الحلقة الأولى

 

الفصل الأول: لنصبح زوجة عائلة دريبلرن!

 

“لقد تنافستم طويلاً لتُختاروا.”

 

 

رنّ صوت والدي الهادئ في أذنيّ.

 

 

ابتلعتُ ريقي بصعوبة، وأمسكتُ أصابعي بقوّة وكأنني سأكسرها.

 

 

ارتفعت حرارة الأجواء. كانت فورمونات الألفا المتوترين للغاية تتطاير في كلّ مكان.

 

 

“الذي سيصبح الوريث القادم هو من تختاره السيّدة المقرّرة. فقط أفضل الذكور بينكم هو من يستحقّ أن يُختار.”

 

 

كان أمامي الآن ثلاثة رجال وسيمين، راكعين على ركبهم، وأعينهم مغطاة بأغطية.

 

 

الأوّل، إيان دريبلرن، سيّد نقابة القتلة الأكبر في الإمبراطوريّة، “الجوكر”.

 

 

كان يرفع ذقنه بابتسامة خفيفة تبدو وكأنها فقدت عقلها. ومع إمالة رأسه قليلاً نحوي…

 

 

يبدو وكأنه يقول إنه إذا لم يُختَر، فسوف يطلق العنان لمجموعة قتلته للقضاء على إخوته غير الأشقاء على الفور.

 

 

“حبيبتي، إن كان الاختيار صعبًا، هل أجعل الخيارات تنحصر في واحد فقط؟”

 

“لا!”

 

كما توقّعت!

 

 

أسرعتُ بنفي قويّ.

 

 

كنتُ متأكّدة بنسبة 100% أنه جادّ. إيان رجل مخيف يملك الصبر ليقتصر الخيارات عليه وحده، ثمّ ينتظر حتّى أقع في حبّه.

 

 

“لا يهمني ما تفعلينه. ألم أسوِ لكِ الأمور عندما ضربتِ قداسة البابا على رأسه؟”

 

 

حسنًا، هذا صحيح.

 

 

ارتجفتُ من كلمة لطيفة واحدة قالها إيان. كان ذلك أكبر حادثة تسبّبتُ بها.

 

 

‘لكنني لم أكن أعلم أنه بابا الإمبراطوريّة المقدّسة! ومن الذي شجّعني على ضربه أكثر؟’

 

 

عندما فكّرتُ هكذا، شعرتُ ببعض الظلم. أنا متأكّدة أنه حرّضني عمدًا آنذاك.

 

 

“يا، دونغل. ستنتهي باختياري على أيّ حال، فلمَ التردّد؟ إضاعة للوقت.”

 

 

في تلك اللحظة، تدخّل الثاني، الذي يتدفّق منه جمال فاسد، بنبرة غاضبة.

 

 

دانتي دريبلرن. 

 

أصغر عضو في فرقة الفرسان العالميّة “بالادين”، التي تضمّ أسياد السيف فقط.

 

 

كان يقرقع أصابعه كما لو كان يحاول كبح توتّره. لكن لمَ يبدو وكأنه سيخطفني ويهرب إذا لزم الأمر؟

 

 

عادةً، يظهر كفارس مدرّب جيدًا، منضبط إلى درجة الجمود… لكن في الحقيقة، دانتي متهوّر ولا يمكن توقّع تصرّفاته.

 

 

‘وأمّا الأصغر…’

 

 

نقلتُ نظري إلى الجانب الهادئ، بينما كان الاثنان يتبادلان الكلام.

 

 

‘حتّى دون أن أنظر، أعلم أنه يبتسم بعينيه.’

 

 

على الرغم من غطاء العينين، كنتُ أعرف. هذا الفتى ينظر إليّ مباشرة في هذه اللحظة. لا يمكن لقطعة قماش رقيقة أن تحجب نظراته عنّي. هكذا هو.

 

 

يوري يريبان هيليكوفريون دريبلرن. 

 

 

الأمير الوحيد للإمبراطوريّة السحريّة.

 

كان سيئ السمعة بعناده. حسنًا، إذا فكّرتِ في الأمر، لا أحد من هؤلاء الثلاثة ليس عنيدًا… لكن بشكل خاص! العناد الشديد يستحقّ الانتباه.

 

 

“أختي.”

 

 

زحف يوري على ركبتيه ووضع خدّه في يدي بحركة مفاجئة.

 

 

“يوري يطيع كلام أخته فقط.”

 

 

لم يكن طلبًا بعدم التخلّي عنه، ولا تهديدًا بأنه سيُروَّض ثم يُترك.

 

 

هو لا يتحدّث معي بهذه الطريقة.

 

كان نبرته محبّبة دائمًا. تصرّف بريء وتعبير لطيف.

 

تصرّف كوحش صغير لطيف يسلم طوق عنقه لي بسعادة.

 

ثمّ فرك يوري شفتيه بدلال على راحة يدي. تقلّصت أصابع قدميّ دون سبب، واضطررتُ لبذل جهد كبير للحفاظ على هدوئي.

 

 

“سيكون الأمر صعبًا، لكن دماء الوحوش كثيفة فينا، فلا مفرّ من ذلك.”

 

 

ثمّ، وضع والدي ذراعه بلطف حول كتفيّ، وأعلن بهدوء. 

 

 

“حسنًا، فلورين. حان وقت اختيار زوجك.”

 

 

تسارعت دقّات قلبي فجأة.

 

 

شعرتُ بصدري يهبط مع زفيري.

 

 

‘الآن… أحد هؤلاء الثلاثة سيصبح زوجي.’

 

 

في هذا العالم، هناك سبعة أنواع متفوّقة، يُقال إن حاكم أحبّها كثيرًا ومنحها قوّة ومكانة خاصّة.

 

 

أحدهم هو قبيلة نمر الاسود، دريبلرن.

 

ملوك الوحوش. المبارَكون بحماية الشيطان. 

مركز الإمبراطوريّة السحريّة، عائلة نبيلة تملك ثروة وسلطة تضاهي العائلة الإمبراطوريّة.

 

 

 

لكن الأهمّ من ذلك… أن دريبلرن هي أكبر نقابة تصنيع أسلحة في العالم.

 

 

في القصّة الأصليّة، كانوا يُصوَّرون كأشرار يبيعون الأسلحة دون تردّد، ويحافظون على الحروب، ويملؤون جيوبهم من ذلك.

 

 

‘ثمّ في النهاية، دخلوا في نزاع عاطفيّ حول البطلة، وانتهوا بنهاية تدمير العائلة معًا…’

 

 

أنا الآن سأصبح السيّدة الرسميّة لهذه العائلة التي تنتظرها مثل هذه المستقبل.

 

كان هذا ما انتظرته طويلاً.

 

 

“بالمناسبة، لا يهمني من ستتزوّجين. في النهاية، ستكونين زوجة ابني.”

 

 

“أبي، ماذا لو لم يكن اختياري صائبًا؟”

 

 

“ستنهار عائلة دريبلرن. لا تقلقي.”

 

 

يا لها من كلمات مشجّعة حقًا…!

 

بسبب قلّة النوم مؤخرًا، كان رأسي يدور. تنهّدتُ وتردّدتُ لحظة.

 

وضع نقطة نهاية لعلاقة أمر صعب للغاية. أردتُ الهروب، لكن كزوجة عائلة دريبلرن، هناك شيء واحد لم أتعلّمه أبدًا: التراجع.

أنا أعرف فقط كيف أعضّ.

 

 

فأنا أيضًا وحش.

 

 

‘حقًا، عندما انتقلتُ إلى هنا لأوّل مرّة، لم أتخيّل أبدًا أنني سأصنع مثل هذا المستقبل.’

 

 

كم كنتُ مشغولة بمنع عائلة دريبلرن من الانهيار كما في القصّة الأصليّة.

 

 

لم ينتهِ كلّ شيء بعد.

 

 

النصف الثاني من القصّة الأصليّة هو حيث تبدأ الحرب الحقيقيّة.

 

 

للحفاظ على العائلة من مخالب البطلة التي يحبّها هذا العالم، الاختيار الذي يجب أن أقوم به هو-

 

 

“أبي، أنا…”

 

 

عندما خرجت كلمة من بين شفتيّ أخيرًا، كنتُ أتذكّر أمورًا منذ زمن بعيد.

 

 

التقيتُ بوالدي لأوّل مرّة في شتاء، بعد أن انتقلتُ سبع مرّات.

 

* * *

 

‘يا إلهي، سقف غريب!’

 

 

كما يحدث عادةً في الروايات الرومانسيّة، أدركتُ فور استيقاظي أنني انتقلتُ.

 

 الاختلاف الطفيف عن غيري من المنتقلين هو أنني رحّبتُ بالانتقال بكلّ جوارحي.

 

 

 

‘واو، غرفة نوم فاخرة تبدو وكأنني سأعضّ على ملعقة ماسيّة؟’

 

نظرتُ حولي بسرعة وأطلقتُ صيحة فرح داخليّة.

 

‘يا إلهي، شكرًا. شكرًا. كان هذا هو المعنى الحقيقيّ للقول إن حياتي ستتغيّر!’

 

آخر ذكرى لي هي أنني كنتُ أرتجف وأشتم شاحنة تصدمني بسرعة. لقد متّ وأنا ألقي كلّ أنواع الشتائم، لكن اتّضح أنها شاحنة تناسخ!

 

لم تكن حياتي تستحقّ التمسّك بها، لذا كنتُ سعيدة فعلاً. شعرتُ بجسدي غير مريح ومتيبّس قليلاً، لكن لا بأس. ربّما لأنني طفلة حديثة الولادة.

 

تجاهلتُ الأمر ببساطة واستمتعتُ بسعادتي أوّلاً.

 

 

‘تنبعث رائحة طيّبة من الغرفة.’

 

 

هل هي رواية تربية أطفال؟!

 

 

إذا كانت فرصة للبدء من جديد كما في روايات تربية الأطفال، فهذا رائع.

 

 

لا أعرف لمَ تُسمّى روايات تربية أطفال بدلاً من روايات الثروة الطفوليّة، لكن لا يهمّ، المهمّ أنني مستعدّة لقبول هذا الانتقال بكلّ سرور.

 

 

‘ما هو مركزي؟ هل أنا من العائلة الإمبراطوريّة؟ أم من الملكيّة؟’

 

 

على طاولة زينة فاخرة تبدو وكأنها لملكة، كان هناك تمثال نمر من الذهب الخالص. في الجزء العلوي من النافذة الكبيرة، كان هناك زجاج ملون منقوش بأزهار التوت البريّ، وفي كلّ مكان كانت هناك أصص نباتات مُعتنى بها جيدًا.

 

 

أريكة خضراء أنيقة ومجموعة من الخزف الأزرق.

 

 

وجدار مليء بـ… صور عائليّة…؟

 

‘حسنًا، يبدو أنها ذوق سيّدة في منتصف العمر أكثر من طفلة.’

 

ربّما غرفة أمّي!

 

بخبرة عشر سنوات في قراءة الروايات الرومانسيّة، وبعد فحص المكان بعيون صقر، تأكّدتُ.

 

لقد فزتُ بالجائزة الكبرى!

 

‘الآن، حتّى لو تنفّستُ فقط، سيكون هناك من يقول: “تنفّستِ يا آنسة، لذا الـ365 يومًا هي أعياد وطنيّة!” وسأكون محاطة بهؤلاء الناس!’

 

 

آه.

 

أنا كيم آرام. فقدتُ والديّ مبكرًا أثناء استكشافهما للغابات، فتُركتُ عند أقرباء في سنّ الثالثة عشرة. منذ ذلك الحين، عشتُ وأنا أتجنّب أن أكون عبئًا أو مكروهة، محاولةً بجهد ألا أزعج أحدًا.

 

 

لحسن الحظ، كنتُ أتمتّع بكبد قويّ وراثيًا، لذا بمجرّد أن أصبحتُ بالغة… حصلتُ على رخصة تشغيل حفّارة واستقلّيت.

 

 

في البداية، كان الرجال الأكبر سنًا يعاملونني بقسوة، لكن بما أنني ورثتُ طباع والديّ الودودة، لم يكن من الصعب التأقلم معهم.

 

 

‘بالنظر إلى الوراء، كانت حياة ممتعة.’

 

لكن لا توجد تعلّقات كبيرة.

 

 

‘هل هذا مكافأة على دفعي للروايات بدلاً من تحميلها بشكل غير قانونيّ رغم ضيق ذات يدي؟’

 

 

بينما كنتُ أفكّر في قائمة مشترياتي على تطبيق كاكاو، مسحتُ أنفي.

 

 

رواية تربية أطفال… رائعة!

 

 

“لقد أزهرت أزهار جميلة على شجرة التوت البريّ، يا أمي.”

 

 

“يا إلهي، يبدو أن هذا يعني أنكِ سترجعين سالمة من ساحة المعركة هذه المرّة أيضًا، أشعر بالسعادة.”

 

 

مهلاً، لمَ يتمّ توجيه مكبّس الماء نحوي؟

 

بعد ثوانٍ، كنتُ أتصبّب عرقًا باردًا. يبدو أن شيئًا ما قد أخطأ بشكل كبير.

 

 

‘لمَ أنا لستُ بشريّة؟!’

 

 

تساقطت زهرة جميلة مع صرختي الداخليّة.

 

لاحقًا، مع انتقالات متكرّرة، اكتشفتُ أن هذا العالم هو عالم رواية “+19” مأساويّة بعنوان “القدّيسة الفاسدة ووحوش مجنونة”.

 

 

في هذه الرواية العكسيّة الحارة، حيث تملأ المشاهد الحميمة أكثر من نصف المحتوى، كنتُ أنا…

 

 

شجرة تزرعها سيّدة نبيلة.

 

 

آه، أعيدوني!