لكن في داخلي، كنتُ مهتزة تماما بسبب تلك الكلمات البسيطة.
‘أحب الأشخاص إليّ قال إنه انتظرني، عشتُ من أجل هذه اللحظة، إثيوس … . انتظرني . …’
كان من حسن الحظ أن وجه كاثرين إيلمور الأساسي باردٌ عديم التعابير.
لو كان ما بداخلي – الذي يدور الآن مثل دوارق ويرقص بإيقاع جاجينموري المحموم – ظاهرا للعيان، لربما شعر إثيوس بالاشمئزاز أو حتى الرعب.
*جاجينموري : وهو إيقاع كوري تقليدي، معروف كذلك باسم جانجدان (장단). وهو نمط إيقاعي يتكرر فيه الشكل الإيقاعي باستخدام آلة إيقاعية مثل جانجو أو طبلة الساعة الرملية. *
لكن … . ليس هذا وقت الانجراف وراء المشاعر.
“على أي حال، هل تشعر بتحسن؟ ها، هدية لاستقرارك في المنزل ، زهور الكاميليا.”
مع معرفتي بما مرَّ به، كان من الصعب اليوم الحفاظ على أداء دوري كشريرة كالمعتاد.
راقبني إثيوس بصمت، مخفيا غضبه من الإمبراطور وراء وجهٍ هادئ.
بعد لحظة، أشار لي أن أجلس على أريكة الاستقبال.
عندما جلست، استطعتُ أن ألاحظ فوراً أنها لم تعد تلك الأريكة الهشة التي كان يمتلكها من قبل.
“ليست سيئة على الإطلاق، أنا سعيدة بأنني أحضرت الزهور لتزيين المزهرية.”
وضعت الزهور التي أحضرتها من منزل إليمور في المزهرية الفارغة لديه.
أضافت البتلات الوردية الناعمة إشراقةً إلى الغرفة.
“الآن أصبح الجو أكثر راحة.”
حينها سمعت صوت إثيوس.
“أنا بخير.”
“هذا يطمئن—”
كنت على وشك قول “— أن أسمع ذلك”، لكنني توقفت.
كان هناك شيء لم نحسمه بعد.
تلك اللحظة التي حاولت فيها إعطاءه الدواء … . وعندما رفضه.
طريقة همسه وهو يعرف كل شيء، لكنه رفضه من أجلي.
“لا تريدين أن يُكتشف أمرك، أليس كذلك؟”
كان قلبي يخفق بقوة.
“كاثرين .”
فجأة، انزلق اسمي من شفتي إثيوس.
“لدي سؤال لكِ.”
عرفتُ بحدسي.
هذا لن يكون سؤالاً عاديا.
رفعت عيني الصافية، ثبتُ نفسي، والتقيت بنظره.
“هل أنتِ … . راعيتي؟”
كاد قلبي أن ينفجر.
هل اكتشف الأمر؟
حاولت جاهدة أن أبقى مختبئةً بينما أساعده – لكن في النهاية، تم كشف أمري.
بغض النظر عن مدى إتقاني لدور الشريرة، إثيوس ليس بغبيا لدرجة ألا يلاحظ أن هناك شخصا كان يساعده باستمرار.
كم يعرف؟ المال الذي تركته عند بابه؟ البقالة التي أُرسلت عبر سيستينا؟ التهديدات لأجلايا؟ الملابس، الأحذية، و—
حتى تسللي إلى منزله عندما أغمي عليه من الألم، وسكبه الدواء في فمه.
قبضتُ على يديّ، أخرجت زفيراً صغيراً، ولففت شفتي ببطء.
شعرتُ بالسوء – لقد أراد الصراحة – لكنني لم أستطع أن أعطيه إياها.
“عم تتحدث؟ ‘راعية’؟ يا لها من كلمة مبتذلة.”
لم يتحرك حاجب إثيوس.
فقط نظر إليّ بنظرة أعمق وأكثر قتامة – كما لو كان يقول “قولي ما تريدين.
أنا أعرف الحقيقة بالفعل.”
تجاهلتُ ذلك النظرة واستمررت.
“كما قلت من قبل، أنا سأكون الدوقة الثانية لإليمور ، الدواء الذي حاولت إعطاءك إياه في الساحة، السبب الذي جعلني أقف أمام سمو الإمبراطور—”
لم أدرك حتى النهاية أن صوتي كان يرتجف.
أن أقف بلا خوف أمام نصلٍ قد يقتل، ثم أقدم مثل هذا العذر الهش—
“ألا ترى؟ كل ذلك كان من أجل كرامة الإمبراطور.”
مائلةً ذقني قليلاً، ألقيتُ الكلمات بحدة.
حدق بي إثيوس ، ثم فجأة خفض رأسه ووضع قبضة يده على فمه.
كما لو كان يكتم ضحكة.
احمر وجهي.
أردتُ الهرب.
إنه لا يصدق كلمة واحدة مما أقول !
أخيرا، همس إثيوس بصوت منخفض.
“أعتذر لافتراضي ذلك، كاثرين إليمور.”
لكن صوته لم يكن نادما أبدا.
“نعم، كان كل ذلك سوء فهم من جانبي، أنتِ لا شيء سوى أكثر الشريرات طموحا الباحثة عن نيل رضا الإمبراطور.”
“. …”
“—هذا ما تريدينني أن أصدقه، أليس كذلك؟”
وقف فجأة واقترب أكثر.
مال قليلاً، ملقياً ظلاً طويلاً عليّ. عيناه الزرقاء الساطعة كانتا مباشرة أمام عيناي.
“. … هاه.”
انطلق تنهد من شفتيه.
“غدا، وبعد الغد.”
اخترقت أشعة الشمس التي كانت مختبئة خلف السحب النافذة مرة أخرى، ملقية وهجا مشرقا خلفه.
كان وجهه مظللاً قليلاً، مما جعل تعابيره صعبة القراءة.
حدقتُ به بذهول.
“تعالي إلى هنا، قابليني.”
ارتعشت أناملي.
غاصت كلماته من أذنيّ مباشرة إلى قلبي.
تدوب.
دوب.
تدوب.
تسارع نبض قلبي.
“. …”
نظرت إليه بعينين متقلقلتين وفكرت،
ماذا يجب أن أقول؟
لماذا يطلب مني الحضور كل يوم؟
لكن نظراته الباردة، مع تلك القزحيات الزرقاء، لم تبدو وكأنها ستعطي أي إجابات.
“لا تمزح معي، لدي الكثير من المشاغل، كما تعلم . …”
كان وجهه لا يزال مظللاً، وتعابيره غير قابلة للقراءة.
قطبتُ حاجبي قليلاً ونظرت إليه – لكنه مد يده وأمسك بمعصمي.
التعليقات لهذا الفصل " 58"