“بيلا.”
جاء الصوت من الرجل النبيل، الذي كان شعره وكأنه مطلي بالذهب، وكان يرتكز وجهه على فخذي..
صاحب السمو، استيقظ.”
“نادِني باسمي.”
وحين حاولت إبعاده، اقترب أكثر متوسّلًا بصوت أكثر رقة، فضحكت قليلًا.
“فاليري.”
“نعم، نادِني هكذا. يعجبني عندما تربتين على شعري.”
كان وجهه هادئًا بلا أي ذرة غبار، وكأنه يهيم في حلم.
تظاهرتُ بعدم سماعه، لكنني على مضضٍ سرّحتُ شعره بعناية. هذا صحيح، اليوم سأستمع إلى ما يمليه عليّ قلبي..
عندها أطلق زفرة نعاس مليئة بالرضا. ولأنه ضخم، بدا وكأن كلبًا كبيرًا قد تعلق بي.
لكن كلما فكرت في الأمر أكثر، ازداد صوت عقرب الثواني في الساعة وضوحًا في أذني.
“بيلا، سأبيع روحي للشيطان إن استطعت أن أبقى هكذا معك إلى الأبد.”
ذلك أمر طفولي. لكنني كنت متيقنة أن كلماته كانت صادقة. بل وربما فعل ما هو أسوأ من ذلك، بالنظر إلى كل ما فعله حتى الآن.
رفع رأسه، ونظر إليّ، ثم أمسك كفّ يدي وضغط شفتيه عليها. كانت عيناه الأرجوانيتان كالجواهر، وملامحه المنحوتة جميلة إلى حد مذهل.
هو الذي وصل إلى أعلى مكانة ووضع الجميع تحت قدميه، كان ينظر إليّ الآن من الأسفل.
منحني منظره شعورًا بالرضا والانتصار، لكنه كان شعورًا لا ينبغي أن أمتلكه.
“إن بعتَ روحك للشيطان، فلن تعود نفسك بعد ذلك.”
“إذا لم تكوني تريدين حدوث ذلك، فعليكِ ألا تتركيني وحدي بقية حياتك. أليس كذلك يا بيلا؟”
“…”
التزمت الصمت عند كلماته. كان من الواضح أنه لن يتراجع بسبب وعد فارغ كهذا.
ثم قال:
“لم تُجيبي. هل كنتِ تحاولين تركي؟ أم تحاولين أن تُدخليني في النوم؟”
“هـ-هاه؟ ماذا تقصد؟”
ه-هل اكتشف أمري؟
أخفيت توتري بابتسامة، لكن عرقًا باردًا تفجّر بداخلي.
منذ متى كان يعلم؟
واصل الحديث بصوتٍ هادئ:
“لم يكن لدي خيار سوى أن أشربه حتى مع معرفتي بذلك. لأنك أنتِ من قدمه لي. لكن آمل ألا تفكري بالهرب مني. فهذا يجعلني أرغب في حبسك.”
ارتجفت كتفاي عند كلماته عن رغبته في حبسي.
وأثناء احتسائه الشاي، تذكّرتُ تلك العيون التي كانت قريبة مني بشكل غير مألوف. حتى في ذلك الحين، كنت أنظر إلى عنقه بعينٍ شاحبه.
ولهذا…
“…”
“سأتغاضى عن الأمر اليوم. أعني ما فعلتِه، يا بيلا.”
أغمضت عينيّ بإحكام وأنا أربت على شعره الناعم.
يبدو أن محاولة اليوم قد فشلت أيضًا. شاي النوم لم ينجح.
كنت فقط أريد إيقاف شرور زوجة أبي، والنجاح في الهرب، والعيش حياة طويلة. وسبب آخر هو أنني لم أُرد أن أفسده.
على الرغم من أنني لم أطبع أثري فيه… كيف حدث هذا إذًا؟
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 0"