[انكشفت رعاية الشريرة . الحلقة 126]

 

 

 

قام يوكيبيث وبارزينكا بإرسال جنود إلى ممالك أخرى في الغرب لمنع غران أوردين من بسط نفوذها.

 

كان ساحر الفراغ المتحد مع سحر غران أوردين الشرير قادرا على تحويل البشر إلى وحوش، لذا كان منعهم من الحصول على المزيد من الضحايا يعني أن النصر أصبح حليفنا بالفعل.

 

“بالطبع سيكون هناك ما يجب فعله لاحقًا .”

 

تذكرت الرمز في الوهم وكررته في ذهني.

 

على أي حال، الآن كان تركيزنا الأساسي على احتلال غران أوردين.

 

قواتنا من أوزويل التي دخلت أراضيهم كانت تهزم وحوش الفراغ بسرعة كبيرة.

 

كانت السموم التي حصلنا عليها من شركة إيلم للأدوية، والتي تضعفهم، مفيدة جدا. 

 

لولا ذلك لكانت خسائرنا أكبر بعدة مرات.

 

سيف إثيوس يشق السماء ويقطع رؤوسهم دون تردد.

 

بما أنه ليس كائنا حيا مثل البشر أو الحيوانات، لم يكن قادرا على استخدام قوة الظل، لكن مهاراته في المبارزة كانت استثنائية كقدراته الخارقة.

 

رماة السهام من مونتيلا المنتشرين على الجانبين كالأجنحة أطلقوا وابلاً من السهام تحت قيادة لانسلوت.

 

تحولت وحوش الفراغ إلى سائل أسود واختفت.

 

أثناء ذلك، أطلقت سهاما على سحرة الفراغ الذين كانوا يحاولون محاصرة إثيي بقوة أكبر.

 

السهام التي أخرجتها من مخزون بيو أصابتهم بدقة واحدا تلو الآخر.

 

باستخدام هذه الزخم، قفز إثيي من سرجه وكأنه يطير وغرز سيفه في جمجمة ساحر آخر.

 

انهارت جثة الساحر مع السائل الأسود القذر الذي تساقط منها.

 

“هوو . …”

 

بعد معركة شرسة، استولينا على ثاني أكبر مدينة في غران أوردين، المتاخمة للعاصمة.

 

“. … هذا مروع.”

 

لكننا لم نستطع الفرح.

 

حتى جنود أوزويل ومونتيلا كانوا يرسمون تعابير مروعة على وجوههم.

 

هوية المخلوق الصغير الذي يزحف عند أقدامنا كانت على الأرجح . …

 

بــــاش !

 

عندما طعنه سيف كاميل، تحول إلى سائل وانسكب على الأرض.

 

“أيها الأوغاد . …”

 

سمعت صوته المرتجف.

 

“. …”

 

ربما كان عشرات الآلاف من الناس يعيشون في هذه المدينة، لكن لم يبقَ أي إنسان فيها.

 

قام إمبراطور غران أوردين بتحويل كل سكان هذه المدينة الضخمة إلى وحوش فراغ باستخدام سحرته.

 

أي أن أولئك الذين قتلناهم للتو كانوا مدنيين من غران أوردين تحولوا إلى وحوش فقدت عقلها.

 

“سأترك تنظيف هذه الفوضى ليوكيبيث.”

 

حتى في هذا الموقف المجنون الذي لا يمكن لأحد أن لا يغضب منه، هدأت أعصابي وتكلمت.

 

لا توجد طريقة لإعادة أولئك الذين تحولوا إلى وحوش إلى بشر، لأن كل أعضائهم الداخلية قد ذابت.

 

الشخص المسؤول عن هذه المذبحة الجماعية هو الإمبراطور الجشع لغران أوردين.

 

“. …”

 

أمر إثيي بوجه بارد كالجليد.

 

“افعلوا كما تقول دوقة إليمور، سنتجهز لفترة قصيرة ثم نتقدم نحو العاصمة.”

 

“نعم، سموك !”

 

صدحت أصوات الجنود الإمبراطوريين بقوة.

 

ثم اقترب إثيي مني.

 

مع اقتراب النهاية، كان قلبي ينبض بقوة.

 

عندما كنا نستعد للقتال، اعترف أمير ديل أوردينز الذي استجوبناه وهو في حالة يأس عن طموحات الإمبراطور.

 

السبب وراء رغبته في السيطرة على أوسويل ليس فقط لأنها نقطة مركزية في القارة، بل لأنه يطمع في قوة ظل عائلة كلايد.

 

قوة الظلام المشابهة لقوة سحرة الفراغ، لكنها أقوى بكثير.

 

لذا أراد أن يمسك بذرية كلايد لاستخراج تلك القوة.

 

قال إنه عندما هاجم إثيوس من قبل، لو لم يقاوم بهذه القوة، لكان قد حاول اختطافه بدلاً من قتله.

 

بإزالة برج الأمل في أوسويل، يمكنه تحقيق حلمه.

 

“هل جهزت ما تحدثنا عنه سابقا؟”

 

“نعم، الدوق أعطاه لي بكل سرور.”

 

أومأ برأسه.

 

ثم مد يده وأمسك بيدي.

 

“. …”

 

نظر إلى يدي التي كانت متصلبة وحمراء قليلاً من شد أوتار القوس وإطلاق السهام مرارا، ثم أطلق تنهيدة صغيرة.

 

“أجبرك على تحمل الكثير.”

 

أحسست بوخز في قلبي من صوته الذي بدا وكأنه يوبخ نفسه.

 

بينما هو نفسه كان يقاتل دون توقف.

 

في المخفر، أعطاني أفضل غرفة وأفضل طعام.

 

“لقد اخترت هذا بنفسي.”

 

تمايلت عيناه الزرقاء عند سماع كلامي.

 

“لذا أنا بخير.”

 

رحلة القتال كانت مرهقة ومتعبة بعض الشيء، لكنها كانت ممتعة أيضًا. 

 

الطبيعة في الغرب مع منحدراتها وصحاريها بدت قاسية، لكنها كانت مشاهد لم أرها من قبل، لا في الواقع الذي عشت فيه ولا بعد انتقالي.

 

حتى في خضم الحرب، كنت محمية بأمان، ولدي طعام لذيذ ومكان نوم مريح، لذا شعرت بأنها أشبه برحلة.

 

على الرغم من أن هذا الشعور لا يتناسب مع مأساة هذا المكان.

 

“كاثرين.”

 

أمسك بيدي بقوة.

 

بعينين ثقيلتين بالكلام غير الملفوظ.

 

إثيوس، الذي كان ينظر إليّ كطفل على شاطئ النهر منذ أن اعتلى العرش.

 

قلقاً من أن أتأذى.

 

نظرت إليه وابتسمت.

 

“حسنا، لنبدأ العمل التالي.”

 

كان لدينا مهمة محددة هنا.

 

 

* * *

 

 

“يبدو أن الدوقة كاثرين إليمور لن تتحمل هذا الجحيم وستعود.”

 

في القصر الإمبراطوري لغران أوردين، بينما كان العدو على الأبواب.

 

“العربة التي ركبها انطلقت في الاتجاه المعاكس.”

 

عندما تلقى الإمبراطور تقريرا من أحد مرؤوسيه، رفع زاوية فمه الشريرة.

 

يقال إنها أعظم مساعدة للإمبراطورية، لكنها مجرد امرأة ضعيفة.

 

 صرير . …

 

آه . …

 

العاصمة محاطة بجدار طويل، وداخله كان مليئا بالسكان الذين تحولوا إلى وحوش فراغ.

 

عندما يتقدم الأعداء نحو العاصمة، كان يخطط لإسقاط وحوش الفراغ من فوق الجدار وخوض حرب حصار.

 

في النهاية سيتم احتلالهم، لكنه سيحصل على بعض الوقت للهروب.

 

الخاتم الخاص الذي طوره طويلاً، وقوة السحر التي يمكن تفعيلها من خلاله، وسحرة الفراغ المخلصين له سيمكنونه من النهوض مرة أخرى في أي مكان.

 

“اقبضوا على تلك المرأة.”

 

“نعم، سنستعد.”

 

تألقت عينا الإمبراطور الشريرتين.

 

كانت هذه فرصة من السماء له، كي لا تهرب.

 

بعد أن أكمل كل الاستعدادات، غادر القصر مع مرؤوسيه وحوالي ثلاثين من سحرة الفراغ.

 

هذه المدينة الآن مدينة وحوش، حيث الجميع من كبار السن إلى الأطفال الصغار أصبحوا وحوشا يتألمون.

 

كان مشهدا قاسيا ومروعا، لكن الإمبراطور الشرير الجشع شعر بالفخر فقط، وكأنه استخدم مخلوقات تافهة كأدوات.

 

بينما كان هؤلاء يواجهون الجيش القوي لأوسويل ومونتيلا، سيتمكن من القبض على الدوقة إليمور. 

 

“أراهن بحياتي على هذه المغامرة.”

 

كانت غيوم مظلمة تحوم في السماء.

 

* * *

 

 

حراس غران أوردين رأوا بوضوح كاثرين إليمور تصعد إلى العربة.

 

شعرها الوردي المميز وعيناها البنفسجيتان الساطعتان.

 

حتى لانسلوت من مونتيلا الذي كان يحميها بحيث لا يقترب منها أي عدو ركب معها في العربة.

 

ثم أغلقت باب العربة بإحكام.

 

وبحماية جنود مونتيلا الأساسيين، انطلقوا من المدينة.

 

أحد الحراس الذين شاهدوا هذا أمر أحد مرؤوسيه. 

 

“أبلغ بالحمامة الزاجلة.”

 

“فهمت ، ولكن . …”

 

تلكّأ الجندي وسأل رئيسه بصوت مرتجف. 

 

“هل سنتمكن من العودة؟”

 

كان يعلم أن سحرة الفراغ حولوا معظم القوات إلى وحوش، باستثناء تلك التي تحتاج إلى عقل.

 

من بينهم عائلته.

 

“قد ضمان سموه، لا تشك.”

 

أعلن الإمبراطور أن تحولهم إلى وحوش فراغ هو الطريقة الوحيدة لإثبات ولائهم في أزمة انهيار الدولة، وبعد انتهاء الحرب سيعودون إلى طبيعتهم وسيحصلون على مكافأة كبيرة.

 

ومع ذلك، فقد أجبر على تحويل كل من حاول الهروب.

 

أومأ الجندي القلق برأسه وقال : “نعم”.

 

نعم، عندما تنتهي هذه الحرب، سيعود الجميع إلى طبيعتهم.

 

إلى حياتهم السلمية المعتادة.

 

لم يرفع الجندي المراقب عينيه عن العربة التي ركبتها الدوقة كاثرين إليمور للحظة.

 

جاء الرد قريبا أن الإمبراطور في طريقه إلى هنا، واستمروا في تتبع العربة.

 

بعد حوالي ثلاث ساعات، توقفت عربة الدوقة كاثرين إليمور. 

 

حيث اعترضتها قوات إمبراطور غران أوردين.

 

“هوو . …”

 

وضع الجندي المراقب يده على صدره وهو يشعر بالارتياح.

 

لا بد أن الإمبراطور لديه حل.

 

وبالتأكيد سينتصر . …

 

“آه . …”

 

لم يتمكن من إكمال كلامه. لأن ساحر فراغ اقترب من خلفه ووضع يده على ظهره وبدأ يضخ قوة مظلمة.

 

في خضم الألم الناتج عن ذوبان أحشائه والتواء عضلاته، سمع أصواتا خسيسة. 

 

“أحسنت، لم نعد بحاجة إلى هؤلاء الحمقى.”