الفصل السادس
“هممم…”
بعد لحظة من التردد، أجابت السيدة أبِيجيل بحذر:
“ما رأيكِ بـستمائة ألف ديرك مقابل شراء الفستان من الإصدار المحدود؟”
سواء كان ذلك بدافع الخوف أو لأنه سعر معقول إلى حد ما، ظلت كاسيا صامتة.
لكن هدفي كان أن أحصل على النقود بأسرع وقت ممكن.
“تسعمائة ألف ديرك، مع الحذاء والحقيبة.”
“هـاه؟!”
اتسعت عينا السيدة حتى كادتا تخرجان من محجريهما عند اقتراحي.
للتوضيح، تسعمائة ألف ديرك تكفي لشراء قصر مع حديقة في ضواحي العاصمة الإمبراطورية.
وبالعملة الكورية، سيكون ذلك حوالي تسعمائة مليون وون؟
“أأنتِ حقاً ستمنحيننا الحذاء والحقيبة أيضاً؟”
سألتني السيدة بصوت شخص لا يكاد يصدق.
لكن على الرغم من ضخامة المبلغ، كانت زوايا فمها ترتفع ببطء.
لابد أنها كانت تشعر بإغراء شديد من عرضي.
وهذا مفهوم تماماً، خاصة وأن بين الأحذية والحقائب الكثير من الإصدارات المحدودة.
وكلما احتُفظ بها أكثر، ارتفع سعرها بلا شك.
وفوق ذلك، الفساتين التي كانت كاسيا ترتديها كلها من الدرجة الأولى وفي أفضل حالاتها.
ذلك لأنها كانت صاحبة طبع حاد يثير ضجة لمجرد كون القماش متآكلاً قليلاً.
وعلاوة على ذلك، هناك ميزة إضافية لكونها فساتين ارتدتها الأميرة نفسها، لذا فإن متجر الأزياء بالتأكيد لن يخسر شيئاً.
… بطريقة ما، شعرت بشيء من الأسف.
‘هل كان عليّ أن أحاول الضغط عليها أكثر؟ ربما خمسون ألف ديرك إضافية؟’
فكرت قليلاً، ثم هززت رأسي داخلياً.
‘إذا كنت قادرة على بيعها بسهولة بهذا السعر المرتفع، فلا بأس أن أتنازل عن القليل.’
فأنا لست في وضع يسمح لي بإضاعة الوقت الآن.
بصراحة، هذا المبلغ لا يُعدّ خسارة على الإطلاق.
وبينما كنت أفكر، ارتجفت السيدة أبِيجيل فجأة.
وخلال ذلك، أصبح وجهها شاحباً كالورقة.
“جـ، جلالتك…؟”
آه.
من الطريقة التي نادتني بها بصوت بدا وكأنها سيغمى عليها، يبدو أنها أساءت تفسير صمتي على نحو آخر.
“إن، إن كنتُ قد أسأتُ لجلالتكِ بطريقة ما…”
همم.
ضيقتُ عينيّ.
حسناً، رغم أن منظرها وهي متجمدة هكذا يثير شيئاً من الشفقة، لكن بما أنها خائفة بالفعل، لم لا أستغل ذلك لصالحـي؟
“أعني أن هذه الأشياء بعتها بسعر زهيد جداً. أنتِ تعرفين ذلك، صحيح؟”
شحب وجه السيدة على الفور وبدأ يرتجف.
لقد كُتب على ملامحها بوضوح:
‘لا، لم أفعل… لقد دفعت سعراً عادلاً لقاء هذه الأشياء…’
لكنني واصلت بوقاحة:
“إذن، مقابل أني أعطيتكِ هذه الأشياء بهذا السعر البخس، عليكِ أن تلتزمي الصمت.”
“مـ، ماذا تعنين…؟”
“أريدكِ أن تُبقي الأمر سراً في الوقت الحالي، أقصد أمر أنني أتخلص من الفساتين والإكسسوارات.”
أكدت كلامي بأكثر تعبير متعالٍ استطعت أن أفتعله، كما يليق بفتاة شريرة.
فلو انكشف أنني أبيع هذه المقتنيات نقداً بدلاً من حرقها كالمعتاد، فقد يبدأ أفراد العائلة الإمبراطورية بالتنقيب وراء السبب، وذلك سيكون مزعجاً.
لذلك، يجب ألّا يتسرب هذا الأمر إلى الخارج، على الأقل حتى أنضم رسمياً إلى فرسان الحرس.
“إذا خرجت أي شائعة عن هذا…”
لم أقل شيئاً أكثر.
بدلاً من ذلك، مررت إصبعي على عنقي بتعبير بارد.
“هـيييك!”
تحول وجه السيدة أبِيجيل إلى شاحب كالرماد.
“أفـ، أفهم تماماً!”
همم، أعتقد أن السبب هو أن كاسيا الأصلية كانت سيئة السمعة إلى هذا الحد.
من الجيد أنها تطيع الأوامر كالسكين.
*هذا التعبير كناية كورية تعني الطاعة العمياء للأوامر من دون أي تردد أو جدال، كما لو أن السكين الحادة تنفذ بدقة.*
بعد أن أرسلت السيدة أبِيجيل بتلك الطريقة،
بدأت أتحرك بنشاط.
أولاً، أمرتُ بإعادة تصميم عربة كاسيا الخاصة بي كلياً.
كنتُ أفكر بالتخلص منها بعد إخراجها من القصر الإمبراطوري.
‘من الأفضل أن أصلحها قدر الإمكان لأحصل على قيمة أعلى.’
ذلك كان حسابي.
‘آه… عربتي العزيزة. يا فيرّاري الخاصة بي….’
حدقت في العربة بعينين دامعتين تقريباً.
وكانت يدي وهي تلامس العربة مليئة بالمودة.
‘مع أننا نفترق هنا، فلن أنسى أبداً تضحيتكِ، يا أختي العزيزة. أنتِ تعرفين ذلك، صحيح؟’
وبعد أن أنهيت معظم الأمور بشكل مرتب، بما في ذلك هذا الوداع الدامع،
فتحت أخيراً صناديق المجوهرات.
“واو، إنه مشع وبراق.”
كان الضوء المتدفق من علبة المجوهرات ساطعًا جدًا لدرجة أنني تجهمت بلا وعي.
أقراط، عقود، أساور، خواتم، خلخال، بروشات، دبابيس شعر مرصعة بالجواهر، تيجان……
“حقًا، لم أكن أعلم أن هناك هذا العدد الكبير من أنواع المجوهرات.”
أُعجبت قليلًا، لكن سرعان ما وقعت في تفكير جدي.
“همم، هل عليّ أن أتخلص من كل المجوهرات أيضًا الآن؟ … لا.”
هززت رأسي.
فالفساتين، والأحذية، والإكسسوارات كبيرة الحجم ولا يمكنني أخذها معي إلى الشمال.
لكن المجوهرات الصغيرة قد تكون مفيدة بطرق عديدة.
حتى لو لم أبعها بثمن بخس الآن، يمكنني استخدامها كمالٍ للطوارئ عندما أحتاج.
“كما يمكن استخدامها للدفع لأولئك الذين لا يستمعون إليّ لإقناعهم.”
كنت أعلم.
العالم يسمّي ذلك رشوة.
لكن لِنَكن واقعيين، في موقف يكون فيه العالم على وشك الفناء، هل الرشوة مشكلة؟!
وفوق ذلك، يمكنني استخدام هذه الرشوة لالتقاط نقاط ضعفهم.
“إذا جاء وقت واضطررت فعلًا لرشوة شخص متعنت…”
لمعت عيناي بحماس.
“سأتأكد من تدوين كل شيء بدقة وأطعنهم جميعًا من الخلف لاحقًا!”
من ذا الذي يجرؤ على زج الأميرة في السجن لمجرد أنها أعطته بعض الجواهر؟
قهقهت متأخرة وعدت إلى وعيي.
“وبالمناسبة، ربما عليّ أن أطلب قريبًا بعض إكسير التنقية.”
فالمكان الوحيد الذي يمكنه صنع إكسير التنقية الآن هو معهد الأبحاث الإمبراطوري للقدرات الخارقة.
ومن المستحيل إخفاء حقيقة أنني طلبت إكسير التنقية، لأنه مؤسسة تتبع العائلة الإمبراطورية.
“وماذا في ذلك.”
هززت كتفي.
“يمكنني أن أطلبه علنًا بكل بساطة.”
بصراحة، لدى كاسيا الأصلية سجل طويل مليء بالفضائح والحوادث.
هناك احتمال كبير أن يظنوا أنني أقوم بشيء غبي آخر للتقرب من جيسكارد هذه المرة أيضًا.
“إذن، هل عليّ أن أوزع الجواهر التي يصعب بيعها كهدايا صغيرة للباحثين؟”
فكرت أنني قد أكسب بعض النقاط مع الباحثين بينما أنا في الأمر.
ففي النهاية، سيكون لي تعامل كبير مع معهد الأبحاث الإمبراطوري للقدرات الخارقة مستقبلاً.
“و…… آخر شيء عليّ فعله الآن هو.”
أرتميت على السرير الوثير.
آه، ما هذا الشعور الناعم الرائع.
وبينما كنت أتدحرج على المرتبة، ارتفعت من أعماق صدري موجة من السعادة.
“سألهو.”
إلى أن أؤمّن إكسير التنقية، كنت أخطط للاستمتاع بحياة الأميرة المترفة لأقصى حد.
***
بدأت شائعات غريبة تنتشر مؤخرًا في القصر الإمبراطوري.
وكانت بطلة هذه الشائعات ليست سوى كاسيا سورتز ديل أستريد.
مُسببة المشاكل في العائلة الإمبراطورية، والشريرة الشهيرة في الإمبراطورية، المعروفة بإسرافها وسوء طبعها.
“في الآونة الأخيرة، يبدو أن الأميرة قد تغيرت قليلًا، أليس كذلك؟”
“صحيح، لم تعد ترمي نوبات الغضب علينا منذ مدة.”
“بل و أكثر من ذلك، لقد مر أسبوعان منذ أن استدعت صائغ المجوهرات أو الخيّاطة.”
“هل هذا رقم قياسي جديد؟ في الأيام الماضية، كانت لتستدعيهم خمس مرات بالفعل بحلول الآن.”
تبادلت الخادمات النظرات بوجوه مذهولة.
“أميرة لا تنغمس في الترف ولا تغضب؟ هل أنا أحلم؟”
إحداهن رفعت يدها وقرصت خدها بقوة.
“آي.”
ومن وخز الألم على خدها، تأكد لهن أن الأمر لم يكن حلمًا.
وفي الوقت نفسه، تابعت الخادمة التي أثارت الموضوع الحديث بصوت متحمس:
“لكن لدي قصة أكثر إثارة للدهشة لأخبركن بها. سمعتها مباشرة من صديقتي التي تعمل في قصر الأميرة…”
فأصبحن جميعًا فجأة أكثر جدية.
“واو، تعمل في قصر الأميرة؟”
“ممم… لا بد أن صديقتك تعاني كثيرًا إذن.”
وليس ذلك غريبًا، إذ إن قصر الأميرة كان يُعرف بين الخادمات بـ “منفى الخادمات”.
حتى مع وعد بمضاعفة الأجر، كانت الخادمات جميعًا يتجنبن المكان.
فقد كان يتم استبدال خادمات القصر كل أسبوع، إذ لا أحد يستطيع احتمال مزاج الأميرة…
لكن الخادمة التي أثارت الموضوع هزت رأسها بمعنى عميق.
“كانت صديقتي تقطف الزهور للإناء في أحد الأيام، لكن الإناء انكسر بالخطأ.”
شحبت وجوه الخادمات.
“يا إلهي، وماذا حدث؟”
“هل بقيت صديقتك على قيد الحياة؟”
وتحت أنظار الجميع، أومأت برأسها.
“الأميرة فقط طلبت منها أن تنظف القطع المكسورة وتذهب!”
“ماذا؟ ألم تصفعها؟”
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
التعليقات