[انكشفت رعاية الشريرة . الحلقة 97]

– بعد أن أنهيت قراءة المذكرات، توجّه إلى قاعة العرش.  

خطواتي كانت متسارعةً وأطراف أصابعي ترتعش.  

قلبي كان يخفق بقوة وكأنه على وشك الانفجار.  

“لوسيانو إليمور، كان في الحقيقة فارس الظلام؟”  

بالرغم من أنها حقيقة لا تُصدق، إلا أن هناك فقرة واضحة في مذكرات الإمبراطور السابق تقول ذلك.  

والأحداث التي أعرفها عن دوق إليمور السابق تتوافق مع هذا أيضًا.  

لقد تم اكتشاف العديد من الأشخاص الذين حاولوا إيذاء الإمبراطور السابق وعُوقبوا، وكان دوق لوسيانو إليمور على علاقة وثيقة بهم.  

كان هذا أحد الأسباب التي جعلت نبلاء حزب المجلس يكرهون الدوق لوسيانو إليمور.  

كانوا يصفونه بأنه ضبعٌ خبيث لم يُخفِ طموحاته الشريرة منذ عهد الإمبراطور السابق.  

لكن ماذا لو كان لوسيانو إليمور هو من كشف عن هذه الخيانات سرًا؟  

أي أنه لم يقترب منهم لتحقيق أهداف شريرة، بل ليكتشف نواياهم ويجمع الأدلة ضدهم . …  

‘لكن لماذا أصبح ذراع الإمبراطور الأيمن وعذّب إثيي بهذا الشكل ؟!’ 

مع ذلك، كان من الصعب الوصول إلى نتيجة واضحة.  

في القصة الأصلية، كان لوسيانو إليمور الذراع الأيمن للإمبراطور الخائن (الذي مات الآن).  

كان يقوم بدور الجلاد، مرتكبًا كل أنواع الفظائع التي أرعبت الناس.  

ولأنه ضغط سياسيًا على إثيي وعزله، فكشخص قرأ القصة الأصلية، لم أستطع رؤيته إلا كخائن حقير مثل الإمبراطور الخائن . …  

‘ربما . …’ 

توقفت فجأة عن المشي.  

خطرت لي فكرة.  

إذا لم يصبح لوسيانو إليمور الذراع الأيمن للإمبراطور، لاحتل هذا المنصب شخصٌ غبيٌ وحقير مثل ماركيز وينسوم أو ماركيز ريغالو.  

وبحسب طبيعة ريغالو، كان سيهمس للإمبراطور بتجاهل أي رأي في المجلس يدعو إلى حماية إثيي.  

وإذا حدث هذا، لكانت حياة إثيوس في خطر أكبر.  

“إذا كان من المستحيل منع الإمبراطور الخائن من الاستيلاء على العرش، فربما قرر البقاء أقرب إليه، متظاهرًا بمساعدته بينما . …”  

توسعت عيناي.  

“. …يحمي إثيوس ؟”  

لم أتحدث أبدًا مع دوق إليمور السابق منذ استحواذي على هذا الجسد، لذا لم أعرف نواياه الحقيقية واعتمدت فقط على التخمينات بناءً على الرواية.  

على سبيل المثال، الوثيقة السرية من الدرجة الأولى التي أراد دوق إليمور تقديمها للإمبراطور، هل كانت حقًا قائمة بأسماء الثوار؟  

حتى هذا كان مجرد تخمين مني بناءً على شخصيته في الرواية.  

“لوسيانو إليمور . …”  

بدأت أمشي مجددًا نحو قاعة العرش.  

حتى بعد إعادة التفكير، كان الأمر لا يزال صعب التصديق، لكني بدأت أشعر بالثقة بأن دوق إليمور ليس من النوع الذي اعتقدته.  

عندما دخلت أخيرًا إلى القاعة، كان إثيوس يتحدث بصوت واضح للنبلاء. 

“لوسيانو إليمور كان الذراع الأيمن للإمبراطور الخائن، عينيه وأذنيه، وكان يضطهدني، لكن فجأة، خطر لي سؤال.”  

نظر إليّ إثيوس بعينيه الزرقاوين المتلألئتين.  

“هل يعقل أن شخصًا ذكيًا مثله لم يلاحظ حتى ولو قليلاً أنني أدبر تمردًا؟”  

مرّت في ذهني فقرة تقول إن الإمبراطور السابق طلب من لوسيانو حماية إثيي.  

“كان جيشي يتحرك في العاصمة وفي جميع أنحاء الإمبراطور، فلو كان شكّ وأمعن النظر، لاستطاع أن يكتشف الأمر.”  

حتى جيفري ويسلر (هيروس) اكتشف أن الأمير إثيي كان يخطط لاستعادة العرش.  

قبل تمرد إثيي.  

“لـ – لكن، سموك .”  

كانت تعابير وجه أغلايا مشوّهةً أمامه.  

“لوسيانو إليمور كان حقًا شخصًا شريرًا اضطهد سموك ! لذا لا تنخدع بهذه التخمينات الباطلة . …”  

حان دوري الآن للتدخل.  

قطعت كلام المرأة المقززة التي حاولت قتلي وقلت. 

“لا يمكنكِ أن تكوني أكثر شرًا منه !”  

مشيت بخطوات ثابتة نحو المكان الذي يقف فيه إثيوس وأغلايا.  

نظر إليّ جميع النبلاء بعيون مذهولة.  

حتى أغلايا ارتعشت وشفتاها وارتعدت كما لو أنها رأت شبحًا.  

“. …”  

تمايلت العينان الزرقاوان لإثيوس بعمق.  

لقد كان سعيدًا بظهوري.  

أثناء وقوفي أمامهم، رفعتُ عالياً الأدلة التي أعددتها مسبقًا بمساعدة بيو، والتي تثبت ضعف أجلايا.  

سمعتُ همساتٍ تتساءل : “ما هذا؟”  

“يا دوق، اقرأها من فضلك.”  

ناولتُ الوثيقة لكاميل.  

أومأ إثيوس موافقًا، فحاول كاميل تهدئة صوته ثم قرأ الرسالة السرية التي أرسلتها أغلايا إلى لوسيانو إليمور. 

“إلى دوق إليمور المحترم، أرسل إليك رئيسة المجلس أغلايا هذه الرسالة، أطلب منك تدمير الوثائق التي بحوزتك والتي تثبت فسادي، وفي المقابل، اسمح لي أن أقدم لك عرضًا، إن الشخص الذي يعتبره سموه الإمبراطور ودوقك بمثابة شوكة في العين . …”  

اتسعت عيون الحضور بينما استمر كاميل في القراءة. 

“. … سأجلب لك رأس إثيوس فون كلايد.”  

كانت أغلايا تعرض رأس ابن أخيها إثيوس مقابل إخفاء وثائق فسادها.  

“لا … . هذا ليس صحيحًا !”  

هزت أغلايا رأسها محاولة الإنكار بشراسة.  

ثم التفتت نحوي بصوت حاد. 

“الابنة على شاكلة أبيها حقًا ! تحاولين دسّ أكاذيب لا معنى لها لإحراجي !”  

أثرتُ زاوية شفتي ببرود.  

كم كانت أغلايا تشعر بالذعر الآن؟  

لقد حاولت إحراقي مع الأدلة، لكنني تجاوزت كل الهجمات ووصلت أخيرًا أمام الجميع لكشف الحقيقة.  

“حتى لو تطلب الأمر تحليلا دقيقًا للمشاعر . …”  

سمعتُ صوت كاميل من خلفي وهو ينهي قراءة الرسالة.  

“كشخص تلقى العديد من رسائل المجلس، لا يمكن أن أخطئ في التعرف على خط يد رئيسة المجلس أغلايا.”  

ازدادت همسات الحضور.  

“لا، هذا ليس صحيحًا ! لماذا سأعرض حياة إثيوس ، قريبي الحبيب، لمثل هذا الطلب؟ إثيوس ، يجب أن تصدقني.”  

حاولت أغلايا التوسل إلى إثيوس بخطوة متقدمة ووجه مشوه.  

بدت تعابير وجهها المضطربة مأساوية.  

فتح إثيوس فمه أخيرًا.

“ما جلبته من كويدن لم يكن فقط كاترين.”  

بإشارة من كاميل، دخل الجنود الذين عادوا مع إثيوس من كويدن ومعهما سجناء.  

كانوا مجموعة من القتلة الذين أرسلتهم أغلايا لاغتيال لوسيا (التي كانت تتقمص شخصيتي)، ولكن هيروس أوقفهم.  

وأيضًا، المرتزقة الذين هاجموا موكب إثيوس خلال الطريق إلى هنا وتم القبض عليهم.  

وبينهم، كانت لوسيا واقفة بشحوبٍ شديد وكأنها فقدت صوابها.  

“أخبرينا كم مرة تعرضتِ للهجوم أثناء تقمصك شخصية كاثرين إليمور.”  

“آه … . حـ – حوالي سبع … . لا، تسع مرات، سموك .”  

رجفت لوسيا وهي تتحدث.  

على الرغم من أنها أدت دوري بشكل ممتاز في كويدن وخلال العودة إلى القصر، إلا أنها عانت من بعض الجروح البسيطة.  

حسنًا، كانت على وشك الموت مرتين، لكننا أنقذناها في الوقت المناسب.  

“آه … . آه . …”  

كانت الذكريات سيئة لدرجة أن لوسيا انهارت على الأرض ترتعش.  

تحدث إثيوس بجدية إلى القتلة. 

“من الذي استأجركم؟”  

بدأت أجلايا تهز رأسها وتتراجع للخلف.  

“الكلام هو الطريقة الوحيدة لإنقاذ حياتكم.”  

توجهت أنظار القتلة جميعًا نحو أغلايا.  

فتح أحدهم فمه. 

“هذه المرأة، كانت تخفي وجهها، لكن أمثالنا يعرفون الناس من رائحتهم وهيئتهم.”  

“. …!”  

داست أغلايا على طرف فستانها وفقدت توازنها، ثم سقطت على مؤخرتها.  

“نعم، هذا صحيح، هذه المرأة أرادت قتل كاثرين إليمور . …”  

تحدث قاتل آخر، بينما ساد الصمت الرهيب القاعة.  

“. … وأمرتنا بقتل أي شخص بجانبها أيضًا.”  

ظهر الذهول على وجوه الحاضرين.  

تقدم فرسان القصر نحو أغلايا التي كانت تتلوى على الأرض ورفعوا سيوفهم نحوها.  

“آه !”  

رأت أغلايا حد السيف المتجه نحوها للمرة الأولى في حياتها، وكادت تفقد وعيها من الخوف.  

واصل القاتل كلامه. 

“حتى لو كان الإمبراطور نفسه يحميها.”