بين القصر الإمبراطوري والعاصمة كان هناك نهر وغابة كبيرة إلى حدٍّ ما.
بسبب المطر الذي استمر في الهطول طوال الليل، بدا واضحًا أن مياه النهر قد ارتفعت.
وكلما سرنا مع مجرى النهر نحو المصب، كان الشعور بالهدوء يزداد.
إلين، الذي أجبره راجييل شبه قسرًا على الهدوء، تمتم متذمرًا:
“صحيح أنه لو اتجهنا نحو المصب فلن تكون هناك مشكلة عند عبور الجسر، خصوصًا أنه جرى ترميمه منذ زمن. لكن لماذا عليّ أن أمر بكل هذه المتاعب فقط من أجل العودة إلى منزلي؟”
“تقول إن جهة المصب أكثر أمانًا، فلماذا لا تستخدمها إذن؟”
“ماذا؟! طبعًا لأنها أبعد بكثير! هل كنتِ ستقبلين أن تذهبي وتعودي من القصر الإمبراطوري كل مرة وتضيّعي ساعات في الالتفاف؟”
بحسب ما قاله إلين، فإن الجسر الواقع في مجرى النهر العلوي كان يشهد الكثير من الحوادث المتكررة، لذلك بُني جسر آخر في موقع أدنى قليلًا ليكون أكثر متانة، وهو الجسر الذي مررنا به قبل قليل.
وبالفعل، كان الجسر الجديد واضحًا من بعيد، ولا يبدو أن به مشكلة كبيرة.
“لكن الحارس بدا غريبًا.”
“غريب؟”
“من المعروف أن حراسة الجسر تكون باثنين على الأقل. هذا هو المبدأ الأساسي. خصوصًا ونحن لسنا في وقت عادي. ومع ذلك كان واقفًا بمفرده، وهذا بحد ذاته يثير الريبة.”
“ربما كان الآخر مشغولًا.”
“ماذا؟! جاء أحد أفراد العائلة الإمبراطورية، فيخرج لاستقباله حارس واحد فقط؟! هذا أشد إزعاجًا!”
في كل مرة كان إلين يتحدث بهذا الشكل، كنت أدرك فعلًا أنه أمير من العائلة الإمبراطورية.
ففي النهاية، الطبيعي أن يتصرف أمير مثل إلين على هذا النحو.
وبما أن إلين قال إن هناك ما يثير الريبة، شعرت بدوري أن هناك أمورًا لم تكن طبيعية.
“ذلك الحارس… عندما تحدث قال ‘الأميرين’. كيف عرف أن هناك أميرين؟”
“لأننا أميرين؟”
“ليس هذا ما أعنيه. هذه العربة استعرناها على عجل، أليس كذلك؟”
سيركا هي من أفصحت بالنيابة عني أن العربة تخص دوقية كرينسيا، وبعد ذلك، قال إلين منفعلاً إنه أمير.
أظهر الحارس علامات الارتباك حين سمع كلمة ‘أمير’ من إلين.
هذا أمر يمكن أن يحدث، لكن قوله ‘الأميرين’ مع أنه لا يعرف بوجود راجييل، أمر غير منطقي.
“ربما لمح وجهي بالصدفة؟”
“هذا مستحيل! إن كان لا يعرف وجهي أنا، فكيف يعرف وجهك أنت؟!”
“أخي، أظن أن مكان غضبك ليس هنا. صحيح أن كلامك ليس خطأ، لكن…”
“على أي حال، شارون محقة. صحيح أن جهة المصب أوسع وأقل عمقًا، وبالتالي أكثر أمانًا من مجرى النهر العلوي، لكن الجسر هناك لم تتم صيانته منذ مدة طويلة، وهذا قد يجعله أخطر في الواقع.”
“يعني… هل يمكننا دخول القصر الإمبراطوري أم لا؟”
قال ليان هذا بصوت خافت وهو يبدو قلقًا بعد أن استمع إلى نقاشنا.
كنت ما أزال ممسكةً بيد سيان بإحكام، بينما التفتُ إلى الطريق المبتل بمطر متواصل يتساقط علينا.
“سيركا. لنعد أدراجنا. من الأفضل أن نذهب عبر الجسر الجديد، كما قال إلين.”
“مفهوم.”
أسرعت سيركا لتطلب من السائق العودة.
توقفت العربة للحظة ثم غيرت اتجاهها نحو الجسر.
وبما أننا كنا قد ابتعدنا بالفعل كثيرًا نحو المصب، فإن العودة استغرقت وقتًا إضافيًا.
في الظروف العادية، ربما لم يكن الأمر مهمًا، لكن كان يفترض بنا أن نعبر الجسر منذ زمن.
“أختي… هل أنت بخير؟”
“آه، نعم…”
ربما بسبب التوتر، أمسكت بيد سيان بجانبي دون وعي.
وفجأة، اهتزت العربة وتوقفت مرة واحدة.
“آه؟ ما هذا؟”
“هل هناك مشكلة؟”
“أشبه بوجود شخص ما… لكن لماذا هنا؟”
عندما سمعت كلمة “شخص”، أسرعت لأطل من جهة مقعد السائق.
رغم أن المطر قد خف قليلاً، إلا أن الضباب الكثيف المتصاعد من النهر جعل الرؤية شبه منعدمة.
ومن بين الضباب، ظهرت عدة أشخاص يرتدون أردية سوداء ويغطون رؤوسهم بقبعات.
“انطلق.”
“نعم؟”
“لا تسألني الآن عن السبب، فقط عد مسرعًا نحو الجسر الذي كنا نقصده أولًا!”
“يا آنسة! عودي إلى الداخل!”
سيركا أمسكت بي بسرعة في العربة المرتجفة.
أما السائق، الذي نادرًا ما يكون هناك مثله لجر عربة النبلاء، فقد كان مخضرمًا ولديه خبرة في مثل هذه المواقف.
كان يظن أن عربة متجهة إلى القصر الإمبراطوري لن تواجه مشاكل، لكن الآن، وهو يمسك بزمام الخيول بعجلة، رفع سرعتها قدر المستطاع.
“هيه، لم أسمع يومًا عن عربة تتوقف في منتصف الطريق.”
“يبدو أنهم كشفوا أمرنا.”
“لكن، على أي حال… الآن فات الأوان!”
اندفعت العربة بسرعة جنونية وكأنها ستدهس هوبرت.
لكن هوبرت انحنى قليلًا، وأخرج سيفه من خاصرته ولوّح به بخفة.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 36"