[انكشفت رعاية الشريرة . الحلقة 123]

تسارع نبض قلبي بشدة.

كانت هذه اعترافًا صادقًا بالحب من الشخص الذي كنت معجبة به منذ وقت طويل. 

في عينيه اشتعلت نيرانٌ لا تبدو كأنها ستخبو إلى الأبد.

“أنا . …”

منذ اللحظة التي اتخذت فيها هذا القرار أمام الكاتب، كنت قد استعددت لهذا جزئيًا.

بل في الحقيقة، ربما كان منذ أن عرفت حقيقة هذه الخاتم.

في اللحظة التي كنت على وشك أن أومئ فيها برأسي بينما أنظر إلى إثيي —

“لا تُعطيني إجابتك الآن.”

تحركت شفتاه.

همس لي بينما أنظر إليه بعينين مترددتين:

“لأنني سأطلب يديك بطريقة أكثر رومانسية.”

“آه . …”

“يمكنكِ أن تتوقعي ذلك.”

بكلماته التي بدت كإعلان عن عرض زواج مهيب، أومأت برأسي في حيرة.

‘حتى لو قلتُ له إنه لا داعي لكل هذا، لن يستمع إليّ.’

ففي النهاية، هذا هو إثيوس الذي يبدو وكأنه نصف مجنون برغبته في فعل أي شيء من أجلي.

ثم عادت ذراعه لتلتقي بظهري مرة أخرى، كأنه يربطني به.

وكأن كل القيود قد زالت، انغمس في العناق أكثر شغفًا.

في كل مرة يبتعد عني قليلا ، كان يهمس بصوت خافت “أحبك”، مما أرسل رعشات أسفل ظهري.

يداه التي كانت تحيط بخصري ارتفعت لدعم رقبتي.

بينما كان يحرك يديه ببطء، استمر في تمرير أصابعه خلال شعري.

بعد دقائق ، رأيت في عينيه رغبة أعمق تتأجج.

بعد لحظات من الصمت، وكأنه يحاول تهدئة الحرارة التي تحيط به، أطلق زفيرًا ثم جذبني بين ذراعيه القويتين.

“إذا عرفتِ ما الذي أفكر فيه الآن، قد تهربين.”

صوته الهادئ جعل كل نهاياتي العصبية تشتعل.

كان من الواضح تمامًا أنه رجل مفعم بالحيوية والنشاط.

بدون أي محاولة لإخفاء رغبته في التملك، همس. 

“لكنني بالفعل أمسكت بكِ من ذراعيكِ.”

ارتجفت أصابعي عند سماع ذلك.

جذبني بقوة أكبر، لكن دون أن يؤلمني.

“لن تهربي إلى أي مكان.”

* * *

بدأت الاستعدادات لحرب جران أوردين.

على طاولة الاجتماعات المستديرة حيث ناقشوا تفاصيل الحرب، جلس إثيي بزيه العسكري الفخم في المقعد الرئيسي، بينما جلسنا أنا وكاميل وكارون في مقاعد الجانب الإمبراطوري.

على الجانب الآخر، جلس المسؤولون العسكريون من الدول المتحالفة والوزراء الذين تولوا مهامًا مهمة، بما في ذلك دوق مونتيلا، لانسلوت أوبيير، مرتديًا الزي العسكري الأخضر الداكن المميز لمونتيلا.

“سيتحدث وزير الدفاع في بارزينكا عن الوضع الحالي.”

أرسلت مملكة يوكيبيوس ومونتيلا قوات دعم على الفور.

سمحت بارزينكا للإمبراطورية بدخول حدودها مع جران أوردين ووعدت بتقديم الدعم اللوجستي.

“المملكتان، بما في ذلك إيدهيلم، ستقفان مع جران أوردين في غزوهم، بينما مملكة تشين، التابعة لنا، ستكون في صفنا في هذه الحرب.”

كان التعاون مع بارزينكا، التي كانت يومًا ما في صف جران أوردين، مفيدًا جدًا في الاستعدادات للحرب.

مع انخفاض عدد الدول الخمس المتحالفة في غرب دان التي كنا نواجهها إلى ثلاث دول، كان هذا أيضًا أمرًا جيدًا.

“ما هي تحركات سحرة الفجوة؟ أعلم أنهم القوة الرئيسية لجران أوردين.”

رد وزير الدفاع في بارزينكا على سؤال كارون. 

“سحرة الفجوة في جران أوردين يقومون بتربية حشد من الوحوش غير العقلانية، إنهم يحولون الجنود الأصحاء إلى كائنات مشوهة بالسحر، الجنود الذين تحولوا إلى وحوش أقوى بثلاث أو أربع مرات من الجنود العاديين، مما يجعلهم تهديدًا حقيقيًا.”

قال كاميل بتعبير جاد. 

“يجب أن نجد نقاط ضعفهم بسرعة.”

فتحت أنا فمي لأقول. 

“نحن في شركة إيلم للأدوية وفريق المنقبون نبحث عن طريقة من خلال تحليل جثثهم التي تتحول إلى سائل بعد الموت، بمجرد أن نجد طريقة فعالة، سنشاركها على الفور.”

بدأ البحث بجدية منذ أن جمع كاين عينات من المواد الجسدية في كوايدن.

“أستطيع أن أقول إن قدرة شركة إيلم للأدوية، تحت قيادة الدوقة كاثرين إليمور ، على التحليل ممتازة، لذا يمكننا أن نكون متفائلين.”

أضاف لانسلوت، الذي استفاد من أدوية إيلم ، إلى كلامي.

بعد أن تحرر من ذروة الوحش وعاد إلى جسده البشري، أصبح قادرًا على التحكم في أعراض ذروة الوحش كما كان عندما تناول دواء إيلم لأول مرة.

أومأ ممثلو الدول المتحالفة برؤوسهم بثقة.

نظر إلي إثيي بعينين مليئتين بالثقة وابتسامة خفيفة، ثم فتح شفتيه. 

“ستتولى يوكيبيوس مسؤولية المملكتين اللتين تقفان مع جران أوردين، وسترسل بارزينكا قواتها إلى تشين التابعة لها.”

أثار كلام إثيي، الذي بدا وكأنه يتعامل مع الفروع الجانبية، ضجة في القاعة.

لأنه كان يريد إرسال القوات القوية للدول المتحالفة إلى الدول المجاورة، بينما كانت الحرب الرئيسية ضد جران أوردين.

“أول ما سيسعى جران أوردين لاستيعابه بعد خلافه مع بارزينكا هو تشين التابعة لها.”

“. …؟”

استمع الجميع بكلام إثيي بتعابير وجه حائرة.

“تشين تُسمى بسوق العبيد في القارة.”

هذه الكلمات جعلت ممثل بارزينكا يرتعش ويطلق صوتًا مذهولًا.

“على جيش بارزينكا أن يمنع جران أوردين من غزو تشين.”

على عكس هنا حيث لا يوجد نظام عبيد رسمي، فإن تجارة العبيد نشطة في غرب دان، وجميع العبيد هناك يمرون عبر تشين.

إذا استولى جران أوردين على ذلك المكان وحصل على عدد كبير من العبيد، فمن المرجح أن يحولهم جميعًا إلى وحوش قتالية.

سبب طلبه من يوكيبيوس القوية عسكريًا أن تهاجم مملكتي جران أوردين هو أيضًا لمنع جران أوردين من زيادة قوات الوحوش.

كان حكم إثيوس يلامس النقاط الأساسية التي لم يفكر فيها أحد.

“سأرسل على الفور تقريرًا عاجلًا إلى سمو الإمبراطور، لأطلب إرسال قوات إلى تشين.”

قال ممثل بارزينكا بوجه متوتر.

أومأ إثيي برأسه ثم نهض من مقعده.

“قلب جران أوردين، سأمسكه بيدي أنا إثيوس فون كلايد.”

توجهت كل الأنظار المتوترة نحوه.

“الجيش الإمبراطوري سيدخل عاصمتهم، وأولئك الذين سعوا إلى القوة المظلمة وعرضوا القارة للخطر سيدفعون ثمنًا باهظًا.”

عيناه الزرقاوتان الحادتان تحت الزي العسكري الأنيق كانتا تنظران بعقل يستطيع رؤية عدة خطوات للأمام، والطاقة التي تشع منه كانت قوية لدرجة أنها أحدثت إحساسًا بالضغط.

لم يكن أمام أي أحد إلا أن ينظر إلى الإمبراطور الشاب الذي يعلن تقدمه نحو الدولة المعادية بمشاعر من الخشوع.

“. …”

لكن بينما أنظر إليه، شعرت بألم في صدري.

انطلق صراخ داخلي في رأسي.

‘ماذا لو أصيب ؟!’

الإمبراطورية أو الحرب، أهم شيء بالنسبة لي هو سلامة إثيي وصحته، فلا يمكن إلا أن أقلق.

‘إنه خطير، إثيي.’

ثم توجه بصره بهدوء نحوي.

وكأنه يقرأ أفكاري، رسم ابتسامة خفيفة على شفتيه.

بدا وكأنه يقول، وهو ممتلئ بالثقة في نفسه. 

سأفعل ذلك مرة أخرى، فلا تقلقي.

* * *

بعد انتهاء الاجتماع وتنظيم بعض الأوراق، توجهت على الفور إلى شركة إيلم للأدوية.

مهما كانت قوة ظلال إثيي، ومهما نجح في احتلال القصر الإمبراطوري والثورة، فإن قيادة الجيش بنفسه أمر محفوف بمخاطر هائلة.

كل ما يمكنني فعله الآن هو معرفة طريقة لإضعاف قوات جيش الوحوش التي صنعها سحرة الفجوة في جران أوردين.

“سمو الدوقة.”

رجل كان ذات تاجر أدوية، والآن رئيس شركة إيلم، ألقى علي تحية باحترام.

بداخل منطقة معقمة، يمكن رؤية الباحثين يرتدون ملابس بيضاء ويجرون تجاربهم.

“أريد أن نسرع قدر الإمكان.”

“نحن بالفعل نسرع، لأن هناك من يدفعنا.”

فوجئت عندما قطع كلامي رجل يخرج من مختبر خلفي.

لم يكن سوى هيروس.

“هيروس؟”

منذ عودته مؤخرًا كزعيم للمنقبون ، لم أسمع أي شيء عن زيارته لهذا المكان.

“ما الذي تفعله هنا … .؟”

“ألم أقل أنني سأحميكِ.”

“. … هيروس.”

“هذه المرة، من وحوش الفجوة.”

جعلني ذلك أتوجع، فسعلت.

‘لقد لاحظ.’

اقترب مني بمسافة بالكاد آمنة، ورسم ابتسامة تخترق الأعماق.

“لديكِ نية الذهاب إلى أرض العدو مع الإمبراطور، أليس كذلك؟”

. … كان محقًا.

منذ أن أعلن إثيي أنه سي توجه إلى جران أوردين بنفسه، قررت على الفور أن أذهب معه.

أعرف أن ساحة المعركة أكثر خطورة مما يمكن تخيله، لكن لدي ثقة كافية في قدرتي على حماية نفسي.

‘الرؤية التي رأيتها عندما أخبرت إثيي عن جران أوردين … . ما زالت تزعجني.’