الفصل 18
في تلك اللحظة، ظننت أنني ربما تلفظت بما كنت أفكر به للتو، فسارعت إلى تغطية فمي بيدي.
كنت أقف أمام صفوف لا تنتهي من تماثيل الإلهة وممر مزدان بالزهور، لكن صوت أفكاري كان ما يزال مسموعًا بوضوح داخلي.
«تُرى، كم من الدماء والعرق والدموع استُنزفت لصنع هذا المشهد؟»
حين حركت بصري بحذر، التقت عيناي بعيني فولايان المتأنق، الذي كان يبتسم بثقة وكأن شيئًا لم يحدث.
قال بصوت طبيعي تمامًا، وكأنه يحييني في صالون لا في معبد مقدس:
“أليست هذه الليدي أديلين؟”
تظاهرت بعدم سماعه وأدرت رأسي في الاتجاه الآخر. لم أرد أن أُرى وأنا أتحدث مع شخص مشبوه كهذا في وسط المعبد.
لذلك ركزت نظري على النبلاء المتأنقين حولي، محاوِلة تجاهله.
لكن الأضواء كانت تعكس من كل صوب.
الثياب والمجوهرات كانت تتلألأ أكثر من أصحابها أنفسهم، حتى إنني لم أعد أعرف إلى أين أنظر.
صحيح أن ارتداء ملابس جديدة في يوم التتويج يُعد من أصول اللياقة، وقد أعددتُ ثوبي الجديد بعناية،
لكن هؤلاء كانوا يبدون وكأنهم يتنافسون في البذخ والابتذال.
نبلاء المعبد كانوا مولعين دومًا بالاستعراض.
أما أنا فقد اخترت أبسط التصاميم، بلا زخرفة تُذكر، رمزًا للطهارة والوقار اللذين يليقان بالاحتفال بولادة القديسة.
لكن الآن، بدا ذلك الاحتفال كله مجرّد عرضٍ جديد للتفاخر بالثروة.
لقد تغيّر كل شيء في ديانة ماياريا… تغيّر حد الفساد.
“ليدي أديلين.”
ناداني فولايان مجددًا، وكأن تجاهلي لم يكن موجودًا.
تظاهرت بعدم سماعه أيضًا وجلست في مكاني المخصص بمساعدة أحد الكهنة الصغار.
لكن بولايان لم ييأس، بل اقترب خطوة وجلس بجانبي،
ثم قال بنبرةٍ ودودة تحمل في طياتها نية خبيثة:
“ليدي، هل تمانعين لو تبادلنا أماكننا؟”
“نعم ؟!…”
“أيعني هذا أنكِ توافقين؟”
كان مقعده قريبًا جدًا من المقدمة، بما أنه حضر ممثلًا عن سيد برج السحر.
“بالطبع.”
قالت السيدة التي كانت تجلس بجانبي ذلك بسرعة، ثم نهضت وانتقلت إلى الأمام من دون أي تردد،
وكأنها تخشى أن يغيّر فولايان رأيه في أي لحظة.
“من النادر أن أراكِ في مكان كهذا.”
قالها بابتسامة هادئة، لكنني قررت اعتباره شفافًا لا وجود له، وواصلت النظر أمامي.
“ألا ترين أن هذا المشهد مبالغ فيه في البذخ؟”
كلمة البذخ كادت تخرج من فمي، وكنت أودّ حقًا الرد، لكني ابتلعت كلماتي في اللحظة الأخيرة.
هل هناك ما هو أكثر بذخًا من وجهك يا بولايان؟
“هل تركتِ المعبد لأنكِ لم تعودي تحتملين هذا النوع من الترف؟”
تجاهلته تمامًا.
“يبدو أن الشخصين الوحيدين هنا اللذين التزما بالذوق والاتزان هما أنا والليدي أديلين.”
يا إلهي، ألم يكن من المفترض أن تركز اليوم على ليونا؟ على مظهرها المقدّس؟ أليس هذا هو دورك؟
أنت حقًا مصاب بفرط حركة من نوع ملكي… لا تستطيع أن تبقى صامتًا للحظة!
“المنصب الذي تركتِه لم يكن سهلًا يا ليدي.
أن تتخلي عن مكانة القديسة في إمبراطورية كينستيريا بإرادتك؟ هذا لا يفعله إلا القلائل.”
لم أستطع احتمال المزيد من هرائه، فالتفت نحوه بحدة ووضعت إصبعي على شفتيّ.
“هششش.”
ابتسم وكأنه استمتع بالتحذير أكثر مما انزعج منه.
“بما أنكِ نادرًا ما تمنحين أحدًا وقتك، فهل يمكنني أن أحظى بلحظةٍ منك إن التزمتُ الصمت؟”
قلت وأنا أشيح بوجهي عنه:
“ربما… إن كنت هادئًا فعلًا.”
ضحك بخفة وقال:
“إذن ليست إجابة قاطعة.”
“إذا كنتَ مصرًّا على لقائي، فخذ رقم انتظارك، بولايان.”
ابتسم بخبث، وكأنه وجد تأكيدًا لشيء ما في ذهنه، ثم همس بصوت منخفض يكاد يشبه الغزل:
“كما توقعت تمامًا، الليدي أديلين… كانت دائمًا امرأة مبدئية، مستقيمة الفكر، لا تحيد عن الصواب.”
حقًا؟ ما الذي يهذي به هذا الثرثار الآن؟!
نظرت إليه بنظرة يائسة، لكن في تلك اللحظة، دوّى في القاعة الكبرى صوت الأورغن الأنيق، مملوءًا بخشوعٍ يليق بالمناسبة.
التفتُّ نحوه مجددًا، ووضعت إصبعي على شفتيّ.
“هششش.”
فابتسم بعينين نصف مغمضتين، وكأنه يستمتع بإثارتي في هذا الجو المقدس.
يا إلهي، في هذا المكان تحديدًا؟ هل فقد عقله؟
هززت رأسي بامتعاض وأعدت بصري نحو الأمام.
لكن ما إن فعلت ذلك حتى مال فولايان قليلًا نحوي، حتى كادت أنفاسه الدافئة تلامس أذني، وهمس بصوت منخفض:
“سأأتيك قريبًا… بالطريقة التي ترغبين بها، ليدي أديلين.”
لم تكن كلماته في ذاتها ذات معنى خاص، لكن النسيم الذي حملها إلى أذني جعل جسدي يرتجف لا إراديًا.
حرصت على أن لا يلحظ أحد تلك الرجفة، فتمسكت بالنظر إلى الأمام بثبات.
في الصف الأمامي، جلست الشخصيات الأرفع مقامًا:
الإمبراطور أوست، ذاك الذي لم يبق له من مجده سوى اللقب،
وبجانبه دوقة كبرى من النبلاء التابعين للكنيسة — الإمبراطورة سييرا، القديسة السابقة.
إلى جوارهما جلس وليّ العهد، الأمير الأول إلياس، ابن الإمبراطورة الراحلة،
ثم الأمير الثاني، إيدن، ابن سييرا الحالية،
وأخيرًا، الكونت وينز وزوجته — والدا ليونا.
كنت أراهم من الخلف فقط، لكن رغم ذلك شعرت بشيءٍ من الأسى يتسرب من ملامحهم الهادئة.
ربما لأنني كنت أعرف تمامًا ما وراء تلك الوجوه…
فقد تذكّرت قصة العائلة الإمبراطورية كما وردت في الرواية الأصلية:
الإمبراطور الذي عاش عمره كله تحت وطأة سلطة الكنيسة،
والإمبراطورة سييرا، التي وصلت إلى العرش بفضل تلك السلطة نفسها.
كانت والدة إيلياس، الإمبراطورة الراحلة، قد فارقت الحياة مصادفةً في الوقت ذاته تقريبًا الذي انتهت فيه فترة خدمة “سيييرا” كقديسة.
لم تذكر القصة الأصلية التفاصيل بدقة، لكنني كنت على يقينٍ أن وراء تلك الحادثة قصة خفية — ربما تُكشف في الفصول الجانبية من الرواية.
عادةً، كانت القديسات بعد انتهاء دورهنّ يتزوجن من أحد أفراد العائلة الإمبراطورية أو يصبحن سيدات في منازل النبلاء الكبار.
لكن الإمبراطور أوست كان يحب “أوليفيا”، والدة إيلياس، حبًّا صادقًا، ولم تكن في نيته أبداً أن يتخذ زوجة ثانية.
ومع ذلك، لو أرادت سيييرا، لكانت قادرة على دخول القصر كإمبراطورة جديدة بسهولة تامة.
لكن لا هي ولا والدها، دوق كروتوس، كانا من النوع الذي يرضى بموقعٍ ثانويٍّ أو بدورٍ تقليديٍّ لسيدة من النبلاء.
وفي النهاية، بعد عامٍ واحدٍ من وفاة أوليفيا، أُعلِن في أرجاء الإمبراطورية أن الإمبراطور سيتخذ “سيييرا” إمبراطورة جديدة له.
يُقال إن الإمبراطور حاول الرفض في البداية، لكن دوق كروتوس واجهه بابتسامة باردة وقال له:
> “لم نعد قادرين على الانتظار، جلالتكم.
إما أن تتخذوا الإمبراطورة الجديدة… أو نبحث عن إمبراطورٍ آخر.
وأظن أن كلا الأمرين ليس صعبًا علينا.”
منذ تلك اللحظة، لم يكن أمام الإمبراطور خيارٌ آخر.
وبهذا أصبحت سيييرا الإمبراطورة الجديدة، حاملةً معها نفوذ الكنيسة إلى قلب القصر.
لكن بزواجها هذا تغيّر مصير وليّ العهد أيضًا.
فابنها “إيدن” أصبح موضع تأييد الكنيسة والنبلاء التابعين لها،
بينما حُرم “إيلياس” — رغم بلوغه سن الرشد — من لقب وليّ العهد، إذ كان كلّ مشروع لترقيته يُعرقل في اللحظة الأخيرة.
كنت أرى مصيره مأساويًا بحق…
فهو الذي وقع في حبّ “ليونا”، ابنة أكثر خصومه عداوةً.
حبٌّ محكومٌ عليه بالرفض، لكنه لا يستطيع مقاومته.
علاقةٌ مؤلمة، مشحونة بالتناقضات،
لكنها تحمل تلك النكهة المميزة للرومانس الذي يُبقي القارئ مشدوهًا بين الشغف والمأساة.
***
كان من الصعب ألا أبتسم وانا انظر إلى “إيلياس”، أحد المرشحين الذكور الذي خاض أكثر أشكال الحب ألمًا.
«أن أرى مشهد وقوعه في الحب مباشرة أمامي… يا له من شرف لا يوصف!»
فبصفتي قارئة مخلصة، لم أكن أتمنى أكثر من هذا.
ذلك لأن المكان الذي يقع فيه إيلياس للمرة الثانية في حب “ليونـا” هو هنا تحديدًا.
لقد وقع في حبها أول مرة في حي الفقراء، لكنه أنكر مشاعره ورفضها تمامًا.
*كيف اصارحك أنه وقع لك
كيف له أن يحب القديسة، وهو الذي يخوض حربًا ضد الكنيسة نفسها؟ هذا أمر لا يُعقل بالنسبة له.
لكن حين جاء إلى حفل التتويج، انهارت مقاومته من جديد أمامها — أمام صورتها الطاهرة البعيدة عن الطمع،
وأمام قلبها الذي يسعى في الطريق ذاته الذي يسعى هو إليه.
أُعجب بها من جديد، وانتابه العذاب لأنه لا يستطيع تقبّل أنه أحبها فعلًا.
رفض الاعتراف بمشاعره، وواصل إبعادها مرارًا وتكرارًا،
حتى أصبح آخر من يدخل حرب المرشحين على قلب البطلة.
ومع أن ظهوره تأخر، فإن وقوعه في حبها كان قدَرًا لا مفرّ منه.
على عكس “بولايون” الذي لا يتوقف عن التعبير عن حبه،
كان إيلياس يكتفي بمراقبة ليونا بصمت من بعيد، يحميها دون أن يلفت النظر.
ومع أن مشهد وقوعه في الحب كان من أبرز النقاط المثيرة،
فإن نقطة الجذب الأخرى كانت مظهره الفاتن.
فإيلياس كان يوصف في الرواية بأنه أكثر الشخصيات كمالًا من حيث الشكل.
ولو فسرنا أوصاف المؤلفة من منظور شخصي، فـ”بولايون” يشبه نجمًا لامعًا من عالم الأيدولز،
أما “إيلياس” فكان يحمل وسامة ممثلٍ شهير، أنيق الملامح وهادئ الجاذبية.
كان الأمر مدهشًا حقًا.
فـ”كريس”، الكاهن الصغير الذي لم يظهر حتى في الرواية الأصلية، كان يتمتع بوسامة لافتة.
وإذا كان هذا هو مستوى الجمال لدى شخصٍ ثانوي كهذا، فكيف سيكون شكل “إيلياس”،
الذي يقف بجانب “بولايون” رمز الأناقة والجاذبية؟
لم يكن بالإمكان سوى تخيّل مدى روعة مظهره الواقعي.
لهذا، كانت التوقعات مرتفعة للغاية.
ظهر ظهر “إيلياس” العريض والمشدود، متجهًا نحو الأمام دون أدنى تردد.
منذ أن قرر المضي قدمًا، لم يتزعزع قلبه ولو للحظة واحدة.
كان الأمر أشبه بنظرة مسبقة إلى مشاعره الصادقة والثابتة تجاه “ليونا”.
«يا تُرى… هل سأتمكن من رؤية وجهه عن قرب في الحفل؟»
وبينما كنت غارقة في أفكاري، سمعت صوتًا مألوفًا يعلو:
> “الرجاء من الجميع الوقوف.”
توقفت عن التفكير ووجهت انتباهي إلى المنصة.
كان المتحدث هو الكاهن الأكبر المسؤول عن سير حفل التتويج.
> “سيدخل الآن أصحاب النيافة الكرادلة من كنيسة مايـاريا.”
دخل الكرادلة بخط مستقيم نحو منتصف المنصة.
لكن سرعان ما لاحظت شيئًا غريبًا.
«مهلًا… لماذا عددهم تسعة فقط؟»
كنت متأكدة أن عدد الكرادلة في كنيسة ماياريا هو عشرة.
حتى في الرواية الأصلية، كان يظهر جميعهم.
لكن الآن، أحدهم مفقود.
لم أتمكن من التفكير أكثر، إذ بدأ ترنيم الدعاء المقدس،
فركّزت على الطقوس التي ملأت القاعة بهالة مهيبة.
وعندما انتهى الإنشاد الكنسي وارتفعت الأصوات بالتسبيح،
دخل البابا بنفسه إلى الساحة ليقدّمها قائلًا:
> “فلنرحّب بالقديسة ليونا.”
هبطت ليونا من السماء وسط نورٍ ناعمٍ يفيض بطاقةٍ مقدسة،
واستقبلها الحضور بتصفيقٍ صاخبٍ يشبه هدير العاصفة.
وقفت في وسط المنصة، ووجهت نظراتها ببطء إلى جميع الاتجاهات.
وفي اللحظة التي التقت فيها عيناها بعيني،
ارتسمت على طرف شفتيها ابتسامة خفيفة…
بدت كأنها كانت كذلك.
لم أستطع التأكد تمامًا لأن اللحظة كانت خاطفة جدًا، لكن في عينيها، حين نظرت نحوي من أعلى، خُيّل إليّ أن بريقًا من التفوق والاعتزاز مرّ فيها.
شعرت بشيء غريب، لكنه كان إحساسًا شخصيًا بحتًا، فلم أستطع الجزم أنه حقيقي.
ربما كنت أنا الوحيدة التي لاحظته، وربما خُيّل إليّ ذلك فحسب، ثم إنّ الغرور لم يكن من طبع ليونا أبدًا.
> “ربما أنا أبالغ فقط… لا يوجد سبب يجعلها تهتم بشخص ترك الطائفة مثلِي.”
وفي تلك الأثناء، كان البابا والكرادلة يتناوبون على منحها بركتهم، واحدًا تلو الآخر، وهم ينفثون فيها طاقاتهم المقدّسة.
أغمضت ليونا عينيها بتخشّع، وتلألأت حولها هالة نور خافتة جعلتها تبدو حقًا مقدّسة وجميلة إلى حدّ البكاء.
> “كوني قدّيسة صالحة يا ليونا…”
همستُ في داخلي وأنا أباركها من قلبي.
“الرجاء من الجميع الجلوس.”
انتهى طقس البركة في جو مهيب ومهيمن، وبدأ البابا والكرادلة بإلقاء كلمات الترحيب بالقدّيسة الجديدة.
‘كان الأمر يشبه تمامًا اجتماع عشرة مدراء مدارس أو عشرة خطباء زواج في وقت واحد.:
كلماتهم الرتيبة امتدت بلا نهاية، والوقت صار يزحف ببطء قاتل حتى كدت أغفو في مكاني.
حتى أنني بدأت أشعر بالامتنان لأن أحد الكرادلة لم يحضر أصلاً، وإلا لكان الوضع أسوأ.
وبينما كنت أقرص فخذي لأبقي نفسي يقِظة، بدأت ليونا كلمتها الافتتاحية.
في الرواية الأصلية، كان هذا هو المشهد الذي أبهرت فيه الجميع بخطبتها الشهيرة،
التي هزّت مشاعر كلٍّ من بولايون وإيلياس.
تحدثت عن الضعفاء الذين رأَتهم أثناء فترة تدريبها كمرشحة للقداسة،
وعن رغبتها في أن تُكرّس حياتها بعد الآن لمساعدة المنكوبين والبائسين.
غير أن أفراد الطائفة وكونت وينز، والداها، أبدوا انزعاجًا واضحًا،
خشية أن تُلهم كلماتها الناس وتتحول إلى دعوة للتحريض والتغيير.
لكنها لم تُبدِ أيّ انفعال ظاهر،
في حين تأثّر معظم الحاضرين بكلماتها حتى كاد بعضهم أن تدمع عيناه.
وكما تنصّ القاعدة القديمة: “المتسبب بالمشاكل لا يدرك أبدًا أنه هو المشكلة”،
فإنّ هؤلاء النبلاء الذين عاشوا طويلًا في الخطيئة والفساد
لم
تكن لديهم حتى القدرة على إدراك أن أفعالهم خاطئة.
ولهذا السبب بالذات، تأثروا بخطابها بصفاءٍ تام، دون أن يفهموا أن كلماتها كانت طعنة مغطاة بالنور موجهة نحوهم.
أما أنا، فشعرتُ بالحماس يغلي في صدري.
سأسمع أخيرًا الخطاب الأسطوري الذي اشتهر في الرواية الأصلية!
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 18"