[انكشفت رعاية الشريرة . الحلقة 95]

“أيها الحضور الكريم، هل يعقل أن تغفر خطايا الأميرة كاثرين إليمور لمجرد دعمها لثورة سمو الإمبراطور؟ أليست هذه المرأة ابنة ذلك الدوق الحقير المقزز ؟!”

في قاعة المجلس المهيبة، وقفت أغلايا زعيمة حزب البرلمان تهتف بهذه الكلمات أمام حشد من النبلاء المؤيدين لها.

رغم أنها كانت تعاني مؤخرا من مصادرة قواتها الخاصة وتقييد حريتها بسبب اتهامات بالفساد مع فادلمون، إلا أن حماسها ظل متقدا كما كان.

أثارت كلماتها ضجة بين الحاضرين الذين بدأوا يهتفون موافقين:

“جرائم دوق إليمور ضد المجلس لا تُحصى ولا تُعد !”

“كم من أعيان البلاط القديم اضطهد هذا الرجل ! لقد كان الذراع اليمنى للإمبراطور المغتصب، يصول ويجول بسلطاته المطلقة كلسان في فم ! والآن بعد موته، يجب أن تتحمل ابنته عقابه !”

“صحيح ! أحسنت القول !”

“والأهم من ذلك، انظروا إلى هذا !”

اتجهت الأنظار نحو خنجر صغير في يد أجلايا.

 رفعته أمام النبلاء وقالت بنبرة حزينة. 

“هذا الخنجر يحمل شعار عائلة إليمور، عُثر عليه بين أنقاض قصر كامبيوت ،  إنه الدليل القاطع على أن دوق إليمور هو قاتل الإمبراطورة الأرملة !”

اشتعلت نيران الغضب في قلوب النبلاء.

 الجميع يعرف أن الإمبراطور إثيوس فقد والدته في حريق قصر كامبيوت.

“سحقا على إليمور وأبنائه !”

ارتسمت ابتسامة ملتوية على شفتي أغلايا.

 كانت تعلم أن كاثرين إليمور ستصل قريبا. 

العائدة كبطلة بعد إخمادها للحرائق، حاملةً بيدها أدلة تثبت خيانة أغلايا.

لذا كان عليها تشويه صورة كاثرين قبل وصولها.

“حتى دعمها لسمو الإمبراطور كان مجرد خدعة لتغطية جرائم أبيها ! لقد هددتني أنا أيضًا – خالة الإمبراطور ! عندما رأت هذا الخنجر بيدي، هددت بقتلي !”

كان تشويه صورة كاثرين هو الطريق الوحيد لأغلايا للبقاء في السلطة.

“كيف تجرؤ على فعل شيء بهذه القسوة ؟!”

حتى النبلاء الذين كانوا ينظرون بإيجابية لكاثرين بعد معرفتهم بدورها في الثورة، بدأوا يتأثرون بكلمات أغلايا.

ابنة قاتل والدة الإمبراطور … . لا يمكن قبولها مهما كان دورها في الثورة.

“لأنني – أنا أغلايا – كشفت حقيقتها الدنيئة، ستحاول تلك المرأة الشريرة الإطاحة بي ، مهما قالت تلك الساحرة، عليكم أن تثقوا بي وحدي !”

أخذ الحضور يهزون رؤوسهم موافقين.

وفي ذروة خطاب أغلايا الملتهب ضد كاثرين، دوى صوت المنادى. 

“صاحب السمو الإمبراطور يحضر !”

دخل إثيوس فون كلايد – إمبراطور الإمبراطورية – بين صفوف النبلاء الصامتين، تتهادى عباءته الزرقاء خلفه.

كانت هيبته تطغى على الجميع بعينيه الزرقاوين الثاقبتين وبنية جسدية مهيبة. 

وراءه سار كارون والدوق بياتريس بوجوه جادة.

كان كارون يحمل كتاب 「اقتصاديات التحرر」، الذي اعتمد عليه في استقرار الاقتصاد الإمبراطوري بعد الثورة.

أما كاميل فقد ظل في القصر أثناء غياب إثيوس في كويدن، يجمع الأدلة ضد أغلايا ويحقق في أحداث الماضي.

“أين الأميرة كاثرين إليمور؟”

عندما صعد إثيوس إلى المنصة، ارتفعت همسات بين النبلاء.

 كل ما يعرفونه هو أن الإمبراطور أحضر الأميرة كاثرين – بطلة الثورة – إلى القصر.

بالطبع، كونها من عائلة إليمور، لم يكن مستغرب أن تُسجن رغم دورها.

“سموك، أتجرأ على مخاطبتك . …”

تقدّمت أغلايا وهي تحمل الخنجر بكلتي يديها. 

كان عقلها يعمل بسرعة.

 غياب كاثرين عن المجلس كان نعمة لها.

“هل تعرف ما هذا الخنجر ؟! لقد عُثر عليه بجانب جثة الإمبراطورة الأم في أنقاض قصر كامبيوت ! دليل قاطع على أن دوق إليمور أو رجاله منعوها من الهرب فماتت محترقة !”

“هل أنتِ متأكدة؟”

صوت إثيوس الهادئ البارد جعل عيني أغلايا ترتعشان.

“هل أنتِ متأكدة أن دوق إليمور قتل والدتي؟”

نظر إليها بعينيه الزرقاوين المتجمدتين.

“بـ – بالطبع ! كنت سأخبركم من قبل، لكنني خشيت أن أحزنك !”

الحقيقة أنها كانت تبحث عن الرسائل بين كاثرين ووالدها، ولم تكن لتخاطر بكشف أمر الخنجر قبل التخلص من كاثرين.

“ليحاكم الأميرة كاثرين على جرائم أبيها ! فالابن يحمل وزر الأب !”

أيدها بعض النبلاء المتحمسين لخطابها.

“لا يمكن الحكم من المظاهر.”

قال إثيوس بصوت هادئ مثل الجليد.

“مـ … . ماذا تعني بهذا؟”

ارتجف جفن أغلايا.

 عندها، تحدث كاميل بياتريس الذي وقف يسار الإمبراطور. 

“دوق إليمور لم يقتل الإمبراطورة الأم.”

بعد تحقيق شامل بأمر الإمبراطور، اكتشف الحقيقة.

 ارتعشت عضلات وجه أغلايا. 

“بما أنك أيضًا استفدت من عهد الإمبراطور المغتصب، فمن الطبيعي أن تدافع عن كاثرين !”

الكثيرون أيدوها. 

فخلافا لكاميل، كانت أجلايا دوما الحامية الظاهرية لإثيوس.

“حتى مع وجود الدليل، ما زلت تدافع عن تلك المرأة ! ليُعاقب كاميل بياتريس أيضًا ، سموك !”

في ذروة خطابها، مد إثيوس يده فجأة وأخذ الخنجر من يدها.

كان غمد الخنجر الأسود المحترق يحمل شعار عائلة إليمور بوضوح، مع بقايا رماد أحمر عالق في زخارفه.

“انظروا سموك ! هذا الدليل ! الرماد الأحمر من مواد بناء القصر الخاصّة عالق فيه ! لقد هددوها بهذا الخنجر ومنعوها من الهرب لتحترق !”

لكن إثيوس رفع الخنجر كما فعلت أغلايا وقال. 

“ألم أقل لكم أن المظاهر خادعة؟”

ثم أمسك بيده الأخرى الغمد الملتصق بالنصل، وبنقرة واحدة … . انكسر!

سقط الغمد المحترق كقطعة فحم، مظهرا نصل الخنجر الأبيض النقي اللامع الذي ظل سليماًركل القرون.