[انكشفت رعاية الشريرة . الحلقة 65]

قبل أسبوع من الآن …

في قمة الجبل التي تكاد تلامس السماء، حيث تتراكم الثلوج الأبدية، وتتسم التربة بالخصوبة، وتُستخرج الموارد عالية الجودة من المناجم العديدة، تقع أرض مونتيلا المباركة.  

في قلب القصر ، كان الدوق لانسلوت يفحص الأوراق على طاولة الرخام، بينما تخترق أشعة الشمس النافذة الطويلة.  

وقف أمامه خادمه يشرح محتوى تلك الأوراق. 

“لقد تم العثور على عنصر السيريديوم في المنجم الذي استثمرته السيدة نيفر.”  

السيريديوم هو أحد أصلب المعادن المعروفة حتى الآن، يُستخدم ليس فقط في مجوهرات النبلاء ولكن أيضًا في العديد من الصناعات.  

قيمته لا تُقاس.  

“حتى الضرائب وحدها ستوفر إيرادات كبيرة.”  

السيدة نيفر.  

هذه السيدة النبيلة الأجنبية، التي قدمت نفسها عبر وكلائها، عرضت استثمار مبالغ ضخمة في مونتيلا.  

على الرغم من أن اسمها مستعار، إلا أن هوية المستثمر لم تكن ذات أهمية كبيرة لمونتيلا.  

لذلك، قبل لانسلوت أوفيير العرض بترحاب.  

اشترت حقوق ملكية بعض المناجم الحدودية، وبطريقة غريبة، تم اكتشاف معادن نادرة ثمينة للغاية في تلك المناجم الواحدة تلو الأخرى في أقل من شهر.  

حتى أنه، رغم شهرته كـ”ملك المناجم”، لم يحدث أن حقق اكتشافات بهذا المعدل من قبل.  

على الرغم من أن جميع المنتجات كانت من حصتها، وفقًا لقانون إمارة مونتيلا، يمكن تحصيل 30% من الأرباح كضرائب، مما كان مفيدًا لمونتيلا.  

وبعد انتشار الأخبار، بدأت الاستثمارات تتدفق من دول مختلفة.  

“بهذه الأموال، يبدو أننا سنتمكن من حل المشكلات المالية الحالية، يمكننا التنفس بسهولة الآن، سمو الدوق.”  

“ألم تأتِ أي إجابة بعد على رسالتي التي أعربت فيها عن رغبتي في مقابلتها؟”  

“يبدو أنها تفضل بشدة عدم الكشف عن هويتها.”  

“. … لا مفر من ذلك.”  

عابسًا قليلًا، حدق الدوق لانسلوت أوفيير لفترة طويلة في الاسم الموجود على الوثيقة.  

خط مستدير ولطيف. 

واسمها المستعار كان…  

— نيفر كراي إثيي.  

ثم سمع صوت سكرتيره. 

“مع ذلك، لا بد أنها راضية جدًا، لقد حققت أرباحًا تعادل عدة أضعاف استثمارها الأولي.”  

كبح لانسلوت فضوله تجاه السيدة الغريبة ذات الاسم المستعار والكفاءة الاستثنائية، ووقع على الوثيقة وسلمها لسكرتيره.  

هذه كانت ذكريات الأسبوع الماضي.  

الأوراق التي وُضعت أمامه الآن كانت تلك التي وقعها لانسلوت بنفسه آنذاك.  

‘أنتِ السيدة نيفر؟’ 

تغير تعبير لانسلوت بالكامل، الذي كان محافظًا على برودة وهدوء مظهره.  

الوثائق الرسمية حول المناجم التي استثمرتها السيدة نيفر.  

هذه كانت أشياء لا يمكن أن تكون بحوزتها إلا إذا كانت هي نفسها.  

* * *

“سررت بلقائك، سمو الدوق.”

بتلك العيون البنفسجية الغامضة التي تشع ببراءة، وابتسامتي العريضة، ارتعشت عينا لانسلوت الخضراوان مرة أخرى.  

لا عجب أنه كان مندهشًا.

 فالمستثمرة الكبيرة، التي كانت بمثابة المنقذ لمونتيلا في أوقات الركود، هي في الواقع كاثرين إليمور سيئة السمعة في الإمبراطورية.  

بالمناسبة، السبب وراء اختياري للمناجم المثالية ليس معقدًا. 

في رواية 「نجم الثورة」، ذُكر أن أفضل مواقع إنتاج المعادن في مونتيلا تقع في الجزء الشمالي الغربي من سلسلة جبال كريل.  

تلك المنطقة كانت لا تزال في مراحل التطوير الأولى، وكانت احتمالات اكتشاف المعادن فيها مُقَدمة بأقل من قيمتها، مما جعلها فرصة مثالية للاستثمار.  

“نيفر كراي إثيي، اسمحي لي أن أقدم نفسي.”

بأدب، خفضت عينيّ قليلًا ثم رفعتهما ونظرت إلى لانسلوت.  

بعد توقف قصير بسبب الذهول، رد لانسلوت بالإيماءة ذاتها كتحية مختصرة.  

لا بد أن تصرفه اختلف تمامًا الآن.  

فقد أثبتت أنني شخص بالغ الأهمية لمونتيلا.  

“. … أولًا، كما تعلم، بصفتي المالكة الكاملة لأسهم شركة إيلم للأدوية، يمكنني أن أقدم لك الدواء الذي تحتاجه.”

نظرًا لأننا لا نعرف متى سيعود الإمبراطور، فمن الأفضل الدخول في صلب الموضوع.  

تحركت شفتا لانسلوت وسأل بصوت منخفض. 

“. … هل أنتِ جادة؟”

“نعم.”

عائلة أوفيير، حكام مونتيلا، تعاني من حالة وراثية تسمى ذروة الوحش (قمة الوحش).  

ورغم تسميتها “مرضًا”، إلا أنه من الأصح وصفها بظاهرة غريبة توارثتها العائلة عبر الأجيال.

 حيث يتحولون إلى حيوانات لفترات زمنية محددة وبانتظام.  

“أعلم أنه خلال فترة ذروة الوحش ، يفقد الإنسان وعيه ،حتى عقله يصبح كحيوان بالكامل ، أليس كذلك؟”

في 「نجم الثورة」، أثناء شرحهم لقدرات إثيي، أشاروا إلى أن هناك عائلات في دول أخرى ترث ظواهر مشابهة للقدرات.  

وكانت عائلة دوق مونتيلا واحدة من الأمثلة.  

“هذا صحيح.”

نظرًا لأنها قدرة غير قابلة للسيطرة وتشكل نقطة ضعف، أخفت مونتيلا هذه الظاهرة دائمًا.  

لكن أمامي، التي تتحدث كما لو أنني أعرف كل شيء، شعر لانسلوت أنه لا داعي للإخفاء.  

“كان هناك سلف تحول إلى عصفور صغير فالتهمه نسر، وآخر تحول إلى وحش فقتل الناس ،لكن الأسوأ كان قبل 200 عام، عندما تحول أحدهم إلى فيل ودمر قصر دوق مونتيلا، مما تسبب في العديد من الضحايا ، وانتحر في النهاية بسبب الشعور بالذنب.”

“إذن، إلى أي حيوان يتحول سمو الدوق؟ قد نحتاج إلى تعديل جرعة الدواء بناءً على نوع الحيوان.”

في الرواية، لم يتم ذكر أي تفاصيل أكثر من ذلك، لذا لم أكن أعرف إلى أي حيوان يتحول دوق مونتيلا الحالي.  

‘نصف جرعة الشخص البالغ ستكون كافية.’ 

يبدو أنه لا يرغب في التفاصيل.  

“على أي حال، أول طلب لي مقابل الدواء هو مساعدتي في بيع المناجم للإمبراطور بسعر مرتفع ،أنت خبير في المناجم، لذا إذا قلتَ شيئًا، فسيصدقك الإمبراطور.”

بتعبير مخادع، رفعت زاوية شفتي بينما أنظر إلى بسكويت الريحان.  

من المنعش دائمًا استغلال الحقير، أليس كذلك؟  

خاصة إذا كان ذلك سيساعد في ثورة إثيي أيضًا.  

“والطلب الثاني هو . …”

همست إليه بصوت منخفض. 

“بمجرد أن أحصل على المال من بيع المناجم، سأهرب إلى مونتيلا ،ساعدني في الهروب من الإمبراطورية والوصول إلى مونتيلا بأمان، أعتقد أن الموعد سيكون خلال أسبوع على الأكثر.”

“. …”

“كما تعلم، أنا أمتلك تأثيرًا مهمًا جدًا في مونتيلا ،هذه الأوراق تثبت ذلك، أليس كذلك؟”

أعمالي المتوسعة ساعدت في زيادة التوظيف والصادرات في مونتيلا، مما دفع عجلة التطور فيها.  

لقد كان لها تأثير إيجابي على اقتصاد مونتيلا بأكمله.  

حدق بي لفترة طويلة بعينين غامقتين.  

عيون مليئة بالارتباك والكثير من الأسئلة.  

عندما فتح فمه أخيرًا، كانت أول كلماته سؤالًا وليس إجابة. 

“ألم تكوني الموالية المخلصة للإمبراطور؟ سمعت أنكِ حتى أعَدتِ له أراضي التندرا طواعية.”

“حسنًا، لدي أسبابي.”

نظرت بإيجاز نحو القصر.  

هل حصل الإمبراطور على حقنة الحساسية؟ فتح الباب وظهر شبح الإمبراطور.  

بصفته إمبراطورًا، لا بد أنه يشعر بالضيق لترك ضيفه ينتظر.  

إذا كانت المناجم ذات قيمة حقيقية، فسيرغب في الاستيلاء عليها بجشع.  

“. …”

قبل وصول الإمبراطور، أعدت الأوراق إلى الحقيبة واتخذت وضعًا هادئًا.  

“أنا واثقة أنك ستتخذ القرار الحكيم، سمو الدوق.”

أغلق لانسلوت فمه بشدة بينما يحدق بي بنظرة ثاقبة.  

“لا تُعقّد الأمر، إنها صفقة مربحة للطرفين.” 

لانسلوت أوفيير يحتاج دواءً لذروة الوحش ، وأنا أريد بيع هذه المناجم عديمة الفائدة للإمبراطور بسعر مرتفع.  

على الرغم من أن سمعتي السيئة تختلف عن سمعته النظيفة، مما يجعلني أشعر ببعض القلق، إلا أنه في النهاية لا بد من المخاطرة.  

ابتسمت ببهجة وقلت. 

“سموك ، لقد خفت أعراض الحساسية ،لابد أن الأمر كان صعبًا عليك.”

“سحقا ! اطلبِ طرد ذلك الطاهي الذي صنع بسكويت الريحان ! وعاقبي الخادم الذي أحضره أيضًا !” 

“حسنًا، سأفعل ذلك.”

الطرد؟ بل يجب مكافأتهما !

 أخفيت ضحكتي الساخرة وانحنيت منتظرة كلماته التالية.  

“كنت أخطط للذهاب إلى المناجم فور التحية، لكن الوقت ضاع كثيرًا ،هل يمكننا الذهاب الآن؟”

أجاب لانسلوت بهدوء وعيون باردة. 

“بالطبع.”

لكن نظراته ظلت ملتصقة بي بعناد.