وخلفهم، كان هوو يان شياو قد عبس بهدوء، وعيناه تشي بنفاد صبر مكتوم.
كان قطار الموت في هذه المدينة يُصنّف من بين الأفضل في آسيا، وكان مرتفعًا جدًا.
ومع صعود العربة إلى النقطة الأعلى، بدأت ني آن آن تشعر بالخوف.
التفتت إلى هوو يان شياو، الذي كان يجلس بجانبها، وقالت بصوت مرتعش
“جيجي… أنا خائفة.”
مد هوو يان شياو يده وأمسك بيدها الصغيرة التي كانت تشدّ قضيب الأمان بقوة.
بدأ يندم على اختياره لهذه اللعبة، كان يجب أن يأخذها إلى سيارات التصادم أو الكؤوس الدوارة، أو شيء من هذا القبيل، أما هذه الألعاب المخيفة فلا تناسبها على الإطلاق الآن.
كانت يداها الصغيرتان متعرقتين.
ومع انحدار العربة، أغلقت عينيها، وامتلأ وجهها بالخوف.
وفجأة، خرجت مشاهد حادث الطائرة الذي طالما نسيته من ذاكرتها إلى السطح، حتى أنه عندما توقّف القطار أخيرًا، بقيت ساقاها متلوية ولم تستطع الحركة.
نظر إليها بقلق وقال
“آن آن، هل أنتِ بخير؟”
هزّت رأسها
“خائفة فقط.”
وكانت الدفعة التالية من الزوار على وشك الركوب، فجلس هوو يان شياو أمامها، وانحنى قليلًا وقال
“هيا.”
شعرت ني آن آن ببعض الحرج؛ فهي بالكاد تجاوزت العشرين، وما زال أخوها يحملها على ظهره بدا أمرًا… طفوليًا بعض الشيء.
لكن جسدها كان منهكًا تمامًا، وبالتأكيد لم تكن لتستطيع السير بمفردها.
كانت خطواته سريعة وثابتة، وكأنه لا يشعر بوجود شخص على ظهره على الإطلاق.
ما لم يدركه الاثنان هو أن أحد الزوار كان قد نشر صورتهما على ويتشات
[يا إلهي! يا إلهي! رأيت ني آن آن وأخوها في مدينة الألعاب اليوم! آن آن كانت لطيفة جدًا، وأخوها دلّلها كما يفعل الأب. هذه صورة كدليل!]
تضمن المنشور صورة ني آن آن وهي تجلس على الحصان الخشبي بينما كان هوو يان شياو يلتقط لها الصور من الخارج.
وكانت الدفعة التي رافقتها تتكوّن في الغالب من أطفال، وجميع من التقطوا الصور من الخارج هم آباء.
وسط هذا الجمع، وبقميصه الرسمي ورباط عنقه، جذبت هالة هوو يان شياو الوسيمة والانضباطية انتباه الجميع.
لاحقًا، نشر صورة أخرى وهو يضع ذراعه حول ني آن آن.
وبما أن الصورة التُقطت من الخلف دون علمهما، وكونها أقصر بكثير منه، كان كل ما يظهر من جسدها ذراعها فقط، بينما بقي باقي جسدها خلفه.
أما الصورة الأخيرة فكانت لهما وهما يغادران القطار، أولًا وهو يحملها بكلتا ذراعيه، ثم على ظهره.
لم يُشاهد المنشور كثيرًا في البداية، ربما لأنه نُشر ضمن سلسلة أخبار عن نُزل الميدالية الذهبية.
لكن بعد ساعة تقريبًا، اكتشف أحد المؤثرين الصور وأعاد نشرها، فتزايدت المشاهدات بسرعة.
وعندما خرج ني آن آن وهوو يان شياو من مدينة الألعاب، كان موضوع «ني آن آن وأخوها» قد اجتاح الإنترنت.
وكان العديد من مستخدمي ويتشات يحبّون مطابقة الأشخاص كأزواج، فكتب أحدهم
“أشعر أن آن آن وأخوها لهما جوّ ثنائي! وبما أن اسميهما مختلفان، ربما ليسا أخًا وأختًا حقيقيين؟ أودّ لو أصبحا زوجين!”
وأضاف آخر
“تمامًا! وما هذه الشائعة عن إعجاب آن آن بالشاب تشين؟ هل رأيتمهما يومًا هكذا محبين؟ أظنّ أن آن آن يجب أن تكون مع الأخ هوو!”
وقال آخر
“هل أنا الوحيد الذي يعتقد أن آن آن والأخ هوو يشبهان أكثر علاقة أب وابنة؟”
وردّ شخص آخر
“أنا أعتقد أنهم مثل الأب وابنته أيضًا! “
وغرد أحدهم
“أنا أصوّت لفريق الأخ والأخت!”
وقالت أخرى باسم «ماما فينغ»:
“لماذا لا يكون لدي ابن كهذا؟ أريد ابنا يحظر أختًا لطيفة مثل هذه! آه، يا لهذا الابن العاجز لدي!”
داخل مكتبه، شعر ني تشينغ فنغ بحكة مفاجئة في أنفه، وعطس على الفور.
—————–
قررت اني راح صير انشر 3 فصول بدل من 2 بالاسبوع بما انكم تحبوها لرواية دي فشجعوني . يعني الان التنزيل اصبح يوم الاثنين ، الخميس ، السبت .
وايضا نزلت رواية جديدة من تأليفي كاتبتها من زمان وهي قصيرة جدا وتتكون بس من 3 فصول وممتعة فيكم اذا سمحتوا تشوفوها 🙃💞 فضلا منكم ، اسمها ”همسة الكريستال الساحرة“.
التعليقات لهذا الفصل " 14"