“هذا كلام سخيف. أعتقد أنّني أستطيع التخلص منكِ من رقبتكِ بما فيه الكفاية مع 2 ذهب. حتى لو خاطرتِ بحياتكِ، فهذا لا شيء بالنسبة لي.”

قالت تيري وحاولت وضع يدها في المدفأة لإثبات ما كانت تقوله.

“شخص لديه روح انتقامية يساعد بما فيه الكفاية حتى لو تم إشعال النار فيه.”

أمسكت بها أليس على عجل.

ضحكت أرتيسيا بمرارة. 

“ليست هناك حاجة لفعل أي شيء غبي لإثبات تصميمكِ. ألن يكون من غير المجدي أنْ تصابي بحروق كبيرة؟”

“ثم هل ستستمعين إلى طلبي؟”

“حتى لو استخدمتكِ، لا أستطيع أنْ أرسلكِ إلى دوقية رويغار الكبرى أو كخادمة الماركيزة كاميليا، تيري. إنّها تعرف فعلاً كل شيء عنكِ تقريبًا. وهذا يعني أنّ الماركيزة كاميليا يمكنها معرفة ذلك بسهولة. وحتى لو كنتِ مفيدة، فقد لا أحقق رغبتكِ.”

“لكنكِ ستدمرين الدوق الأكبر رويغار والماركيزة كاميليا، أليس كذلك؟”

كان والد تيري الابن الثاني للبارون. ولم يكن اللقب موروثاً، بل كانت الرتبة في نهاية طبقة النبلاء. جذبت أخت تيري الكبرى الوحيدة اهتمام وإعجاب الدوق الأكبر رويغار. وكانت الدوقة الكبرى رويغار غير راضية عن ذلك. لم يحدث شيء حقاً، لم تكن أخت تيري الكبرى حمقاء بما يكفي لتدخل بعلاقة مع رجل لديه زوجة. حتى أنّ أخت تيري الكبرى لجأت إلى منزل أحد أقاربها في المنطقة الغربية لتجنب ذلك. ومع ذلك، قتلت الماركيزة كاميليا أخت تيري الكبرى لتُريح قلب الدوقة الكبرى رويغار. كان القتل صعباً، كان مقتل أخت تيري مقنعًا على أنّه انتحار. لم تصدق عائلة تيري أنّها انتحرت. لكن كان من المستحيل الكشف عن الحقيقة. ربما، حتى لو تم الكشف عنها، فإنّها لن تؤذي الدوق الأكبر رويغار أو الماركيزة كاميليا. كان هذا شائعًا جدًا لدرجة أنّه لم يكن يستحق الاهتمام به لفترة طويلة. بعد أنْ تُركت تيري وحدها بعد موت والديها حزناً، تخلت عن وضعها كنبيلة. وذهبت إلى عقار الفيكونت وايف للعمل كخادمة. كان ذلك قبل ثماني سنوات. لمدة ثماني سنوات أدركت تيري مدى عدم أهمية وجودها.

“لا يمكن أنْ تكون هناك قوة مطلقة في العالم. السيدة الشابة هي خطيبة الدوق الأكبر إيفرون وأخت اللورد لورانس. أيًا كان، أعلم أنّ السيدة ستقاتل الدوق الأكبر رويغار يومًا ما.”

نظرت تيري إلى أرتيسيا بعيون واضحة.

“إذا استخدمتيني لزيادة فرصكِ في الفوز، وإذا تمكنتِ من تدميرهم من خلال القيام بذلك، فسيكون ذلك انتقامي في النهاية.”

فكرت أرتيسيا: “هذا لا يمكن أنْ يكون كافيًا. ومع ذلك، بصفتها تيري، لم يكن هناك طريقة أخرى للانتقام سوى أنْ تكون جزءً من السلاح الذي سأحمله. عرفتُ بعض الأشخاص بمثل هذا التصميم. وكما قالت تيري، كان مثل هذا الشخص مفيدًا…”

“جيد. سأستخدمكِ. إذا كنتِ محظوظة، فقد تكونين جزءً من النصل الذي سيقطع رقبة الدوق الأكبر رويغار.”

“شكرًا لكِ.”

فكرت أرتيسيا: “كانت تيري سعيدة حقًا. لم يكن من الصعب وضع تيري في ما يحدث على أي حال. كنتُ انوي إرسال شخص ما إلى دوقية رياغان في الجنوب. قرّرتُ أنْ أضع تيري في مكانها. ومن غير الواضح ما إذا كان سيكون هناك أي استخدام في المستقبل. ومع ذلك، يجب إرسال الجاسوس في وقت لا يمكن فيه حتى التفكير في العلاقة العدائية قبل أنْ تصبح مفيدة. بفضل تيري، تمكنتُ من وضع حجر منفصل تمامًا عن تنظيم المعلومات الذي سيتم إنشاؤه في المستقبل. لم تكن هذه خطة في المخطط الأصلي، لكنها كانت نقطة كبيرة…”

“انهضي يا تيري.”

خلعت أرتيسيا حجابها. هذا يعني أنّ تيري كانت واحدة من أتباعها. نظرت تيري الى فريل مرة واحدة. ولكن سرعان ما انزلت نظرها بأدب. إذا اعتقدت أرتيسيا أنّه شخص لا تهتم بمعرفته، فهي لم تهتم أيضًا. هذا هو الهدف من الولاء. 

أعطتها ارتيسيا شهادة الزواج. أصبحت تيري فورد زوجة ليكسين، التي لم تكن تعرف حتى وجهه.

“أنتِ ستذهبين إلى البحر الجنوبي تحت اسم السيدة ليكسين. يمكنكِ أنْ تخبري متجر النسيج أنّكِ أصبحتِ محظوظة لكونكِ زوجة أحد النبلاء الصغار.”

“نعم.”

“بما أنّكِ قلتِ أنّ لديكِ أقارب من عائلة فورد في الجنوب، فلن يكون من الصعب الدخول إلى العالم الاجتماعي. في الطريق، ستتلقين خطاب تعريف من خادمة دوقة رياغان.”

“نعم.”

“من هناك، ستفعلين ما بوسعكِ. إذا أمكن، حاولي كسب ثقة الدوقة. إذا كان بإمكانكِ أن تكوني وصيفة، فهذا أفضل، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فيجب أنْ تكوني على الأقل صديقة للوصيفة.”

“نعم.”

“حسنًا، سأعود إليكِ عندما تكونين مفيدة.”

أعطتها ارتيسيا صندوقًا من خشب الأبنوس مبطنًا بالذهب. أخرجت تيري الخاتم من الصندوق وارتدته. ثم وقفت تيري. مع الصندوق الأبنوسي بين ذراعيها، ركعت تيري مرة أخرى.

“سأصلّي لله للحصول على الأخبار.”

“الذي يجب أنْ تُصلّي له ليس الله، بل الشيطان.”

“في كلتا الحالتين، لا يهم.”

“حظاً سعيداً.”

خرجت تيري.

عرضت أرتيسيا على فريل مقعدًا هذه المرة. كان عقل فريل مشوشًا. لقد سار على بعد خطوات قليلة من كرسي أرتيسيا.

“لإرسال جاسوس إلى دوقية رياغان، هل تشترين لقب نبيل غربي؟”

“نعم.”

“لماذا؟”

قامت أرتيسيا بإمالة إبريق الشاي المبرد على يدها.

“إنّ دوق رياغان ليس قوة مستقلة، بل هو خادم يتبع أوامر جلالة الإمبراطور. ولكن من أجل احتواء الإمبراطورية، من الضروري أن نضع القوى الجنوبية في الاعتبار.”

وفجأة، اتسع نطاق القصة بشكل هائل.

استيقظ عقل فريل. 

“هل ستقفزين إلى المعركة من أجل خلافة الإمبراطورية؟”

“نعم.”

“هل أنتِ جادة؟”

قالت أرتيسيا بوضوح.

“لماذا تعتقد أنّني لستُ جادة؟ كانت والدة الدوق الأكبر سيدريك أخت جلالة الإمبراطور. من النسب، ليس من المبالغة القول إنّ الدوق الأكبر سيدريك لديه الحق في ذلك في المقام الأول.”

أجاب فريل بحدة.

“لا تحاولي جر الدوق الأكبر إيفرون إلى حرب لا طائل من ورائها.”

“أنا متأكدة أنّكَ لم تفكر في ذلك من قبل، السير فريل. لم يكن من الممكن أنْ أكون الوحيدة التي اقترحتُ ذلك.”

وابتسمت أرتيسيا.

“القوة هي شيء له طبيعة استبعاد الآخرين. هذا شيء عليكَ القيام به من أجل البقاء.” 

فكرت أرتيسيا: “إذا لم أفعل شيئًا، فسيتم تطهير ما أمام سموه سيدريك. السلطة العسكرية التي أسرتْ قلوب الجنود خطيرة. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ بطل الشعب أكثر خطورة. إذا كان لديه كلاهما في نفس الوقت ولديه نسب إمبراطوري، فيجب إزالته أولاً، وغني عن القول. لو كان سموه سيدريك غبيًا أو غير كفؤ، لكان بخير. إذا كان الأمر كذلك، فسيكون إيفرون قادرًا على تأمين الأمان من خلال مد يده إلى أحد الوريثين. لكن سموه سيدريك جيد جدًا. حتى لو كان فريل نفسه أحد شخصيات لورانس أو رويغار، فمن المؤكد أنّه سيحاول التخلص منه…”

“لقد فهمتُ كلام السيدة. ولكن كيف يمكنني أنْ أثق بالسيدة الوريثة؟ السير لورانس هو الأخ الحقيقي للسيدة.”

“سيكون من الصعب التصديق حتى لو قلتُ إنّ الشخص غير المؤهل لا ينبغي أنْ يكون إمبراطورًا. فماذا لو أخبرتكَ أنّني أطمع في منصب الإمبراطورة؟ هل هذا قابل للتصديق؟”

“لقد اقترحت السيدة عقد زواج لمدة عامين. إذا كان الغرض هو أنْ تكوني الإمبراطورة، لكان زواجًا مناسبًا وليس زواجًا محدد المدة.”

“فعلتُ. أريد منع الدمار. البديل الوحيد هو اللورد سيدريك.”

“السيدة الوريثة.”

“إنّ الإمبراطورية تفتقر فعلاً إلى حيوية تأسيسها. لقد أصبح القانون عفا عليه الزمن، وهناك المزيد من الأشياء التي لا تؤدي عملها بشكل صحيح. الآن، الإمبراطور مرتفع ويتم الحفاظ عليه. الإمبراطور أناني وجشع ومستبد، لكنه ليس غير كفء، ولكن هل يستطيع الأخ لورانس أو الدوق الأكبر رويغار توحيد الإمبراطورية حقًا مثل الإمبراطور غريغور؟ أنا لا أعتقد ذلك.”

“لن أنكر ذلك.”

“سيتم التخلي عن الشمال، وسوف تدمر الأمواج الوحشية الغرب، وسيكون الشرق مستقلاً، وسوف تلتهم مملكة إيميل الجنوب. سوف تتمزق الإمبراطورية إلى أشلاء.”

أغلقت أرتيسيا عينيها وتنفست الصعداء. وفكرت: “لقد كافحتُ بشدة للحفاظ على الإمبراطورية بعد أنْ أصبح لورانس ولي العهد. ومع ذلك، كان من الأفضل ترك الأمر على حاله. إذا كنتُ سأموت على أي حال، فمن الأفضل لي أنْ أقاتل وأفتح عصرًا جديدًا بدلاً من أنْ يتم تدميري في أيدي الإمبراطور المجنون. إذا كان الأمر كذلك، لكان لدى سموه سيدريك طريقة للتعافي…” 

شعرت أرتيسيا بالألم ووضعت يدها على صدرها. وحاولت السيطرة على عقلها. وتمتمت في نفسها: “لكن على طريقة سموه سيدريك، فهو لا يملك السلطة في السياسة الإمبراطورية في الوقت الحالي. ومن أجل الحصول على القوة نفسها، هناك حاجة إلى وسيلة مناسبة. لا يمكن تحقيق عدالة سموه سيدريك إلّا بعد توليه السلطة. عرفتُ أنّ طريقتي قد لا تكون صحيحة، لكنها كانت فعالة. لقد كانت لدي فعلاً تجربة ناجحة. لم تكن حياة ناجحة، ولكن ربما تم طردي لاحقًا، لكن لم يكن لذلك علاقة بعملية رفع لورانس إلى منصب الإمبراطور. مرة أخرى، أنا واثقة من قدرتي على القيام بذلك. دوري هو منح سموه سيدريك السلطة. كما هو الحال مع لورانس، فإنّ العمل بعد ذلك لم يكن لي…”

“لذا فهي سنتان. أنْ أقف إلى جانب سموهُ، وأنْ أفعل الأشياء التي لم يستطع إيفرون القيام بها.”

وظل فريل صامتاً لبعض الوقت. لقد كان حكيماً بما يكفي لفهم معنى كلمات أرتيسيا.

قصف قلب فريل وفكر: “المستقبل، وحجم العزيمة، والذكاء، والحكمة التي تتمتع بها فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً فقط، أشعر بالخجل من نفسي.”

“أنا أفهم ماذا تقصدين. أنتِ على حق. لن أخبر جلالته بهذا الأمر.”

تنفس فريل تنهيدة صغيرة. وفكر: “يأتي ولاء الدوق الأكبر ودعمه من حقيقة أنه كان شخصًا عادلاً. من خلال الإضرار بها، لا يمكن تحقيق إرادة السيدة أرتيسيا. لكن في الوقت نفسه، عليها أنْ تفعل شيئًا لا يستطيع فعله. في النهاية سوف تنهار السيدة أرتيسيا، وتفعل ما لا يستطيع إيفرون فعله. عرفت أنّه أنا أفضل شخص لمساعدتها. لأنّني أعرف كيف أشك. يمكنني أنْ أشك في السيدة أرتيسيا وأشك في ما تفعله. وعلى العكس من ذلك، فإنّني سوف أشكك في أي معلومات واردة. ويمكنني الحكم على ذلك بما يتجاوز معرفة الدوق الأكبر. ما هو مطلوب لهذا النوع من العمل ليس الولاء. إنها عدم الثقة والحكمة. ولهذا السبب كشفت السيدة أرتيسيا كل شيء لي على الرغم من علمها أنّ ذلك قد يشكل تهديدًا لمنظمتها.”

ركع فريل ببطء أمام ارتيسيا. وكما في قسم الولاء، أحنى رأسه وقبل ظهر يدها.

“سوف تحتاجين إلى الدعم، أليس كذلك؟ سوف أكون معكِ.”

أعطت أرتيسيا إيماءة صغيرة.