The Villainess With a Limited Lifespan Wishes for the Empire’s Fall - 6
ثم حوّل نظره إلى الأميرة الصغرى، روزاليا. لاحظت إلينا تلك النظرة غير المرحب بها، فسارعت إلى إخفاء الطفلة خلفها.
“لا تقترب من روز.”
“حسنًا… لقد تلقيت أوامر بالقضاء على جميع أفراد العائلة الإمبراطورية.”
“إنها لا تزال طفلة.”
“هاه، في الثانية عشرة من عمرها؟ إنه سن يعرف فيه المرء كل شيء.”
“أ… أختي…”
تحت النظرات المزعجة التي مسحتها من رأسها إلى أخمص قدميها، تشبثت روزاليا بملابس إلينا بقوة أكبر.
كانت روزاليا غارقة في الخوف.
حتى قبل لحظات فقط، كانت تضحك وتشرب الشاي مع والدتها، فلماذا سقطت الآن على الأرض بلا حراك، غارقة في الدماء؟
لماذا كانت شقيقتها غاضبة إلى هذا الحد؟ ولماذا بدا دوق لافانيل، الذي كان يبتسم دائمًا، مخيفًا للغاية الآن؟
كان هناك الكثير من الأمور التي لم تستطع فهمها، لكن شيئًا واحدًا كان واضحًا.
الدوق سيقتلهم.
“مخيف… مخيف… مخيف…”
بدا أن العالم كله امتلأ بتلك الكلمة وحدها.
عندها فقط، نادت إلينا عليها لتوقظها. كان صوتها همسًا صغيرًا وعاجلًا لا يمكن لأحد غيرها سماعه.
“…ز. روز!”
“أوه…؟”
“هل تتذكرين اللعبة التي كنا نلعبها عندما كنا صغارًا؟”
“لعبة؟”
شعرت روزاليا بالحيرة للحظة، ثم تذكرت فجأة.
الغميضة.
كانت الشقيقتان، المشاغبتان والمفعمتان بالحيوية، تتجولان في قصر الزمرد، يلعبان هنا وهناك. من بين جميع الألعاب، كانت روزاليا تحب الغميضة مع الخدم أكثر من غيرها.
في كل مرة كانت تُكشف بسرعة، كانت تبكي، لذا أخبرتها إلينا عن بعض الممرات السرية.
أماكن خاصة جدًا لم يكن عليها إخبار أي شخص بها أبدًا.
“إذا خرجتِ من هنا، ستصلين إلى نهاية الحديقة الغربية. إذا حدث أي شيء، استخدمي هذا الطريق للخروج. سيصل الخبر إلى الكونت ميليوم، لذا…”
“لا أعرف، هذا معقد.”
“روز، عليك أن تعرفي ذلك فقط في حال…”
“لا، لا يهم. أختي ستحميني على أي حال، فهي الأقوى في العالم!”
“يا لروزي، كيف تتحدثين بلطافة هكذا؟”
“آه! أختي، لا أستطيع التنفس!”
لم يلعبوا الغميضة منذ فترة طويلة لدرجة أنها كانت قد نسيت تمامًا.
“هل تريدينني أن أهرب؟”
أدركت روزاليا ما تعنيه كلمات إلينا، فشحبت بشدة.
“همم، إن سلمتِ رقبتكِ بهدوء، فسوف نطلق سراح الأميرة الصغرى. فهي لا تستطيع فعل شيء بمفردها على أي حال، أليس كذلك؟”
“ماذا؟”
بمفردها؟ ماذا كان يقصد؟
في تلك اللحظة، ردت إلينا بحزم.
“روز، لويس هو إبنك ِ.”
هيما: كملوا تعرفون شنو قصدها
طرفَت روزاليا بعينيها مندهشة، لكنها سرعان ما فهمت معنى كلمات شقيقتها.
“أ… أختي…”
كانت أختها تتحدث.
بغض النظر عن الحقيقة، إلينا أكدت أنها أخت روزاليا، ولذلك، كان من الطبيعي أن يكون لوبيليو ابن أختها.
تذكرت روزاليا ابن أختها الصغير، الذي كان نائمًا في الغرفة المجاورة.
في تلك اللحظة، أدركت نية أختها.
“أ.. أختي، أنا…”
ابتسمت إلينا بلطف وربتت على رأس أختها، التي شحب وجهها تمامًا. كانت لمستها ناعمة وحنونة كما اعتادت دائمًا.
“أنا بخير.”
“ولـ.. لكن!”
“روزي، أنت تعلمين، أختك قوية.”
أمسكت إلينا بخدي روزاليا وهمست لها:
“أحبك، يا أختي الصغيرة.”
“أختي…”
انهمرت الدموع بغزارة. كانت تقول إنها بخير، لكن ذلك لم يكن ممكنًا. إذا وقعت في أيديهم، فسينتهي بها الأمر مثل والدتها.
“أنا…!”
“حسنًا، يكفي هذا. من الأفضل أن تأتي الآن، ليس لديّ وقت لأضيعه.”
بدى الدوق لافانيل غير راضٍ عن همسات الشقيقتين وتأخرهما، فحرك رأسه قليلاً بينما كان يعبث بلحيته.
“إذن، قرر تمامًا أن تصبح كلب روبرتو؟”
“يبدو أن هناك أشياء كثيرة يمكنني الاستفادة منها.”
“سيبكي الدوق السابق لافانيل في قبره.”
“لافانيل الحالي هو أنا!”
صرخ الدوق بغضب ولوّح لجنوده.
“ماذا تفعلون؟! اقتلوا هاتين الفتاتين فورًا!”
في اللحظة التي وجه فيها الجنود فوهات بنادقهم السوداء نحوهم، صرخت إلينا:
“روزي، اركضي!”
“……!”
تحركت روزاليا على الفور دون تفكير.
بانغ! بانغ! بانغ!
دوت أصوات الطلقات النارية مثل الرعد في أرجاء القصر.
أغلقت روزاليا عينيها بإحكام وركضت بكل ما أوتيت من قوة.
كان هناك باب جانبي يؤدي إلى المطبخ في جناح الإمبراطورة، حيث كان الخدم يدخلون ويخرجون منه. يبدو أن الدوق لم يضع حراسًا عند ذلك المدخل.
بانغ! بانغ!
أطلقت عليها طلقات نارية أيضًا.
كلما ارتطمت الطلقات بالأرض بجانب قدميها، ازداد شحوب وجه الطفلة أكثر فأكثر.
“أنا خائفة! خائفة!”
شعرت أن تلك العداوة المتدفقة من خلفها ستخترقها في أي لحظة.
كان من الواضح أن الدوق لم يكن ينوي الوفاء بوعده أبدًا.
“اللعنة، أمسكوها!”
كانت أصوات الجنود تقترب أكثر فأكثر.
استمرت روزاليا في الركض بكل ما لديها من قوة.
كانوا أسرع منها، لكن القصر كان منزلها وملعبها.
استغلت جسدها الصغير للتملص منهم والهرب، حتى دخلت غرفة كانت تتذكرها جيدًا، غرفة إحدى الخادمات، وسرعان ما اختبأت داخل خزانة الملابس.
“تبًا! ابحثوا عنها فورًا! لا يجب أن يبقى أي فرد من العائلة الإمبراطورية على قيد الحياة!”
“نعم، سيدي!”
كانت ترتجف خوفًا بينما كانت تسمع الصيحات الوحشية القادمة من الخارج.
“مرتين للأعلى، مرة للأسفل، ثم…”
تحركت الصغيرة بحذر، متذكرة ترتيب شماعات الملابس داخل الخزانة. وبمجرد أن نفذت الحركات الصحيحة، صدر صوت طفيف، وانفتح باب منزلق صغير في الخلف. زحفت روزاليا إلى الداخل، دافعة جسدها أكثر فأكثر إلى العمق، حتى اختفت تمامًا.
ظلّت في مكانها حتى تلاشت الصرخات والصيحات في الخارج تمامًا.
“……”
لا أحد يعلم كم من الوقت مر.
“لا أستطيع رؤية شيء.”
كانت العتمة تملأ المكان، لم يكن هناك حتى بصيص ضوء، ومع مرور الوقت، بدأت تفقد إحساسها بالزمن والصوت.
في ذلك الصمت الغريب، انحدرت دموعها الغزيرة على وجنتيها.
“أمي…”
ظلّت رائحة الدم تعبق في أنفها، وأصوات الطلقات النارية وصراخ الرجال المرعبين تتردد في أذنيها.
هذا المكان، الذي بدا كخزانة عادية في غرفة إحدى الخادمات، كان في الواقع ممرًا سريًا في القصر، وهو أحد الأسرار التي أخبرتها بها إلينا.
“أختي…”
على الرغم من فارق العمر الكبير بينهما، إلا أن إلينا كانت تحب روزاليا كثيرًا. حتى بعد أن أنجبت طفلها، لم تتوقف أبدًا عن الاعتناء بشقيقتها أولًا.
وروزاليا أيضًا كانت تحبها أكثر من أي شخص آخر في هذا العالم.
لكنها الآن…
“أنا آسفة، أنا آسفة!”
هربت وتركتها خلفها.
راحت تواسي نفسها بأعذار كثيرة، لكن كل التبريرات تلاشت بسرعة. بغض النظر عن السبب، القرار كان قرارها.
“أنا من قتلت أختي… لأنني أردت أن أعيش!”
غمرها الشعور بالذنب، فأغلقت عينيها وانكمشت على نفسها وهي تبكي بصمت.
“هك… هك…!”
حتى عندما شعرت بأنفاسها تختنق، كانت تضغط بيديها الصغيرتين على فمها حتى لا يصدر منها أي صوت.
كان ثمن اختيارها فادحًا، لدرجة أنها شعرت بالاختناق.
ظلّت تبكي دون توقف حتى كادت تفقد وعيها من الإرهاق.
عندها، فجأة، سمعت صوت أختها يتردد في ذهنها:
“روزي، لويس هو ابن أختك.”
“…آه.”
تذكرت شيئًا كانت قد نسيته.
“لويس…”
طفل أختها، لوبيليو، كان في الغرفة الأخرى.
كانت الغرفة مقفلة بإحكام، لذا لا بد أنه ما زال بخير. لكن إن بقي هناك، فلن ينجو. لقد قالوا إنهم سيقتلون جميع أفراد العائلة الإمبراطورية. لم يكن لديه أي حارس يحميه.
“لويس هو أبني.”
ألم تقلها أختها بنفسها؟
لوبيليو كان ابن أختها.
والخالة يجب أن تحمي ابن أختها.
خاصة عندما كانت هذه أول مرة تطلب فيها أختها القوية منها شيئًا.
مسحت دموعها بأكمامها ونظرت إلى الطرف الآخر من النفق. كان هذا الممر السري يؤدي إلى الغرفة التي يوجد بها لوبيليو.
“يجب أن أذهب.”
مدّت يديها المرتجفتين ولمست الأرضية.
لم يكن هذا النفق ممهدًا كما اعتادت على أرضيات القصر الفاخرة. شعرت بخشونة التراب والرمل والحصى المنتشرة بشكل غير منظم، إلى جانب رطوبة مزعجة وحجارة حادة تلسع يديها الصغيرتين.
كان هذا نوعًا جديدًا من الألم لم تختبره من قبل.
“أنا خائفة.”
كانت الطريق وعرة للأميرة الصغرى التي نشأت في نعيم. كان الخوف والحزن يغشيان بصرها، وشعرت بغصة في حلقها.
“لا يجب أن أبكي، سأفقد قوتي.”
عضّت روزيليا على أسنانها ومسحت دموعها عن عينيها. كان لديها ما تفعله.
لا، بل كان هذا الأمر منوطًا بها وحدها.
“يجب أن أحمي لوبيليو.”
كانت هذه آخر وصية تركتها أختها، وآخر فرد من عائلتها المتبقي. الآن، أصبحت روزيليا وصية لوبيليو.
في الظلام الحالك، وسط الرائحة العفنة للفطريات، زحفت الفتاة ذات الاثني عشر عامًا بلا وعي فوق الأرض. لم تكن تعرف كم مضى من الوقت أو أين كانت تحديدًا، لكنها واصلت الزحف حتى امتلأت أطرافها بالكدمات.
لا تعلم كم تحركت، لكن الإحساس بدأ يتلاشى من راحتي يديها وركبتيها.
“بارد…”
هل هو بسبب عدم دخول أشعة الشمس؟ لسبب ما، شعرت أن الجو أصبح أكثر برودة بشكل ملحوظ.
لكن لم يكن بإمكانها التوقف. كان عليها المضي قدمًا.
[… هناك شيء…]
“هاه؟”
صوت مفاجئ تردد في الظلام، وبالتزامن مع ذلك، شعرت روزيليا بأنها لمست شيئًا ما.
سمعت صوت تروس جهاز مجهول تتداخل، وفجأة، شعرت أن الأرض تحتها قد اختفت.
“أ… أاااااه!”
انزلقت الفتاة الصغيرة في ظلام لا نهاية له.
—
“ههك!”
امتلأت رئتاها المكبوتتان فجأة بالهواء، وانتفضت روزيليا، أو بالأحرى نيكي السوداء، جالسةً وهي تلهث. كان الأمر وكأنها غاصت في أعماق الماء ثم خرجت منه بالكاد.
“هاه… هاه…”
مع كل نفس عميق تأخذه، بدأ خفقان قلبها العنيف يهدأ تدريجيًا.
“كان… حلمًا قديمًا…”
الانستغرام: zh_hima14