[انكشفت رعاية الشريرة . الحلقة 30]
“أقول أفكار ؟!”
عندما سألته بوجهٍ هادئ، بدا نظره الأزرق يزداد تعقيدًا.
بعد لحظات، عاد ليفتح شفتيه.
“انتشرت مؤخرًا إشاعاتٌ غير عادية عنكِ.”
“. …”
حسنًا، كان واضحًا أي نوع من الإشاعات يقصد.
“كاثرين إليمور تحاول الانفصال عن النبلاء الموالين للإمبراطور.”
عودة تندرا الشمال، أو صراعاتها مع النبلاء – كل ذلك سيجعلني أبدو كذلك بكل تأكيد.
نزاعاتي مع أقاربي بمن فيهم فادلمون أيضًا ستُظهرني بهذا المظهر.
إشاعات العاصمة تنتشر بسرعة.
“وما المشكلة في ذلك؟”
ارتجفت حاجباه قليلًا.
نظر إليّ بنظرةٍ حادة مليئة بالفضول.
“ستتركين مؤيدي الإمبراطور وتسلكين طريقًا منفردًا؟”
تذكرت مقابلتي مع الإمبراطور التي جرت قبل مجيئي إلى هنا.
“يبدو أنك لم تسمع عني بشكلٍ كافٍ ،بل على العكس تمامًا ، أنا . …”
يكفي أن يعرف “إثيوس” عني فقط ضمن الحدود التي رسمتها.
“كل ما أريده هو أن أحظى وحدي بثقة الإمبراطور بالكامل.”
* * *
“الحرير الذي أرسلتيه وصلني بحالة جيدة، قال الخياط أنه سيصنع منه أفضل ثوب.”
“بما أن القماش نادرٌ وقيم، فسيعزز هيبة سموه بدون شك.”
عندما قدّمت له أحد الأشياء الكثيرة التي حصلت عليها عند نقل حقوق الأعمال من الأقارب، استقبلني الإمبراطور بابتسامة إعجاب.
نظر إليّ وأنا منحنية الرأس ثم قال بصوتٍ خفيض.
“بعد وفاة دوق إليمور الذي كان يعمل كيدي اليمنى، لم أستطع إيجاد بديل له. لكن مؤخرًا بدأت أفكر . …”
دقّ قلبي بقوة مضطربة.
“كاثرين إليمور الدوقة، ربما يكون من الجيد أن تتابعي مسيرة والدك وتكوني سندي.”
بما أنني أظهرت للنبلاء الموالين للإمبراطور وجوههم الطماعة في الاجتماع الأخير، فمن الواضح أن الإمبراطور قد حكم أنني الوحيدة الجديرة بثقته.
“هذا هو قراري بعد مراقبتك.”
اليد اليمنى للإمبراطورية . …
بعد استحواذي على هذا الجسد، كنت أنوي العيش بهدوء ودعم إثيوس وإكمال مهمتي ثم العودة.
لكن كلما تقدمت في دعمه، أدركت أن الأمر ليس بهذه السهولة.
أولًا، نجاح الثورة في القصة الأصلية لم يكن قدرًا محتومًا، بل كان حقًا “معجزة”.
معجزة قد تنهار كبيت من ورق إذا حصل أي خطأ بسيط.
ثورة نجحت بصعوبة بعد تجاوز أزمات الموت مرارًا.
لذا من الطبيعي أن يموت إثيي بعد إكمال مهمته.
الحظ لا يدوم إلى الأبد.
وهكذا أدركت أن مهمتي لن تكون مجرد ضخ أموال.
لكن ماذا لو استطعت -إضافة إلى دعمي السري- أن أحضر له “قوات دعم” لم تكن موجودة في القصة الأصلية؟
حينها ستصبح الأمور أسهل بكثير.
في هذه الفترة حيث حتى مقابلة جيفري ويسلر من الفريق صعبة، فإن تجنيد “قوات دعم” سيكون بمثابة بوليصة تأمين.
‘قبل وفاة الإمبراطور السابق، تسبب الإمبراطور الحالي في إثارة الفتنة بين بعض النبلاء والإمبراطور السابق.’
تحديدًا دوق “كاميل بياتريس” حاكم السهول الغربية.
رغم انسحابه من السياسة، إلا أن نفوذ دوق بياتريس ما زال هائلاً.
ما زال هناك عشرات النبلاء في المجال السياسي يشتاقون إليه.
علاوة على ذلك، يمتلك الدوق مئات الآلاف من الجنود.
‘عليّ جعله في صف إثيي.’
حاليًا، بسبب دسائس الإمبراطور الحالي، فإن مشاعر دوق كاميل بياتريس نحو الإمبراطور السابق وابنه إثيي ليست جيدة.
عليّ إثبات أن هذه كانت مؤامرة . …
لديّ رسالة الإمبراطور السابق التي ستكون دليلاً، بعد أن نجحت في جلبها من منزل فادلمون، لكن لا توجد طريقة لإيصالها له.
فهو يكره عائلة إليمور أكثر من أي شيء في العالم، ولا يصدق أي شيء منها.
سيكون الأمر سيئًا إذا أحرق الرسالة دون قراءتها لمجرد أنها من إليمور.
لذا عليّ استخدام الإمبراطور.
“سموك .”
نظرت إليه ورفعت زاوية شفتي.
من الصعب حقًا أن أبتسم لهذا الشرير، لكن لا يوجد شيء لا أفعله من أجل إثيي.
“الشريرة طماعة.”
عندما رأى روح المنافسة في عيني، ضحك بصوت عالٍ وكأنه معجب.
“سأكون اليد اليمنى لسموك ، وسأحرص على أن يحيط سموه أتباع مخلصون حقًا، لا طماعون.”
سيكون أفضل إذا استطعت إبعاد مؤيدي الإمبراطور الحالي وهدم دروعه.
“كبداية، سأقوم بصياغة دعوات حفل الصيد القادم بنفسي.”
* * *
مرة أخرى في مكتب إثيي.
بينما كنت أتذكر مقابلتي مع الإمبراطور، نظرت إليه بتعبير متعجرف.
ما زالت كلمات الإمبراطور المليئة بالتهديدات الخفية عالقة في ذهني بوضوح.
“سأثق بدوقتي ، لكن تذكري هذا جيدًا : لا أترك الخائن على قيد الحياة، الولاء يجب أن يكون أبديًا.”
“لا تقلق، ولائي لن يتغير.”
رغم أني أجبت بثقة، إلا أنني شعرت بمدى خطورة الموقف.
إذا اكتشف أحد أنني أساعد إثي، فستكون النهاية حقًا.
ليس أنا فقط، بل حتى إثيي قد يتأذى.
لذا يجب إخفاء هذا عنه، والاستمرار في تمثيل دور كاثرين الشريرة.
“كل ما أريده هو الجلوس على المقام الرفيع الذي كان يشغله أبي والتمتع بالمجد والسلطة.”
لذا توقف عن الفضول، إثيي.
“لا فائدة من التقارب مع تلك الخنازير عديمة الكفاءة، لذا تحدث هذه النزاعات.”
بينما كان ينظر إليّ، تحركت شفتاه.
“إذن السبب هو شهوة السلطة ، إذن هل فسخت خطوبتك من فيليوس ريغالو من أجل التحكم في عائلة ريغالو؟”
ارتجفت أصابعي عند سماع هذا الاسم فجأة.
“لماذا تذكر فيليوس ريغالو فجأة … .؟”
“زارني هذا الصباح، وكان غارقًا في الماء.”
ارتجفت عيناي رغم محاولتي إظهار اللامبالاة.
أصابه سيل من الماء ثم ذهب لرؤية إثيي؟ هذا القبيح؟
“كان يشك في العلاقة بيننا.”
احمرّ وجهي حتمًا.
لمجرد أن إثيي تدخل عندما كنت أضرب فيليوس، تعرض للإزعاج منذ الصباح.
“سحقا ! آسـ – آسفة ، كان عليّ الانتباه لهذا ، أيها المجنون.”
نسيت حتى التصرف بتعالٍ كعادتي ككاثرين، وبدت حيرتي واضحة.
بينما كنت أفكر في تلفيق تهمة تمنعه من الخروج من السجن إذا أرسلته هناك مجددًا، سمعت صوته:
“بكل المقاييس، لا يبدو شخصًا مناسبًا لك.”
رفع إثيي كوب الشاي وارتشف رشفة ثم قال لي بتلميح.
“بدا أنه ما زال متعلقًا بكِ ،هل أنهيت العلاقة تمامًا؟ أم أنني أخطأت في كلامي؟”
“هذا كلام غير منطقي !”
انطلقت كلماتي النافية فورًا.
“لقد رأيت كيف أنهيت الخطوبة !”
فيليوس ريغالو، مجرد التفكير في ذلك القبيح يجعلني أعبس.
“اسمع جيدًا، الشخص الذي أحبه هو . …”
بينما كنت أقبض كفيّ بشدة، رفعت صوتي بغضب:
“أعني . …”
وجه وسيم بملامح متناسقة، شعر أسود وعينان زرقاوان كالبحيرة. كيف يمكنني أن أحب أحدًا غيرك؟
أنت ضيائي الوحيد، إثيي.
شعرت بألم في صدري وحاولت تجنب نظره.
“. …لا يوجد أحد، هل تعتقد أنني قادرة على حب أحد؟”
أن يُساء فهمي من قِبَل شخصيتي المفضلة بهذا الشكل، هذا أسوأ شيء.
بعد صمت قصير، سمعت صوته.
“. … إذن أنتما لستما على أي علاقة الآن.”
رفعت نظري فجأة ونظرت إليه. كان يشرب الشاي، ولم أستطع رؤية تعبيره بوضوح، لكن حاجبيه بدا أكثر ليونة من قبل.
دقّ قلبي بقوة.
“على أي حال، سأحظى بثقة الإمبراطور وحدي وأحقق حلمي.”
بصوت متوتر، أكملت كلامي معه.
“أتعرف لماذا كلفتك بهذه المهمة يا صاحب السمو؟”
وضع إثي الكوب.
“ليس فقط لأنك شاركت في التحقيق الأولي.”
ثنظر إليّ وكأنه يطلب المزيد.
الكلام الذي سأقوله الآن سيجرح إثيي مجددًا.
عندما يسأل أحدهم، يجب أن أجيب هكذا لنكون بأمان.
نظرت إليه وفتحت شفتي مرة أخرى.
التعليقات لهذا الفصل " 30"