“آنسة، وصلنا للتو خبر بأن تشين زي مينغ سيكون في نادي مي الليلة في الثامنة مساءً لاجتماع عمل.
إذا كنتِ ترغبين برؤيته، فعليكِ أن تبدأي بالاستعداد للذهاب إلى هناك.”
المرسل: خيار.
‘ما هذا بحق السماء؟’
حكّت نيه آن آن رأسها بتكاسل وجلست بتثاقل على السرير.
لكن، ما إن ألقت نظرة واضحة على المكان من حولها حتى تجمّدت في مكانها تمامًا.
ألَم تكن في الطائرة المتجهة نحو موقع المسابقة؟ أين هي الآن بالضبط؟
انتظري لحظة! تذكّرت اهتزاز الطائرة بعنف، ثم سقوط أقنعة الأكسجين، والفوضى والهلع اللذين عمّا المكان.
وماذا حدث بعد ذلك؟
بدأ قلب نيه آن آن ينبض بسرعة، وزال عنها أثر النعاس فورًا، فقفزت من على السرير.
نظرت حولها بسرعة، ولما لاحظت أنها وحدها في الغرفة، التقطت الهاتف من جديد.
وبالفعل، تمكنت من فتحه باستخدام بصمة إبهامها.
وبعد أن تصفّحت محتوى الهاتف قليلًا، توصّلت إلى نتيجة صادمة
لقد انتقلت إلى داخل رواية!
إحدى الروايات التي قرأتها من قبل بعنوان «الزوجة المدللة لرئيس الشركة»، وأصبحت الأخت المتبنّاة لهو يان شياو، زعيم الأشرار في القصة.
الأخت المتبناة في الرواية تحمل الاسم نفسه تمامًا نيه آن آن.
في الرواية، كان يُقال إن هو يان شياو التقى نيه آن آن لأول مرة عندما كان في التاسعة من عمره.
كان عائدًا إلى منزله بعد أن جمع أموال الحماية مع زعيم العصابة.
(م/م: اموال الحماية يقصدون بها الاموال لي يجمعوها المتنمرين والعصبات من الضحاية على اساس اذا اعطوهم اموال بيحموهم من انفسهن وما يتنمرون عليهم . )
لم يعرف ما الذي دفعه لذلك في ذلك اليوم، لكن عندما رآها جالسة في زاوية الطريق تأكل قطعة خبز على البخار التقطتها من الأرض، وعيناها الكبيرتان اللامعتان تكادان تخفيان خلف شعرها الفوضوي، استيقظت بداخله لحظة رحمة نادرة، فناولها كل المال الذي جمعه.
ومع ذلك، تبعته الطفلة ذات الأعوام الثلاثة بخطواتها الصغيرة، حاملة المال بيدها.
أينما ذهب، كانت تتبعه.
من شارع إلى آخر، وكلما هم بعبور الطريق، كانت تمسك بطرف ثيابه.
كانت خائفة، لكن في عينيها عزيمة لا تخطئها النظرات ، عازمة على ألا تتركه أبدًا.
وفي النهاية، أخذها إلى منزله.
منذ ذلك الحين، في كل مرة يخرج فيها لجمع أموال الحماية، كانت تتبعه وكأنها أحد رجاله الصغار.
وعندما بلغت نيه آن آن الخامسة من عمرها، كانت قد أصبحت “بلطجية صغيرة” بحق، إذ امتلكت قوة غير عادية فقد كانت قادرة على مواجهة طفل في العاشرة، وبحلول سن العاشرة أصبحت أقوى مقاتلة في الحي بأكمله.
كانت الرواية تدور حول علاقة الأخوة المليئة بالمحبة بينهما، لكنّ كل شيء تغيّر عندما التقت نيه آن آن بـ تشين زي مينغ، بطل الرواية، في عيد ميلادها العشرين.
وقعت نيه آن آن في حبه من النظرة الأولى، ومنذ ذلك اليوم لم تفكر إلا به.
أما هو يان شياو، الذي كان قد بنى إمبراطوريته التجارية من الصفر، فكان أحد أكبر منافسي تشين زي مينغ في مجال الأعمال.
لذا، أيا كان الجانب الذي ستختاره نيه آن آن، فستصبح عدوة للطرف الآخر.
وبسبب السحر الجاذب لبطل الرواية، انتهى الأمر بنيه آن آن إلى خيانة هو يان شياو.
منذ تلك اللحظة، بدأت العلاقة بين نيه آن آن وهو يان شياو في التدهور تدريجيًا، إلى أن وصلت إلى حدّ العداء الصريح والمشاحنات الدائمة بينهما.
والأسوأ من ذلك كله، أنه مهما حاولت نيه آن آن أن تُظهر إخلاصها لتشين زي مينغ، فإنه لم يكن يبادلها أي اهتمام.
وفي النهاية، خسرت كل شيء. حتى عندما ماتت، لم يكترث لأمرها أحد.
أما هو يان شياو، زعيم الأشرار في الرواية، فقد أصيب في نهايتها بمرضٍ لا شفاء منه، ولقي حتفه هو الآخر.
تنهدت نيه آن آن وهي تتذكر تلك التفاصيل الحزينة.
في تلك اللحظة، دوى صوت طرق على الباب، تلاه صوت أحد الخدم من الخارج قائلا
“آنسة، سيارتك جاهزة. هل ترغبين في المغادرة الآن؟”
سألت نيه آن آن بتلقائية
“من هناك؟”
فأجاب الرجل من الخارج
“أنا خيار، آنسة.
هل ما زلت نائمة؟ تشين زي مينغ سيكون في النادي بعد قليل، إن لم نغادر الآن…”
( م/م : متتعجبوش هو فعلا اسمو خيار 🥒 مش غلط مني في الترجمة بالانجلزية Cucumber)
ردّت نيه آن آن بسرعة
“حسنًا، سأخرج حالا”
رغم أنها لم تكن تشعر بأي انجذاب لتشين زي مينغ، فإنها لم تكن معتادة على هذا العالم الجديد بعد.
لذا قررت أن تسير مؤقتا مع مجرى الأحداث، وفي الوقت نفسه تلقي نظرة على بطل الرواية بنفسها.
تماسكت نيه آن آن، ووقفت تبحث في الخزانة عن شيءٍ ترتديه.
لكن ما إن رأت تلك الملابس السوداء القاتمة التي تنضح قسوة وشرا وكأنها مصممة لذئاب، حتى ارتجفت.
فهي، التي لطالما أحبت الأزياء الرقيقة واللطيفة منذ طفولتها، لم تحتمل مظهرها الجديد.
وأخيرًا، وجدت في حقيبة لم تفتح بعد فستانًا أبيض مرصعا باللآلئ.
ارتدته، ثم همت تتفقد مظهرها في المرآة، لكنها لم تجد واحدة في الغرفة، فتخلت عن الفكرة وخرجت.
كان خيار واقفا أمام باب غرفتها، وما إن رآها حتى اتسعت عيناه وكأنه رأى شبحا.
“آ… آنسة…!”
سألته نيه آن آن بنبرة ناعمة
“ما الأمر؟”
تلعثم قائلا:
“متى بدأت تلبسين بهاته الأنوثة؟”
ثم تدارك نفسه وأضاف بسرعة
“أعني… بهذا المظهر الراقي، يا آنسة.”
ابتسمت نيه آن آن وقالت بلطف كنسيم ليلة صيفية
“ألم أكن راقية من قبل؟”
فتسللت قشعريرة على جلد خيار.
وصلا معا إلى نادي مي، فقال لها
“آنسة، لا أملك عضوية في هذا النادي، لذا لا يمكنني الدخول أبعد من هذا. تشين زي مينغ في غرفة خاصة في الطابق الثالث.”
أومأت نيه آن آن بلا مبالاة ودخلت إلى النادي.
لقد كان هذا المشهد مذكورًا في الرواية الأصلية حين علمت صاحبة الجسد السابقة بوجود تشين زي مينغ في الطابق الثالث، صعدت مباشرة لتبوح له بحبها، لكنها تعرضت لسخرية قاسية من قبله ومن أصدقائه.
ومع ذلك، لم تدرك آنذاك أنهم يهينونها، بل ظنت أنهم يمزحون معها.
ظلت تضحك وتتكلم إلى أن أنهى تشين زي مينغ سخريته منها، ثم نظر إليها بازدراء وقال ببرود
“نيه آن آن، أنتِ أغرب امرأة قابلتها في حياتي.
هل تعلمين لماذا؟ لأن النساء الأخريات إما أن يكن قبيحات أو غبيات، أما أنتِ، فجمعتِ بين القبح والغباء معًا.
لا أعلم من الذي منحك الجرأة لتقفي أمامي وتلوثي الهواء الذي أتنفسه!”
عندها فقط أدركت نيه آن آن أن تشين زي مينغ لم يكن يحبها أبدًا.
لكن ذلك لم يمنعها من الاستمرار في ملاحقته، حتى انتهى بها الأمر محطمة القلب، فاقدة كل من أحبتهم.
لم تستطع نيه آن آن تمالك نفسها حين وصلت إلى هذا الجزء من الرواية، فحدقت في السطور بذهول.
كيف يمكن أن توجد امرأة بهذا الغباء في هذا العالم؟
يا مؤلف، هل أنت جاد حقًا؟
لم يخطر ببالها يومًا أنها ستستيقظ لتجد نفسها قد أصبحت تلك الحمقاء بعينها.
دخلت نيه آن آن إلى النادي، وما إن رآها أحد العاملين هناك حتى بدأ جسده يرتجف وقال بصوتٍ متلعثم
“آنسة نيه، الشخص الذي تبحثين عنه غير موجود في نادينا.”
تأملت نيه آن آن للحظة، لكن قبل أن تنطق بكلمة، كان العامل قد سقط أرضا من شدّة الخوف، وأشار نحو المصعد وهو يتمتم
“السيد… السيد تشين في الطابق الثا… الثالث، الغرفة الخاصة رقم 302…”
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي نيه آن آن. لم تكن تتوقع أن تكون سمعتها سيئة إلى هذا الحد!
وحين وصلت إلى باب الغرفة الخاصة رقم 302، شعرت بدافع غريب في جسدها
برغبة في رفع قدمها وركل الباب بقوة.
لكنها، في اللحظة التالية، اكتفت بطرق الباب برفق.
وانبعث من الداخل صوت رجل بارد وواثق
“تفضلي بالدخول.”
دفعت نيه آن آن الباب بخفة، وما إن دخلت حتى التقت نظراتها بعيني شاب وسيم.
كان يرتدي قميصا أبيض وسروالا أسود، دون ربطة عنق، وأزرار قميصه العلوية مفتوحة قليلا. كان على وجهه ابتسامة خفيفة، لكنها اختفت فور أن وقعت عيناه على نيه آن آن، لتحل محلها نظرة اشمئزاز واضحة.
‘إذن هذا هو تشين زي مينغ، أليس كذلك؟’
رفع الرجل حاجبيه قليلا، ثم مال بجسده إلى الجانب ليفسح لها الطريق وقال بابتسامة باهتة
“الآنسة نيه، تفضلي بالدخول.”
أحست نيه آن آن بشيء من الريبة.
كانت تعتقد أن هذا الرجل يأنف حتى من وجودها بالقرب منه، فكيف يدعوها للدخول بهذه السهولة؟
لكنها، متذكرة سبب قدومها، شدت قامتها وسارت إلى الداخل.
كان أصدقاء تشين زي مينغ يجلسون في مجموعات على الأرائك الكبيرة، وقد التفتت أنظارهم جميعا نحوها، مترقبين المشهد الذي سيحدث.
قال أحدهم بسخرية
“نيه آن آن، هل جئت لتعلني حبك للشاب تشين مرة أخرى اليوم؟”
وأضاف آخر وهو يضحك
“يا لها من مفاجأة! أرى أنكِ تطورتِ قليلا. ملابسك اليوم تتناغم تمامًا مع الوشوم على وجهك! ما اسم هذا الأسلوب؟ آه، تذكرت مزيج البراءة والوحشية!”
رفعت نيه آن آن يدها لا شعوريًا لتلمس وجهها.
أي وشوم هذه التي يتحدثون عنها؟
لكن ضحكاتهم العالية قطعت حبل أفكارها.
قال أحدهم وهو يغمز
“نيه آن آن، تشين غي وصل قبل دقائق فقط من حضورك.
أنفك بالفعل يشبه أنف الكلاب، لا يخطئ مكانه أبدًا! لا بد أن هذا هو ما يسمّى بالحب الحقيقي!”
ضحك آخر وقال متهكما
“آه، كم أتمنى لو كانت لديّ كلبة تتبعني وتهز ذيلها يوميًا كما تفعلين! كنتُ على الأقل سأطعمها بعض العظام من حينٍ لآخر.
فهي بالتأكيد متعبة من كل هذا التزلّف، أليس كذلك، أيها الشاب تشين؟”
أما تشين زي مينغ ، فكان يقف هناك ببرود، وعلى وجهه مزيج من السخرية والاشمئزاز وهو يحدّق في نيه آن آن.
ثم بدا أن أحد الحاضرين تذكر أمرا فجأة، فالتفت نحو زاوية في الغرفة وقال بصوت مسل
“أيتها الكلبة الضالة الصغيرة، عقدنا رهانًا قبل أن تأتي. هل تريدين أن تعرفي ما هو؟”
ولم ينتظر ردّها، بل تابع
“الرهان يقول إنك لو تخليتِ عن أخيك أمام الشاب تشين، فسيمنحك قبلة.
فما رأيك؟ هل ستتخلين عن أخيك؟”
تجمدت نيه آن آن من الصدمة، لم تفهم تمامًا ما الذي يجري.
لكن قبل أن تنطق بكلمة، جاء صوت من داخل الغرفة، حاد وعميق
“السيد هو يان شياو، ألا ترغب في القدوم لترى قرار أختك بنفسك؟”
نظرت نيه آن آن في الاتجاه الذي أشار إليه المتحدث، وبالصدفة، تحرّك أحد الأشخاص جانبًا، فانكشفت أمامها الرؤية ورأته.
كان رجلًا طويل القامة يجلس على أريكة رمادية من قماشٍ فاخر.
يرتدي قميصًا أسود، وقد رفع أكمامه بخفّة ليكشف عن ساعديه الطويلين المشدودين.
كان رأسه منحنياً قليلًا بينما يُدير كأس النبيذ بين أصابعه ببطء.
تحت إضاءة الثريا الكريستالية، انعكس بريق النبيذ الأحمر على أصابعه وهو يطرق بخفة على الكأس.
كانت يداه مثالية للعزف على البيانو تنضح بجاذبية باردة مقموعة، مزيج من القوة والاتزان والإغراء المكبوت.
وعندما سمع حديث الآخرين، رفع رأسه قليلًا عن كأسه، وألقى نظرة عابرة على نيه آن آن، ثم أعاد بصره إلى كأس النبيذ وكأنها لم تكن موجودة أصلا.
لكن تلك النظرة العابرة كانت كافية لتمنح نيه آن آن رؤية واضحة لوجهه.
ورغم أنها رأت كثيرًا من الرجال الوسيمين في حياتها، إلا أنها لم تستطع منع نفسها من التوقف للحظة، مذهولة من ذلك الوجه الذي بلغ من الوسامة حدا يثير غيرة السماء والأرض معًا.
كانت بشرته برونزية صحية، وملامحه حادّة وواضحة المعالم.
عيناه الضيقتان الطويلتان، حين كانتا نصف مغمضتين، منحتاه مظهرًا متكاسلًا متعاليًا، باردًا ومتجافيًا عن العالم.
‘هو… أهو الأخ الأصلي لصاحبة الجسد؟ هو يان شياو؟’
أخذت نيه آن آن نفسًا عميقًا، وقد اتخذت قرارها منذ فترة بالفعل.
استدارت، وخطت بضع خطوات إلى الأمام حتى وقفت بثبات أمام تشين زي مينغ.
انفجر الحاضرون بالضحك، متلهفين لمشاهدة المشهد الذي ينتظرونه لحظة خيانة نيه آن آن لأخيها من أجل قبلة من تشين زي مينغ.
فالجميع يعرف كم كانت مولعة به بجنون، ولم يمنعها رفضه الواضح منها يومًا من ملاحقته. لذا، من الطبيعي أن تنتهز هذه الفرصة لتنال منه نظرة أو لمسة، حتى لو كان الثمن إذلال أخيها أمام الجميع.
وسط ضحكاتهم المتهكمة، وقفت نيه آن آن بهدوء، ونظرت نحو تشين زي مينغ وقالت بصوتها الرقيق
“خياري هو…”
توقفت عمدًا للحظة، ثم حوّلت نظراتها فجأة عن تشين زي مينغ نحو هو يان شياو، الذي لم يُكلّف نفسه طوال الوقت حتى عناء النظر إليها، وقالت بثقة وهدوء
“السيد تشين رجل لطيف، لكن… آسفة، خياري دائمًا سيكون أخي.”
اهتزت يد الرجل الذي كان يدوّر كأس النبيذ للحظة، ورفع رأسه نحوها بدهشة خفيفة.
لكن الدهشة اختفت بسرعة، ليعود ذلك البرود المعتاد إلى ملامحه كأن شيئًا لم يكن.
أما الآخرون، فقد تجمّدت على وجوههم نظرات السخرية التي لم تسعفهم عقولهم لاستيعاب الموقف بعد.
ساد الصمت لثوانٍ في الغرفة قبل أن يهمس أحدهم بدهشة
“ماذا قالت للتو؟”
حتى تعبير تشين زي مينغ المتغطرس تجمّد للحظة عابرة.
نظر إلى هذه المرأة التي لم يكلّف نفسه من قبل حتى عناء النظر إليها، ثم ابتسم بسخرية خافتة.
‘هل تحاول أن تلعب دور الصعبة الآن؟’
لكن نيه آن آن لم تلتفت إليه مطلقًا.
بل مشت مباشرة نحو هو يان شياو، ووقفت أمامه بابتسامة حلوة كنسمةٍ ناعمة وقالت
“جيجي، جئتُ إلى هنا لأبحث عنك.”
(م/م: عند الصينين جيجي Gege معناها اخي الكبير تقولها البنت لاخوها الاكبر او شخص بمثابة اخوها واكبر منها هي تشبه قليلا oppa) اوبا) عند الكوريين وتكتب بحرف “ج” في اللعة العربية لاكن تنطق بحرف g فيكم تشوفو في المسلسلات او تبحثوا في اليوتيوب عن كيفية نطقها )
التعليقات لهذا الفصل " 1"