[انكشفت رعاية الشريرة . الحلقة 137]
من حوض الاستحمام المليء ببتلات الورد، خرج جسدي بينما كانت خادمات القصر الإمبراطوري تدهنه بزيت عطري مرطب ذي رائحة زكية.
قامت إحدى الخادمات بتجفيف شعري بينما اعتنت أخرى بتسريحه بعناية ودهنه بسائل يشبه الأمصال مصنوع من الورد، بينما اهتمت ثالثة بالعناية بأظافر يديّ وقدميّ.
“أشعر بشعور غريب.”
كل هذه الاستعدادات لليلة الزفاف.
إنه لأمر محرج نوعا ما.
“يا له من جلد ناعم !” تعجبت الخادمة وهي تدهن المرطب على بشرتي.
“إنكِ جميلة جدا، صاحبة السمو الإمبراطورة.”
“آه … . شكرا لكم.”
صاحبة السمو الإمبراطورة؟ كم هو لقب غريب.
ولكن ينبغي أن أبدأ بالحديث معهن ببطء.
فهن سيكونن الأقرب إليّ خلال إقامتي في القصر الإمبراطوري.
بعد أن ارتديت فستانا أبيض خفيفا من قماش شفاف، قمت بتسريح شعري إلى جهة واحدة وسألتهن.
“سمعت أن بينكن من عملن منذ عهد الإمبراطور السابق، من هي؟”
أجابت إحدى الخادمات على سؤالي.
“نعم، معظمنا طُردن بعد تتويج الإمبراطور المغتصب، ولكن بعضهن صمدن، هذه سيسيليا بقيت في منصبها حتى النهاية وأبلغت قوات الثورة عن تحركات القصر.”
حوّلت نظري إلى الخادمة المتوسطة العمر الممتلئة الجسم ذات النمش الكثير.
“لقد قامت بعمل رائع بينما كانت تربي طفليها بمفردها.”
كانت يداها خشنتين، وظهرت على وجهها علامات السنين الواضحة.
لكن تعابيرها بدت مشرقة.
“سأجعل سيسيليا خادمتي الشخصية .”
استنفر كلامي انتباه الخادمات كلهن اللواتي نظرن إليّ بدهشة.
بعد أن درست تقاليد القصر الإمبراطوري قبل الزواج، كنت على دراية بشؤون خادمة الإمبراطورة المباشرة.
هذا يعتبر شرفا عظيما بالنسبة لخادمات القصر، يعادل تقريبا الحصول على رتبة صغيرة.
كما أن الراتب الشهري يتضاعف أو يزيد.
ويطلق على المنصب اسم “رئيسة الخادمات”.
إنه لا يعادل وصيفة الشرف التي لا يمكن أن تشغلها إلا النبيلات، ولكنه أعلى منصب يمكن أن تصل إليه امرأة دخلت القصر كخادمة.
“صاحبة السمو ، لقد تلقيت بالفعل مكافأة على هذا . …”
“تلك كانت من سمو الإمبراطور، وهذه ليست مكافأة، أنا فقط اخترت أكثر شخص يبدو جديرا بالثقة وقادرا على العمل.”
ارتعدت عينا سيسيليا عند سماع كلامي.
“صاحبة السمو . …”
في رسالتي التي أعربت فيها عن قلقي بعض الشيء بشأن التكيف مع الحياة الجديدة في القصر، أرسل إليّ هيروس معلومات عن خادمة موثوقة.
‘وها هي أمامي الآن.’
الإمبراطورة ليست مجرد زينة للقصر.
بل هي كيان سياسي يجب أن تسيطر على القصر وتدير جميع شؤون العائلة الإمبراطورية.
إن أهم ما يحتاجه من يقف على قمة السلطة هو القدرة على التعيين الوظيفي، لذا من المهم وضع خادمة كفؤ في هذا المنصب.
“صاحبة السمو الإمبراطورة، أنا سيسيليا، سأعمل كخادمتك المباشرة وأتبع أوامر سموك .”
انحنت سيسيليا التي بدت متأثرة بعمق، بينما انحنيت الخادمات الأخريات بوجوه مرتبكة.
نظرت إليهن وأكملت حديثي.
“أنا شخص واضح في الثواب والعقاب، من يؤدي عمله جيدا سيكافأ، ومن لا يفعل سيحصل فقط على ما يستحقه، أما من لا فائدة منه فلن أبقيه بجواري.”
كان عليّ أن أوضح لهن طبيعة رئيستهن الجديدة.
في عهد الإمبراطور المغتصب، كان كل شيء مهملاً، وأعتقد أن الانضباط لم يكن مختلفا كثيرا.
بالمقارنة مع قصر إليمور المُدار جيدا، بدا القصر الإمبراطوري مهملاً في بعض الجوانب، ومع تغير المالك، كان عليهن التغيير أيضًا.
“لذا، أرجوكن أن تبذلن جهدكن، واستعدن بعض الشيء.”
“سنضع ذلك في اعتبارنا، صاحبة السمر الإمبراطورة.”
سُمعت أصوات الخادمات المتوترة بوضوح.
“إذن، ما هو الترتيب التالي؟”
حوّلت نظري وسألت سيسيليا.
بدت للحظة مندهشة من حماسي، ثم تابعت حديثها.
“الآن بعد أن انتهينا من تغيير الملابس، يمكنك التوجه إلى غرفة النوم، رجاءً اتبعيني.”
أومأت برأس بخفة وتبعتها.
أرشدتني سيسيليا جيدا كي لا أضيع في ممرات القصر المعقدة.
“هناك زوايا تشبه المتاهة إلى حد ما.”
“نعم، كان الإمبراطور المؤسس يحب الألغاز . …”
التفتت إليّ عدة مرات وكأنها تريد قول شيء، ثم توقفت في منتصف الطريق مما أثار ضحكتي.
“سمو الإمبراطورة . …”
انحنت سيسيليا وهمست لي بصوت منخفض.
“يمكنكِ … . أن تسمحي للخدم بالتحدث معك بدون تكلف.”
علت ابتسامة شفتي.
“سموك شخصية سامية لا تحتاج إلى التكلم باحترام مع أي شخص باستثناء الإمبراطور، ناهيك عن الخدم مثلنا، كنت قلقة فقط من أن يؤثر ذلك على هيبتك . …”
“سأفعل ذلك، سيسيليا.”
موقفها الصريح دون خوف من هيبة الإمبراطورة كان مقنعا.
كنت بحاجة إلى خادمة تستطيع إخباري بكل شيء دون تردد، وشعرت أنني اخترت جيدا.
“شكرا جزيلاً، صاحبة السمو الإمبراطورة.”
رفعت سيسيليا رأسها بوجه مشرق ثم انحنت مرة أخرى وسارت في المقدمة.
لم تكن غرفتي الشخصية التي سأستخدمها قد اكتمل تجهيزها بعد، وكانت غرفة نوم إثيي، والتي ستكون أيضًا غرفة زفافنا، بجوارها.
يبدو أن إثيي لا ينوي البقاء منفصلاً عني، لذا أعتقد أن الغرفة الشخصية ستستخدم كغرفة عمل.
من الآن فصاعدا، كل يوم . …
“صاحبة السمو الإمبراطورة، لقد وصلنا.”
خلف الباب المفتوح، كانت هناك تلك الغرفة الدافئة الفاخرة حيث سأعيش مع إثيي.
ستائر من الدانتيل الفضي تحجب مدخل الغرفة، مما جعل الداخل شبه مرئي.
بدا لي أني أرى ظل إثيي واقفا ينتظرني، فأخرجت زفيرا صغيرا ووضعت يدي على صدري الخافق.
“سأمضي الآن، إذا احتجتِ أي شيء، فقط اسحبي الحبل لاستدعائي.”
مع كلمات سيسيليا المهذبة، أُغلق الباب خلفي، ورفعت الستارة الدانتيل ببطء.
شعرت بإحساس غريب كما لو أنني أفتح هدية.
“. …”
وبمجرد أن رفعتها، رأيت إثيي واقفا أمامي.
‘هدية … . هذا صحيح.’
طوله الذي يبلغ 190 سم، ووجهه الوسيم المضاء تحت الضوء.
عيناه المتقدتان وأنفه المستقيم وشفتاه الواضحتان التي تثير العطش.
تحت قميصه الرقيق، تظهر عضلات كتفيه العريضتين.
انحلّ زرّان من قميصه مما كشف قليلاً عن بشرته ، وعندما اقترب مني خطوة، أصبح ذلك أقرب.
“سمـ . …”
كأن عطرا منعشا يملأ أنفي.
مَرّر أصابعه خلال شعره الأسود الرطب قليلاً.
انسحب الشعر الذي كان يغطي إحدى عينيه جانبا، بينما اخذني بحضنه.
“آه . …”
ارتجفت كل شعرة في جسدي من الشعور بالدوار الذي لا مثيل له.
اخذني إلى عالم جديد.
احتضن ظهري بيديه القويتين، فالتصقت به أكثر.
حاصرني جسده الذي لا ينوي التراجع، وتلقيت حبه الذي ينهمر كالمطر، وعندما انفصل عني ، تنفست بسرعة كمن كان يغرق.
في عينيه الناظرتين إليّ، شعرت بإحساس كهربائي عميق.
“كاثرين.”
شعرت للحظة كما لو أنني أطفو في الهواء.
كان يحملني كالأميرة.
ثم شعرت بلمسة السرير الناعم على ظهري.
تحت الضوء الخافت، رأيت إثيي ينظر إليّ بعينين متقدتين مليئتين بالرغبة، محاصرا إياي بجسده.
“أريدك.”
خرج صوته الخشن من بين شفتيه.
ثم رفع يده.
“حان وقت تحملكِ لمسؤوليتي كزوج لك .”
التعليقات لهذا الفصل " 137"