“تريدين مني أن أضع علامة خاصة على حجر الحاجز المخصص لفيلقنا، بحيث لا يعرفها غيرنا؟”
“نعم، بالضبط.”
أومأت بسرعة.
ضيّق جيسكار عينيه قليلًا.
“هذا ليس صعبًا، لكن… لماذا تحتاجين إلى مثل هذه العلامة؟”
أجبت وأنا أرفع كتفي بخفة:
“ربما أبالغ بالقلق… لكننا لا ننسجم كثيرًا مع الفيلق الرابع، صحيح؟”
ساد الصمت لحظة.
ويبدو أنه هو الآخر شعر بعدم ارتياح تجاه التعاون مع الفيلق الرابع.
“لهذا السبب فكرت أنه من الأفضل أن يكون لدينا إجراء أمان ولو بسيط.”
“إجراء أمان…؟”
“أريد أن أفرّق بين الحجر الذي يخص فيلقنا وبين الحجر الخاص بالفيلق الرابع. فهم أهملوا كثيرًا في إدارة أحجار الحاجز، ولا يمكن أن نسمح لهم بإلقاء المسؤولية علينا دائمًا.”
إذا وُجدت علامة سرية لا يعرفها سوانا، فيمكننا عند التحقق من الأحجار أن نعرف فورًا أي جانب قام باستبدالها بالفعل.
أخذ جيسكار يفكّر بجدية، ثم بدأ ملامحه تتفتح تدريجيًا.
“…حقًا، معكِ حق.”
هزّ رأسه بتفكير عميق، ثم تناول حجر الحاجز من العربة.
“هاه؟”
اتسعت عيناي بدهشة.
فجأة، انبعث نور أزرق لامع من يده، ثم امتصّه الحجر بالكامل حتى اختفى التوهج.
“هل يكفي هذا؟”
ناولني الحجر.
أمعنت النظر فيه، فتألقت عيناي بلمعان الفرحة.
“هذا رائع جدًا!”
[ A. D. K ]
داخل الحجر الشفاف، ظهرت ثلاثة أحرف مضيئة وكأنها تطفو في الهواء.
لقد أودع هالته القتالية داخل الحجر ونقش الأحرف الأولى من اسم فيلق فجر اللازورد.
* اسمهم بالانجليزي Azure Dawn Knights*
وبمجرد أن تلاشت الهالة، اختفت الأحرف أيضًا.
“هذا مذهل حقًا.”
قلت بإعجاب صادق.
“قدرة التحكم الدقيقة في الهالة… ليس مجرد إطلاقها، بل تشكيلها بهذا الشكل… إنها موهبة نادرة.”
رفعت بصري إليه بعينين متألقتين، فقال بلهجة متبرّمة:
“هذا ليس بالأمر الكبير، توقفي عن المبالغة.”
وأدار رأسه بعيدًا.
لكن…
‘أوه… أذناه محمرتان!’
لو كنت أبالغ قليلًا لقلت إن لمسهما سيترك بقعة حمراء.
“حقًا… أذناه دائمًا تفضحانه.”
كتمت ضحكة صغيرة، ثم رمقته بغمزة مازحة.
“آه، وأرجوك لا تخبر الفيلق الرابع عن هذه العلامة.”
“…مفهوم.”
أجاب محاولًا التماسك، لكن حتى مؤخرة رقبته كانت متوهجة بالحمرة، فلم يكن لصرامته أي أثر.
قلت وأنا أغيّر الموضوع:
“بالمناسبة… بخصوص مهمة حراسة الحدود القادمة—”
“أأنتِ ذاهبة أيضًا؟”
قال متفاجئًا.
“نعم. أريد أن أعاين وضع المركز الحدودي بنفسي.”
المركز الحدودي كان في الأساس برج مراقبة بجوار البوابة السحرية.
يتناوب الفرسان على حراسته، يعيشون فيه شهرًا كاملًا تقريبًا، مع الطعام والمبيت.
ووفق تقديري…
“المساكن هناك على الأرجح آيلة للسقوط.”
حتى ثكنات الفرسان لم تصبح صالحة للعيش إلا بعد أيام من عمل الفنيين. فما بالك بالمركز الحدودي؟
لذلك كنتُ أخطط لمعاينته شخصيًا، وتحديد ما يحتاج إلى إصلاح أو دعم من المؤن.
“منطقي، أليس كذلك؟”
فما الفائدة من إصلاح السكن في المقر إن كان الأشد تعبًا هم فرسان الحراسة على الحدود؟ لا بد أن نوفر لهم بيئة مريحة قدر المستطاع.
لكن جيسكار رفض فورًا.
“لا، هذا خطر جدًا.”
همم… كنت أتوقع رده.
فهو محق من وجهة نظره، فأنا لست محاربة. كان قلقه عليّ طبيعيًا.
لكن… ابتسمت له بخبث.
“تعرف، أيها القائد، هناك شيء قلته لي ذات مرة.”
“…ماذا؟”
توترت كتفاه فورًا من نبرتي الماكرة.
تنحنحت قليلًا، ثم رددت كلامه من وليمة المهرجان حرفًا بحرف:
“أنظري، حتى الآن أنتِ تقولين كلمات جميلة فقط، لكن ليس لديكِ نية لمشاركة معاناتنا حقًا.”
“يا موظفة الإدارة أستريد؟!”
اهتزت عيناه الزرقاوان كما لو ضربهما زلزال.
نظرت إليه مباشرة وأكملت ببطء:
“أي شخص يستطيع أن يتكلم من مكان آمن—”
“انتظري، انتظري!”
قاطعني مذعورًا.
سألته بمكر:
“إذن… أنت حقًا لا تريدني أن أشارك الفرسان معاناتهم، صحيح؟”
“لا، هذا ليس ما أعنيه—!”
“لكن قلت بنفسك إن الكلام من مكان آمن لا يعني المشاركة الفعلية.”
“حسنًا، حسنًا! فقط توقفي، أرجوك!”
صار وجهه محمّرًا بالكامل كطماطم ناضجة، ولم يعد الأمر مقتصرًا على الأذنين والرقبة.
نظرت إليه باهتمام، ثم اقترحت بابتسامة ماكرة:
“إذا كنت قلقًا عليّ لهذه الدرجة، يمكنك مرافقتي. ألم تكن تخطط لزيارة المركز بنفسك قريبًا؟”
نظر إليّ بغضب مصطنع وكأنه يقول: “كيف عرفتِ؟”
فأجبته بابتسامة مشرقة.
في القصة الأصلية، ذُكر أن جيسكار كان يزور المركز أحيانًا ليتفقد أوضاع الفرسان.
وبما أن الموارد كانت دائمًا شحيحة، لم يكن فرق جلي أينما ذهب.
‘حقًا، لقد عانى بطلنا كثيرًا.’
ارتسمت على وجهي لمحة تعاطف.
فما كان منه إلا أن أدار وجهه بتذمر.
“صراحةً… من يستطيع منع موظفة الإدارة إذا أصرت؟”
ولأني اعتدت على لغة جيسكار منذ انضمامي، فهمت تمامًا:
ذلك يعني موافقته، ولو لم يعترف بها بصراحة.
كان هذا يُعادل، بشكل غير مباشر، إعطاء الإذن.
“لقد فزت مجددًا اليوم.”
ابتسمت برضا وأنا أومئ لنفسي، ثم اقتربت من جيسكار بخفة.
“بالمناسبة، أيها القائد.”
كنت أحمل سؤالًا يراودني منذ فترة.
عند ندائي، ألقى جيسكار عليّ نظرة جانبية من طرف عينيه الزرقاوين.
“ما الأمر؟”
سألته مباشرة:
“لماذا أنت هنا؟”
“……”
بمجرد أن تفوهت بالسؤال، انغلق فمه بإحكام.
وعيناه الزرقاوان أخذتا تتفلتان في كل اتجاه، متجنبًا النظر إليّ بأي شكل.
“لا تقل لي…؟”
ارتفعت حاجباي، وارتسمت على وجهي ابتسامة خبيثة أعرف معناها.
“هل حقًا جئت إلى هنا فقط لتتأكد أنني لن أثير أي مشاكل؟”
“……”
“حقًا؟”
لم يستطع جيسكار أن يجيب.
فأمعنت النظر فيه بعينين ضيقتين.
“أيها البطل ! ألا ترى أن هذا كثير بعض الشيء؟! عليك أن تخفف من أحكامك المسبقة قليلًا!”
***
في تلك الأثناء، ومع اقتراب موعد انطلاق مهمة حراسة البوابة، كان الجو في ثكنات الفيلق الرابع متوترًا للغاية.
والسبب… أن قائد الفيلق الرابع كان في مزاج بالغ السوء بسبب إجباره على الانضمام إلى تلك المهمة.
“اللعنة.”
تمتم بين أسنانه وهو يترنح بعمق على الكرسي الفخم في مكتبه.
“فقط لأنها أميرة، تظن أن بإمكانها فعل ما تشاء؟!”
عيناه المحمرتان من الغضب كانتا تحدّقان في الفراغ وكأن كاسيا تقف أمامه مباشرة، فبدا مظهره مرعبًا.
“بمجرد أنكِ أميرة، تظنين أن لكِ الحق في التدخل في كل شيء؟! ها؟!”
لم يعد قادرًا على كبت غضبه، فهَوى بقبضته على المكتب.
طَخ!
“كما يقولون: إذا تدخلت امرأة، حتى ما يمكن إنجازه سيفشل! يا لحظي العاثر!”
*احلف عاد، اذا كذا أنت أسوأ من الحيوان*
وبينما كان يلهث من شدة انفعاله، أخذت عيناه تلمعان ببريق مظلم.
“لا بد من إيجاد طريقة للتخلص من تلك الأميرة.”
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 36"