[انكشفت رعاية الشريرة . الحلقة 102]

 

 

 

بشكل مذهل، لقد ذكر ذات مرة أن الدوق تعرّض لقوة غامضة كالظل. 

 

حتى أنه قال إنه لا يوجد أحد غير “إثيي” يمكنه استخدام مثل تلك القوة.

 

لكن إثيي نفسه أكد أنه لم يستخدم أبداً قوته الظليمة على الكلاب.

 

إذا كان هناك تهديد خارجي آخر، فلا بد من التحقق منه.

 

“حاضر، سأفعل ذلك، إذن نترك أمر دوقنا الكبير بين أيديكم.”

 

“بالتأكيد، سأعيده كما كان، لكن بغض النظر عن شؤون الدوق، أود مناقشة استثماري في مونتيلا.”

 

“آه، الآنسة نيفر كراي إثي ، تفضلي.”

 

احمرّ وجهي قليلاً عندما نطق السكرتير باسمي المستعار على الفور.

 

“آه، حسنا … . الأمر يتعلق بالأموال التي استثمرتها في مونتيلا تحت ذلك الاسم، كنت أخطط في الأصل للهجرة إلى مونتيلا، لكن يبدو أن احتمالية بقائي في الإمبراطورية قد ازدادت، لذا أرغب في تصفية الاستثمار.”

 

بما أن المبلغ قد تضاعف ثلاث أو أربع مرات ليصل إلى عشرة ملايين عملة ، فهذا يعادل حوالي 300 مليار وون.

 

 يمكن القول إن الاستثمار كان نجاحا باهرا.

 

“يا للأسف، هذا خبر محزن جداً لنا.”

 

انحنت حاجبات السكرتير للأسفل.

 

“لقد كان الدوق متحمسا جدا لفكرة عيشك معه في مونتيلا، لم أره بهذا القدر من الحماس في حياته كلها.”

 

“. … يبدو أنه من النوع الذي يقدّر المستثمرين أكثر مما توقعت.”

 

نظرت إليه بنظرة لامعة، بينما نظر السكرتير إلى الدوق الذي تحوّل إلى كلب بتعبير غامض.

 

“أكثر من مجرد تقدير، بكثير.”

 

هاه، هاه —

 

“لدرجة أنه كان مستعداً للتضحية بجسده كله، آحهمم .”

 

مددت يدي وأخذت أداعب رقبة الدوق.

 

 كان ملمس فرائه الناعم ممتعا. 

 

“على أي حال، بالطبع يمكنك سحب استثمارك بحرية، لا تقلقي بشأن السيولة، فحقوق ملكية المناجم الخاصة بك ستجذب الكثير من المنافسين، بما في ذلك قصر الدوق، لكن هناك مشكلة واحدة . …”

 

أضاف السكرتير بكلمات تحمل أسى. 

 

“وفقاً لقوانين إقليم الدوقية، عند بيع أي أصل رئيسي في مونتيلا مثل المناجم، يجب الحصول على توقيع الدوق نفسه، لا يُسمح حتى للوكلاء بالتوقيع نيابة عنه، لكن الدوق حاليا ليس في وضع يسمح له بالتوقيع . …”

 

أوه، نظرت إلى الدوق-الكلب بتعبير محرج بعض الشيء.

 

 عندما رأيت عينيه الصافيتين الخاليتين من الهموم، خرجت مني زفرة صغيرة.

 

أومأت برأسي موافقةً.

 

“إذن، أولوية الآن هي إعادة الدوق إلى هيئته البشرية.”

 

“نعم، سمو الدوقة ، نعتمد عليك في هذا.”

 

أضيف سبب آخر لضرورة إعادة الدوق إلى طبيعته.

 

 

* * *

 

 

‘اليوم أيضًا مر يومي بسرعة وبلا توقف.’ 

 

بينما أتأمل الخارج الذي يغرق في الظلام، خطرت لي أفكار عن إثي. 

 

‘لابد أن يوم إثيي كان مشغولاً أيضاً، أليس كذلك؟’ 

 

بعد الثورة، عليه هدم الأنظمة المتداعية للإمبراطور السابق ووضع أسس إمبراطورية جديدة، لذا فإن 24 ساعة لن تكفيه. 

 

ومع ذلك، في خضم كل هذا، أرسل لي كميات من المجوهرات الثمينة.

 

ابتسمت ابتسامة خفيفة وأنا أنظر إلى الخارج، ثم خطرت لي فكرة زيارة مكان ما، فغيرت ملابسي.

 

بييوو~

 

في جعبة بييو الكثير من ملابسي اليومية.

 

والآن لم أعد بحاجة للتسلل خفية من القصر.

 

“سيدتي ، سأرافقك.”

 

“لا، سأذهب وحدي.”

 

هيروس كان مشغولاً منذ الظهر بأمور تطوير دواء الدوق في شركة “إيلم” للأدوية —

 

ورفضت طلب آنيس التي أرادت مرافقتي، فركبت العربة بخفة قلب. 

 

لم أعد أخشى شيئا الآن، فالقوى التي كانت تعاديني قد زالت، وأولئك الذين كانوا يهددونني سُجنوا جميعا. 

 

في الظلام، وصلت إلى دار الرعاية.

 

خلف المبنى الرئيسي حيث تُدار الأمور الإدارية، كان هناك مهجع لرعاية الأطفال.

 

‘لو كنت سافرت إلى مونتيلا، لكانت شركة إيلم للأدوية هي من تدير دار الأيتام، لكن الآن بما أنني باقية . …’

 

خطرت لي فكرة مراجعة الأوراق عند التأسيس. 

 

يجب عليّ وضع خطة تشغيلية للمستقبل.

 

بينما أتجول حول دار الأيتام، وأهم بالدخول إلى المبنى الرئيسي،

 

“سيدتي، لحظة من فضلك.”

 

سمعت صوت رجل من مكان ما، وعندما التفتُ رأيت شاباً أشعر مغطى بالنمش ينظر إليّ بتعبير مضطرب.

 

عرفت من نظرة واحدة. 

 

‘هذا تحرش.’ 

 

بما أنني أرتدي ملابسا مريحة، لم يعرفني الشاب، فتحدث بحذر. 

 

“أنتِ … . جميلة جدا، لذا .. . أود معرفة اسمك . …”

 

‘إذا أخبرته باسمي الحقيقي، سيسقط على ظهره من الدهشة.’ 

 

احتارت نفسي بين إخباره من باب المزاح، عندما . …

 

“إثيوس فون كلايد.”

 

اخترق صوت منخفض أذني.

 

ارتعب الشاب ذو النمش عندما رأى الرجل المقبل من الظلام.

 

ملابس الإمبراطور البراقة والأوسمة على صدره، والسيف الطويل على خصره.

 

وقف بجواري وقال ببرودة. 

 

“اسمي هو إثيوس فون كلايد.”

 

“هييييك !”

 

ارتعش الرجل من ظهور الإمبراطور المفاجئ وسقط على الأرض منحنيا. 

 

“سـ – سموك ! كيف . …!”

 

هبت نسمة مسائية منعشة، بينما التفت إثيوس نحوي والتقينا بأعيننا.

 

ثم مدّ يده ببطء وأحاط كتفي بذراعه.

 

صوته الهامس الذي يبدو أنه لي وحدي مرة أخرى. 

 

“لهذا لا يجب أن أتركك دون مراقبة.”

 

نظرت إليه بتعابير حائرة لبعض الوقت.

 

“. …”

 

شعرت بجفاف في فمي رغم أنني لم أفعل شيئا خاطئا. 

 

عيوناه المتلألئة في الظلام تمسكان بي لفترة طويلة قبل أن تلتفتا إلى الرجل المنطرح أرضاً.

 

“الآن بعد أن عرفت اسمي، يمكنك الانصراف.”

 

نظر الرجل بتعجب إلى إثيي للحظة.

 

“ولا تقترب منها مرة أخرى.”

 

عندما عبس إثيي قليلاً، ارتعد الرجل وانصرف مسرعا. 

 

 

* * *

 

 

جلسنا جنبا إلى جنب على حافة نافورة دار الرعاية ، تحت ضوء القمر الخافت.

 

“ما الذي أتى بسموه إلى دار سيستينا؟”

 

“لأراك.”

 

أجاب باختصار، فخفق قلبي بقوة مرة أخرى.

 

“ولماذا؟”

 

“. … اشتقت إليك.”

 

‘هل قرر اليوم أن يهاجم قلبي بهذا الشكل؟’ 

 

شعرت بالحرارة تعلو خديّ، وحاولت تحويل الموضوع. 

 

“آه، نعم ! لقد تلقيت الهدايا التي أرسلتها اليوم، المجوهرات … . كانت جميلة حقًا .”

 

“أعجبتك؟”

 

“نعم، سرقت قلبي بمجرد رؤيتها.”

 

كانت مجوهرات ثمينة تصلح أن تكون قطعاً فنية، جميلة بقدر ما كانت باهظة الثمن.

 

على أي حال، لن أستردها، لذا من الأفضل عدم ذكر سعرها.

 

“تساءلت إن كان من المناسب قبولها، رغم أنني راعية لك، لكن ما قدمته لي يكفي ويزيد.”

 

أردت أن أقول له أن يكف عن إفراغ محفظته، فالتزم شفتيه قليلاً.

 

“ما زال الطريق طويلاً، كاثرين.”

 

“ما الذي ما زال طويلاً؟”

 

نظرت إليه وأنا أشعر بدقات قلبي المتسارعة.

 

إثيي شخص يعيد الجميل، لكن ما تلقيتُه منه تجاوز بكثير ما قدمته له.

 

“بالإضافة إلى هذا . …”

 

أشرت إلى الخاتم الذي أعطانيه من قبل.

 

قال خبير المجوهرات اليوم أن قيمة هذا الخاتم تفوق كل المجوهرات الأخرى مجتمعة.

 

“هذا شيء ثمين، أليس ميراثا من الإمبراطورة الراحلة، وكنزاً وطنياً توارثه عائلة كلايد الإمبراطورية؟”

 

نظر إليّ إثيي بتلك العينين الواضحتين.

 

لم ينكر كلامي.

 

 يعني أنه أعطانيه وهو يعرف قيمته.

 

“إذا أعطيتني مثل هذه الأشياء … . لا يمكنك، لذا . …”

 

“كانت المرة الأولى.”

 

كلماته المفاجئة جعلتني أرتجف.

 

تحت ظلام الليل الداكن، نظر إليّ بعينين متلألئتين.

 

“لم أرغب في أحد بهذا الشديد من قبل.”

 

إثيوس الذي سار في طريق واحد فقط طوال حياته لاستعادة عرشه.

 

“ولم يسبق أن سهرت أفكر في أحد كل ليلة.”

 

“. …”

 

“ولم يحدث أن اشتقت إلى أحد بنفس قدر اشتياقي للعرش، بل وأكثر.”

 

هبت رياح لطيفة دغدغت شعري.

 

“كل هذا حدث لأول مرة.”

 

تحت ضوء القمر الخافت، بدا خدّه محمرا قليلاً.

 

نظر إليّ وقال. 

 

“لهذا أعطيتك أثمن ما أملك، كاثرين.”