قبل حفل الزفاف، دعت أرتيسيا اقارب ماركيزية روسان. كان هذا اول شيء قالته أرتيسيا.

“لن يكون هناك شيء مختلف عما كان عليه.”

مات جميع أحفاد ماركيز روسان المباشرين. على الرغم من الشكوك حول نسبها، اضطرت أرتيسيا إلى تولي الميراث باعتبارها السليلة الوحيد. في ذلك الوقت، لم يكن عدد الأشخاص الذين تمردوا على ما فعلته ميريلا قليلًا. ومع ذلك، في ذلك الوقت، لم يكن أحد يتمتع بالشرعية الكافية التي يؤمن بها ماركوس ويكون بمثابة السيد. لم يكن أحد مختصًا بما فيه الكفاية. لقد مرت السنوات دون إمكانية الوصول إلى سلطة ماركيزية روسان. اصطف البعض لصالح ميريلا، لكن معظمهم لم ينجحوا. بعد خسارة مجد الماركيزية، فقد عدد كبير منهم أعمالهم العائلية وأفلسوا. بعد روسان، قطع البعض العلاقات تمامًا مع الماركيزية وخططوا لطريقة للعيش. وكان بعضهم ناجحًا ماليًا. ومع ذلك، لم يعد أحد إلى المجتمع حيث كانت ميريلا. كان هناك الكثير من الأشخاص الذين توقعوا أنْ يتغيّر شيء ما عندما أصبحت أرتيسيا ماركيزة روسان بعد استقلالها عن ميريلا.

“حتى لو ورثت اللقب، فذلك بسبب الزواج. أليست فتاة صغيرة عمرها 18 سنة فقط؟ ستحتاج إلى وصي.”

“للسيطرة على قلب الدوق الأكبر إيفرون، كما هو متوقع، لا يمكن خداع الدم. لا، أنا أقول ذلك لأنّني أعتقد أنّه أمر عظيم.”

“سمعتُ أنّها تشاجرت وانفصلت عن ميريلا، لكن إذا كان الأمر كذلك، ألن تحتاج إلى قريب ليعتني بها من الآن فصاعدًا؟ وأكثر من ذلك إذا أرادت أنْ تقوم بعمل جيد مثل الدوقة الكبرى إيفرون.”

وانتشرت مثل هذه الهمسات بين الأقارب الذين تجمعوا في العاصمة بعد فترة طويلة. حاول بعضهم الاتصال بأرتيسيا أولاً. حتى الآن، تجاهلتهم أرتيسيا جميعًا. لأنّها كانت تعلم فعلاً أنْ أياً منها لا يمكن أنْ يكون مفيداً. ومع ذلك، فقد اعتقدت أنّه يتعين عليها التأكد مرة واحدة على الأقل حتى يظلوا هادئين في المستقبل وكذلك في حفلات الزفاف. فدعتهم إلى العاصمة وإلى الزفاف. وجمعتهم في مكان واحد. ظهرت أرتيسيا مع ماركوس وجلست على رأس الطاولة. 

لقد تحدثت أرتيسيا بشكل مباشر دون أنْ تقول مرحباً.

“مَن يعترض على حقوقي في الميراث لماركيزية روسان، فليخبرني الآن.”

لم يكن واحد أو اثنان غير راضين عن موقف أرتيسيا المتغطرس.

“الفتاة الصغيرة.”

“تم الاعتراف بها على أنّها ابنة مايكل فقط لأنّ الماركيز السابق أراد منع الفضيحة، لكن أليست في الواقع طفلة غير شرعية والدها غير معروف؟”

ومع ذلك، لا يمكن لأحد منهم أنْ يجادل. لم يُعرف أحد مَن هو والد أرتيسيا البيولوجي. ولكن لم يكن هناك شك في أنّها كانت واحدة من بنات مايكل. وجه أرتيسيا، وكيف يثبت ذلك موقف الماركيز السابق من الإسراع في التعامل مع الفضيحة. وباعتراف الإمبراطور ثبت حق الميراث. الآن، لا يمكن للجانب الضعيف أنْ يجرؤ على الحصول على حق الميراث. 

نظرت أرتيسيا الى الحشد.

“لن تندمج ماركيزية روسان مع دوقية إيفرون الأكبر. سأتزوج كفرد، وليس كعائلة لأسرة.”

وهذا ما وعدت به في حالة طلاقها.

“كما أنّني لا أخطط لاستخدام أفراد غير أكفاء لمجرد أنّهم قريبون من الدم. لذا، كما قلتُ، لا يوجد فرق.”

وقالت أرتيسيا بلا تعبير. 

“أعلم أنّني كنتُ غير مبالية للغاية حتى الآن. من الآن فصاعداً، سأقوم بواجبي. سأعطي معاشًا للمنزل الذي يصعب العيش فيه، وإذا بقي فقط كبار السن والأطفال، فسوف أعتني به. ماركوس سوف يعتني بكل شيء كوكيل لي، لذا اتصلوا به إذا كنتم بحاجة إلى أي شيء.”

سأل رجل بمنتصف العمر بصوت عال.

“أود أنْ أسألكِ شيئًا واحدًا. ماذا عن الميراث في حالة وفاة السيدة الوريثة؟ هل سيصبح جميع الأطفال المولودين أبناء الدوق الأكبر إيفرون؟”

لقد كان وقحاً. وكان أيضًا عملاً شجاعًا. لقد كان طرح مسألة الميراث أمام السيدة الوريثة التي كانت عمرها 18 عامًا فقط أمرًا بعيد المنال. اضافة الى ذلك، كان نفس الشيء أنْ تخبر فتاة صغيرة عن طفلها المستقبلي. لكن أرتيسيا لم تهتز أو تحمر خجلاً.

“سيكون المولود الأول خليفة لدوقية إيفرون الكبرى، وسيكون الطفل الثاني خليفة لماركيزية روسان.”

فكرت أرتيسيا: “لقد كان الأمر كذلك في عقد ما قبل الزواج. وبطبيعة الحال، لم تكن هناك فرصة لإنجاب طفل.”

قالت أرتيسيا ذلك بجفاف كما لو كانت تقرأ العقد. الرجل الذي اعتبر أرتيسيا فتاة صغيرة وحاول إذلالها، أصبح وجهه داكنا من رد فعلها الهادئ. نظر ماركوس إليه.

“ثم أعتقد أنّني أخبرتكم بكل شيء. يمكنكم البقاء بشكل مريح حتى حفل الزفاف ثم الذهاب. أنا مشغولة، لذلك لا أعتقد أنّ لدي الوقت لتحية الجميع واحدًا تلو الآخر.”

وقفت أرتيسيا من مقعدها. على الرغم من أنّ أرتيسيا قالت إنّه ليس لديها الوقت لاستقبالهم، إلّا أنّ العديد منهم تبعوها على عجل..

“السيدة الوريثة، السيدة الوريثة، هاه.”

منع ماركوس أولئك الذين يحاولون متابعة أرتيسيا بالوقوف أمامها.

قال ماركوس ساخراً.

“ابتعد! أحتاج إلى التحدث مع السيدة الوريثة. الخادم الشخصي الذي تخلى عن السيد وهرب!”

“هذا ما يجب أنْ أقوله.”

قال ماركوس ببرود.

“لم أنس بعد. ماذا قال الناس هنا عندما قلتُ أنّني اتُهمتُ بالمسمّم؟ إذا سجدتَ في ذلك الوقت، فافعل ذلك حتى النهاية! على عكس ما سبق، هذه المرة لن يكون هناك أي عيوب. الشخص الذي سوف تنحني له هذه المرة ليس مسمم السيد، بل السيد الشرعي.”

لم يكن أحد على استعداد. وذلك لأنّه لم يبق أحد، ولكن حتى لو كان هناك من بقي، فلن ينسوا الماضي وجاؤوا إلى هنا ليروا ما إذا كان هناك أي شيء يمكن الاستفادة منه. لذلك أظهر لهم ماركوس، مثل كلب عجوز، أسنانه دون تردد.

وتم إقامة حفل الزفاف في أحد القصور المملوكة لماركيزية روسان في العاصمة، وليس في دوقية إيفرون الكبرى. وكان السبب الرئيسي هو أنّ عملية التنظيف لم تنته حتى ذلك الحين. كانت الحيوانات لا تزال ترعى وسط المزرعة والحديقة، وكانت القوات المتناثرة تدخل وتخرج. لم يتم الانتهاء من الإصلاحات الداخلية. وكان من الأفضل استخدام قصر فارغ بدلاً من إنشاء قاعة للحفل. لم يكن هذا القصر التابع لماركيزية روسان عادةً منزلًا للعيش فيه، ولكن تم استخدامه مرة واحدة على الأقل في الموسم للترفيه. لقد كان أفضل من قصر إيفرون، الذي تراكم لسنوات طويلة فقط دون تغيير التصميم الداخلي على الإطلاق. بالطبع، لم تكن أرتيسيا لتجلب عددًا كبيرًا من الناس إلى القصر، حتى لو كان قصر الدوق الأكبر جميلًا. لم تكن المشكلة من الداخل، لكن الإصلاح الداخلي لم يكتمل. ولم يكن الأمر مختلفًا عن الإعلان عن قيامهم بإنشاء ممرات سرية ومنازل آمنة وتجهيزات جديدة أخرى من خلال دعوة الناس الآن… كانت نهاية الصيف. ولإيقاف صوت الزيز، كان الأولاد الذين تم تعيينهم بشكل منفصل يركضون حول الحديقة حاملين دلاء من الماء. لم يتمكنوا من التخلص منهم جميعًا، لذا يمكنهم على الأقل محاولة التخلص من الصوت عن طريق تخفيف أجنحته. وكان باب القصر كله مفتوحًا لاستقبال الضيوف. وتم وضع الشموع في كل مكان لحفل الاستقبال المسائي، وتم توزيع المشروبات على جميع الضيوف. كما شاركَ رئيس الأساقفة، الذي تمّت دعوته بشكل خاص، فضائله. وكان الباب الوحيد المغلق هو غرفة العروس في توفاليت. كان الداخل صادقًا في روعته. زينته إميلي بالدانتيل الأبيض والحرير الوردي الفاتح. وبفضل الورود الوردية المزخرفة في أماكن مختلفة، كانت مليئة بالرائحة الطيبة.

عندما دخلت الكونتيسة يونيس، أثارت ضجة.

“يا إلهي. هذا لطيف حقاً. أعتقد أنّ سموّهُ يهتم حقًا بالسيدة الوريثة. أوه لا، أنتِ الآن الدوقة الكبرى.”

“ليس بعد.”

“إذا تزوجتِ، سوف ترثين اللقب على الفور. أنا أقول لكِ، حفلات الزفاف يجب أنْ تكون هكذا.”

“سمعتُ أنّ حفل زفاف الكونتيسة يونيس كان رائعًا ومذهلًا أيضًا.”

“لقد كان ذلك بسبب والدي.”

هزّت أرتيسيا رأسها بخفة. وتمتمت في نفسها: “اعتقدتُ أنّ هذه الورود كانت مضيعة. لم يكن هناك سبب للاعتزاز به، ولكن لم يكن هناك سبب للتزيين أيضًا. غرفة توفاليت العروس هي مكان مفتوح فقط لأصدقائها المقربين. ومع ذلك، لم يكن لدي أي أقارب أو أصدقاء لدعوتهم. كنتُ أتوقع زيارة من ضيف واحد أو ضيفين فقط لأغراض سياسية. لذا، ربما قام الأشخاص أدناه بإعداد الزينة لتناسب وهم الزواج عن حب. وخاصة صوفي. لم أستطع حتى أنْ أتخيل أنّ سموه قد قطف الزهور وأرسلها بنفسه…”

“قلتِ أنّكِ ستذهبين لقضاء شهر العسل في الشمال؟”

“نعم. يتعين على اللورد سيدريك أنْ يتولى إدارة الدوقية الكبرى في الشتاء. يستغرق الأمر وقتًا طويلاً للذهاب إلى مناطق أخرى ثم العودة إلى الشمال.”

“ما زال شهر العسل. إنّه أمر سيء للغاية أنْ تنفقيه في الشمال المقفر. الدوق الأكبر إيفرون أكثر من اللازم. شهر العسل لا يأتي مرتين.”

ابتسمت أرتيسيا ابتسامة واضحة.

“لم يعد اللورد سيدريك إلى الأرض منذ ثلاث سنوات. يمكننا الذهاب إلى مكان آخر في أي وقت نريده.”

“حسنًا، مع زوج رائع، هل الشمال مكان رائع؟ حتى لو دُفنتِ في الثلج، سيكون الجو حارًا.”

ابتسمت الكونتيسة يونيس. لم تفهم أرتيسيا ما كانت تحاول قوله. لذلك تظاهرتْ بعدم المعرفة.

“أحب السفر في فصلي الربيع والصيف. ستكون هناك فرص في مرحلة ما.”

فكرت أرتيسيا: “الآن هو أفضل وقت لتحية أتباع الدوق الأكبر. وعلينا أيضًا أنْ ننظر إلى الوضع في الشمال. لم أعرف الدوقية الكبرى إلّا كتابيًا. كانت أراضيها ومقابرها المقفرة هي كل ما رأيته في عيني دوقية إيفرون الكبرى. لم يكن ذلك كافياً بالنسبة لي. هذا هو المكان الذي يُقدره سموه سيدريك. لحمايته بشكل صحيح، كان من الضروري أنْ أشعر به بجسدي وأتأكد منه بعينيّ…”

قالت الكونتيسة يونيس وهي تتلوى.

“حسنًا، السيدة الوريثة ليست عادية. يجب أنْ يكون هناك شيء أكثر أهمية من الاستمتاع بشهر العسل.”

طرق شخص ما على الباب. 

ضحكت الكونتيسة يونيس بصوت عال.

“هل جاء العريس الذي نفد صبره فعلاً؟”

قبل أنْ تفتح الباب، سُمع نداءً في الخارج.

“لقد وصلت صاحبة الجلالة الإمبراطورة.”

كانت الكونتيسة يونيس خائفة ووقفت.