[انكشفت رعاية الشريرة . الحلقة 122]
في ذراعيه التي احتضنتني بشدة، شعرت برعشة يائسة لا أعرف مصدرها.
رغم أن صوته بدا وكأنه يؤكد مشاعره العميقة تجاهي، إلا أنني شعرت ببعض الغرابة.
لذا ربت على كتف إثيي برفق وطلبت منه أن يطلقني.
ثم أزال ذراعيه عني ببطء، وكأنه يجبر نفسه على فعل شيء يكرهه.
مددت يدي ولمس خد إثيي.
عيوناه العاتمة المشبعة باليأس كانت تنظر إليّ بتوسل، مثل جرو فقد صاحبه.
“ما الأمر؟”
سألته وأنا أعبس.
“أخبرني، سموك .”
الآن بعد أن أصبحت أكره سوء الفهم، يجب أن أعرف سبب معاناته بهذا الشكل.
* * *
“هيروس قال … . كل ذلك ؟”
أصبت بالذهول لحظة عندما أخبرني إثيي بما سمعه.
لماذا أنا، التي عشت كابنة دوق، ماهرة في الرماية.
كيف انتهى بي المطاف مرتبطة بإثيي بقدر مشترك.
كان هناك العديد من الأسئلة التي لا تفسير لها، لكن هيروس لم يسأل الكثير.
لذلك ظننت أنه ربما توصل إلى استنتاجات خاصة عني.
لكن أن يعرف بهذه الدقة، حتى أنني من عالم آخر . …!
وضعت يدي على صدري الذي يؤلمني.
هيروس تبعني رغم علمه أنني لست كاثرين إليمور الحقيقية.
بغض النظر عن هويتي أو ما أريده.
دعمي بصمت، ورغبته في سعادتي كانت طريقته في الحب.
“سأبقى بجانبك.”
كادت الدموع أن تملأ عيني من شدة تأثري، فقبضت يدي وهي ترتعش.
كنت أتلقى مشاعر لا أستحقها منه.
بعد صمت قصير، تحركت شفاه إثيي.
“في قصر كامبيوت، عندما كنت في الخامسة، قلتِ لي شيئا غريبا .”
ارتسمت الدهشة على وجهي عند سماع كلمات إثيي.
“قلت إن شخصا يدعى السيد كيم كان يضايقك.”
“. …!”
غطيت فمي بيدي.
“وقلتِ … . يجب أن نتحمل حتى ينتهي الشتاء.”
“. …”
“وأنني سأكون الإمبراطور دون شك.”
عيناه الزرقاء العميقة كانتا تنظران إليّ بتركيز.
بدأت أتذكر الحلم الذي قابلت فيه إثيي، وكأنه يطفو على سطح ذاكرتي ببطء.
أهكذا كان كلامي حينها؟
“منذ ذلك الحين، راقبتك لفترة، لكنك كنتِ كشخص مختلف، لم تظهرين لي مرة أخرى تلك النظرة الدافئة ، لذا نسيت الأمر.”
نظرة إثيي لي كانت عميقة بشكل لا يوصف.
“كأنه كان حلما عابرا، لأنكِ بعد ذلك لم تكوني نفسك.”
بعد تلك اللحظة، ربما عادت كاثرين إليمور المتغطرسة إلى طبيعتها.
نفس الروح، لكنني قبل أن آتي إلى هذا العالم كنت مختلفة.
“لكنني الآن أعرف، أنتِ البطل الذي جاء من عالم آخر لإنقاذي.”
رغم أن دعمي له كان بسيطاً، وكلمة “بطل” تبدو مبالغاً فيها، إلا أنه تابع بكلام صادق.
“لقد منحتني العالم، لكنني لا أستطيع أن أمنحك عالمك، لذا إذا أردتِ . …”
ارتعش حنجرته.
وكأنه يجبر نفسه على قول شيء لا يريد، ظهرت الأوردة على يديه المقبوضتين.
“سأعيدكِ . …”
لم يتمكن إثيي من إكمال كلامه.
غمره ألم مفعم باليأس.
أخذ نفساً عميقاً ونظر إليّ بعينين غامقتين.
“لا.”
نظرت إليه بعينين واسعتين، وكأنه على وشك البكاء.
“لن أترككِ تذهبين، أبدا .”
بنظرة مليئة بالتملك والشعور بالذنب واليأس والشوق، قال بصوت مكتوم.
إثيي في الرواية كان طفلاً لم يطالب بشيء لنفسه قط.
حتى من والديه.
في أي موقف مؤلم، كان يحافظ على كرامته.
لكن الآن يتحدث إليّ بصوت خشن ومليء بالألم:
“لا تعودي، أو إذا كان عليكِ الذهاب، خذيني معك، حتى لو كان عالمك جحيما، سأتبعك.”
تأثرت من صدق كلماته التي اخترقت قلبي.
“حتى لو كان عليّ أن أشعر بألم الحريق كل يوم، بل حتى لو كان عليّ أن أموت كل يوم، طالما سأكون بجانبك.”
هذه هي طريقة إثيي في الحب.
بعد أن حدقت فيه وهو يتوسل أن يأخذه معي إلى عالمي، فتحت فمي بعد صمت.
“لا يمكنني أخذك.”
عبس ومد يده وأمسك بكتفيّ.
“كاثرين !”
فجأة، ظهر اليأس العميق في عينيه.
“لأنني . …”
لكنني ابتسمت له بابتسامة شريرة كما فعلت ذات مرة، وواصلت بثقة.
“لن أعود.”
نعم، لقد قررت ألا أعود.
“ماذا قلتِ للتو … .؟”
اتسعت عيناه، وارتجفت حدقتاه الزرقاء.
رأيت ظل اليأس يتراجع عنه ببطء، فتابعت.
“لقد اخترت بالفعل، أمام ذلك الكاتب الذي أحضرني إلى هنا.”
الآن، ليس في معصمي الساعة التي كنت أرتديها منذ مجيئي إلى هذا العالم.
ذلك الكاتب – أو بالأحرى سلف إثيي – أخبرني.
بعد ثلاث سنوات، ستفتح هذه الساعة طريقا للعودة إلى المنزل.
قال إنها صنعت من أقوى الآثار التي يملكها، لذا يمكنها أن تفتح طريقا بين العالمين.
لكن هناك شيء آخر يمكن للساعة أن تفعله.
“بدلاً من العودة إلى المنزل . …”
– يمكنها اقتلاع قوة “الظل” الشبيهة باللعنة من سلالة كلايد.
“طلبت منه أن يشفيك، من أجلك.”
إذا أعيدت الساعة إليه، سيستخدم ما تبقى من روحه لصنع مادة روحية خاصة.
مادة يمكنها إزالة “الظل”، غنيمته التي تسللت إلى سلالة كلايد.
تلك القوة التي تسبب الألم لجسد إثيي مقابل قوته الهائلة، يمكن محوها.
على أي حال، في إمبراطورية وجدت السلام، لن تكون هناك حاجة لتلك القوة. فبمهاراته في القتال، هو الأقوى في هذا العالم.
“لذا، إثيوس فون كلايد … . سموك ، أريدك أن تزيل الظل.”
عندما نطقت اسمه، ارتجفت عيناه بعنف.
“بعد انتهاء الحرب.”
ابتسمت له وهو ينظر إليّ مصعوقا، وأضفت.
“بالمناسبة، العالم الذي جئت منه ليس جحيما، لكن ذكرياتي هناك ليست جميلة.”
لقد كانت حياة قاسية.
“ليس لدي أي تعلق به، لذا لا تشعر بالذنب . …”
لم أتمكن من إكمال كلامي.
لأنه احتضن خصري.
“. …!”
يده التي تمسكت بي بقوة، وجهه الذي دفنه بكتفي.
تصلب خصري من التوتر، وكأن رأسي يضيء أبيض، شعرت بالدوار من شدة هذه اللحظة.
“آه . …”
حتى أنيني الخافت ابتلعه على الفور.
يداه القويتان أمسكتا بخصري.
بعد فترة طويلة، عندما تأكد أنني سأظل هنا، تركني.
كنت اتنفس بهدوء ، ونظرت إليه بعينين ترتجفان.
نظر إليّ بعينين غامقتين وكأنه يريد أن يحتفظ بي لوحده.
صوته الحنون واليائس، محملاً بأنفاسه السريعة، خرج من بين شفتيه.
“ابقِ بجانبي للأبد، كاثرين.”
فوجئت بهذا الكلام غير المتوقع وارتعدت.
لكن نظراته التي كادت تحرقي، وأنف اسه المتعجلة كالتماس، جعلته يكرر.
“بعد انتهاء الحرب، تزوجيني.”
مثل غريق يمسك بقشة، شعرت وكأن جسدي كله يرتعش من شدة تمسكه بي.
التعليقات لهذا الفصل " 122"