[انكشفت رعاية الشريرة . الحلقة 117]

 

 

 

أحسستُ بنبض قلب إثيي ينتقل عبر راحة يدي، بينما حدقتُ به بعينين تتراقص فيهما الدموع لفترة طويلة.

 

ثم جاء صوتُه الهادئ كالقسم وكالإعلان، تسلل إلى أذني واندفع إلى صدري.

 

“سأردُّ الجميل لكِ … . عشرة أضعاف … . مئة ضعف مما دعمتني به.”

 

إخلاصه العميق نحوي وصلني بكل وضوح، مؤثرًا بشدة.

 

رفع يدي وقبَّل الخاتم. 

 

تحت ضوء القمر، بدا وكأن قلبي يتقلص عند رؤيته وهو يقسم على الحب.

 

“أنتِ ملكي.”

 

 

* * *

 

 

مع اقتراب نهاية الحفل، عدنا إلى مقاعدنا.

 

في الجو الدافئ، كان الكثيرون يخاطبون إثيوس وأنا، لكني كنتُ أبتسم ابتسامة خفيفة وأكتفي بإيماءة عابرة من رأسي.

 

بعد ذلكالاعتراف ، وتلك الإعلانات الجريئة، أي كلام آخر يمكن أن يصل إلى أذني؟

 

شعرتُ بالأسف مرة أخرى تجاه الدوق الذي كان ينظر إليّ من بعيد بتعبير غامض.

 

‘لا أرى سوى إثيي.’ 

 

بدأ الموفدون الأجانب الذين تجمعوا في مجموعات صغيرة يناقشون أحداث اليوم، ثم اتخذوا قرارًا وتقدموا نحو إثيوس.

 

كانت دول صغيرة أخرى تُبلغ عن رغبتها في الانضمام إلى التحالف.

 

“قرار حكيم.”

 

رحّب إثيي بهم بينما كان يتبادل نظرات معي بين الحين والآخر.

 

‘أشعر بالحرج نوعًا ما.’

 

تذكرت ما حدث قبل بضع دقائق. 

 

بعد فترة قصيرة، سمعتُ صوتًا مألوفًا.

 

“تبدين ساحرة الجمال اليوم أيضًا.”

 

“. … هيروس!”

 

هتفتُ بصوت مفعم بالفرح، وحييته وهو يقترب مني.

 

أدّى هيروس التحية الإمبراطورية المختصرة لإثيوس ، ثم نظر إليّ.

 

“حان وقت العودة، سيدتي ، الوقت متأخر.”

 

همس إثيي بحنان في أذني. 

 

“عودي بحذر، كاثرين.”

 

أومأتُ برأسي بابتسامة خفيفة، لاحظتُ كيف حدّق إثيي في هيروس بعينين ضيقتين قليلاً. 

 

ضحك هيروس ضحكة مكتومة وأومأ، فالتوى إثيي بشفتيه قليلا قبل أن يستدير.

 

كان إثيي يظهر حذرًا شديدًا تجاه أي شخص يقترب مني، لكنه يبدو واثقًا من هيروس.

 

“تبدو رائعًا اليوم أيضًا، مختلفًا عن صورتك المعتادة.”

 

مدّ هيروس ذراعه نحوي وهو يرتدي بدلةً أكثر أناقة بكثير من ملابس الخادم المعتادة.

 

أمسكتُ بذراعه وصعدنا إلى العربة، حيث جلس مقابلي.

 

“وأيضًا … . شكرًا لك ،لقد أصبح الأمر أسهل بعد أن تم تحرير الدوق من ذروة الوحش.”

 

شعرتُ بارتياح كبير عندما أحضر هيروس الدوق.

 

“لا، الفضل يعود لتقنيات شركة إيلم للأدوية، هذه إنجازاتك أنتِ، سيدتي .”

 

“لا داعي للتظاهر بالتواضع، لكن هل يسير تدريب الخُطّافين على ما يرام؟”

 

من بين الأمور التي قام بها إثيي بعد عودته إلى القصر، إلغاء أمر حلّ الخُطّافين وإلغاء مذكرة توقيف جيفري ويسلر، والاعتراف بمنظمتهم.

 

واجه الأمر بعض المعارضة، لكن مساعدة أعضاء المنظمة لسكان كويدن المحتاجين أصبحت مبررًا كافيًا، كما أن شعبيتهم كانت جيدة، فأصبحوا على الأقل خارج نطاق غير القانوني.

 

اعتمدوا على تجارة الشراب كمصدر رئيسي للدخل، مما ضمن استقرارهم الاقتصادي، ويبدو أنهم سيصبحون نقابة معلومات قوية في الإمبراطورية التي سيقودها إثيي.

 

“نعم، سأكون مشغولا لفترة ولن أكون حاضرًا كثيرًا.”

 

“افعل ما تشاء.”

 

“هذا يجعلني أشعر بالحزن، أنا بحاجة لرؤيتكِ كل يوم.”

 

“أيها المهرج.”

 

بينما نتبادل النكات، وصلت عربتنا إلى القصر.

 

“. … سيدتي.”

 

عندما نزلت من العربة، سمعتُ صوته المنخفض.

 

التفتُ ورائي، فرأيت وجه هيروس تتلألأ فيه عيناه البنيتان الغامقتان في الظلام.

 

وجهٌ يبدو مليئًا بالشوق والوحدة، لكن شفتيه تحملان ابتسامة حزينة.

 

“هل أنتِ سعيدة؟”

 

توقفتُ للحظة عند صوته.

 

ثم تحركت شفتاي. 

 

“. … نعم.”

 

وسمعتُ صوته مرة أخرى. 

 

“هذا يكفيني.”

 

بدا أنني فهمت مشاعره، فأحسستُ بألم خفيف في صدري.

 

 

* * *

 

 

قبل النوم، استلقيتُ على السرير وأنا أنظر إلى الساعة المربوطة حول معصمي.

 

┍━━━━━━━━━━┑

⌈إثيوس فون كلايد⌋

نقاط الصحة (HP) : ♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥ 

┕━━━━━━━━━━┙ 

 

لم تعد الساعة تعرض معلومات الثورة بعد الآن ، فقط نقاط حياة إثيي.

 

تنهيدة —

 

– أنتِ ملكي.

 

ما زال قلبي يخفق بقوة عندما أتذكر صوته.

 

لكن هل يمكنني حقًا البقاء بجانبه إلى الأبد؟

 

قال الكاتب الذي أرسلني إلى هنا إنني سأتمكن من العودة إذا نجحت في المهمة.

 

تلك المهمة كانت نجاح ثورة إثيي وبقائه على قيد الحياة لثلاث سنوات.

 

وبالنظر إلى الوضع الحالي، يبدو أن الشرط الثاني ممكن أيضًا.

 

فقد عقد أوزويل تحالفات قوية، واكتشفنا مؤامرة الدول الخمس قبل أن يهاجموا.

 

إذن، بعد ثلاث سنوات، كيف سأعود؟

 

“هل … . يمكنني اختيار عدم العودة إذا أردت ذلك؟”

 

وضعتُ يدي على صدري.

 

لم أشعر بمثل هذه المشاعر من قبل، لم أحبّ بهذا الشكل من قبل.

 

ذلك الشعور الذي كان يريد سعادته فقط، تحول إلى طمع جعلني أتردد في مغادرته.

 

“ماذا عليّ أن أفعل؟ أتمنى لو كان هناك من يخبرني.”

 

أخرجتُ زفيرًا صغيرًا من كثرة الأفكار التي تدور في رأسي، وعندما كنتُ على وشك النوم . …

 

بييو ~

 

اقترب بييو الذي كان منبطحًا قرب ركبتي، ثم جاء راكضًا نحوي.

 

وقف قرب ساعتي وبدأ ينقر عليها بجبهته.

 

أتذكر أنه عندما انخفضت نقاط حياة إثيي فجأة، استطعتُ رؤية السبب عبر بييو.

 

ربما يكون هناك رد فعل هذه المرة أيضًا.

 

نظرت إلى شاشة الساعة بترقب، فرأيتها تظهر تشويشًا كما لو كانت بها خلل.

 

ثم بدأ نص يشبه الرموز في الظهور على الشاشة السوداء يتجه للأعلى بسرعة، وفجأة أصبح كل شيء حولي مظلمًا.

 

عندما فتحتُ عيناي مرة أخرى، رأيت. 

 

“أهلاً بكِ، أيتها البطلة.”

 

رجلٌ ذو لحية كثيرة، يرتدي قميصًا متهالكًا وملابس رياضية، ويرتدي نظارات.

 

كنا واقفين في مكان أسود لامع يشبه الفضاء.

 

نظرت إلى نفسي فوجدتني ما زلتُ أرتدي فستان نومي، كما كنتُ على السرير.

 

هل نُقل جسدي فقط إلى هذا المكان؟

 

نظرت إليه بحذر وسألته. 

 

“من أنت؟”

 

أغلقتُ فمي وفحصته من رأسه إلى قدميه، ثم أضفتُ بفظاظة. 

 

“. … لا بد أنك الكاتب الذي أرسلني إلى هنا.”

 

رفع زاوية فمه ببطء، وأضاء عينيه الزرقاوين خلف النظارات.

 

“إجابة صحيحة.”

 

يبدو أن تخميني كان صحيحًا.

 

هذا الرجل أمامي هو كاتب رواية 「نجم الثورة」، وهو الكيان الخارق الذي نقلني إلى هذا العالم !

 

تقدمتُ نحوه بوجهٍ غاضب وكأنني على وشك الانقضاض عليه.

 

سألته أول سؤال بغضب. 

 

“هل أنت بكامل عقلك؟ كيف تكتب إعدادًا غير منطقي إلى هذا الحد؟”

 

على الرغم من أنني كتبت تعليقًا مشابهًا ثم سقطتُ في هذا العالم، إلا أنني لم أستطع كتم غضبي.

 

“وأيضًا، كم من الوقت مرّ على انتهاء الثورة حتى يجبر إثيي على الاستعداد للحرب دون راحة؟ لو لم نكتشف ذلك، لكان قد مات بعد ثلاث سنوات !”

 

غضبٌ حقيقيٌ خرج من أعماق قلبي.

 

هذه ليست قسوة درامية، ما هذا الكره الذي تحمله تجاه إثيي ؟

 

“هاها، هاهاهاها !”

 

لكنه فجأة ضحك ضحكة عالية وممتعة.

 

“هاها ! هاهاهاها !”

 

أهذا رجل مجنون؟

 

بينما كنتُ في حيرة من أمري، قال لي بابتسامة حزينة. 

 

“بدلا من أن تلوميني على إحضارك إلى هنا، تفكرين أولًا في مصير إثيي.”

 

كلماته التي اخترقتني جعلت حاجبيّ يرتعشان.

 

“يا لكِ من بطلة ثمينة.”