[انكشفت رعاية الشريرة . الحلقة 70]
تصلّبَت ملامح لانسلوت فجأةً عندما رأى وجه إثيوس وقد تحوّل إلى جليد.
‘هل علاقتهما سيئة إلى حدّ الموت ؟’
لكنه لم يندم على ذكر ذلك الاسم.
على أي حال، كانت تلك المرأة عالقةً في ذهنه.
“ما سبب طلبك لكاثرين إليمور؟”
لو أخبره أنه اتفق على مقابلة معها، لربما قام الأمير إثيوس باعتقال كاثرين على الفور.
لذا، هزّ لانسلوت كتفيه وكذب ببرودة.
“لقد أعجبت بها.”
“. …”
تجمدت حاجبا إثيوس.
“من مظهرها إلى شخصيتها، إنها المرأة المثالية التي كنت أبحث عنها، أريدها أن تعيش في مونتيلا بأي طريقة.”
هبّت رياح باردة عصفت بشعر إثيوس الأسود ومرّت.
تمايلت عيناه الزرقاوان الباردتان كبحر هائج، تشعّان بشراسة قاتلة.
“لذا، إن لم يكن لديك سببٌ يجعلك تحتاجها حقًا . …”
كانت قيمة الألمينايت مهمة أيضاً للانسلوت أوبير.
عرضٌ لا يُعلى عليه : إنتاج عام كامل.
“. … فأتمنى أن تقبل شروطي.”
“مرفوض.”
لكن دون أي تردد، انطلقت كلمات منخفضة من بين شفتي إثيوس.
حدّق لانسلوت في إثيوس بعينين متصلبتين، وكذلك فعل رجاله الواقفون خلفه.
صحيح أن عائلة إليمور كانت من العائلات الأساسية الموالية للإمبراطور والتي تستحق العقاب، لكن كاثرين لم تكن في قلب تلك الفظائع.
فقد مات دوق إليمور منذ وقت ليس ببعيد.
لذا، لو كان العرض هو تسليمها مقابل إنتاج عام من الألمينايت، فما كان هناك سبب للرفض.
“سموك . …”
فتح أحد الرجال فمه محاولاً حثّ إثيوس على إعادة التفكير، لكن إثيوس أدار رأسه قليلاً ونظر إليه بعينين باردة قبل أن يعود للانسلوت.
“حتى لو عرضت عليّ مونتيلا بأكملها، سأرفض.”
لم يستطع لانسلوت كتم ذهوله الداخلي.
“كاثرين إليمور … . ماذا فعلت بالأمير إثيوس ؟”
لا يمكنه تخيل أي فعلٍ شنيعٍ قد اقترفته حتى يثير هذا الغضب الخانق في الأمير.
“ألن تندم حقًا ؟”
رغم ذلك، تحدى لانسلوت ذلك الغضب المتجه نحوه وسأل مرة أخرى.
“بل أنت.”
مال إثيوس قليلاً إلى الأمام، واصطدمت عيناه بعيني لانسلوت.
في أعماق عينيه الزرقاوين الغامقتين، كانت عاطفةٌ شديدةٌ تكشف عن غضبه، كتنينٍ فاتح فاه.
“إذا كنتَ لا تريد أن تندم . …”
“. …”
صوت إثيوس الجليدي اخترق أذن لانسلوت بوضوح.
“. … فمن الأفضل أن تنسى كاثرين إليمور تماما .”
ارتجف لانسلوت ونظر إلى قدميه.
ظلال سوداء تموجت عند أطراف قدميه، كأنها على وشك أن تقيّده.
‘سحقا ، هذه الطاقة . …’
ضغط خانق يثقل صدره.
ألمٌ في حاجبيه، وشعورٌ وكأن أنفه سينزف، وطعم معدنيّ على لسانه.
حرّك لانسلوت شفتيه:
“سأعتبر أن العرض … . لم يُقدَم أبدا .”
عندما انتهى كلامه، اختفى ذلك الضغط الخانق فجأةً وكأنه حبلٌ مُفكّك.
‘هل هذا كائنٌ بشري؟’
كيف تحمّل الإهانات التي ألحقها به الإمبراطور وهو يمتلك هذه القوة؟ اقشعرّ جلده من التفكير.
‘سيكون الأمر صعبا … . لا أرى أي ثغرة في إرادته.’
شعر لانسلوت بالمرارة في فمه بينما نهض من مقعده.
كانت خطواته ثقيلةً وهو يغادر.
بالطبع، لم يكن ينوي نسيانها حقاً كما قال إثيوس .
سيظل ينتظر في فندق الحدود حتى اليوم الذي وعدته به.
رغم أن احتمالية وصولها إليه هربا من قوة إثيوس كانت معجزةً في هذه المرحلة.
لكن مع جرأتها وذكائها وقدراتها … . ربما يستحق الأمر الانتظار.
“. …”
في الجانب الآخر، ظل إثيوس يحدّق بعربة لانسلوت حتى اختفت في الأفق.
حاجباه ما زالا متجمدين بجدية، وبعد صمتٍ طويل، أطلق تنهيدة ثقيلة ووضع يده على جبينه.
لم يكن الصداع بسبب استخدامه المفرط لقواه.
فجسده الصحي الآن قويٌ بما يكفي لتحمّل هذا القدر من الطاقة.
“سحقا . …”
همس بصوتٍ مليءٍ بالضيق.
ثم تذكر امرأةً تتلألأ كالجوهرة، وقال.
“كاثرين.”
“لقد أعجبت بها.”
غلي الغضب في صدره كالمخالب تحكّ قلبه.
رغبة التملك التي كبحها مرارا تحاول الآن الانطلاق.
هبّت رياحٌ باردةٌ مرةً أخرى، كأنها تهدئ من روعه.
وكأنها تقول : “انتظر قليلاً.”
عندما نهض إثيوس ، كانت عيناه متقدتين.
اقترب أحد رجاله منه بانحناءة خفيفة وسأل.
“سموك ، هل أنت بخير؟”
هزّ إثيوس رأسه وسلّمه الأوراق التي وقّعها لانسلوت.
“نعم.”
في السهل الواسع، كانت الأعلام الزرقاء ترفرف بقوة في الرياح العاتية.
* * *
ملاحظة : من الأفضل ألا تكتشف الطرف الآخر أنك الداعم. إذا كنت تريد العودة بسلام.
في غرفة النوم، غطيتُ وجهي بيديّ وأنا أتذكر كلمات تلك الرسالة.
‘يبدو أنه اكتشف الأمر.’
بغض النظر عن كيف أفكر، يبدو أن إثيوس قد فهم الأمر في المرة السابقة.
حتى لو ادعيتُ بوقاحة أنني من مؤيدي الإمبراطور، لن ينجح الأمر الآن.
“ما رأيكِ، بيو؟”
“بييوو !”
نظرتُ إلى بيو وهو يحرك رأسه بفضول، ثم أطلقتُ تنهيدةً صغيرة.
حسناً، الأهم أنني أنجزت المهمة تقريباً، بغض النظر عن الملاحظة.
لنفكر بإيجابية.
ساعدتُ إثيوس في بناء جيش ثوري قوي، واعتنيتُ بصحته حتى امتلأت قلوبُه الصحية.
“آنسة، وصلت مستلزمات التخييم التي طلبتِها من المتجر.”
دقّت أنيس الباب وهي تحمل صندوقاً.
“لقد حافظتُ على السرّ من الخادم هيروس كما طلبتِ.”
“أحسنتِ، أنيس.”
شاهدتُ ظهرها وهي تغادر بعد أن سلّمتني الهدية المثالية، وابتسمتُ.
ثم داعبتُ ظهر بيو وأدخلت الصندوق إلى المخزون.
‘الاستعداد للهروب يجب أن يكون دقيقا، حتى النهاية.’
وبعد خمس دقائق، دخل هيروس حاملاً أمراً من القصر الإمبراطوري في الوقت المناسب.
تسلّمتُ الرسالة من يده القوية، وقرأتُ محتواها.
“تم تجهيز الرصيد المتبقي لبيع المنجم، يُرجى الحضور إلى القصر الإمبراطوري مع عقد حقوق المنجم.”
* * *
“هل سنستسلم لهذا كلنا ؟!”
في قاعة اجتماعات النبلاء، كان ماركيز وينسوم يصرخ بوجهٍ محمرّ.
حرير لايل الذي اشتراه بدلاً من ماركيز ريغالو بدا أنه يباع جيدا في البداية، ثم بدأت إشاعات غريبة تنتشر.
“هناك مشكلة في القماش، الناس يعطسون طوال اليوم !”
لم تكن حساسيةً خطيرة، لكنها كافيةٌ لجعل النبيلات يتجنبنه.
بقية النبلاء الموالين للإمبراطور الذين اشتروا حقوق أعمال من كاثرين كانوا أيضًا في ورطة.
استثمروا أموالاً طائلةً بثقةٍ عمياء، لكن الأمور لم تسر كما خططوا.
لكنهم وقعوا على عقود تنازل مجانية بدعوى التهرب من الضرائب، فلا يمكنهم المطالبة باسترداد الأموال.
ولا يوجد حتى دليل على أنهم دفعوا المال، لذا تتظاهر كاثرين بعدم المعرفة.
كأنهم وقعوا في فخٍ محكم، وجُرّدوا من كل شيء.
التعليقات لهذا الفصل " 70"