حتى الآن، بدا أننا تمكنا بطريقة ما من التعامل مع الإصابات بطرق مؤقتة، لكن هذا لم يعد كافياً بعد الآن.

 

كنا بحاجة ماسة إلى طاقم طبي محترف.

 

المشكلة، مع ذلك، كانت أن فرسان فجر اللازوردي كانوا معروفين بظروفهم السيئة للغاية.

 

لذلك، لجذب أفراد مهرة مثل الأطباء، كان علينا تقديم نوع من الحوافز…

 

‘هل يجب أن أذهب إلى أقصى حد من ناحية المال؟’

 

فالمال كان الشيء الوحيد الذي أملكه على أي حال.

 

حتى لو اضطررت إلى استخدام أموالي الشخصية، قد أحتاج إلى جذبهم من خلال مكافآت على الأداء أو حزم تعويضات.

 

‘على أي حال، بطريقة أو بأخرى، يجب أن نحضر طبيبًا عسكريًا.’

 

آه.

 

مررت أصابعي في شعري بإحباط.

 

ذلك لأن مسألة وجود طبيب عسكري كانت مجرد واحدة من بين جبل من المشاكل الأخرى التي كان علي التعامل معها.

 

وأكثرها إلحاحاً كان…

 

‘أحتاج حقاً لزيارة معهد الإمبراطورية للأبحاث عن القدرات الخارقة قريبًا.’

 

معهد الإمبراطورية للأبحاث عن القدرات الخارقة.

 

مرفق وطني سري من الدرجة العليا يجري أبحاثًا تتعلق بالبوابات.

 

كما أنه المكان الذي ينتج ويزود فرساننا بإكسير التطهير، وأحجار الحواجز، وأسلحة الهالة.

 

ولكن بما أنه مرفق مهم جدًا، حتى الأميرة لا يمكنها الدخول متى شاءت.

 

‘ومع ذلك… تلك التصرفات الشاذة التي أظهرتها الوحوش الشيطانية هذه المرة.’

 

حتى مع وجود جيسكار، أعظم فرسان الهالة، بجانبي، الوحوش الشيطانية كانت تطاردني أنا فقط.

 

كأن مهمتها الوحيدة في الحياة هي مطاردتي وقتلي.

 

كنت بحاجة لمناقشة تلك المشكلة.

 

كما كان هناك شخص في المعهد الإمبراطوري يجب عليّ مقابلته بلا شك.

 

ذلك الشخص، الذي كان له تأثير كبير حتى في العمل الأصلي، لم يكن سوى…

 

“الضابطة الإدارية أستريد.”

 

في تلك اللحظة—

 

تمامًا كما شعرت أن أحدهم يناديني فجأة، ضغطت يد كبيرة على قمة رأسي.

 

مندهشة، رفعت بصري بسرعة.

 

“القائد؟”

 

“ماذا تفعلين جالسة هنا وحدك؟ هل تناولتِ العشاء؟”

 

تِش، هل كان عليه حقًا أن يتحدث بهذه الطريقة المزعجة؟

 

عبست وأجبت.

 

“لا، لم أتناولن. فقط… ليس لدي شهية كبيرة اليوم.”

 

عند ذلك، تحول وجه جيسكار فورًا إلى الجدية.

 

“الحفاظ على القوة الجسدية من خلال وجبات مناسبة هو واجب ومسؤولية الفارس.”

 

آه.

 

ارتعشت قليلاً.

 

لم أدرك حتى الآن، لكن جيسكار كان مزعجًا بشكل مفاجئ.

 

“تأكدي من تناول طعامك. مفهوم؟”

 

بعد أن كرر هذا الإصرار عدة مرات،

 

أعطاني جيسكار أخيرًا ظرفًا أنيقًا.

 

“على أي حال، وصلت دعوة باسمك.”

 

“دعوة؟”

 

قبلت الدعوة بوجه متسائل.

 

لم تكن هذه هي العاصمة التي كانت كاسيا، في العمل الأصلي، تنشط فيها كزهرة المجتمع الراقي.

 

فهل هناك حتى من يرسل لي دعوة؟

 

عند التحقق من الاسم المكتوب على الظرف، اتسعت عيناي بدهشة.

 

[جيمس فون دياز.]

 

‘دوق دياز؟!’

 

دوق دياز، رئيس الشمال.

 

أحد أبرز النبلاء في الإمبراطورية، و بالأخص، خال كاسيا.

 

حسب ما أعرف، قدم بيت دياز دعماً كبيراً لمعهد الإمبراطورية للأبحاث عن القدرات الخارقة.

 

هذا منطقي — فالشمال يقع بالقرب من البوابة مباشرة.

 

استقرار البوابة مرتبط مباشرة بأمان الشمال.

 

مما يعني—

 

‘أنه شخصية قوية يمكنها توصيلي إلى المعهد!’

 

من كان يظن أن حظي سيكون بهذه الوفرة؟

 

تلألأت عيناي بالإثارة.

 

ثم سألني جيسكار، غير مبالٍ:

 

“ما الذي تفكرين فيه لتُظهري هذه النظرة؟”

 

“ما خطب نظرتي؟”

 

“إنه فقط… حسنًا…”

 

رد جيسكار بنظرة غامضة.

 

“…نظرة مريبة نوعًا ما؟”

 

حقاً؟

 

عبست في وجهه وفتحت الظرف بلا أي كلام آخر.

 

[إلى الضابطة الإدارية الموقرة أستريد,]

 

‘هاه؟’

 

بمجرد أن قرأت بداية البطاقة، شعرت بالفضول.

 

ليس “كاسيا” أو “صاحبة السمو”—بل “الضابط الإداري أستريد.”

 

هذا يعني أن دوق دياز كان يخاطبني كعضو في فرسان فجر الأزرق.

 

[بناء على طلب زوجتي ، سنستضيف حفل شاي متواضع في منزلنا. 

 

لذلك ، أود أن أوجه دعوة إلى كل من القائد رومانوف والضابطة الإدارية أستريد. .]

 

هاه؟

 

رمشت بدهشة ونظرت إلى جيسكار.

 

“هل تلقّيت الدعوة أيضًا، قائد؟”

 

عند تلك الكلمات، اكتفى جيسكار بإظهار دعوته الخاصة بدلاً من الإجابة.

 

‘همم.’

 

أومأت برأسٍ خفيف ونظرت مجددًا إلى البطاقة.

 

[أود حقا أن أعرب عن امتناني لمساعدتكم في حادثة البوابة الأخيرة. 

 

إنني أتطلع إلى ردكم.

 

 —جيمس فون دياز]

 

“إذن، هل ستحضرين؟”

 

سأل جيسكار بشكل عادي.

 

أجبت بحزم.

 

“بالطبع عليّ الحضور! إنها فرصة مشروعة للاستفادة من الدوق دياز.”

 

“……”

 

عاد وجه جيسكار إلى تلك التعبيرات الغامضة مرة أخرى، لكنني تجاهلتها.

 

‘على أي حال.’

 

جيسكار لم يكن عادة من النوع الذي يستمتع بالفعاليات الاجتماعية، أليس كذلك؟

 

بمعنى أدق، في القصة الأصلية، كان قد سئم من مثل هذه التجمعات بعد أن أرهقه سلوك كاسيا المستمر…

 

‘همم.’

 

حسنًا، صحة بطلنا الذهنية ثمينة، بعد كل شيء.

 

لذلك أضفت بسخاء،

 

“إذا شعرت بعدم الارتياح، يمكنني الذهاب بمفردي.”

 

حتى مع أن دوق دياز قد أرسل الدعوات لكل منّي وجيسكار.

 

من المحتمل أنه لم يتوقع أن نحضر معًا فعليًا.

 

عادةً، في مثل هذه الحالات، يحضر شخص واحد فقط كممثل عن فرسان الفيلق .

 

ولكن بعد ذلك—

 

“لا، سأذهب معك.”

 

…ما هذا؟

 

الآن جاء دوري ليكسو وجهي تعبير غامض.

 

“لا مانع لدي حقًا. أنت لست من محبي التجمعات الاجتماعية على أي حال، أليس كذلك؟”

 

“……”

 

عند ذلك، صمت جيسكار للحظة قبل أن ينفجر قائلاً،

 

“ماذا لو أرسلت الضابطة الإدارية وحدها وتسببت في بعض المشاكل؟”

 

*و أنت بصفتك أي بتمنعها؟ أبوها و لا زوجها؟ تراها رايحة لبيت خالها 😭*

 

ثم، استدار فجأة وخرج من قاعة الطعام بخطوات سريعة.

 

‘ما الذي حدث للتو؟!’

 

لم أستطع إخفاء تعابير الدهشة بينما كنت أحدق في ظهر جيسكار وهو يبتعد.

 

***

هرع جيسكار عبر الممر كما لو كان هاربًا.

 

‘لماذا فعلت ذلك بالضبط؟’

 

عادةً، لم يكن جيسكار يستمتع بالفعاليات الاجتماعية بشكل خاص.

 

وإذا كان هذا نوع الحدث، أليس من الطبيعي أن أرسل كاسيا وحدها كممثلة عن فرسان الفوج؟

 

فلماذا إذًا؟

 

‘لماذا أصرّ على الذهاب معها؟’

 

شعر وجهه بالحرارة بشكل غريب، وقضم جيسكار شفته السفلى برفق.

 

لماذا كان ذلك؟

 

أومض أمامه فجأة قائد الفوج الرابع السابق، الذي كان يتشبث بكاسيا بلا خجل، في ذهنه.

 

“الضابطة الإدارية أستريد، إنه حقًا لمن دواعي سروري لقاؤك هكذا.”

 

ماذا لو أرسل كاسيا وحدها، وبدأ أشخاص مثل القائد الرابع في الاقتراب منها؟

 

‘اللعنة.’

 

للحظة، شعر جيسكار كما لو أن معدته قد انقلبت.

 

‘لا، يجب أن أذهب معها حقًا.’

 

إرسالها وحدها إلى دوقية دياز… لم يكن شعورًا مريحًا بالنسبة له.

 

كان قلقًا أيضًا من احتمال أن تتسبب كاسيا في أي نوع من المشاكل.

 

لكن الآن، كانت الضابط الإداري الثمينة لفرسان فجر الأزرق.

 

‘نعم، من الطبيعي أن يهتم القائد بأتباعه.’

 

حاول جيسكار إقناع نفسه بشدة.

 

كاسيا كانت امرأة بالغة وكاملة الكفاءة، وقد سافرت حتى وحدها من العاصمة إلى الشمال.

 

كما أنها، أثناء عملها كضابطة إدارية، كانت تتنقل ذهابًا وإيابًا إلى مركز توزيع الإمدادات بمفردها…

 

لكنه تعمد تجاهل تلك الحقائق.

 

***

بعد بضعة أيام.

 

داخل العربة المتجهة نحو دوقية دياز.

 

ضيقت عيناي قليلاً وأنا أواجه جيسكار.

 

“لماذا تنظر إليّ بهذه الطريقة؟”

 

“آه، حسنًا…”

 

آهم.

 

صَحح جيسكار حلقه بطريقة محرجة وفتح فمه.

 

“مع ذلك، لا نحصل كل يوم على دعوة إلى دوقية دياز، أليس كذلك؟”

 

“وماذا بعد؟”

 

“نظرًا لأنه قد مضى وقت منذ أن حضرتِ حدثًا اجتماعيًا، فكرت طبيعيًا أن ترتدي فستانًا.”

 

هاه؟

 

رمشت بدهشة، بعض الشيء مستغربة.

 

“من أين سأحصل على فستان حتى؟”

 

“ماذا؟”

 

“لقد بعتهم جميعًا.”

 

أجبت بمرح.

 

عند ذلك الرد، ارتجفت حدقة جيسكار كما لو ضربها زلزال.

 

᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽