كان وحش شيطاني، شبيهًا بالسرعوف، يتراجع مترنحًا، وذراعه اليسرى المبتورة متيبسة بالجليد، وقد تلون سطحها كله بحمرة الدم المتجمد.
لقد كان أثر هالة جيسكار—تجسيد قوته المتجمدة.
“الضابطة الإدارية.”
شدّني جيسكار إلى صدره بقوة.
“ابقي قريبة مني.”
همس صوته العميق في أذني:
“لا تتركي يدي… مهما حصل.”
تمسكتُ به، بينما عيناي ما زالتا معلقتين بالوحش الذي كان يرمقني بنظرة متوحشة، مشبعة بالرغبة في الفتك.
لكن ما إن خطا الوحش خطوة أخرى نحونا، حتى اتسعت عيناي دهشة.
“مستحيل…!”
من الجرح حيث بُترت ذراعه، بدأت طبقات بيضاء من الجليد تنتشر بسرعة مذهلة، لتغلف جسده بأكمله في ثوانٍ معدودة.
سناب!
أطلق جيسكار فرقعة بإصبعه.
وفي لحظة، تهشّم الوحش إلى شظايا حمراء وسوداء، تناثرت متناثرة على الأرض.
“كنت أعلم أن بطلنا هو الأقوى في هذا العالم، لكن…”
رفعت بصري إلى جيسكار، ناسـية في تلك اللحظة أنني كنت قبل قليل غارقة في الرعب.
“إنه يقضي على هذه الوحوش كما لو كان يحتسي شرابا باردًا…!”
لكن شيئًا ما بدا غير طبيعي.
“هنالك خطب ما…”
عضضت على باطن شفتي، بينما شعور مزعج أخذ يزحف إلى صدري.
وفي الوقت ذاته، قطّب جيسكار جبينه.
“الأمر… مريب.”
رفعت رأسي بسرعة عند كلماته.
“هل تظن ذلك أيضًا، أيها القائد؟”
لقد ساورني الشعور ذاته منذ لحظات.
مصدر ذلك القلق كان واضحًا…
“يبدو أن الوحوش الشيطانية تستهدفك أنتِ، الضابطة أستريد… وليس أنا.”
كان محقًا.
منذ البداية، لم تكفّ تلك الوحوش عن مهاجمتي أنا وحدي، متجاهلة جيسكار كليًا، رغم أن من المفترض أن ترتعد بالفطرة أمام فرسان الهالة.
كأن غايتها الوحيدة… القضاء عليّ.
تعمق الخط بين حاجبي جيسكار الوسيمين.
“الوحوش الشيطانية تحدد قوة خصومها غريزيًا. ومن النادر أن تهاجم فرسان الهالة بهذا العنف… لكن ما نراه الآن مخالف تمامًا للطبيعة.”
“……”
لاذ لساني بالصمت.
أيمكن أن يكون مجرد صدفة؟
وإن لم يكن كذلك… وإن كانت تلك الوحوش تستهدفني فعلًا…
“انتظر لحظة…”
أضاءت عينيّ بفكرة.
“في هذه الحالة… لما لا نستغل الأمر لصالحنا؟”
“تستغلينه؟” سأل جيسكار ببطء.
“يمكنني أن أكون الطُعم… أستدرج بها الوحوش.”
على الفور، انعقد حاجباه بحدة، وقال بازدراء:
“هل تدركين ما تقولينه؟!”
“لكن، أيها القائد—”
“مستحيل. هذا خطر لا يُغتفر.”
هزّ رأسه بحزم، رافضًا رفضًا قاطعًا.
عادةً كنت سأذعن لكلمته دون جدال.
لكن الآن…
“لقد أفلت بالفعل أكثر من عشرة وحوش من البوابة.”
“……”
لأول مرة، ساد الصمت على شفتي جيسكار.
فاغتنمت اللحظة، وواصلت إقناعه:
“إن لم نتحرك بسرعة، فقد يخترق هؤلاء الوحوش خط الدفاع… ويصلون إلى مناطق المدنيين.”
“…ذلك…”
غاص جيسكار في حيرة، يعض شفته السفلى حتى سال منها الدم.
كان يعلم أنني على حق.
رغم أنه قضى بالفعل على وحشين، إلا أن كثيرين ما زالوا يتجولون.
وإن اجتاحوا القرى والمدن…
“إن أصيب المدنيون، فسيتحول الموقف إلى كارثة.”
قلتُ ذلك بنبرة هادئة ثابتة.
“أما إذا أخذتُ مخاطرة صغيرة… فقد نُنهي الأمر بسرعة وكفاءة.”
ردّ بحدة، صوته يقطر غضبًا مكبوتًا:
“كلامك هذا… معناه أنك، الضابطة أستريد، على استعداد للتضحية بحياتك.”
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 39"