“إنهم حتى لا يستطيعون التحرك من دون إكسير التنقية…”
ما بال هذا الرجل؟
هل بلغ به الغيظ حدّ أن يفقد صوابه؟
“وهل تُعَدّ الهالة مهارة أصلاً؟ هذا غش… غش صريح.”
ماذا؟!
الآن يريد أن ينكر أن الهالة نفسها مهارة؟
هذا وقاحة!
الواقع أن فرساننا كانوا قادرين على سحق الفيلق الرابع حتى من دون هالة.
لكنهم فقط لم يتمكنوا من القضاء السريع على نماذج الوحوش لأنهم حُرموا من استعمالها.
لكل غيرة حد.
هل ستذهب أيضاً لتكوي كل تجعيدة في دماغك؟
وبينما كنت أنظر إليه شفقة واحتقاراً، ضغط القائد على الزر الخطأ في قلب جيسكار.
“هؤلاء الأوغاد… وحوش.”
كلمة واحدة، حملت في طياتها كل الاحتقار والازدراء والخوف المكبوت الذي يكنّه بعض رعايا الإمبراطورية سراً تجاه مستخدمي الهالة.
وحوش.
في اللحظة نفسها، تلونت عينا جيسكار ببرودة مخيفة.
“قائد فيلق الفرسان الرابع.”
جاء صوته بارداً كريح الشمال.
ارتجف القائد لا إرادياً، وتيبّست كتفاه.
كانت تلك المرة الأولى التي أرى فيها جيسكار، الهادئ دائماً، وقد تجمدت ملامحه غضباً هكذا.
سأله بحدة:
“ماذا قلتَ الآن؟”
انتظر…
بلعتُ ريقي بصعوبة.
هذا الضغط الخانق الذي اجتاح كياني كله…
هل هو… نية قتل؟!
شعرت بقشعريرة باردة تنساب في ظهري.
آخر مرة أظهر فيها جيسكار هذا الغضب الصادق… كانت عندما واجه فرناندو في مهرجان الفجر الأخير.
…وهذا يعني أن غضبه الآن بلغ ذروته تماماً.
“هل تجرؤ على وصف فرساني… بأنهم وحوش؟”
ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة، باردة كالثلج.
ومعها تصاعدت نية القتل أكثر فأكثر.
حتى أنا بالكاد أحتمل هذا الضغط الجاثم بجانبي، فما بالك بالقائد المسكين الذي يواجهه مباشرة؟
لا بد أنه يشعر وكأن الموت واقف أمامه.
أجل، هكذا… اضغط أكثر!
شجعته في داخلي.
فالغضب، والخذلان، واليأس، كل تلك المشاعر السوداء التي كانت تتراكم في صدر جيسكار، ها هي تجد طريقها للخروج أخيراً.
لكن عندها…
“آه.”
تجمدت ملامح جيسكار قليلاً حين لمحني، وفي اللحظة نفسها اختفى ذلك الضغط الساحق الذي كان يحيط بنا وكأنه لم يكن.
‘كان بإمكانه أن يستمر أكثر قليلاً…’
شعرت بخيبة أمل وارتياح في الوقت ذاته. صحيح أن الأمر جعل التنفس صعباً، لكني ما زلت أجد أنه كان من الأفضل أن يفرغ غضبه أكثر.
ومع أن جيسكار كبح نية القتل تلك، إلا أن الغضب ما زال يشتعل في داخله. استعاد رباطة جأشه، ثم قال ببرود:
“ليس معنى أن لديك لساناً أن تنطق بكل ما يخطر في بالك، أيها قائد الفيلق الرابع.”
“…….”
رغم حدة كلمات جيسكار، لم يستطع القائد الرد، وكل ما فعله هو الارتجاف وكأنه فأر أمام مفترس.
“كما أوضحت المسؤولة أستريد، فرساننا لم يستخدموا الهالة مطلقاً في أي تدريب حتى الآن.”
‘أحسنت، أحسنت.’
أومأت داخلياً برضا. بطلنا أخيراً يضع النقاط على الحروف! لو فعل ذلك في القصة الأصلية لما كان القراء قد شعروا بكل ذلك الإحباط منه وتركوا الرواية. لا أعلم لماذا، لكن شعرت بالحنين لتلك الفكرة.
“وبالتالي، إذا أردنا الدقة، فإن التدريبات المشتركة السابقة كانت تصب في مصلحة فيلقكم الرابع. فما الهدف أساساً من هذه التدريبات؟ أليس لضمان أن فرسان الهالة والفرسان العاديين قادرون على التعاون في الطوارئ؟”
“…….”
“إذن كل ما مضى من تدريبات لا معنى له. وحده الآن، حين صار بإمكان فرساننا استخدام هالاتهم بحرية، اكتسب التدريب قيمته الحقيقية.”
ظل جيسكار مصمماً وهو يوجه كلماته القاسية للقائد، الذي لم يجرؤ على فتح فمه.
راح القائد يتلفت بقلق، حتى التقت عيناه بعيني.
كانت نظراته متوسلة، وكأنه يرجوني أن أتدخل وأوقف جيسكار. لكن…
‘مستحيل!’
اكتفيت برفع كتفي بلا مبالاة.
لماذا أوقفه وهو أخيراً يقول كلاماً صائباً؟ بل عليه أن يشكر جيسكار لأنه يكتفي بتوضيح الحقائق بهدوء بدل أن يفقد أعصابه.
“يمكنني أن أتغاضى عن أي إهانةٍ موجهة إلي شخصياً.”
صرح جيسكار بحزم.
“لكنني لن أقبل أبداً أن يصف أحد فرساني بالوحوش.”
“…….”
عض القائد شفته حتى سال الدم منها. بدا عليه الذل، خصوصاً مع وجود المقيم المراقب الذي شهد كل شيء. احمر وجهه مزيجاً من الغضب والعار.
ثم قال متردداً:
“…أعترف أن كلماتي كانت قاسية بعض الشيء.”
لكن يبدو أنه لم يُرد أن ينهي المواجهة وهو تحت ضغط جيسكار الساحق، فحاول الرد قائلاً:
“لكن مع ذلك، كيف تجرؤ على إطلاق نية قتل ضد فارس مثلك؟ أين احترامك لرفاقك في السلاح؟”
“…….”
ما أن نطق بهذه الكلمات حتى تجمدت عينا جيسكار الزرقاوان، صارت باردة كالجليد.
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 27"