[انكشفت رعاية الشريرة . الحلقة 82]

فادلمون، المقيد بالسلاسل في السجن، كان يرتجف بينما يتأمل الظل الذي يلقي به على الأرض. 

الرجل الذي يقف متألقا بزيّ رسمي، كان ينبعث منه حضورٌ ساحق. 

“سـ – سموك .” 

صكّ أسناه ونظر إلى إثيوس الذي أصبح إمبراطورا.

لقد انقلب العالم رأسا على عقب. 

ألسنة نيران الثورة اجتاحت أنصار الإمبراطور الفاسدين وأطاحت بهم، بينما صعد إثيوس “المهمش” إلى العرش. 

وتحت قدميه الآن، تتلوى ظلال سوداء لم يعد يخفيها. 

إنها صفة الإمبراطور التي لا تنفصم، ذلك القتل الساحق، والطاقة التي تضغط على القلب كأنها سحقته، جعلت ساقي فادلمون تخدران. 

“أتيتُ لأسألك عن أمرين.” 

صوت هادئ تسلل إلى أذنيه. 

كان لديه شعور بأنه سيموت حتماً إن لم يُجب بشكل صحيح. 

سمع أن العديد من النبلاء الذين قادوا أنصار الإمبراطور، خاصة أولئك الذين استغلوا الشعب بوحشية، علقت رؤوسهم اليوم على أسوار القلعة. 

الآن هو وقت الانتقام والتطهير، وكأحد أفراد عائلة إليمور، من المستحيل ألا يكون خائفا. 

‘آه، تلك الحقيرة كاثرين هربت، والآن يبدو أنني سأتحمل كل ذنوب عائلة إليمور  !’ 

“أي-أي شيء تسأل عنه، سأجيب بكل سرور، سموك.” 

“أولاً، أين ذهبت ابنتك لوسيا التي كانت محتجزة في الزنزانة المجاورة؟” 

كان القفص الذي سُجنت فيه لوسيا فارغا.

“تـ – تلك الوقحة ، أثناء نومي، مدّت يدها وسرقت من جيبي … . وعندما اندلعت الثورة وهرب حراس هذا المكان، أعطتهم رشوة وهربت … . سمعتها تتحدث مع سجناء آخرين شاركوها في التخطيط، وكان المكان كويدن أو شيء من هذا القبيل، على أي حال، قالوا إنها تتجه نحو الحدود مع مونتيلا، إلى مكان غير واضح.” 

“كويدن، إذن.” 

تقدم إثيوس خطوة نحو القضبان. 

“يبدو أنني سأرسل أحدا إلى هناك أيضًا.” 

عندما نظر فادلمون مباشرة إلى وجهه، ارتعش من المفاجأة. 

حسناً، الأمير إثيوس ، بملامحه الواضحة التي تشبه والده الوسيم، كان رجلاً وسيما حتى بملابسه الرثة. 

حتى الآن، مظهره لم يتغير، لكن اللون الشاحب لوجهه كان مشوبا بظلام داكن كالظل، مما جعله مخيفا.

لم يكن الأمر مجرد تعب أو قلة نوم —

‘عيناه متوحشتان.’ 

بوجه يشبه “التحول إلى الشر” مع جنون بارد، همس إثيوس. 

“الفأر الصغير يبحث عن مكان ليختبئ فيه ، آه، لا أقصدها هي ، بل الفأر الصغير بجانبها ، الفئران عادةً تحب الأماكن المظلمة.” 

ارتجف فادلمون عند كلمات إثيوس التي بدت كأنه يهمس بها لنفسه. 

“سأسألك عن شيء آخر.” 

في الحقيقة، إثيوس لم ينم تقريبا طوال الأسبوع. 

كان يعتقد أنه بمجرد استعادة القصر الإمبراطوري، ووضع العاصمة تحت قدميه، وأن يصبح سيد الإمبراطورية، سيملأ ذلك الفراغ في قلبه إلى حد ما. 

ولكن الآن، بعد أن امتلك كل شيء في الإمبراطورية، وبعد أن أنهى انتقامه من أعدائه الأكثر دناءة، 

أدرك أن ذلك لم يكن النهاية. 

“إثيي.” 

أراد أن يقف بها أمامه. 

أن يسمع ذلك الصوت الذي سأله بقلق، في أسوأ لحظاته، إذا كان هناك أي جروح بينما تلمس خده بلطف. 

أن ينظر إلى تلك العينين البنفسجيتين المتلألئتين ويقول : “أرأيتِ؟ لقد فعلتها.” ثم يمسك بيدها بقوة. 

إنه يحلم. 

يحلم بأن عمه الميت يجذبها بعيدا ، يحلم بأن نبلاء أنصار الإمبراطور الوقحين يطاردونها، كل أولئك الذين هددوها … 

“هل لديك دليل على تعاونك مع أجلايا؟ هل هو في منزلك؟” 

. … يحلم بأنه يخنقها. 

إنه خائف جدا من أن يصبح القلق حقيقة. 

لم يخشَ قط من فشل الثورة، ولكن بالنسبة له، لا يوجد وقت أثقل من الآن، حيث لا يعرف إن كانت تلك المرأة حية أم ميتة. 

لذا، إذا أراد إحضارها، فعليه التخلص من عوامل الخطر أولاً. 

“أنتما الاثنان متحالفان، أليس كذلك؟” 

مع كلمات إثيوس ، اهتزت عينا فادلمون بعنف. 

أجلايا ، رئيسة المجلس ومركز حزب المؤتمر، كانت تفرح بثورة إثيوس كأنها ثورتها الخاصة. 

وكأنها والدته، كانت تجمع النبلاء بالفعل لتشكيل حزب مؤيد للإمبراطور جديد. 

هذا أدى إلى صدام مع كاميل، ولكن بحلول منتصف التحضير للثورة، كانت القوة السياسية تميل نحو أجلايا، التي دافعت عن إثيوس بعناد في المجلس، مقارنةً بكاميل التي انضمت متأخرة. 

“. …مـ – ماذا تقصد؟” 

بالطبع، كان فادلمون يحتفظ بخطابات تبادلها مع أجلايا كدليل. 

كان ينوي استخدامها لابتزازها وإنقاذ حياته بأي طريقة. 

كان قد أخفى تلك الخطابات في مكان عميق في مقر إقامته، حيث لا يعرفها أحد سواه. 

ولكن الآن، كان الإمبراطور إثيوس يسأل عن مكانها. 

“نحن، كما تعلم، على طرفي نقيض سياسيا . …” 

“أنت تكذب.” 

“آآه !” 

انطلقت ظلة سوداء من إثيوس وكسرت إصبع قدم فادلمون على الفور. 

صرخ فادلمون من الألم الشديد، مفتوح العينين. 

“آه، أوه . …” 

“في المرة القادمة، سأكسر رقبتك.” 

“سـ – سموك .” 

تسرب العرق من ظهر فادلمون.

 في عيني إثيوس الزرقاوين، كان هناك برود قاتل. 

* * *

من 「نجم الثورة」: ماذا لو لم يمت إثيوس بعد الثورة؟

بالتأكيد كان سيصبح إمبراطور جيدا. 

فهو رجل مستقيم، وحساس تجاه العدالة. 

لديه تعاطف مع الآخرين، وهو رجل لا يتزعزع أمام الإغراءات الباطلة. 

كما أنه المرشح المثالي للإمبراطور بقدرته الخارقة “الظل”. 

ولكن فجأة خطرت لي فكرة.

لماذا كان جيفري ويسلر يخشى من تعزيز سلطة إثيوس لدرجة أنه سلب منه حتى قدرته على التنفس؟ 

“بما أنك هنا، سأسألك.” 

عندما أومضت بشفتي الشريرة وابتسمت، ارتعشت حاجبات هيروس. 

“أتعرف، لو لم يكن هناك قيد على حياتي، هل كنت ستؤذي الأمير إثيوس ؟” 

بصوت منخفض، حتى لا يسمعنا المحتال إيروس الذي كان يسير أمامنا. 

“. …كيف عرفتِ؟” 

مال هيروس رأسه قليلاً. 

“أخمن فحسب ،ولكن ما السبب؟” 

ثم ظهر منزل رئيس القرية. 

كان المحتالون قد استولوا عليه ليكون مقرا لهم. 

“ليس بالضرورة أن يصبح الإمبراطور القوي مضطهدا للمنقبون  ، إثيي رجل عادل.” 

ساد صمت للحظة، ثم سمعت صوت هيروس بجانبي. 

“كقائد للنقابة ذات أكبر شبكة معلومات في القارة، كنت قد خمنت بالفعل أن الأمير إثيوس يمتلك قدرة خارقة ، وقوة هائلة.” 

“وماذا في ذلك؟” 

“ولكن حقيقة أن قوة القدرة الخارقة تتناسب مع الفراغ في القلب ليست معروفة.” 

ماذا؟ هذه المرة الأولى التي أسمع فيها هذا. 

توقفت فجأة ونظرت إلى هيروس. 

“ظل عائلة كلايد الإمبراطورية يشبه كائنا حيا ، ينمو بالتغذي على فتات القلب عندما ينكسر.” 

بدا شعره متوهجا تحت ضوء المساء. 

“من الروايات التي سمعتها، ظل إثيوس الإمبراطور كان الأقوى في التاريخ، السبب في قدرته على استخدام ظل قوي هو أن قلبه كان قد تحطم بالفعل.” 

انتفض قلبي. 

قلبه … . تحطم؟ 

استمرت كلمات هيروس في الرنين في أذني. 

في رأسي، بدأت أحداث 「نجم الثورة」 تتدفق كما لو كنت أقرأها من كتاب. 

عندما تقدمت القصة، أصبح ظل إثيوس أقوى. 

ظننت أن هذا بسبب نمو الشخصية فحسب. 

“. … هذا مستحيل.” 

تحركت شفتاي الجافتان. 

اتجهت نظرة هيروس نحو الجبال البعيدة. 

“في النهاية، الظل الذي ينمو بالتغذي على فتات القلب، لن يلتهم سوى صاحبه.” 

شعرت ببرودة في جسدي مع رؤية إثيوس محاطا بكل المشاعر السلبية التي تحولت إلى ظلال سوداء. 

“أو الشخص الذي هو مهووس به.” 

إذا لم يكن الوصول إلى العرش يعني نهاية سعيدة … . 

إذا كانت الجروح التي تلقاها طوال حياته، والفراغ في قلبه … . غير قابلة للشفاء واستمرت في التهامه من الداخل . … 

“. …”

“شخص بهذا القلب المحطم لا يمكن أن يكون إمبراطورا جيدا ، هو بلا شك . …” 

في صوته الهادئ المليء باليقين، شعرت بشيء في صدري ينفجر. 

“. … سيصبح طاغية.”