[انكشفت رعاية الشريرة . الحلقة 27]

 

 

 

بعد انتهاء جنازة الدوق إليمور، صادفت فادلمون وهو يغادر منزلنا في عجلة.

 

في يده الخرقاء كانت هناك كومة من الأوراق.

 

“كاثـ … . كاثرين ، هاها.”

 

في ذلك الوقت، لم أكن قد أدركت بعد أنني استوليت على جسدها منذ وقت طويل، كما أنني كنت في حالة من الفوضى ولم أستطع الاهتمام بالأمر بشكل صحيح، ولكن سرعان ما عرفت ما الذي أخذه.

 

أوراق تأكيد الديون الضخمة التي اقترضها من شقيقه.

 

على ما يبدو، قرر أن يسرقها ويتعامل معها الآن بعد وفاة شقيقه، ثم يخطط للخطوات التالية.

 

ولكن بسبب استعجاله، انتهى به الأمر بسرقة أوراق خاطئة، بينما جاءت أوراق ديونه إلى يدي أنا بحالة جيدة.

 

ربما قد تحقق فادلمون من الأوراق المسروقة بعد عودته إلى القصر، ولكن بما أن الرسالة كانت تفتقد الصفحة الأولى ولم يكن يعرف من أرسلها إلى من، فلا يبدو أنه حاول التحقق منها بشكل صحيح.

 

‘هذا حظ جيد لي.’

 

ثم سلمت لهيروس زجاجة السم التي كنت أحملها في حضني.

 

“وأيضًا، انقل مياه الشاي هذه إلى فريق التحليل في المكتب، فسيتم العثور على السم مع مكونات الشاي التي يتم تداولها في قصر كونت فادلمون إليمور .”

 

كان لأقارب إليمور من العائلة الفرعية حقوق متنوعة في الأعمال، وكان فادلمون كذلك أيضًا، ومن بين حقوق الأعمال التي يمتلكها كان حق بيع أوراق الشاي الخضراء.

 

لذا، سيكون هذا دليلاً على أن فادلمون حاول قتلي مرة أخرى بطريقة وحشية.

 

إلى جانب الأدلة التي حصلت عليها بالفعل من الأسرى والأقارب من العائلة الفرعية، والتي تثبت أن الهجوم الأول كان من أفعال فادلمون.

 

“سيادة المسؤول، هل أنت متأكد من أنك تريد تعيين ذلك الشخص؟”

 

“نعم، بالتأكيد.”

 

بينما كنت أصعد إلى العربة التي تنتظر، أشرقت عيناي الشريرتان.

 

“بالإضافة إلى ذلك، أعتزم أن ألقي اتهامات أكثر إثارة للاهتمام بخصوص هذا الشاي.”

 

قلت لهيروس الذي كان يبدو عليه علامات الدهشة بابتسامة مشرقة. 

 

“فالكونت كان يورد شاي أوراق تاليس للعائلة الإمبراطورية.”

 

بالإضافة إلى دفع الضرائب للإمبراطور، يقدم النبلاء أصحاب الأراضي في كل منطقة أيضًا منتجاتهم المحلية كهدايا.

 

كانت عائلة دوق إليمور تقدم سنويًا سيوفًا ثمينة مصنوعة من أحجار كريمة من المناجم التي تمتلكها.

 

أما فادلمون، فكان يقدم الشاي المحصود من مزارع أوراق الشاي الشاسعة التي يمتلكها إلى العائلة الإمبراطورية.

 

“إن خلط السم في شاي تاليس هو أمر غير مقدس للغاية.”

 

الإمبراطور شخص شديد الارتياب، والأهم من ذلك أنه كان يثق بي كثيرًا.

 

وإعادة أراضي التندرة إليّ كان يعزز ثقته بي أكثر فأكثر.

 

“هذا رائع، سيدتي.”

 

تجاهلت كلمات هيروس التي بدت معجبة للحظة وصعدت إلى العربة.

 

 

* * *

 

 

لم تكن العاصمة في طقس تتساقط فيه الثلوج، ولكن الوضع في أراضي التندرة الشمالية كان مختلفًا.

 

في منتصف الشتاء حيث كانت العاصفة الثلجية تهب بعنف، كان إثيوس وحراسه يتقدمون بصعوبة وهم يرتدون ملابس ثقيلة.

 

لم يتبق الكثير قبل موعد إزالة منزل والدته كما أعلنت كاثرين ، لذا كان عليهم استعادة متعلقاتها الشخصية قبل ذلك.

 

“. …”

 

على الرغم من أن إثيوس عانى من إصابة خطيرة قبل أيام قليلة، إلا أنه تعافى جيدًا بل وبدا في حالة أفضل مما كان عليه قبل الإصابة.

 

قال الطبيب المسؤول كلمات غامضة. 

 

“لقد كانت حالة لا يمكن أن تتعافى بشكل طبيعي ، يبدو أن هناك بركة .”

 

‘بركة.’

 

مع أن معظم مواطني الإمبراطورية يؤمنون بالإنصاف والمساواة ، إلا أن إثيوس لم يؤمن بذلك منذ وفاة والدته عندما كان في الخامسة من عمره.

 

منظر قصر كامبيوت المحترق بالكامل كان يصرخ في وجهه قائلاً أنه لا يوجد انصاف.

 

‘من المستحيل وجود شيء كهذا.’

 

ظهرت ابتسامة باردة على شفتيه ثم اختفت.

 

بعد ساعتين من السير، اكتشفوا المنزل الريفي المهجور في وسط أراضي التندرة.

 

كارون الذي كان يتبعه، أُعجب داخليًا بحاسة إثيوس في تحديد الاتجاهات.

 

بعد ساعتين من السير في طريق ثلجي خالٍ من أي معالم، كان يشك في أنهم قد ضلوا الطريق، ولكنهم وجدوا الموقع بدقة.

 

“. …”

 

رفع إثيوس يده ببطء ودفع المقبض القديم.

 

في اللحظة التي فتح فيها الباب، خرج خنزير بري ضخم واندفع نحو إثيوس.

 

تحركت يد إثيوس نحو خصره، وفي لحظة حركة السيف، قطع ببراعة حلق الخنزير.

 

كــــوييــك —

 

مع صوت انقطاع الأنفاس، كان سطح قطع الخنزير المتدحرج على الأرض قطعة فنية من الدقة.

 

بوجه بارد، أعاد إثيوس السيف إلى غمده وانتقل.

 

ابتلع الحراس الذين كانوا يتبعونه اللعاب الجاف وتبعوه.

 

المنزل الريفي في أراضي التندرة المكون من طابقين.

 

كانت لديه ذكريات عن قضاء صيف بارد هنا مع والدته عندما كان في الثانية أو الثالثة من عمره.

 

على الشرفة، والدته تجلسه على حضنها وتغني.

 

كأن صوتها لا يزال يصل إليه من بعيد حتى الآن.

 

على الرغم من أنه كان مهجورًا لما يقرب من 20 عامًا، إلا أن الهيكل كان مألوفًا.

 

توجه إثيوس نحو الدرج المؤدي إلى الطابق الثاني حيث كانت توجد غرفة تخزين متعلقات والدته.

 

كان الصرير يعني أن عمر الدرج الخشبي لم يتبق له الكثير.

 

بعد لحظة، فتح الباب ودخل، ووقف إثيوس أمام الطاولة الجانبية حيث كانت والدته تحتفظ بمجوهراتها.

 

‘لم أكن أخطط لأخذ هذا.’

 

إذا لم تكن أراضي التندرة قد أعيدت إلى الإمبراطور.

 

إذا لم يتلق إشعارًا بإزالة هذا المنزل الريفي.

 

لكان بقي إلى الأبد في زاوية من قلبه كمكان للراحة والذكريات.

 

بدلاً من الاستياء، شعر بالحنين الذي زاره بعد فترة طويلة، وفتح الدرج ببطء.

 

كــريــك –

 

صوت الطاولة الجانبية القديمة وهي تفتح اخترق أذني إثيوس.

 

ولكن بدلاً من أن يقطب وجهه، بقي بلا حركة ينظر إلى المحتويات بداخلها.

 

“سموك ، هل استرجعت ما تريد؟”

 

سمع صوت كارون الذي كان يقف خارج الغرفة يسأل.

 

على الرغم من أنهم كانوا داخل المنزل الريفي، إلا أن الهواء كان باردًا لدرجة أن بخارًا أبيض خرج من فم كارون.

 

“. …”

 

لم يجب إثيوس، بل بقي ينظر إلى داخل الطاولة الجانبية لفترة طويلة.

 

ثم مد يده ببطء ووضع ذلك الشيء الصغير على راحة يده.

 

دق، دق، سمع صوت النبض.

 

“سموك ؟”

 

اقترب كارون ببطء من جانب إثيوس.

 

ما وضعه على راحة يده كان خاتم امرأة عليه شعار العائلة الإمبراطورية منقوشًا فوق زهرة بلازو ماجيريا الزاهية.

 

قطعة مصنوعة من الذهب الخالص تبدو ثمينة ومكلفة للغاية للوهلة الأولى.

 

“هل هذا خاتم الإمبراطورة الأرملة؟”

 

“. … نعم.”

 

في ذهن إثيوس، ظهر صوت والدته وهي تجلسه الصغير على حضنها في هذا المنزل الريفي وتهمس.

 

“هذا الخاتم كان هدية زفاف من سمو الإمبراطور السابق، في وقت ما، كانت الإمبراطورة الأرملة ترتديه أيضًا ، لذا يومًا ما، يا إثيوس . …”

 

كان الصوت الحنون صعب الفهم بالنسبة لطفل في الرابعة من عمره، ولكنه ما زال عالقًا في ذاكرته بوضوح.

 

“عندما تجد شخصًا تريد أن تقضي حياتك معه، أهديه هذا.”

 

عندما عادوا إلى قصر كامبيوت، قالت والدته إنها نسيته في منزل أراضي التندرة الريفي واقترحت أن يذهبوا لاستعادته في الصيف المقبل.

 

لكن صيف والدته المقبل لم يأتِ أبدًا.

 

بعد التحديق في الخاتم بعينين زرقاوين متقلبتين لفترة طويلة، أمسكه إثيوس بقوة.

 

إرادة لا تنكسر اشتعلت مرة أخرى بوضوح.

 

“. … لقد أتيت في الوقت المناسب.”

 

الغضب الذي شعر به عندما رأى ذلك الإشعار لأول مرة كان يتحول كما لو أن الجليد يُذوب في الماء المغلي.

 

بينما كان إثيوس يقف صامتًا، سأله كارون. 

 

“هل وجدت ما كنت تبحث عنه؟”

 

وفي تلك اللحظة.

 

“جلالتكم، نعتقد أننا وجدنا شيئًا أيضًا.”

 

سمع صوتًا من الخارج.

 

بعد وضع الخاتم في جيبه الداخلي، خرج إثيوس ليجد حراسه يحملون سبائك نحاسية.

 

“وجدناها في المستودع.”

 

كانت إمدادات جيش الثورة دائمًا ناقصة، والمعدات أيضًا.

 

“يمكن استخدامها لتعزيز الدروع ، كان العديد من الجنود يصابون بجروح من شظايا الدروع البالية.”

 

“هناك الكثير من الأسلحة هنا.”

 

دخل حارس آخر وهو يحمل مجموعة من السيوف القديمة بحماس.

 

“إنها صدئة، ولكن يمكن تنظيفها واستخدامها كما لو كانت جديدة.”

 

مع هذا الاكتشاف غير المتوقع، انتشرت ابتسامة عريضة على وجه كارون.

 

“سنحتاج إلى جلب المزيد من الحراس، لنقل الإمدادات.”

 

لم يتوقعوا أن تبقى مثل هذه الأشياء في منزل الإمبراطورة الأرملة الريفي.

 

كان الهدف هو فقط أخذ بعض الأشياء التي تحمل ذكريات لسيدهم.

 

“يبدو أن عددًا كبيرًا من الجنود كانوا متمركزين هنا ،يبدو أن هذا أمر جيد لنا، سموك .”

 

“. …”

 

وقف إثيوس صامتًا لفترة وهو يشاهد حراسه يفرحون.

 

مكسب كبير غير متوقع.

 

 فجأة، عاد صوت الطبيب إلى ذهنه.

 

“يبدو أن هناك بركة .”

 

ولماذا، إذن، تظهر تلك العيون البنفسجية مرة أخرى أمامه؟

 

خارج الإطار المكسور، استمر الثلج الأبيض النقي في التساقط دون توقف.