[انكشفت رعاية الشريرة . الحلقة 105]

هل كان سبب تربية الدوق وزوجته لكاثرين دون أي توجيه، وتحول شخصيتها إلى وقحة ومتغطرسة، هو نصيحة الطبيب؟

“لا، بل … . هذه أنا بالتأكيد !”

سواء كان مدير كيم، أو إثيي، أو أي شيء آخر، هذه ليست كلمات يمكنني قولها.

إذن، هل كان استحواذي على كاثرين ليس المرة الأولى في يوم جنازة والدَيها؟

متى بدأ هذا بالضبط؟

في الواقع، كنت أنا نفسي بكل تأكيد.

هذه الذكريات ليست كاذبة.

“لا يمكن . …”

فجأة، تذكرت حلمًا.

حلمًا رأيت فيه إثيي في طفولته.

لا أتذكر تفاصيل الحلم جيدًا، لكن . …

وفقًا لهذه السجلات، يبدو أن كاثرين هي أنا، وأنني كنت كاثرين.

“ربما كنا نشارك نفس الروح.”

لاحظت العديد من أوجه التشابه بيننا أثناء عيشي في هذا الجسد.

حتى تمثيل دور الشريرة لم يكن صعبًا عليّ.

إذا كانت كاثرين هي نسخة “أنا” من هذا العالم، ثم تم استبدالها بي من العصر الحديث . …

“هذا منطقي.”

أغلقت الكتاب بقلب ثقيل.

“آه . …”

إذا كانت روحًا واحدة موجودة في عوالم مختلفة قد اتحدت —

إذن، هل الكاتب الذي نقلني إلى هنا هو السبب ؟

الرسالة والساعة اللتان تركهاما كانتا معدتين لضمان وصولي بذاكرة الاستحواذ كاملة.

عندما وقفت مع هذا الاستنتاج الجديد وقلبي يخفق بقوة، سقط شيء ما من بين صفحات الكتاب.

ظننت أنني قد راجعت كل الأوراق بداخله.

“ورقة ذهبية؟”

كان لونها مختلفًا عن باقي الأوراق.

عرفت على الفور ما هي.

هذه هي الوثيقة السرية من الدرجة الأولى التي كان ينوي دوق إليمور تقديمها للإمبراطور المتمرد.

في الواقع، كان دوق إليمور في صف الإمبراطور السابق، بينما كان الإمبراطور المتمرد يعتبره عدوًا رغم التظاهر بالصداقة.

إذا كان ينوي تقديم هذه الوثيقة السرية للإمبراطور المتمرد، فلا بد أنها تتعلق بأمر بالغ الأهمية للدولة.

بدأت أقرأ المعلومات المكتوبة على الورقة الذهبية وخط دوق إليمور ببطء.

“هذا . …”

* * *

ارتديت فستاني الفاخر بسرعة وخرجت من القصر متجهة إلى القصر الإمبراطوري مع هيروس.

“تبدين شاحبة، سيدتي.”

“هذا الوقح مجنون بالتأكيد.”

“ماذا؟”

كان تعبير وجهي قاتمًا.

كنت غاضبة حقًا.

من؟ من ذلك الكاتب الحقير الذي نقلني إلى هنا.

عند التفكير، تمتد سجلات 「نجم الثورة」 حتى ثلاث سنوات بعد وفاة إثيي.

حسنًا، الإمبراطور العظيم إثيوس فون كلايد أطاح بالبلاد بقرار حكيم وقدم حياة جديدة لشعب الإمبراطورية، فأصبح بطلاً في عيون الجميع.

ونحن لن ننساه أبدًا . …

هكذا انتهت القصة تقريبًا.

لم يعجبني حقًا أن إثيي مات (10,000 مرة)، لكني اعتقدت أنها نهاية مغلقة.

ولكن، ماذا لو حدثت كارثة للإمبراطورة بعد هذه السنوات الثلاث؟

ماذا لو اجتاحت الفوضى الإمبراطورية، ودُمر كل ما كافح إثيي لحمايته؟

حتى لو لم يمت حينها، كان قدره أن يموت في النهاية . …

“أهذا مجنون سيكوباتي حقًا ؟! أيها الكاتب !”

“اهدئي، سيدتي.”

كانت يدي ترتعش بقبضة مشدودة.

الآن فهمت لماذا أرجعني إلى هنا بعد ثلاث سنوات من بقاء إثيي على قيد الحياة.

إذا سارت الأمور وفقًا لمصيره الذي خططه الكاتب، فإن المشهد الأخير الذي سأراه قبل عودتي إلى الواقع سيكون. 

إثيي على وشك الموت، وصورة الإمبراطورية اليائسة.

“الأمر ليس مؤكدًا بعد، تنفسي بعمق.”

حتى هيروس، الذي كان يحاول تهدئتي، كانت عيناه باردة كالمعتاد.

إذا كانت الوثيقة السرية التي حصل عليها دوق إليمور حقيقية، فهذا أمر يصعب على أي شخص استيعابه.

عندما توقفت العربة عند القصر الإمبراطوري، توجهنا معًا إلى مكتب إثيوس حيث كان ينظر في أوراق العمل.

بينما كنا نسير في الممر الفخم، تعرف علي الخادم وسارع إلى تحيتي قبل أن يفتح الباب الثقيل.

عندما فتح الباب ودخلنا، رفع إثيوس رأسه ببطء من فوق الأوراق التي كان يفحصها على مكتب الماهوجني الواسع.

من النافذة خلفه، تسلل ضوء الغروب الدافئ، ملقياً ظلالاً على ملامحه الواضحة.

عندما التقيت بعينيه الزرقاوين، مر مشهد فجأة في ذهني.

“عِش بسعادة … . من أجلي أيضًا.”

كان إثيوس يقف أمامي بين النيران، وعلى شفتيه آثار دم.

كانت يده الثقيلة على كتفي، وصوته المنخفض يحمل عاطفة جياشة.

“. …!”

ارتعدت فجأة وتراجعت خطوة إلى الوراء.

“ما كان هذا؟”

“سيدتي.”

اقترب هيروس مني وأمسك بي برفق عندما لاحظ اضطرابي.

حتى إثيوس قام من مكانه وهو يقطب حاجبيه.

حجبت قامته الطويلة النافذة، مما جعل الغرفة أكثر ظلمة.

كان قلبي يخفق بقوة كأنه سيخرج من صدري، لكن تنفسي المضطرب بدأ يهدأ تدريجيا 

بعد أن استعدت وعيي، دفعت يد هيروس برفق وتقدمت خطوة ثم خطوة نحو إثيوس.

وقفت أمامه.

“. … سموك.”

“ما الأمر؟”

بينما كنت أستمع إلى صوته القلق، أخرجت الوثيقة السرية التي عثرت عليها للتو ومددتها إليه.

〔خبر عاجل :

بسبب فشل الإمبراطور ديوس كال كلايد، وانزلاق المجتمع في فوضى —

تحالف خمس دول من الغرب، بقيادة سحرة الفجوة الذين يستخدمون قوى شريرة، لمهاجمة الإمبراطورية.

يجب الاستعداد فورًا لحرب قارية.〕

* * *

“جميلة … . حقًا.”

قال الطفل الذي كان يجلس على التلة محدقًا في صخرة الزفير الوردي الضخمة التي ستُباع غدًا إلى العاصمة : “واو !” معجبًا.

“أليس كذلك؟”

دلّت الأم بيدها على رأس الطفل بينما تحدق في الصخرة.

رغم جمالها الذي يجعلها تحفة قرية، إلا أن قيمة هذه الأحجار الكريمة العالية قد تجلب الخطر إذا تركت هنا، لذا قرر رئيس القرية بيعها عبر نقابة “المنقبون” وتوزيع الأرباح على أهل القرية.

“إنها تشبهها حقًا … . تلك السيدة الجميلة ذات الشعر الوردي.”

“تقصدين السيدة إليمور.”

كانت المرأة التي حُبست بعد انتحالها شخصية الدوقة مجرد سجينة في القصر الإمبراطوري.

لكن الشائعات لا تُصدق دائمًا، فالدوقة الحقيقية التي رآها الجميع كانت جميلة وحكيمة وقوية، وأنقذت حياة الجميع.

بل وهبتهم هذه الهدية الثمينة أيضًا.

تحول حال القرية من العيش بالكاد إلى امتلاك منازل من طابقين وقطعان ماشية، فأصبحت الدوقة منقذة “كويدن”.

“نعم … . الدوقة إليمور . …”

بينما كان الطفل يبتسم، ظهر خلفه فجأة ظل أزرق طويل.

ظنت الأم أنها تتوهم، لكن الظل لم يختفِ، بل أصبح أكثر وضوحًا، ورفع قبضته ليضرب الطفل.

“ااااه !”

صرخت الأم.

“. …!”

كان الطفل محمولاً بين ذراعي شخص ما، بينما طعن هذا الشخص سيفه في منتصف الظل الأزرق.

كان ذلك قائد “المنقبون” كاين.

بدأ الظل الأزرق يذوب ويتحول إلى سائل أسود.

حدق كاين في السائل الأسود الغريب وهو عابس.

ركض الطفل إلى أحضان أمه، بينما أخرج كاين قارورة لجمع العينة.

“هذا نذير شؤم . …”