كان لقب “كعكتي” طريقة أرييل الخاصة للتعبير عن مودتها تجاهي.
على عكس فستاني الفخم المترف، كان فستان أرييل أسوداً ضيقاً يبرز قوامها.
وقد زُيّن في مواضع معينة بألوان بيضاء وحمراء، أما مكياجها القوي وحليّها من أقراط وأساور مرصعة بالأحجار الكريمة، فقد بدت وكأنها خُلقت خصيصاً لتليق بها.
“شارون أنجيليني من بيت دوقية كرينسيا، تسلّم على صاحبة السمو الأميرة أرييل.”
وعند تحيتي، رفعت أرييل مروحتها إلى قرب راحتها وقالت:
“ثمانون من مئة!”
“هذا كثير! هذا الفستان أثقل مما يبدو، تعلمين؟”
“ولهذا أعطيتك ثمانين.”
بعد أن اخترت فستاني، قضيت نصف يوم آخر أتلقى بعض دروس آداب البلاط من أرييل.
كانت دروس سيركا كافية، لكن لا يمكن تجاهل مساعدة أميرة وُلدت ونشأت في القصر الإمبراطوري.
وضعت أرييل يدها على صدرها بخفة وانحنت برشاقة، ثم قدّمت تحية إلى البقية بمن فيهم إلين.
“أرييل فيرونيكا تُحيّي أصحاب السمو الأمراء، أحفاد الشمس، وصاحب السمو الشاب من بيت دوقية كرينسيا.”
في تلك اللحظة، تحولت الموسيقى التي كانت سريعة الإيقاع إلى لحن أكثر هدوءاً.
كانت تحيتها أنيقة وخالية من أي عيب، حتى إنني وجدت نفسي أحدّق بها مأخوذة للحظة.
في القصة الأصلية، تُصوَّر أرييل على أنها شخصية لا يشوب إلمامها بآداب البلاط أي نقص، سواء بين العائلة الإمبراطورية أو بين النبلاء.
وبما أن ما نحن فيه يسبق أحداث القصة الأصلية بسنوات، يمكن القول إن أرييل قد بلغت الكمال في آداب البلاط بالفعل.
“نحن نتلقى تحية صاحبة السمو الأميرة أرييل.”
كان يوهان، الأكبر بيننا، هو من تلقى التحية بالنيابة.
وما إن أنهت تحيتها، حتى التفتت إليّ أرييل لتقول:
“أوه! آنسة شارون، أراك ترتدين الأقراط التي أهديتك إياها. هذا يسعدني كثيراً.”
“آه، في الحقيقة كنت محتارة لأنني لم أجد أقراطاً تليق بي، ولولا هدية صاحبة السمو الأميرة أرييل لما استطعت المشاركة في حفل الليلة بارتياح. شكراً لك.”
“لا تُلقي بالاً للأمر. اعتبرتك كأختٍ صغيرة وأعطيتك إياها دون تفكير. لكنني سعيدة جداً لأنها لائقة بك.”
صحيح أن أرييل أعطتني الأقراط على عجل وهي تبحث عن إكسسوار يليق بفستاني، لكنها وأنا قد نسّقنا هذه الكلمات مسبقاً وكأنها سيناريو.
فحفل الليلة لم يكن مجرد حفل إمبراطوري، بل كان بمثابة ذروة حفلات التعارف التمهيدية للنبلاء الشباب.
وبفضل استثناء خاص، سُمح للنبلاء اليافعين المشاركين في الحفل التمهيدي بالصعود إلى الطابق الثاني.
وكانت الأميرة أرييل، التي لم تبلغ سن الرشد بعد، أشبه بنموذج يُحتذى بالنسبة لقريناتها وللفتيات النبيلات الصغيرات.
“شكراً على مجاملتك الكبيرة.”
“ما هذا الكلام بيننا؟! بالمناسبة، أتمنى أن تشرفيني في حفل ميلادي هذا الشتاء. سأكون حزينة إن لم تحضري، آنسة شارون.”
“بالطبع.”
كان الحديث عن حفل الميلاد جزءاً من السيناريو أيضاً.
عند جوابي، وضعت أرييل مروحتها على راحة يدها وابتسمت.
“ما الأمر؟ ماذا يحدث هنا؟”
“منذ متى علاقتها بالآنسة شارون هكذا وثيقة؟”
“لكن شارون أنجيليني من بيت دوقية كرينسيا. أليس طبيعياً أن تكون مقربة من الأميرة أرييل؟”
“ألست ترى كم هو جميل تاجها؟”
“حتى الفستان والأقراط أيضاً!”
كان تأثير أرييل أكبر بكثير مما توقعت.
فقد أخذ النبلاء اليافعون المشاركون في الحفل التمهيدي، وهم في الطابق الثاني، يلقون نظرات جانبية نحونا.
“سمعت أن آنسة شارون هي من طلبت فسخ خطوبتها من الأمير إلين، لأنها رأت نفسها غير جديرة به…”
“ما أروع تواضعها!”
“لكن من ذلك الذي كان بجوارها؟ رأيته يمسك بيدها وهي تصعد الدرج. أليس وسيماً؟”
وما إن انتقلت أنظار الفتيات النبيلات منّي إلى إليا، حتى ارتبك إليا وتراجع إلى الوراء.
أما راجييل، فقد رمقه بصرامة حادة وكأنه يأمره بألا يفكر في الفرار.
“يبدو أن الأجواء قد هدأت بعض الشيء.”
“أخي، أنا بخير. يمكنك أن تذهب لإنجاز أعمالك بارتياح.”
على عكسي أنا التي حضرت بصفتي مشاركة في الحفل التمهيدي، كان يوهان يشارك في الحفل بصفته ممثلاً لاجتماع النبلاء.
ولم أرغب أن يحرم نفسه من واجباته بسببي.
“شكراً لك. أراك لاحقاً.”
لوّح يوهان بيده وكأنه كان ينتظر هذه الفرصة، ثم نزل إلى الأسفل.
“بوسعك أنت أيضاً أن تذهب.”
“آه، لا. أنا أيضاً… أنا أيضاً مشارك في الحفل التمهيدي!”
“سموك، واضح تماماً أنك تتحرّق شوقاً للذهاب لتحية من في الأعلى.”
“أغغغ… لا يمكنني أن أذهب وحدي! تعال معي!”
اتسعت عينا راجييل مندهشاً من كلمات إلين، وكأنه يقول: هل من الضروري ذلك؟
فحتى بين أفراد العائلة الإمبراطورية، لم يكن مسموحاً للجميع الصعود إلى الطابق الثالث.
صحيح أن الأمر لم يكن قاعدة صارمة، لكن تخطي ذلك الحاجز غير المرئي لم يكن بالأمر السهل.
“أنت أيضاً من العائلة الإمبراطورية! ومن الذي قال إنك لا تستطيع الصعود إلى الطابق الثالث؟!”
“ذلك قد ينطبق على سموك، لا عليّ! بل أظنك تختلق هذه الحجة فقط لتبعدني عن الآنسة شارون، أليس كذلك؟”
“صحيح.”
“كان عليك على الأقل إنكار ذلك! كم هذا مزعج.”
“اذهب.”
دفعتُ برفق ظهر راجييل المتردد بيدي.
لو جرت الأمور كما في القصة الأصلية، لما كان ينبغي أن يكون هناك أي تقاطع بين الاثنين قبل الأكاديمية. لكن إلين وراجييل اللذين يقفان أمامي الآن يشبهان إلى حد ما الشخصيتين اللتين أعرفهما من الأصل، ومع ذلك يبدوان مختلفين قليلاً.
كان راجييل، الذي يُعامل في القصر الخارجي كابن منبوذ، يدرك مع مرور الوقت وضعه وحقيقة مكانته مقارنةً بأمراء القصر الداخلي.
وربما من هنا بدأت الفجوة بين راجييل وإلين.
خطر لي أن إلين لم يكن يقترح الذهاب إلى الطابق الثالث فقط ليفصل بيني وبين راجييل.
“أغغغ، إن كنت تقولها هكذا… حسناً، سأحيّيهم سريعاً وأعود حالاً!”
“أسرع!”
“قلت إننا سنذهب معاً، فلا تتركني وتسبقني، يا أخي!”
“إذاً، أتمنى لك وقتاً طيباً. سأعود بعد قليل.”
أدار إليا جسده قليلاً ثم انحنى تحية، قبل أن يتبع راجييل صاعداً إلى الطابق الثالث.
وبمجرد أن ابتعد من كانوا حولي، اقتربت مني مجموعة من النبلاء المشاركين في الحفل التمهيدي.
وبين التحيات المتكررة من هنا وهناك، بات من الصعب عليّ أن أتذكر من هو من بينهم.
وبعد أن أنهوا تحياتهم، دار الحديث من حولي:
“كيف أصبحتِ على هذه الدرجة من القرب من الأميرة أرييل؟ لقد دعوناها مراراً إلى تجمعاتنا، لكنها رفضت دائماً بحجة انشغالها. آه، آنسة شارون، ألا تشرفيننا في حفل الشاي القادم؟ سيكون شرفاً كبيراً لنا إن حضرتِ.”
“لا، لا، حفل الشاي الخاص بنا أولاً! كنا ننوي دعوتك منذ البداية، لكن منذ حفل حديقة الورود بالكاد أصبحنا نراك.”
“بالطبع، بعد ما مررتِ به، من الطبيعي أن تلزمي غرفتك. أنا نفسي لو كنت مكانك لتعرضت لصدمة.”
“ما الذي حدث؟ ماذا جرى للآنسة شارون؟”
“حسناً… بسبب الآنسة ميريتشا، إن شارون…”
وبينما كنت أتلقى التحيات من بعض النبلاء، التقطت أذناي اسم ليز ميريتشا يتردد على مسافة قريبة.
“يا إلهي، كيف يمكن أن يُقال إنها منبوذة؟ هذا قاسٍ للغاية!”
“الأمر وقع بسرعة ولم يكن لنا وقت للتدخل.”
“لكن، هل سمعتم آخر الأخبار؟ قيل إن المركيز ديرميسيل توفي فجأة.”
“ماذا؟ فجأة؟! ولكن… أليس هو والد الآنسة ميريتشا التي ذكرناها للتو؟ يا للأسف.”
“لكن بالنظر إلى ما اقترفته الآنسة ميريتشا، فربما يكون هذا جزاءً عادلاً.”
وكما توقعت، انتشر خبر وفاة المركيز ديرميسيل بين النبلاء المشاركين في حفل الليلة.
اقتربت مني إحدى بنات النبلاء وقد حدّقت في التاج الذي أرتديه، ثم قالت:
“بما أن الأمير إلين هو من قدّم لك التاج هدية، فهذا يعني أن علاقتكما لم تتصدع، أليس كذلك؟ لقد خشيت أن يكون هناك خلاف بينكما.”
“ومن ذلك الوسيم الذي كان يمسك يدك وأنت تصعدين الدرج؟ لقد تبع راجييل سموّه، وظننته فارس حراستك.”
“إليا هو فارس حماية الأمير راجييل. وقد ساعدني فقط لأني وجدت صعوبة في صعود الدرج.”
وبكلماتي، ألقت النبيلات نظرات خاطفة مجدداً نحو الأعلى.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 43"