[انكشفت رعاية الشريرة . الحلقة 31]
فكر الإمبراطور في كاثرين إليمور التي كانت قد غادرت مكتبه للتو.
على مكتبه وثيقةٌ – هدية أخرى أتت بها له، تحتوي على الاتهامات التي أبلغت عنها.
ومعها مذكرة تفيد بأنها عينت إثيوس كلايد كمحقق.
هيهيك –
التوى شفتي الإمبراطور في ابتسامة شريرة.
ثم انفجر في ضحكة مدوية، رافعًا صوته في مرحٍ جامح.
ارتجف الخادم الذي كان يقلم أظافره وانحنى بكتفيه، لكن الأمر لم يكن غريبًا بما يكفي لإدهاشه، فاستمر في عمله.
“يا له من أمر مذهل.”
كاثرين إليمور.
الوردة الشائكة لإليمور، كما يسمونها، لكن خط يدها في المذكرة كان لطيفًا إلى حد ما.
كتبت فيها سبب تعيين إثيوس كلايد كمحقق.
「بجعل شخص متهم بالخيانة العظمى يحقق في القضية بنفسه، سيشعر بثقل التهم وسيُصاب بالرعب.
حتى لا يجرؤ في المستقبل حتى على الحلم بالخيانة. 」
في المرة السابقة، كانت قد أهانته علنًا بوضع منشورات ملجأ الفقراء في عربته.
الآن يبدو أنها تنوي تحذيره وتهديده خطوة إلى الأمام.
“لقد ربّيت ابنتك حقًا بشكل ممتاز، أيها الدوق إليمور.”
مثل وردة مغطاة بالأشواك – جميلة لكنها تنضح سمًا – ذلك الوجه.
ستصبح الفتاة التي تشبه ملامح الدوق إليمور الحادة بلا شك أصلا عظيمًا للإمبراطورية في المستقبل.
“ليس هناك ما نقوله أكثر ، قدموا الدعم الكامل لكاثرين إليمور.”
“حاضر.”
تألقت عينا الإمبراطور بالثقة تجاه السيدة إليموير.
على عكس ما يسمى بالأتباع المخلصين الذين يتظاهرون بتعذيب إثيوس للمظاهر أمام المجلس، كانت كاثرين إليمور تابعةً حقيقية.
أثارت فكرة إيثيوس، الذي سيتعرض لضغط الأميرة إليمور السام ويرتجف داخليًا وهو يحقق في قضايا الخونة ويوقع عليهم عقوبات مروعة ، جعلته يشعر بسعادةً غامرة.
* * *
“كل ما أريده، من أجل أمن الإمبراطورية، هو أن يدرك الذين يهددون استقرارها خطأهم ويصحوا عبر هذه القضية.”
تحركت شفتيه وهو يتحدث بصوت بارد.
“أمن الإمبراطورية، هاه.”
تمايلت عيناه العميقتان.
“. … بالتأكيد، لا يوجد من يشكل تهديدًا بقدر ما أشكله أنا.”
ثم، بصوت أكثر خشونة من قبل، سألني.
“هل هذا هو السبب الذي جعلكِ تعطيني هذه المهمة؟”
أجبته بابتسامة نبيلة وأومأت مرة واحدة.
كانت نيتي الحقيقية هي جعل إثيوس يحقق في قضايا فادلمون، ظنًا مني أن ذلك سيسهّل عليه الاعتراف بالتهم التي تلتف حوله.
“هذا صحيح، سموه يراك تهديدًا محتملًا، وأعجبته فكرة أنني ‘أعلّمك درسًا’.”
“‘تعلمينني درسًا’، هاه.”
تألقت عيناه الثاقبتان كعيني وحشٍ، مما جعل قلبي يخفق، لكني رفعت زوايا شفتي.
بتعجرف، بتحدٍ.
لم يجرؤ أي نبيل من جناح الإمبراطورية على الاقتراب من إثيوس.
لكنني كنت متشابكة معه بالفعل في محاولة مساعدته، وكنت أنوي الاستمرار في ذلك، لذا كان من الأفضل أن يعرف السبب الشرير العلني لأفعالي.
لكي لا يُجيب عني إجابة إيجابية حتى لو سُئل عني.
“هذا ما يتوقع منكِ، سيدة إليمور.”
خرج من بين شفتيه صوت يشبه الزفير البارد.
‘أن أكون شريرة … . هذا ما اعتدت عليه.’
كتمت الدموع التي أرادت الانهمار بينما أغادر مكتب الحكومة.
حسنًا، لم أستطع تقديم أي تفسير آخر لإثيوس غير ذلك.
“من الأفضل أن تجري تحقيقًا دقيقًا ،تخيل مصير أولئك الطماعين الذين يطمعون فيما ليس لهم.”
ألمت بي آلام في صدري عند تذكر وجه إثيوس وهو يتحول إلى بارد عند سماعه كلماتي، لكن إذا أدرك أنني حليفته، فسيعرضنا كليهما للخطر.
كانت أيضًا طريقة لمنع ذلك الرجل الذكي من الشك بي.
‘لكن ذلك التعبير . …’
ربما كان ذلك بسبب وهج المصباح المستقطب.
بدا وجهه الملتفت متصلبًا قليلا.
ذلك التعبير البارد أثار شيئًا في أعماقي.
رؤيته في تلك الغرفة البائسة المؤلمة أشعرني كأن صدري يتمزق.
ثم، من بين شفتيه الجافتين، خرج صوته الأجش.
“. … سآخذ ذلك في الاعتبار.”
‘إثيوس … . إثيوس، إثيوس، إثيوس . …’
أخفي الدموع التي تتدفق بلا توقف في قلبي، وسرت بخطى ثقيلة نحو العربة المنتظرة.
قبل أن أصعد، نظرت إلى الوراء بحنين إلى مبنى الحكومة.
‘في مكان ما في تلك الغرفة بلا نوافذ … . إثيوس لا بد أن يكون هناك.’
ارتجفت قبضتي المشدودة مرة أخرى.
“هيروس.”
“نعم، سيدتي.”
نظر إليّ هيروس الذي ساعدني في صعود العربة بابتسامة مشرقة.
“هل سارت محادثتك مع سمو الأمير على ما يرام؟”
“امم، لا ينبغي أن تكون لائحة الاتهام مشكل ،المشكلة هي . …”
ضغطت على جبيني وكأنني أشعر بصداع.
“قد أضطر للزيارة عدة مرات أخرى، لكن مكتب إثيوس ضيق وخانق.”
“آه، إذن سأطلب فورًا من مكتب الحكومة نقله إلى غرفة أخرى ، سأقول إن الشابة تجدها غير مريحة بشكل لا يطاق.”
أومأت برأسي بتعبير منزعج.
“كما أنه ليس لديه حتى سكرتير، التعامل مع كل هذا العمل وحده قد يضر بصحته.”
كان مكتبه مليئًا بالوثائق – ربما تركها موظفون آخرون دون إنهاء.
حتى التعامل مع جيش الثوار كان كافيًا لإرهاقه.
إذا اضطر إلى التعامل مع أعمال الحكومة بالإضافة إلى ذلك، كنت أخشى أن ينهار.
“سأطلب سكرتيرًا أيضًا ، إذا قلت إن السيدة غاضبة من أن التحقيق الذي أوكلته للأمير يتأخر بسبب واجبات أخرى، فسيعتبرون الأمر بجدية.”
“جيد.”
هززت كتفي وتركت هيروس يرافقني إلى العربة.
اتكأت على المقعد الفاخر وأخرجت زفيرًا صغيرًا.
آه … . لقد بذلت الكثير حقًا اليوم.
بينما كان هيروس يراقبني بصمت، تحدث بصوت منخفض.
“أوراق التاليس جيدة لتخفيف التعب والقلق … . لكن –”
خفض الجزء العلوي من جسمه قليلًا ونظر إلى قدمي.
“لا شيء أفضل من تدليك القدمين، هل تسمحين لي بالاعتناء بقدميك؟”
ارتجفت حاجبي عند سماع كلماته، ونظرت إليه.
لو كنت حقًا أسيرته بسبب الديون، لربما رفضت، لكنه كان يعمل برغبة بسبب عاطفته، لذا ربما لم يكن هذا تصرفًا لكسب الود.
“تعرف كيف تفعل ذلك؟”
“بالطبع.”
رفع قدمي بحذر من بين طبقات فستاني وبدأ بالضغط على باطن قدمي بأطراف أصابعه القوية ببطء.
ناعم، منعش، ومريح.
بينما شعرت بأن العربة بدأت تتحرك، أغلقت عيني ببطء.
إن إسناد هذه المهمة لسمو الأمير كان مجرد طريقتي في تعذيبه لكسب ود سموه .
‘بماذا كنت أتوقع؟’
لم أستطع حتى أن أضحك ضحكة مجوفة.
سخام قصر كامبوت المحترق، والرجل الذي نظر إليّ بذلك الوجه البارد.
تداخل وجهه مع تعبير كاثرين البارد من قبل.
التوت شفتيه في سخرية.
بدا أنه كان مخطئًا للحظة.
سواء كانت الفيلا في أراضي بريسلا المتجمدة، أو هذه القضية التي أوكلتها إليه – كان من الواضح أن كليهما سيفيده.
بعد أن أدارت ظهرها لنبلاء جناح الإمبراطورية، تساءل عما إذا كانت … . ربما فقط، ربما، تحمل نوايا مختلفة.
بينما امتدت عيناه الحادتان لترتيب الأوراق على الطاولة —
“. …”
توقف نظره على الوثيقة التي تحمل توقيع كاثرين، وتجمدت يده.
بجبهة عابسة، التقط الورقة ببطء مرة أخرى ونظر إليها.
انفتحت شفتاه القرمزيتان قليلًا.
“هذا . …”
كاثرين إليمور.
تعرف على توقيعها على الفور.
هذا الخط اليدوي لا لبس فيه.
أخرج إثيوس عدة ملاحظات كان قد احتفظ بها ورتبها بجانب توقيع كاثرين.
ارتجفت حدقتاه.
“ها.”
من بين شفتيه المنفصلتين خرج نفس مرتجف.
التعليقات لهذا الفصل " 31"