لكن كاسيا كانت ترتدي ملامح باردة تكاد تخلو من أي انفعال.
وقالت بهدوء:
“أولًا، بصفتي شاهدة على المبارزة، أرى أن من واجبي أن أصحّح أمرًا ما.”
ثم ضيّقت عينيها وهي تحدّق في القائد الرابع بحدة.
“تلك الإصابة—بالمعنى الدقيق—لم تكن نتيجة ضربة من قائدنا، أليس كذلك؟ بل سببتها لنفسك.”
احمرّ وجه القائد الرابع غضبًا.
“م… ماذا قلتِ؟!”
ابتسمت كاسيا ابتسامة ساخرة:
“أليس هذا صحيحًا؟ لقد التوى كاحلك لأنك لم تستطع صدّ هجوم قائدنا كما ينبغي.”
هزّت كتفيها بلا مبالاة وبنبرة مستفزة:
“بصراحة، لو كنتُ مكانك لما تجرأت حتى على الشكوى من أمر كهذا، فالإصابة بحد ذاتها…”
وألقت نظرة متعمدة على كاحله الملفوف بالضماد، ثم ارتسمت على شفتيها ابتسامة جانبية تحمل سخرية واضحة:
“…ليست سوى دليل على أن مهارات القائد الرابع أقل بكثير من مهارات قائدنا.”
“ماذا؟!”
صرخ القائد الرابع غاضبًا، وكاد يقفز من مقعده.
لكن كاسيا تابعت وهي تميل رأسها قليلًا وكأنها تفكر ببراءة:
“آه، وهناك أمر آخر يثير فضولي…”
ابتسمت ابتسامة ماكرة وهي تتابع:
“إن لم تخني ذاكرتي… ألم تكن أنت، يا قائد الفرسان الرابع، من وصفتَ فرسان فجر اللازورد بأنهم… ‘وحوش’؟”
ثم أضافت بابتسامة مرحة تحمل في طياتها لدغة حادة:
“أظن أن القائد الرابع بارع أكثر في إهانة الناس منه في قتال وحوش الظلام، أليس كذلك؟”
ارتجفت وجوه الحاضرين.
القائد الأعلى للشمال رمق ابن أخيه بنظرة صارمة، فيما انكمش القائد الرابع في مقعده وقد تجنّب النظر.
فقد كان من الواضح أنه أخفى تفاصيل لا تصبّ في صالحه.
عندها، رفعت كاسيا صوتها بثقة:
“إذن، هل يرى سيادة القائد الأعلى أنه كان من اللائق أن يقف قائدنا مكتوف اليدين بعد أن وُصف فرسانه بالوحوش؟”
“هذا… ليس تمامًا…”
تلعثم القائد الأعلى وقد بدا عليه التردد، غير قادر على إيجاد جواب حاسم.
لكن كاسيا لم تمنحه فرصة للتراجع، بل اقتنصت اللحظة وتابعت بحدة:
“لقد حضرت المبارزة بصفتي شاهدة، لأنها كانت نزالًا عادلًا. أما عنكم، فلم يهتم أي مقيم أو شاهد بالوقوف إلى جانب القائد الرابع، أليس كذلك؟”
ثم أتمّت قولها بلهجة حاسمة:
“أفترض أن السبب هو أن المقيم رأى أن غضب قائدنا كان مبرَّرًا، فاختار الانسحاب.”
في الحقيقة، كان الحكم قد انسحب تجنبًا للتورط في صراع السلطة بين جيسكار والقائد الرابع، لكن كاسيا التقطت تلك الثغرة وقلبتها لصالحها لتبدو كأن الجميع أقرّ بعدالة موقف جيسكار.
‘ليست سيئة على الإطلاق.’
هكذا لمعت عيناها وهي تراقب القائد الأعلى وابن أخيه وقد لزمهما الصمت.
‘يبدو أنهما فقدا الحجة.’
وفي نفسها ابتسمت:
‘ما دمتُ قد سيطرت على الموقف، فالفرصة مواتية لتصفية الحسابات كلها.’
ارتسمت على شفتيها ابتسامة ماكرة وهي تقول:
“بالإضافة إلى ذلك، وبصفتي المسؤولة الإدارية لفرسان فجر اللازورد، هناك أمر لا بد من مناقشته.”
فتحت حقيبتها وأخرجت منها رزمة ثقيلة من الوثائق، ووضعتها على الطاولة بقوة.
“طَخ!”
صدر صوت مكتوم ثقيل مع ارتطامها بالخشب.
رفع القائد الأعلى حاجبيه باستغراب وهو يحدق في الأوراق.
عندها أوضحت كاسيا بابتسامة مشرقة:
“هذه سجلات المؤن التي كان يُفترض أن تُخصّص لفرسان فجر اللازورد… مقارنة بما وصل إلينا بالفعل.”
وبمجرد أن نطقت تلك الكلمات، شحب وجه القائد الرابع، بل حتى القائد الأعلى نفسه بدت عليه الصدمة.
فقالت ببرود:
“حتى الآن، كان الفيلق الرابع يستولي بالقوة على الإمدادات المخصصة لنا.”
“هـ… هذا افتراء!”
صرخ القائد الرابع بصوت هستيري.
لكن كاسيا لم تفقد رباطة جأشها وأجابته بثقة جارحة:
“أحقًا؟ وهل تستطيع تحمّل مسؤولية هذا الادعاء أمام الإمبراطور نفسه؟”
ارتبك القائد الرابع وسكت، فيما ظلّ يرمقها بغيظ وقهر، غير قادر على الرد.
أما جيسكار، فقد ألقى نظرة جانبية على الوثائق، لتظهر في عينيه لمحة دهشة خافتة ممزوجة بالإعجاب.
كانت تلك الوثائق بالذات هي السجلات التي جمعها جيسكار بجهد ومثابرة على مدى فترة طويلة بشأن مشاكل الإمدادات.
لقد احتج بها مرارًا ورفعها إلى المسؤولين مرارًا…
لكنهم تجاهلوه تمامًا حتى كاد يفقد الأمل.
‘لم أتخيل قط أنها ستأتي بها فعلًا إلى هنا.’
وبأثر رجعي، أدرك أن جهوده لم تذهب سدى بعد كل شيء.
شعر جيسكار بوخزة خفيفة في صدره.
في هذه الأثناء، وقد ضاق به الخناق، حاول القائد الرابع قلب الطاولة على كاسيا.
“أ-أمّا الضابطة الإدارية أستريد أيضًا…!”
زمجر وهو يحدق فيها بأسنان مشدودة:
“ألم تستولي على المؤن المخصصة لفيلقنا الرابع في آخر عملية توزيع؟!”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 32"