف بيدها.
شعرت ببعض الحرج وقالت
“أخي الكبير، يمكنك أن تضعني الآن.”
ارتفعت رائحة حلوة من الفرن.
وضعها هوو يان شياو على الأرض، وربّت على رأسها قائلاً
“آن آن، هل ستشاركين في الموسم القادم من نزل الميدالية الذهبية؟”
ظهرت على وجه ني آن آن علامات الحيرة فورًا
“لا أعلم بعد…”
ثم رفعت رأسها، وعيناها صافية ومشرقة، وبأجدّ ما يمكنها قوله
“جيجي، لم أعد أحب تشين زي مينغ على الإطلاق!”
أومأ هوو يان شياو
“همم. أصدّقك.”
‘فأنتي لست نفس الروح السابقة، فبالطبع لن تحبي نفس الشخص.’
ابتسمت ني آن آن ابتسامة كبيرة فورًا.
قال هوو يان شياو
“مساعدي اتصل للتو وقال إن نُزل الميدالية الذهبية دعاني لأكون ضيفهم السري في الموسم القادم. لم أعطهم ردي بعد.”
اتسعت عينا ني آن آن وقالت فورًا
“سأذهب إذا ذهب الأخ الكبير.”
قرص هوو يان شياو وجهها قليلًا وقال
“حسنًا.”
لم يمض وقت طويل حتى اكتملت الكعكة.
كما حضرت ني آن آن سلطة وحساء من الذرة والأضلاع والبطاطا الصينية.
وأثناء تناولهما الطعام، رنّ هاتف ني آن آن. كانت رسالة طلب صداقة على ويتشات.
التقطته ورأت أن المذكرة مكتوبة ني تشينغ فنغ.
ترددت ني آن آن قليلًا، لكنها في النهاية قبلت الدعوة.
وصلت رسالة بسرعة من الطرف الآخر:
“آن آن، أنا ني تشينغ فنغ. لقد التقينا من قبل. حسنًا، صادف أن جدي ليس في أفضل حالاته الصحية، وقد نصحه الطبيب بالحصول على بعض الراحة الجيدة. عائلتي وأنا كنا نبحث عن اختصاصية تغذية له، وبعد أن شاهد والديّ برنامج ‘نُزل الميدالية الذهبية’، طلبا مني أن أستأصلك للحضور إلى منزلنا لإعداد خطة غذائية مفصلة لجدي.”
شعرت ني آن آن ببعض التردد عند قراءة ذلك.
لم تكن المالك الأصلي لجسدها، وكانت مرتاحة فقط لمعرفة عائلتها البيولوجية، لكنها لم تكن تنوي جعل الأمور رسمية.
هل سيكتشفون هويتها الحقيقية إذا ذهبت إلى منزل آل ني؟
وهوو يان شياو كان دائمًا وحيدًا. وذُكر في الرواية أنه لم يكن لديه أحد مقرّب حتى يوم وفاته.
كان يواصل تنمية ثروته، لكن ذلك لم يكن بالضرورة دليلًا على حبه للمال، بل كان انعكاسًا للشعور بالأمان الذي توفره له مسيرته المهنية. كانت ني آن آن قد فكرت بذلك منذ قراءتها عن طفولة هوو يان شياو.
لو ذهبت إلى منزل آل ني واكتشفوا هويتها، فلن تستطيع العيش مع هوو يان شياو بعد ذلك.
فهما ليسا أقارب، واستمرار العيش معًا سيثير الكثير من القيل والقال.
وبينما كانت تفكر في ذلك، حدّقت ني آن آن في الشاشة وهي تحاول التفكير في كيفية رفض الدعوة.
لاحظ هوو يان شياو أنها لم تكن مركزة وسألها
“ما الأمر، آن آن؟”
استعادت تركيزها، وترددت لوهلة، لكنها شعرت بأنها يجب أن تكون صادقة ومنفتحة معه، فوّلت هاتفها إليه.
غاص قلب هوو يان شياو قليلًا بعد قراءة الرسالة.
كانت عائلة آل ني من أكبر العائلات في العاصمة.
يمكنهم توظيف أي شخص كاختصاصية تغذية، فلماذا تمسّكوا بني آن آن؟ هل لديهم حدس بشأن شيء ما؟
نظر إلى ني آن آن وسأل
“آن آن، لا تريدين الذهاب؟”
هزّت ني آن آن رأسها
“ليس حقًا، أريد فقط البقاء في المنزل مع جيجي.”
تفاجأ هوو يان شياو قليلاً من جوابها.
ارتبطت عيناه العميقتان بعينيها الصافيتين، وبدا وكأن شعاعًا من النور اخترق زاوية مظلمة في قلبه.
نظرًا للخطة الخطيرة التي كان على وشك تنفيذها، ربّت على رأسها وقال
“ينبغي أن تذهبي.”
“ها؟” الآن كانت ني آن آن مندهشة.
قال هوو يان شياو
“لن تكوني هناك طوال اليوم. أنا أغلب الوقت في المكتب نهارًا، يمكنك البقاء في المنزل مساءً فقط.”
أومأت ني آن آن وقالت
“حسنًا.” ثم غيرت نص ما كانت تفكر فيه وكتبت:
“حسنًا، سيد ني، لكنني لن أكون متاحة في اليومين القادمين. قد أنضم مرة أخرى لطاقم ‘نُزل الميدالية الذهبية’ للموسم القادم، لكن يمكننا تحديد موعد للمقابلة، وإذا سارت الأمور على ما يرام، يمكنني البدء الشهر المقبل.”
جاء رد ني تشينغ فنغ سريعًا: “حسنًا!”
وجاءت رسالة أخرى منه بعد دقيقتين: “هل لديك وقت غدًا للمقابلة؟
أجابت ني آن آن: “بالطبع، هل يناسبك صباح الغد؟”
“لا مشكلة”، قال ني تشينغ فنغ وهو يرسل لها موقع الـ GPS.
ما إن وضع هاتفه جانبًا، حتى سألت الأم ني بقلق:
“هل حدّدتما الموعد؟ غدًا؟”
نظر ني تشينغ فنغ إلى شعاع التوقع في عيني والدته، وكاد أن يصمت، فأومأ برأسه: “نعم، صباح الغد.”
كانت الأم ني متحمسة جدًا
“سأتخلى عن وجبة الإفطار غدًا لأحافظ على شهيتي لتجربة طبخ آن آن!”
التقط ني تشينغ فنغ عبارتها: “آنيك آن؟”
وبجوارهم، ضحك الأب ني وهو يرفع رأسه عن الصحيفة
“تشينغ فنغ، أعتقد أنك على وشك أن تفقد رضا والدتك.”
(م/م: ابشركم التنزيل راح يصير بشكل يومي باذن الله لاني خلصت ترجمت نصفها)
التعليقات لهذا الفصل " 15"