[انكشفت رعاية الشريرة . الحلقة 99]

“أعلن عائلة إليمور كأعظم عائلة إمبراطورية مُخلصة.”

في الصمت الذي أعقب العاصفة، وسط ذلك الجو المهيب والهادئ، أعلن إثيي ذلك.

كان قلبي يخفق بقوة وكأنه على وشك القفز من صدري.

عائلة الإخلاص الأولى.

كما قال إثيي، على من لا يستطيع تقبلي أن يغادر.

حتى النبلاء الذين اكتشفوا حقيقة دوق إليمور انحنوا رؤوسهم موافقين.

“كما أمنح لقب دوق إليمور للأميرة كاثرين إليمور.”

عندما تابع إثيي كلامه، اندهشت ونظرت إليه.

تلك العيون الزرقاء الواضحة التي احتوت صورتي، تحدث دون تردد. 

“كاترين إليمور تابعت مبدأ دوق إليمور السابق وحافظت على العدالة رغم الصعوبات، كما قدمت المعروف لشعب الإمبراطورية عبر إغاثة الفقراء، لذا من الطبيعي أن ترث اللقب.”

أومأ النبلاء بما في ذلك كاميل وكارون موافقين.

بالمناسبة، لقد هربت في يوم منحي اللقب سابقا أثناء التمرد ، والآن أعود لأتلقى اللقب، يا لها من مشاعر جديدة.

“بالطبع منح اللقب ليس النهاية.”

كانت نظرة إثيي موجهة لي بالكامل.

أعلن بصوت جاد. 

“لأن كاثرين إليمور … . أصبحت كل شيء لي.”

أثارت كلماته التالية ضجة بين الحضور.

لم يسعني إلا أن أفتح عينيَّ متعجبة.

‘ماذا قال الآن؟’

شعرت بحرارة تعلو وجهي، بينما مرت في ذهني ذكرى قبّلتُه إيايَ أثناء فيضان كوايدن.

سمعت همسات النبلاء خلفي. 

“سموه يبدو مختلفا اليوم !”

“لا بأس، إنها دوقة عائلة الإخلاص الأولى، فلا بد أن يبقيه قريبا منه.”

عضضتُ شفتي قليلاً ونظرت إلى إثيي، بينما هو أدار شفتيه بشكل غامض ونظر إليّ بعينين متلألئتين طويلاً.

وعندما هدأ الجميع، حوّل الموضوع قائلاً. 

“ثانيا، سأرفع عائلة كارون فيرنار إلى رتبة ماركيز، وأسند إليه منصب وزير الخزانة.”

انحنى كارون بأدب عند سماع كلمات إثيي.

“سنتبنى نظريته في الاقتصاد الحر كسياسة اقتصادية للإمبراطورية، مما سيساعد على استقرار معيشة الشعب بعد الفوضى التي أعقبت الثورة.”

منظر إثيي وهو يشرح السياسات ويصدر التوجيهات كإمبراطور، كان مطابقا تماما لصورة حبيبي التي حلمت بها دائمًا. 

كتفيه المشدودين، وجهه المُحاط بهالة، هيبته الساحقة، إنه الإمبراطور الحقيقي بكل معنى الكلمة.

‘. … ولكن لماذا قال ذلك؟’

ما زالت الحرارة باقية على وجهي.

“أصبحت كل شيء لي”، يا له من تعبير محرج !

* * *

“سمو الدوقة.”

في الطريق خارج القاعة، أوقفني كارون بسرعة.

“. …؟”

“بخصوص الطلب الذي طلبته مني سابقا بالبحث عن مذكرة.”

قبل الثورة، طلبت منه أن يبحث في المكتبة عن الكتاب الذي كنت أقرأه ويخبرني بما كُتب في المذكرة.

كانت عيناه تموجان بعمق وهو ينظر إليّ.

“لم أجد أي مذكرة.”

“أها.”

أومأت برأسي وابتسمت بخفة، بينما سألني بلهفة. 

“كان ذلك أيضًا لتفتح عيني، أليس كذلك؟”

كان صوته متحمسا وكأنه يتذكر اللحظة التي قرأ فيها الكتاب لأول مرة.

“عندما فتحت الكتاب بحثا عن المذكرة، بدت كل كلمة واضحة جلية، ثم أدركت أنها الأنسب لسياسة الإمبراطورية الاقتصادية الضائعة بسبب الإمبراطور السابق ، كأنني وجدت لؤلؤة في الوحل.”

ثم تابع كارون. 

“لكن تلك اللؤلؤة كانت من دفنتها أنتِ.”

“حسناً، أنت أيضًا رأيتها، هذا جيد، معظم الناس لا يدركون قيمة اللؤلؤ حتى لو رأوه.”

أجبته بصوت مشوب بالضحك مؤكدا كلامه.

“لقد تحقق هدفي، هذا رائع، الاقتصاد الحر سيفيد الإمبراطورية بالتأكيد.”

على أي حال، ليس هناك داعٍ للاختباء الآن، فقد كُشف كل شيء.

“آه … . سيدتي.”

احمرّ وجه كارون قليلاً ونظر إليّ بعينين تتراقصان قبل أن ينحني بعمق.

“لم أكن أعرف أنكِ هكذا، لقد حذّرت منكِ طويلاً … . وأسأت فهمك.”

“لا تهتم، لقد تظاهرت بذلك عمدا، لو كنتُ ساعدت الثوار علنا بتعاطف، لتعرضت الثورة للعقبات، فكم من عيون إمبراطور التمرد كانت تراقب تحركاتي.”

حدّق بي كارون بإعجاب لفترة قبل أن ينحني.

“أنتِ شخصية رائعة حقا، سيدتي، أرجو أن تمنحيني المزيد من الإرشاد.”

“حسنا، لنحاول العيش بسلام.”

بقي واقفا دون أن يغادر، ثم فتح فمه فجأة. 

“بالمناسبة، هناك أمر آخر، خادمتك أنيس . …”

“آه، نعم.”

عندما ذكر اسم أنيس، رفعت حاجبيّ متعجبة.

“هل هي بخير … .؟”

وفجأة، تدخل أحد بيننا.

“كاثرين إليمور، دوقة إليمور.”

كان كاميل بياتريس.

الذي ساعد في كشف حقيقة دوق إليمور بشهادته عن الماضي، نظر إليّ بنظرة عميقة.

“أنتِ شخصية استثنائية حقًا، أبدي إعجابي الشديد بكِ وبوالدكِ أيضًا . …”

توقف فجأة كما لو اختنق صوته، ثم تابع. 

“أشعر بالخجل الشديد لأني أسأت فهم الدوق السابق طوال هذا الوقت، كان غامضا بلا شك، لكنه لم يكن خائنا، لقد أسأت فهم الإمبراطور السابق أيضًا، واعتقدت أن لوسيانو شخص سيء، أشعر بالخجل لدرجة أني لا أستطيع رفع رأسي.”

فهمت إحساسه بالحرج أمامي.

“المهم أن كل شيء استقر الآن.”

قد يكون الندم الداخلي عبئا عليه، لكنه ساعد كثيرا في نجاح الثورة، لذا يستحق أن يتمتع بالعالم الجديد.

نظر إليّ بعينين ممتنتين ثم تحدث مرة أخرى. 

“أعتذر عن وقاحتي، لكني أرغب بزيارة الدوقية يوما ما لأستعيد ذكرياتي مع صديقي الراحل، هل تسمحين بذلك؟”

“بالطبع.”

“شكرا لكِ ، وأريد أن أعتذر لكِ أيضًا .”

انحنى كاميل بياتريس لي.

“لقد أسأت فهمكِ أيضًا، وتجاهلتكِ صراحة في مسابقة الصيد، لم أكن أعرف أنكِ أكبر داعم للإمبراطور والثور، بفضلكِ عرفت أن إمبراطور كان يثير الفرقة بيني وبين سموه.”

بدا أن الأمر كان يزعجه. 

بينما أنا رأيت عدم مرونته أمرا إيجابيا. 

“حسنا، أقبل اعتذارك.”

“شكرا لكِ، يا دوقة، آه، الآن أنتِ دوقة ،وأهنئكِ بمناسبة وراثة اللقب، في يوم التنصيب، سأرسل لكِ هدية من غرب دوقيتي.”

بعد هذه المحادثة الودية، ودعتهما وتوجهت إلى العربة.

“إذن إلى اللقاء.”

كان هيروس ينتظرني ففتح باب العربة ليرافقني.

بقميصه الأبيض وصديريته الرمادية، بدا كخادم أنيق ومرتب.

“ألا تعتقد أن الاستمرار كخادم أمر غير مناسب؟ الجميع يعرف أنك جيفري ويسلر الآن.”

“لا تحرميني من سعادتي، فأنا أشعر بها فقط عندما أكون بجانبكِ يا سيدتي.”

بما أنه قال لي كلاما قريبا من الاعتراف بالحب، فإن سماع مثل هذه العبارات يجعلني أشعر ببعض الإحراج.

-عزيزتي . …

على الرغم من أننا كنا نتظاهر بأننا زوجان، إلا أننا كنا ننادي بعضنا بتلك الألقاب.

لكن لأن علاقتنا كانت مريحة جدًا، لم أشعر بعدم الارتياح.

سرعان ما توجهت عربتنا إلى دوقية إيلمور، وظهرت أمام النافذة صورة القصر الفاخر.

منزلي المألوف.

خرج العديد من الخدم ووقفوا في الانتظار بعد سماعهم بوصولنا.

“لم أكن أتوقع أن أعود يوما .”

“أتفق معكِ.”

خرج هيروس أولاً وفتح الباب، وأمسكت بيده ونزلت من العربة.

بدت أنيس والخادمات بعيون محمرة وهن يقلن معا.

“أهلاً بعودتكِ، سيدتنا !”